نهائي كوبا ليبرتادوريس - بالميراس وسانتوس.. لقاء مختلف ومتفرد وتاريخي

السبت، 30 يناير 2021 - 12:45

كتب : إسلام أحمد

بالميراس - سانتوس - كوبا ليبرتادوريس - الصورة من الحساب الرسمي للبطولة

عام 1914 قرر مجموعة من الطليان يعيشون في ولاية ساو باولو إنشاء نادي يُدعى "بالستيرا إيطاليا" وفي العالم التالي استهدف النادي المشاركة في بطولة باوليستا –بطولة الولاية- ومن أجل المشاركة كان الشرط أن يختاروا فريقا كبيرا من الولاية ويفوزا عليه.

اختار فريق "بالستيرا إيطاليا" سانتوس لخوض المباراة الودية بهدف اجتماعي وهو التبرع بجميع الأموال التي تم جمعها لضحايا الجفاف شمال شرق البرازيل.

في الثالث من أكتوبر وعلى ملعب "فيلودرومو دي ساو باولو" أقدم ملاعب البرازيل انتهت المباراة بفوز سانتوس 7-0.

ولأن بطولة الولاية كانت ودية للهواه، تم استبعاد نادي "سكوتش واندررز" بعدما تم اكتشاف أنه يدفع رواتبا للاعبين وحصل نادي "بالتسيرا إيطاليا" على مكانه في المسابقة عام 1916 لينضم لأول مرة وسط الكبار في الولاية.

في عام 1942 وبسبب مساندة البرازيل في الحرب العالمية الثانية للحلفاء على حساب المحور والذي ضم إيطاليا، تحول اسم "بالستيرا إيطاليا" إلى بالميراس.

حقبة الستينيات شهدت واحدة من أعظم فترات سانتوس في البرازيل بقيادة الأسطورة بيليه ومن جهة أخرى تواجد أديمير دي جويا في بالميراس.

سيطر سانتوس على لقب بطولة باوليستا في تلك الحقبة فيما حصد بالميراس اللقب في 3 نسخ، وصارت تُعرف مواجهة الفريقين بـ "كلاسيكو الاشتياق" أو "كلاسيكو الذكريات الجيدة".

2015 تعد واحدة من أهم السنوات في تاريخ المنافسة بين الفريقين، سانتوس والمُلقب بـ "الأسماك" فاز ببطولة باوليستا في أبريل بركلات الترجيح عن طريق لوكاس ليما –لاعب بالميراس الحالي- والذي خلد الذكرى بوشم على ساقه.

وفي الدوري تهّكم ريكاردو أوليفيرا على لاعبي بالميراس بعد إحرازه هدفا، وهو ما أثار حفيظة لاعبي وجماهير "فيرداو" أي الأخضر الكبير ويُعرف بأيضا بالخنازير.

وفي مباراة الإياب في الدوري خاض أوليفيرا –لاعب ميلان السابق- شجارا مع فيرناندو براس حارس بالميراس المخضرم ما زاد من الحدة بين جميع الأطراف قبل أن يلتقي الفريقان في نهائي كأس البرازيل 2015.

الذهاب انتهى 1-0 لسانتوس والإياب 2-1 لبالميراس سجل هدفي بالميراس دودو –لاعب الدحيل القطري الحالي- ولجأ الفريقان لركلات الترجيح.

فيرناندو براس انبرى للركلة الأخيرة لتسديدها ويظهر تعليق "جابريل ماشادو" الإيقوني "إذا سجل براس، فأن بالميراس هم الأبطال" فسدد براس و"بالميراس الأبطال" معلنا فوز الأخضر باللقب.

اليوم سيكون نهائي كوبا ليبرتادوريس 2020، أطول نسخة في تاريخ اللقب الأغلي في أمريكا الجنوبية بـ 375 يوما من بداية البطولة 21 يناير 2020.

نهائي برازيلي خالص للمرة الثالثة بعد نسختي 2005 و2006، ومواجهة كلاسيكية لناديين من أقطاب البرازيل تاريخيا.

كلا الفريقان يخوض النهائي الخامس له قاريا، لكن يبحث سانتوس عن لقبه الرابع ليصبح أكثر فريق برازيلي تتويجا باللقب، في حين يريد بالميراس حصد لقبه الثاني.

الفريق الفائز سيحمل اللقب رقم 20 للبرازيل، فيما تظل أندية الأرجنتين الأكثر تتويجا باللقب برصيد 25 لقبا، مقابل 8 ألقاب لأندية أوروجواي.

صحيفة "ساو باولو فولها" البرازيلية وصفت المباراة بالفريدة والمختلفة والتاريخية، واختتمت "اللقب سيكون أبدي، حتى إذا فاز أي فريق باللقب، ستكون نسخة 2020 فريدة".

مختلف فيجمع الفريقان لأول مرة في المسابقة القارية، فريد كونه مباراة نهائية على ملعب ماراكانا، وتاريخي لأنها تحمل الرقم 331 في تاريخ مواجهات الفريقين.

بالميراس

لم يخسر بالميراس سوى مباراة واحدة من 12 وفاز في 9 وتعادل في 2، سجل لاعبوه 32 هدفا واستقبل 6 أهداف وخرج الفريق بشباك نظيفة في 7 مواجهات في النسخة الحالية.

اعتمد بالميراس على رباعي في خط الظهر وهو ما كان سر تفوقه لكن الفريق تغيرت خطته لثلاثي في الخط الخلفي أثناء مواجهتي ريفر بليت في المربع الذهبي تحت قيادة البرتغالي أبيل فيريرا.

بالميراس بطل الدوري البرازيلي 2016 و2018 اعتمد في السنوات الأخيرة على قوة دفاعه وهو ما سانده الموسم الحالي عن طريق الظهير الأوروجوياني ماتياس فينا وجابريل مينينو في مركز الظهير الأيمن ويلعب أيضا كلاعب وسط.

في الهجوم يعد لويز أدريانو مهاجم ميلان وشاختار دونتسك الأوكراني صاحب الخبرات ومن خلفه يأتي جوستافو سكاربا وروني للاعتماد على السرعات ومباغتة دفاع الخصوم.

ركز مع هؤلاء

روني

ساهم المهاجم في تسجيل 12 هدفا بـ كوبا ليبرتادوريس، سجل 5 وصنع 7 ويمثل الخطر الأكبر لبالميراس لقدرته على الهجوم من على الأطراف أو العمق وهو ما يتيح له التسجيل أو صناعة هدف كل 64 دقيقة.

جابريل مينينو

في موسمه الأول مع الفريق أصبح عنصرا مهما للفريق خاصة على الجهة اليمنى، بدأ تحت قيادة فاندرلي لوكسمبورجو كظهير أيمن ثم تحول للاعب وسط أيمن وأحرز هدفا صاروخيا في شباك بوليفار البوليفي.

تحت قيادة أبيل فيريرا صار مينينو يلعب كلاعب وسط مهاجم أيمن أمام ديلفين الإكوادوري وسجل هدفا، وكلاعب وسط مدافع وسجل أمام ليبرتاد الباراجوياني، وفي نصف النهائي لعب كظهير وسط أيمن في ظل الاعتماد على خطة 3-4-1-2، أي أنه يلعب في كل نواحي الملعب.

البرازيلي البالغ 20 عاما ثاني أكثر لاعب ساهم بتسديدات للفريق بـ 29 تسديدة (15 محاولة و14 صناعة للفرص محققة) وأكثر من لمس الكرة بين لاعبي فريقه.

المدير الفني – أبيل فيريرا

قال عمرو وردة عن مدربه البرتغالي السابق إنه "دمر مسيرته" عقب رحيله من باوك.

في ديسمبر 2019 عندما فاز فلامنجو باللقب القاري، وعد ماريسيو جاليوتي رئيس بالميراس جماهيره بمدرب يمتلك الحمض النووي الهجومي.

سعى لجلب الأرجنتيني خورخي سامباولي وفشلت المفاوضات فتعاقد مع فاندرلي لوكسمبورجو أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي.

بداية واعدة في كوبا ليبرتادوريس وحصد لقب بطولة باوليستا على حساب كورينايثنز، وأعطى الفرصة لجابريل مينينو وباتريك دي باولا.

الخسارة من ساو باولو ثم كوريتيبا فتحت الباب لرحيله، سعى بالميراس لم الإسباني ميجيل أنخيل راميريز الفائز بلقب كوبا سود أمريكانا 2019 لكن في النهاية أصبح أبيل فيريرا مدرب سبورتينج براجا الأسبق مديرا فنيا في أكتوبر الماضي.

في 25 مباراة فاز البرتغالي في 14 وتعادل في 6 وخسر 5، وحال حقق اللقب قد يكون ثاني برتغالي يفوز بالكأس بعد جورج جيسوس مع فلامنجو والأوروبي الثالث في تاريخ القارة اللاتينية.

سانتوس

لم يخسر سانتوس أيضا سوى مباراة واحدة من 12 وفاز في 8 وتعادل في 3، سجل لاعبوه 20 هدفا واستقبل 9 أهداف وخرج الفريق بشباك نظيفة في4 مواجهات في النسخة الحالية.

سيختار كوكا المدير الفني واحدة من خطتي 4-3-3 و4-2-3-1 والتي اعتمدهما طيلة مشواره في البطولة.

يعتمد كوكا على الفنزويلي يفيرسون سوتيلدو في مركز صانع الألعاب الذي ينطلق على الأطراف بكامل الحرية للعبث بدفاع الخصم.

المخضرم مارينيو صاحب الـ 30 عاما وجد نفسه الموسم الحالي ويشكل خطورة سانتوس من الجهة اليمنى وكذلك لوكاس براجا من الجهة اليسرى.

كايو جورجي البالغ 19 عاما هو هداف الأسماك في كوبا ليبرتادوريس ويعرف كيفية التسجيل رغم صغر سنه ليجذب أنظار كبار الأندية الأوروبية مؤخرا.

ركز مع هؤلاء

مارينيو

أكثر من تحصل على أخطاء في النسخة الحالية بـ 42 خطأ لصالحه منها 13 أمام بوكا جونيورز في المربع الذهبي، 5 منها أدت لهجمات خطيرة على مرمى الفريق الأرجنتيني.

كما يعد أكثر من سدد على مرمى الخصوم في المسابقة بالتساوي مع كارلوس تيفيز مهاجم بوكا جونيورز ورافائيل سانتوس بوري مهاجم ريفر بليت بـ 38 تسديدة، وأغلب كراته تأتي من خارج منطقة الجزاء (25)، لكنه سجل في النهاية 3 أهداف في المسابقة دون احتساب هدفه من ركلة جزاء.

يفيرسون سوتيلدو

الفنزويلي البالغ 23 عاما صنع 28 فرص لزملائه في البطولة كثالث أكثر لاعب صنعا للفرص، وثاني أكثر لاعب صنعا للفرص من لعب مفتوح بـ 24 فرصة.

وهو أكثر لاعب أكمل مراوغات ناجحة بين لاعبي الفريقين في النهائي بـ 23 مراوغة.

كايو جورجي

هداف سانتوس برصيد 5 أهداف في المسابقة، لا يعد مهاجما تقليديا بل يخرج من منطقة الجزاء لربط الخطوط، لكن أغلب تسديداته تأتي من داخل منطقة الجزاء بـ 20 من 24 تسديدة.

المدير الفني - كوكا

بدأ سانتوس عام 2020 مع البرتغالي المخضرم جوزفالدو فيريرا بعدما رحل خورخي سامباولي عن تدريب الفريق متجها لأتليتكو مينيرو.

بدأ الفريق مع مدرب الزمالك السابق بقوة في كوبا ليبرتادوريس لكن نتائج الفريق وتوديعه لبطولة باوليستا في أغسطس الماضي دفعت الإدارة لإقالته وتعويضه بـ كوكا لنهاية الموسم.

المدرب الفائز بكوبا ليبرتادوريس 2013 مع أتليتكو مينيرو بقيادة رونالدينيو عرف كيفية التعامل مع مشاكل النادي المالية ودون صفقات كوّن قوة هجومية تأهل بها لنهائي كوبا ليبرتادوريس رغم تذبذب النتائج محليا.

الملعب – ماراكانا

ملعب البرازيل الأسطوري سيحتضن فقط 7800 شخصا في مدرجاته يشغلها موظفو النادي والمندوبون أي 10% من سعته بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.

وستقام المباراة في الظهيرة بتوقيت البرازيل –العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة- من أجل إفساح المجال لأكبر كم من المشاهدة للحدث النهائي الكبير، إذ ستذاع البطولة في أكثر من 150 دولة حول العالم.

الفائز سيحصد جائزة مالية قدرها 22.5 مليون دولار والوصيف 15 ملايين دولار، وسواء فاز سانتوس أو خسر سيحل هذا أزمة كبيرة للنادي.

خاتم يساوي البطولة

أفضل لاعب في المباراة سيحصد خاتما من الشركة الراعية ويتكلف 20 مليون دولار أي قيمته تساوي قيمة الجوائز المالية للمسابقة جرام من الذهب الأصفر وتحتوى 131 ماسة وياقوت أصفر وزمرد.

النسخة الماضية حصد برونو هنريكي الجائزة الذهبية عيار 18، ومرصعا بـ 128 ماسة و44 ماسة بيضاء لتشكل صورة الكأس و68 ماسة سوداء.

مدير الشركة الراعية والتي تقدم الخاتم قال في نهائي النسخة الماضية: "أن يتم الاعتراف بك كأفضل لاعب في البطولة هو أمر غير عادي ونريد تكريم هذه القصة بخاتم مذهل وفريد من نوعه".

التعليقات