الدوري الأوروبي مفتاح العودة.. ماذا تغير في يونايتد وهل سولشاير ناجح؟

الأربعاء، 26 مايو 2021 - 00:04

كتب : رامي جمال

أولي جونار سولشاير - مانشستر يونايتد

منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون عن التدريب عانى مانشستر يونايتد الأمرين وغاب عن منصات التتويج بالبطولات الكبرى.

من ديفيد مويس إلى لويس فان جال ثم بعض من الهدوء مع جوزيه مورينيو قبل إقالته إلى أولي جونار سولشاير أنفق يونايتد الملايين من الجنيهات الإسترلينية وضم العديد من النجوم بمبالغ باهظة.

ولكن ظل يونايتد غائبا عن التتويج بالبطولات الكبرى، ولكن في كل مرة كان هناك حجر أساس للعودة كان هو لقب الدوري الأوروبي الأقرب إلى قلعة الشياطين الحُمر.

ويستعد يونايتد لملاقاة فياريال غدا الأربعاء في ملعب إنيرجا جدانسك في بولندا في نهائي الدوري الأوربي.

لقاء يخوضه يونايتد لثاني مرة بعد عام 2017 حينما توج باللقب على حساب أياكس أمستردام آنذاك.

فماذا تغير في طريق يونايتد للنهائي في 2017 و2021؟

الفارق الأبرز لو تحدثنا عن النتائج وكيفية الوصول للنهائي ففي 2017 كان يونايتد يفوز بصعوبة وكان قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة في أكثر من مرة.

أمام روستوف الروسي في دور الـ16 تعادل يونايتد خارج ملعبه بهدف لمثله وفاز في أولد ترافورد بهدف دون رد.

في ربع النهائي تعادل مع أندرلخت بقيادة ريني فايلر ذهابا وإيابا بهدف لمثله ولولا هدف ماركوس راشفورد في الأشواط الإضافية لحدث ما لا يحمد عقباه.

وتكرر الأمر في نصف النهائي ضد سيلتا فيجو فاز يونايتد في إسبانيا بهدف دون رد وتعادل إيابا بهدف لمثله.

وكاد جون جويديتي يقصي يونايتد خارج الأبطال لكنه فشل في تسديد الكرة رغم الانفراد التام بالمرمى الخالي من حارسه سيرجيو روميرو.

في المقابل فإن يونايتد الذي شارك في الدوري الأوروبي الموسم الحالي بعد توديعه دوري الأبطال تأهل للنهائي بسهولة ربما عدا مواجهة ميلان.

اكتسح يونايتد منافسه ريال سوسيداد خارج ملعبه برباعية دون رد، وتعادل معه سلبيا في العودة في دور الـ32 مكرر.

في دور الـ16 تعادل في ملعبه مع ميلان بهدف لمثله وفاز خارج ملعبه في سان سيرو بهدف بول بوجبا.

أما في نصف النهائي فقد فاز ذهابا وإيابا على غرناطة بالنتيجة ذاتها بهدفين دون رد.

حجر أساس

أهمية الدوري الأوروبي بالنسبة لمانشستر يونايتد تتمثل في حصوله على دفعة معنوية كبرى قبل الموسم الجديد أملا في المنافسة بقوة وربما حصد لقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزائنه منذ عام 2013.

وقال أولي جونار سولشاير مدرب الفريق في المؤتمر الصحفي للقاء فياريال: "هذه ليالي هامة لنا، قد تكون حجر أساس لنا لأشياء أفضل ستحدث، إنه مستقبل مشرق هذا فريق صغير هذا فريق قمنا ببنائه خلال السنوات الأخيرة، أتمنى أن تكون هذه بداية لشيء أكبر".

سولشاير نفسه قبل لقاء ولفرهامبتون في آخر جولات الدوري الإنجليزي قال: "نحن لسنا قريبين من المكان الذي نريده لكن لدينا طموح للتحسن وهناك تحسن حدث، كنا في المركز الثالث الموسم الماضي والثاني حاليا وحصلنا على نقاط أكثر".

تلك التصريحات توضح مدى أهمية ذلك اللقب له بشكل شخصي ولناديه بشكل عام، لقب سيعطي مشروعه دفعة قوية للغاية والمزيد من الصبر عليه حتى حال حدوث أي انتكاسات

ذلك اللقب سيساهم ربما في بقاء بول بوجبا وتمديد تعاقده، ضم العديد من الصفقات الأخرى، اقتناع اللاعبين بالمشروع وبسولشاير أكثر فأكثر.

عودة الثقة

أحد أبرز الأشياء التي عادت إلى مانشستر يونايتد هي الثقة، ثقة اللاعبين في بعضهم البعض والثقة في مدربهم بشكل أكبر.

كيف؟

في عام 2017 تحت إمرة مورينيو كان الفريق يفوز ولكن لم يكن هناك ثقة وظلت الأمور تسير هكذا إلى أن جاء الموسم الثالث الكارثي وحدثت الانقسامات في غرفة خلع الملابس بل وهاجم المدرب البرتغالي بعضا من لاعبيه علنا مثل بوجبا ولوك شاو.

في المقابل أحد أبرز الأشياء في ثالث مواسم سولشاير هو ثقة اللاعبين فيه.

عودة لوك شاو لمستواه ما أدى لاستدعائه إلى قائمة منتخب إنجلترا المبدئية ليورو 2020.

الدفاع عن بوجبا ضد الانتقادات دائما وحتى مع تصريحات وكيله مينو رايولا كان دائما المدرب النرويجي يحمي اللاعب الفرنسي من هجوم الجماهير عليه.

تجديد تعاقد إدينسون كافاني رغم تصريحات والده أن الأخير لا يشعر بالراحة في إنجلترا ويريد اللعب لبوكا جونيورز.

كل تلك الأمور أدت لوجود غرفة ملابس قوية ما أدى إلى وجود الثقة وبالتالي تحسن النتائج.

وعلى الرغم من البداية الكارثية للموسم في الدوري الإنجليزي والهزيمة بستة أهداف لهدف ضد توتنام ومورينيو نفسه لكن يونايتد عاد واحتل المركز الثاني في النهاية وهو أمر يتكرر لثاني مرة فقط منذ اعتزال فيرجسون، بل وكان الفريق أحيانا ينافس على اللقب.

هل سولشاير ناجح؟

هذا السؤال تُصعب الإجابة عليه فلكل شخص رأي ولكن الأرقام تشير حقا لحدوث تطورات ملحوظة ليونايتد تحت إمرة سولشاير.

قبل تولي النرويجي مسؤولية تدريب يونايتد لم يفز النادي سوى بالدرع الخيرية مع مويس، كأس الاتحاد الإنجليزي مع فان جال، الدوري الأوروبي وكأس الرابطة والدرع الخيرية مع مورينيو.

هذا بالإضافة لاحتلاله المركز الثاني في الدوري الإنجليزي تحت إمرة مورينيو.

مع سولشاير الذي تسلم المهمة منتصف موسم 2018-2019 أنهاه سادسا بفارق أربع نقاط عن المركز الرابع.

في الموسم التالي أنهى الدوري ثالثا ثم في ثانيا في نظيره المنقضي.

مع سولشاير أصبح يونايتد متواجدا بشكل مستمر في نصف النهائي في مختلف البطولات، فقد بلغ تلك المرحلة خمس مرات في عامين، منهم مرتين في الدوري الأوروبي.

الإبقاء على بوجبا وجعله سعيدا وتجديد تعاقد كافاني وجعل ديفيد دي خيا يستعيد بعضا من مستواه في ختام الموسم الجاري وتطور فريد ولوك شاو كل تلك الأشياء تشير إلى عمل حقيقي يحدث في الكواليس.

قال الصحفي لوك إدواردز في مقاله عبر صحيفة "تيليجراف" الإنجليزية سابقا بعدما كان دائم الهجوم على سولشاير "أنا مدين لك باعتذار يا سولشاير".

وأوضح "لقد تحمل سولشاير الكثير من التشكيك المستمر دون توقف ولكنه أثبت خطأ الجميع، لقد قلت سابقا إن المكان الوحيد الذي سيذهب له يونايتد معه هو الاصطدام بجدار ولكنني أخطأت".

وأضاف "للتأكيد على مدى دوره فعلينا إلقاء نظرة على اختلاف أداء الفريق بين شوطي المباراة، فوفقا لنتائج الشوط الأول الفريق سيحتل المركز الـ13 لكن في نظيره الثانية سيتربع على الصدارة، نعم هذا يوضح أن الفريق يبدأ مبارياته ببطء شديد لكنه يوضح أنه بين الشوطين هناك فريق يستمع لمدربه بشكل جيد".

وأكمل الصحفي الإنجليزي حديثه "في تواجد سولشاير مع يونايتد طُرد مورينيو من توتنام وأقيل فرانك لامبارد من تشيلسي ورحل ماوريسيو بوكيتينو عن سبيرز كذلك".

وأتم لوك إدواردز "تحقيق لقب الدوري الأوروبي سيكون إنجازا لكنه شارك فيها بعد الإقصاء من دوري الأبطال، المركز الثاني شيء جيد لكنه لن يظل جيدا للأبد، الفريق في حاجة لتحسين صفوفه في الصيف، لكن برغم كل ذلك فإن يستحق سولشاير الحصول على أدوات تساعده في عملية البناء".

لذا فإن سولشاير أصبح في منتصف طريق النجاح لإعادة يونايتد لمكانته المعهودة لكن الشرط الأساسي بالنسبة للكثيرين هو أهم لقب، لقب الدوري الإنجليزي وربما تكون البداية باقتناص الدوري الأوروبي من فياريال.

التعليقات