الأهلي في المونديال (2) - ريح عالأريكة.. واستمتع بـ أبو تريكة

الأحد، 31 يناير 2021 - 22:48

كتب : عمرو عبد المنعم

محمد أبو تريكة - الأهلي في مونديال الأندية 2006

فاز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا 2006 بالهدف التاريخي للأسطورة محمد أبو تريكة في شباك الصفاقسي التونسي بملعب رادس.

ذهب الأهلي للمشاركة في كأس العالم للأندية للمرة الثانية على التوالي في اليابان.

الجهاز الفني للأهلي كما هو بقيادة مانويل جوزيه. تغييرات بسيطة في قائمة اللاعبين المشاركة في مونديال الأندية.

تغييرات كثيرة وكثيرة في الأجواء المحيطة بالفريق وطريقة تفكير اللاعبين قبل السفر إلى اليابان.

اختلافات أكثر في طريقة الاستعداد للمشاركة في مونديال الأندية.

كل ما فعله الأهلي عندما ذهب إلى اليابان قبل عام من الآن للظهور لأول مرة في البطولة عام 2005، فعل عكسه تماما في 2006.

الأهلي في المونديال.. سلسة يقدمها لكم FilGoal.com عن مشاركات المارد الأحمر السابقة في كأس العالم للأندية.

وذلك قبل أيام من ظهور الأهلي للمرة السادسة في كأس العالم بعد تتويجه بدوري أبطال إفريقيا 2020، والتأهل للمشاركة في مونديال الأندية الذي يقام في قطر.

ويفتتحه الأهلي بمواجهة الدحيل القطري يوم الخميس المقبل.

اقرأ الحلقة الأولى - الخروج من المدرسة مبكرا لمشاهدة الأهلي في اليابان

ويقدم FilGoal.com الحلقة الثانية لكم.

التعلم من أخطاء الماضي

سقف طموح اللاعبين والجماهير. كل هذا أصبح الحديث عنه بشكل واقعي ومنطقي عكس توقعات المرة الأولى للأهلي في المونديال.

"فارق التوقيت والساعة البيولوجية ودرجة الحرارة أقل من الصفر".. كانت هذه مصطلحات جديدة على الأهلي وجماهيره خلال المشاركة الأولى في مونديال الأندية في اليابان.

لكن الأهلي تعلم من درس 2005 وعالج كل هذه الأمور في 2006.

السفر المبكر إلى اليابان

الأهلي قرر السفر إلى اليابان قبل مواجهة أوكلاند سيتي بأسبوع كامل.

قرار يراه البعض طبيعي لكنه ساعد الأهلي في التغلب على كل من فارق التوقيت والساعة البيولوجية للاعبين ودرجة الحرارة المنخفضة.

يحتاج الإنسان ليوم كامل للتغلب على كل ساعة فارق توقيت من بلده إلى بلد أخرى.

لذلك كان قرار الأهلي بالسفر إلى اليابان قبل أسبوع من أول مباراة، للتغلب على فارق التوقيت بين مصر واليابان الذي يبلغ 7 ساعات. وإعادة الساعة البيولوجية للاعبين إلى طبيعتها.

7 أيام في اليابان كانت كفيلة أن يعتاد جميع اللاعبين على الطقس البارد ودرجات الحرارة المنخفضة، ما جعل استعداد الفريق للمباريات أفضل بكثير من المشاركة الأولى في المونديال.

جاء موعد المباراة الأولى ضد أوكلاند سيتي بطل نيوزيلاندا.

القرعة وضعت الأهلي في مواجهة أضعف فرق البطولة وهو أوكلاند سيتي.

الأمر الذي لم ينخدع به الأهلي أو جماهيره بسبب التعلم من درس المشاركة الأولى في المونديال والخسارة أمام اتحاد جدة السعودي.

طلب مانويل جوزيه من اللاعبين عدم الخوف واللعب بكل قوة وكأنها مباراة نهائي المونديال.

الساحر البرتغالي شدد على كل اللاعبين من الاستهانة بفريق أوكلاند سيتي، وضرورة القتال في المباراة لتحقيق الفوز لأن وضع الفريق في البطولة لا يتحمل خسارة في أول مباراة كما حدث العام الماضي.

الجماهير تستعد في مصر

الاستعداد للمباراة في مصر من قبل الجماهير لم يقل شيئا عن استعداد لاعبي الأهلي لها.

المباراة في الثانية عشر ظهرا، الكل بدأ قبل عدة أيام التخطيط والبحث عن المكان الذي سيشاهد فيه الأهلي في مونديال الأندية مرة جديدة.

هذه المرة كانت الجماهير تشعر بالقلق والحذر من المباراة، وكان الخوف كبيرا من خسارة الأهلي كما حدث العام الماضي أمام اتحاد جدة.

أعداد الجماهير التي شاهدت المباراة تزايدت بشكل كبير عن العام الماضي، الجماهير نفسها اعتادت على الأجواء والمباريات التي تُلعب مبكرا.

المقاهي اكتظت بالجماهير الحمراء لمشاهدة فريقها في مونديال الأندية رغم الطقس البارد.

الكل في حالة ترقب ماذا سيفعل الأهلي الذي أصبح أكثر قوة من العام الماضي؟

بالفعل جنى الأهلي ثمار ما تعلمه من المشاركة في مونديال 2005 وحقق الفوز على أوكلاند بثنائية دون رد سجلها أمادو فلافيو ومحمد أبو تريكة من ركلة حرة مباشرة.

قررت إدارة الأهلي صرف مكافأة فورية لكل لاعب في الفريق قدرها 9 آلاف دولار، ما يساوي وقتها 50 ألف جنيها وهي أكبر مكافأة لمباراة في تاريخ الأهلي.

الأجواء في مصر كانت خيالية بعد فوز الأهلي وتأهله لنصف النهائي في مواجهة إنترناسيونال البرازيلي.

لعب الأهلي ضد إنترناسيونال وكان خصما قويا وعنيدا لبطل أمريكا الجنوبية.

تقدم إنترناسيونال ورد الأهلي بوابل من الهجمات والفرص على مرمى الفريق البرازيلي.

ركلة حرة مباشرة بعد منتصف الملعب بعدة أمتار أطلق منها عماد النحاس تسديدة صاروخية أبعدها الحارس بصعوبة.

كرة أمام منطقة الجزاء سددها أبو تريكة بشكل مفاجئ لم يشاهدها الجميع لكن صوت اصطدامها بالقائم كان أعلى من أصوات الجماهير التي صرخت الفرصة الضائعة.

الشاطر ينطلق من الناحية اليمنى ويرسل عرضية تصل إلى محمد شوقي داخل منطقة الجزاء ويسدد الكرة أعلى المرمى.

طارق السعيد يصول ويجول في الجهة اليسرى ويرسل عرضية يقابلها فلافيو برأسية رائعة ويسجل التعادل.

ومن ركلة ركنية يسجل إنترناسيونال هدف الفوز في نهاية المباراة.

ملخص مباراة الأهلي وإنترناسيونال

يحكي مانويل جوزيه "خسرنا نصف النهائي أمام إنترناسيونال الذي فاز بلقب البطولة وكانت المباراة تعادل 1-1 ومن خطأ تلقينا هدف الخسارة، لكننا لعبنا بقوة ودون خوف وكان لنا فرص أكثر للفوز ولكن في النهاية فاز الفريق البرازيلي ثم هزم برشلونة وحقق اللقب".

ويضيف "كان أمر لا يصدق، فريق من إفريقيا يلعب كفرق أوروبا وينهي البطولة في المركز الثالث.. كانت لدينا الفرصة للعب في النهائي أمام برشلونة لأننا كنا أفضل من إنترناسيونال في مباراة نصف النهائي".

ريح عالأريكة.. واستمتع بـ أبو تريكة

يذهب الأهلي لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ضد كلوب أمريكا المكسيكي.

يحصل الأهلي على ركلة حرة مباشرة من أمام منطقة الجزاء. ويقدم أبو تريكة لتسديد الركلة.

يسدد أبو تريكة بطريقة رائعة ويسجل هدف التقدم للأهلي في شباك أوتشوا حارس منتخب المكسيك وكلوب أمريكا.

يرتفع صوت عصام الشوالي معلق المباراة قائلا تعليقه الشهير: "ريح عالأريكة واستمتع بـ أبو تريكة".

ثم يتعادل سالفادور كابانياس بضربة رأسية لفريق كلوب أمريكا.

الجميع الآن ينتظر نهاية المباراة بالتعادل والذهاب لركلات الترجيح لحسم المركز الثالث.

لكن أبو تريكة كان له رأيا آخر.

استلم الماجيكو الكرة في وسط الملعب ومررها إلى فلافيو وانطلق داخل منطقة الجزاء، ليتسلمها مرة ثانية من المهاجم الأنجولي ويضعها بشكل مباشر في الشباك.

جوووووووووووووووووووول أبو تريكة يسجل هدف الفوز.

أبو تريكة أصبح هداف البطولة برصيد 3 أهداف، وتم إبلاغه من قبل المنظمين بحصوله على جائزة ثالث أفضل لاعب في البطولة.

تسلم الأهلي الميدالية البرونزية وحصد الفريق المركز الثالث بكأس العالم للأندية 2006 في اليابان.

لعب إنترناسيونال ضد برشلونة في النهائي وفاز الفريق البرازيلي على بطل أوروبا للعام الثاني على التوالي.

بعد المباراة تم الإعلان عن الجوائز الفردية.

أفضل لاعب في البطولة ديكو من برشلونة.

آرلي لاعب إنترناسيونال في المركز الثاني. رونالدينيو في المركز الثالث.

أبو تريكة غير موجود في قائمة أفضل اللاعبين رغم إبلاغه بذلك.

يتحدث مانويل جوزيه ويقول "لعبنا ضد فريق مكسيكي كان يقول قبل البطولة إنه سيفوز بلقب مونديال الأندية، لكننا فزنا عليهم وحصدنا منهم المركز الثالث".

"كان هذا الإنجاز أفضل تصنيف لفريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية في البطولة، وكانت جائزة عادلة بالنسبة لنا لأن الإعلام المصري قبل سفر الأهلي إلى اليابان وضع علينا ضغط كبير وكانوا يريدون أن نفوز بالبطولة وهذا أمر مستحيل بالتأكيد".

"لاعبو الفرق الأخرى محترفون بشكل كبير جدا ولاعب واحد من برشلونة يجني من الأموال أكثر من فريق الأهلي بالكامل، بل ويتبقى معه الكثير من الأموال يستطيع ادخارها، بالإضافة إلى برشلونة كان لديه أفضل اللاعبين في العالم وقتها".

"لذلك فوز الأهلي بالمركز الثالث في 2006 يعتبر انعكاس يدل على أن هذا الفريق هو الأفضل في إفريقيا والشرق الأوسط ومصر، والجائزة كانت تدل على قيمة الفريق".

"وعند عودتنا إلى مصر الجماهير استقبلت اللاعبين استقبال الأبطال".

استقبال الأبطال كما وصفه مانويل جوزيه هو ما وجده الأهلي عند عودته إلى مصر قادما من اليابان وتحقيقه المركز الثالث في مونديال الأندية 2006.

انتهت الحلقة الثانية من سلسلة الأهلي في المونديال. إلى اللقاء في الحلقة الثالثة

التعليقات