جاريث ساوثجيت.. تخليد الكارثة بإعلان بيتزا

السبت، 05 يونيو 2021 - 14:09

كتب : فادي أشرف

جاريث ساوثجيت

موسم 1995/1996 كان رائعا لأستون فيلا. حينها أنهوا الدوري في المركز الرابع، وفازوا بكأس الرابطة. الأمور كلها كانت في مكانها بالنسبة لمدافع الفريق الأساسي جاريث ساوثجيت.

كان من الطبيعي أن يزامل ساوثجيت، توني آدامز وستيوارت بيرس وجاري نيفيل في دفاع إنجلترا في أهم بطولة كأس أمم أوروبية في تاريخها، يورو 1996، على أرض الأسود الثلاثة.

لعب ساوثجيت كل دقيقة من البطولة من عمر البطولة. إنجلترا تعادلت في البداية ضد سويسرا 1-1، لكنها تعافت سريعا بانتصارين أمام اسكتلندا 2-0 وهولندا 4-1، قبل أن تمر من ربع النهائي بفضل ركلات الترجيح ضد إسبانيا.

تلك كانت آخر مرة تفوز بها إنجلترا بمباراة بركلات الترجيح، قبل أن تبدأ الكثير من القصص التي كان لساوثجيت دور البطولة فيها.

England's Euro 96 squad: The full list of 22 players who took the Three  Lions to the semi-finals

مباراة نصف النهائي وضعت المستضيف أمام العدو الأزلي. ألمانيا.

سيناريو رائع، آلان شيرر تقدم في الدقيقة الثالثة، لكن شتيفان كونتز تعادل للألمان في الدقيقة 16، قبل أن تستمر المباراة مغلقة دون فرص حتى الوصول لركلات الجزاء.

في يومنا هذا، يعرف الجميع سمعة إنجلترا مع ركلات الترجيح. تلك السمعة بدأت من كأس العالم 1990 حينما أهدر كريس وادل وستيوارت بيرس مرتين أمام ألمانيا الغربية، الاستثناء حدث أمام إسبانيا، لكن القاعدة عادت للسيطرة ضد ألمانيا مرة أخرى.

سجل الفريقان الـ 5 ركلات الأولى. نجوم كبار، آلان شيرر وديفيد بلات وستيوارت بيرس وبول جاسكوين وتيدي شيرينجام، سجلوا ركلاتهم والآن الدور على ساوثجيت.

تسديدة ساوثجيت جاءت متواضعة ولم تكن لتخدع حارس عملاق مثل أندرياس كوبكه، لينبري أندرياس مولر للركلة السادسة ويطرد إنجلترا من قلب ملعب ويمبلي، ويؤهل ألمانيا للنهائي الذي فازت به ضد التشيك.

How Gareth Southgate is using his own bitter failure to end England's  penalty curse

حسنا، لا جديد، خسرت إنجلترا ركلات الترجيح. أمر سيحدث كثيرا في السنوات المقبلة، لكن غير الطبيعي ما سيحدث بعد ذلك.

الكل شاهد إعلان مروان محسن في شهر رمضان الماضي، حينما ربط بين إهداره للفرص وعدم إهداره لفرصة الاستثمار في العقارات.. ولكن محسن لم يهدر ركلة جزاء أمام العدو الأزلي لبلاده في نصف نهائي البطولة القارية التي تستضيفها.

ساوثجيت فعل نفس ما فعله مروان محسن، ربما بشكل أكثر قسوة.

إعلان لسلسلة مطاعم بيتزا هت. كريس وادل وستيوارت بيرس يتناولان البيتزا، ومعهما شخص ثالث يرتدي الكيس الأخضر الشهير للمطعم فوق رأسه.

وادل وبيرس يتندران حول إهدار ركلات الجزاء في سخرية واضحة من صاحب الكيس الأخضر، قبل أن يقوم بخلعه ويتناول قطعة من البيتزا "ليشعر بشعور أفضل" حسب وصفه. خلف الكيس الكرتوني كان جاريث ساوثجيت.

بالطبع الإعلان كان سببا في عاصفة غضب شديدة، ليصرح ساوثجيت بعدها "تمنيت ألا أؤدي هذا الإعلان".

استمر ساوثجيت مدافعا دوليا وحاضرا للأسود الثلاثة، ولعب لأستون فيلا وميدلزبره قبل أن يعتزل في 2006، وبعدها تولى تدريب نفس الفريق حتى 2009، ثم درب شباب إنجلترا وحقق نجاحات كبرى معهم بين 2013 و2016، قبل أن يعطيه القدر فرصة لتكفير ذنبه الذي اقترفه في ويمبلي بتدريب الأسود الثلاثة الكبار.

قاد ساوثجيت منتخب إنجلترا لنصف نهائي كأس العالم، ولسخرية القدر، فاز على كولومبيا بدور الثمانية بركلات الترجيح. أول ركلات ترجيح تفوز بها إنجلترا منذ الفوز على إسبانيا في يورو 1996، بعد 22 عاما و4 خسائر ضخمة بنفس الطريقة في اليورو وكأس العالم.

ساوثجيت بدا وأنه تذكر ما فعله في ويمبلي قبل 22 عاما، وترك احتفالات فريقه ليواسي ماثيوس أوريبي لاعب كولومبيا الذي أهدر ركلة منتخبه الرابعة.

Gareth Southgate Proves He's a LAD By Consoling Colombian Player - LADbible

في بطولة يورو تقام جزئيا في ويمبلي، أمام ساوثجيت بجيل ذهبي شاب فرصة لتكفير ما تبقى من ذنبه لجمهور إنجلترا.

التعليقات