جوتي وطريقته الخاصة في عزف "الروك أند رول"

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 12:42

كتب : إسلام مجدي

جوتي

"كنت سأحب كثيرا أن أكون نجم روك أند رول بالطبع". كانت تلك كلمات جوتي نجم ريال مدريد في وقت سابق حول سؤاله عما سيفعله غير كرة القدم.

ذلك النمط من العزف الموسيقي الذي بدأ في أمريكا خلال خمسينيات القرن الماضي وانتشر بصورة كبيرة ومن أعلامه إلفيس بريسلي وجوني كاش والبيتلز وغيرهم، وفي كرة القدم هناك خوسيه ماريا جوتيريز هيرنانديز، أو لنقل ببساطة جوتي.

(إعادة نشر بمناسبة إتمام جوتي 44 عاما اليوم)

بإمكاننا النظر إلى مسيرة جوتي بصورة مختلفة قليلا، الانتقادات تقول إنه لاعب مشكوك في قدرته على حسم المباريات، وغير جدير بالثقة وكذلك ليس جديرا بقميص ريال مدريد، خاصة وأنه يفتقر للثبات على مستوى وحيد وظل 6 أعوام متواصلة هي عمر مسيرته الدولية لم يرتد خلالها قميص منتخب إسبانيا سوى 13 مرة سجل خلالها 3 أهداف.

جوتي انضم إلى ريال مدريد في عمر الـ8 أعوام ومثل أندية القسم C ثم B قبل أن يفرض نفسه في الفريق الأول عام 1995 حينما واجه إشبيلية وقدم مستوى لفت إليه الأنظار.

مشكلة جوتي أنه لم يجد حظا على الإطلاق، في عام 2000 كان فلورنتينو بيريز قد تولى رئاسة النادي، ووقتها كان الملكي بطلا لدوري أبطال أوروبا والثلاثي الإسباني راؤول جونزاليس وإيكر كاسياس وجوتي قد أثبت نفسه وجميعهم أتوا من أكاديمة النادي وكانوا في بداية العشرينات من أعمارهم، لكن ذلك لم يكن متوافقا مع رئاسة بيريز.

قبل بيريز كان رامون كالديرون رئيس النادي قد وعد بأن يعتمد ريال مدريد على اللاعبين الإسبان وأبناء الأكاديمية مع استثمار بعض الأموال لضم لاعبين.

في موسم 2000-2001 وهو واحد من أفضل مواسم جوتي مع الملكي كان فيسنتي ديل بوسكي مدربا له، وطلب من لاعب الوسط الإسباني أن يحل محل فيرناندو مورينتس المصاب كمهاجم للفريق، وسجل 14 هدفا في ذلك الموسم أعلى معدل تهديفي له في مسيرته على الإطلاق في موسم واحد وكان أحد الأعمدة الرئيسية في تحقيق ريال مدريد للقب الدوري الـ28.

خلال تلك الحقبة كانت مسيرة جوتي مزدهرة الجميع مهتم بتحوله من خط الوسط إلى الهجوم وكيف تعامل معها الأضواء مسلطة عليه قبل وصول رونالدو الظاهرة البرازيلية في عام 2002. ليعود جوتي إلى دوره الطبيعي في وسط الملعب.

حظ جوتي العاثر أن زين الدين زيدان وديفيد بيكام انضما للملكي كذلك ليخرج عن صمته في 2003 ويقول: "كل الأبواب تغلق أمامي، تطورت كلاعب وسط حتى وصل زيدان، وتطورت كمهاجم حتى جاء رونالدو، والآن أنا مع منتخب إسبانيا كلاعب وسط وجاء بيكام إلى النادي".

حينما انضم بيكام إلى ريال مدريد كان أخر لاعب من الممكن أن يحبه جوتي، وبدا ذلك واضحا من حديث اللاعب الإسباني قبل انضمام النجم الإنجليزي وبعد رحيله.

صرح جوتي قائلا: "إشاعات ضم لاعبين لا تزعجني ولكن ليس أمرا صحيحا أن تكون تغطية ضم بيكام بهذه الصورة قبل مباراة في الدوري، لا أفهم ولا أصدق أن هذا يحدث ريال مدريد يلعب وتغطية المباراة أقل من تغطية ضم بيكام".

وبعد رحيل بيكام إلى لوس أنجلوس جالاكسي قال: "برحيل بيكام كل شيء سيهدأ الآن، لقد انزاح الكثير من الضغط، رحيل اللاعبين المشاهير جلب للتشكيل هواء نقيا".

كتب آدم جونز صحفي "جارديان" البريطانية: "هناك جدال كبير حول أن تطور جوتي تم اعتراضه بسبب رفض ريال مدريد تقبل مركزه الطبيعي في الملعب".

وأضاف "جيل الجلاكتيكوس أتى ورحل وظل جوتي متواجدا".

ولعل أبرز ما يمكن أن تتذكر به الجماهير جوتي هو طريقته في التمرير وقدرته على إيصال الكرة ببراعة إلى أي مكان.

وقال عنه رونالدو: "جوتي كان أفضل موهبة في تشكيلة ريال مدريد خلال فترتي مع النادي".

ويمكننا تذكر ذلك جيدا خلال مواجهة ديبورتيفو لاكورونيا في عام 2010 حينما وصلته الكرة على قدمه اليمنى وهو أعسر ليمررها بالكعب إلى كريم بنزيمة الذي يسكنها الشباك.

قال جوتي: "رأيت بنزيمة قادم وفعلت أسهل شيء ممكن، مررت الكرة بكعبي إليه".

حينما اعتزل زين الدين زيدان في عام 2006 كان الكل ينظر إلى جوتي لكي يحل محله في خط وسط الفريق. وضع ذلك الكثير من الضغط عليه، الأمر ذاته حدث له خلال عام 1999 حينما رحل كلارنس سيدورف عن النادي الملكي لينضم إلى إنتر ميلان.

وفي فترة فابيو كابيللو مع ريال مدريد خلال موسم 2006-2007 شارك جوتي بدلا من راؤول في الشوط الثاني ضد إشبيلية، الملكي كان متأخرا بهدف سجله إنزو ماريسكا، ليصنع النجم الإسباني هدفين لرود فان نيستلروي وروبينيو ويفوز الملكي بنتيجة 3-2.

كابيللو في تلك الفترة عاش موسما من الصراعات أشهرها كان مع جوتي وسط تهديد نقلته الصحافة أنه سيجعله دوما على مقاعد البدلاء وقال له :"جوتي أنا من يتخذ القرارات وأحذرك ستتواجد دوما على مقاعد البدلاء.

بجانب مشاكل جوتي لشعوره النفسي السيء وأزماته مع مدربيه جاءت الإصابات التي كانت تجعله يغيب لفترات طويلة.

وجه أخر لجوتي كانت رغبته الدائمة في الاحتفال وعاداته غير الصحية التي أثرت كثيرا على موهبته، وانتقادات دائمة حول إهداره لموهبته الرائعة بسهولة.

قال اللاعب الإسباني في وقت سابق :"أنا من نوعية الأشخاص الذين لا يحبون النهار أو الليل، أحب الاستمتاع بالليالي وأحب أن أعيش اللحظة في لحظتها". كان ذلك خلال عام 2009.

وفي يونيو عام 2010 قال :"مستقبلي مع ريال مدريد؟ أرى نفسي أقضي إجازة سعيد في إيبيزا".

كتب عنه جاكسون هوانج صحفي "بليتشر ريبورت": "بإمكانه أن يغير أبعاد اللعب لفريقه إنه يمكنه أن يكون كاكا أو رونالدو أو إيجواين أو تشابي هيرنانديز، طريقته في صناعة اللعب لا مثيل لها، وأسلوبه ورؤيته بإمكانها أن تقهر أقوى دفاع، لكن للأسف كان دوما يهدر كل ذلك بسهولة".

فيما يخص القدرة امتلك جوتي كل ما يتمناه أي لاعب، تنوع في المراكز ورؤية ممتازة وتمريرات متقنة ومهارة شديدة ربما ليس سريعا لكنه كان دائما يسبب مشاكل لكثير من الدفاعات.

لعب جوتي ما يقرب من 550 مباراة وفاز بـ15 جائزة، ما يقرب من 25 عاما من خدمة ريال مدريد، جوتي كان يتوقع منه أن يكون عازفا ومطربا للروك أند رول في الملاعب، إسبانيا رأته أسطورة قادمة وريال مدريد كذلك، لكنه كان جوتي.

التعليقات