بالقرب من شخصية باتشيكو.. لأن القيام بمعجزة يتطلب الكثير من الأشياء

الأحد، 18 أكتوبر 2020 - 11:20

كتب : إسلام مجدي

جايمي باتشيكو

ربما تعرف الجماهير المصرية جايمي باتشيكو بشكل عام من الفترة الأولى التي قضاها في مصر وكانت قصيرة والثانية حاليا مع الزمالك، في المرتين شخص مرح داعم للاعبيه ويتحدث عن الجميع بالخير.

لا شك أن 3 مباريات و3 أسابيع ليست فترة كافية للحكم على أي شيء لكن المدرب البرتغالي يمتلك إنجازا لا يُنسى في البرتغال.

في نادي بوافيشتا ستجد لقبا وحيدا للدوري ذلك اللقب كان في موسم 2000-2001 للمدرب الطموح جايمي باتشيكو، حينها كانت معجزة أن يخرج الدوري من الثلاثة الكبار، بورتو وسبورتنج لشبونة وبنفيكا.

حتى عام 2000 كان الفريق الوحيد الذي توج بطلا للدوري في البرتغال هو بيلينينسش في 1945-1946.

"هؤلاء الذين يتساءلون عادة حول أحقية الإنجاز الذي حققه الفريق لا يعلمون جودتهم كبشر وكمحترفين، فقط هذا النوع من اللاعبين بالعزيمة والاحترافية دائما نجحوا في أن يجعلوا الثلاثة الكبار في ظلالهم، الأمر لم يكن لقب دوري فقط كان أكثر من ذلك". -جايمي باتشيكو.

--

لكي نتعرف أكثر على قوة إنجاز كتيبة باتشيكو، فريق بوافيشتا لم يكن شهيرا قبل ذلك اللقب سوى بزيه الذي يشبه رقعة الشطرنج، اكتسبوا من خلاله لقب Axadrezados أو أصحاب النمطين المختلفين.

النادي كان دوما في ظل جاره، بورتو، سمعته كانت دوما مكتسبة كونها مجرد "أكاديمية" يخرج منها اللاعبين لينضموا إلى الكبار الثلاثة، مثلا جيمي فلويد هاسيلباينك ونونو جوميز أحد الأمثلة على رحيله مواهبته بعيدا.

hasselbaink – Incognito Football

قرر جواو إدواردو دي لوريريو أن يعين مدربا طموحا، قائد البرتغال السابق، جايمي باتشيكو كمدرب للفريق.

سُمعته منذ 1997، شخصية رائعة ومحفز كبير، ومدرب يمكنه أن يخرج الأفضل من اللاعبين خاصة هؤلاء المهمشين أو الذين يعتبرون من فئة مستويات 7\10.

في أول موسم كامل له قاد بوافيشتا ليكون ثانيا في 1998-1999 وفي الموسم التالي احتل المركز الرابع، قبل أن يتمكن أخيرا من حصد لقب الدوري.

"فزنا لأننا الأفضل" – جايمي باتشيكو بعد الفوز بنتيجة 3-0 على أفيش يوم 5 مايو عام 2000 ليحصد لقب الدوري.

Boavista. Uma transição conturbada que acaba com Jaime Pacheco - É Desporto

--

FilGoal.com يصحبكم في هذه الرحلة القصيرة قبل ساعات من ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الرجاء والزمالك، والتي نسلط من خلالها الضوء على جايمي باتشيكو كما لم نعرفه من قبل.

اتجه FilGoal.com للحديث مع واحد من أبرز لاعبي باتشيكو، يمكننا أن نصفه بالجندي المثالي له، أحد مقاتليه في وسط الملعب ولاعب اعتمد عليه كثيرا، خورخي كوتو.

Jorge Couto

لماذا خورخي كوتو؟ أولا لأنه زامل باتشيكو في الملعب حينما لعب الثنائي سويا للعملاق بورتو، وثانيا لأنه لعب تحت إمرته كمدرب، والآن لنرى كيف يرى زميله في الملعب ومدربه السابق عن كثب.

"للأسف لم أعد أرى الفرق التي يدربها السيد باتشيكو، لأن آخر عام درب خلاله في البرتغال كان 2008-2009 حينما كان مع بيلينينسش، منذ ذلك الحين درب في عدة دول مختلفة" – هكذا بدأ كوتو حديثه مستغربا لماذا قد نتساءل عنه الآن؟

هل حدث شيء؟ لا شيء فقط باتشيكو على بعد خطوتين من بلوغ نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

يتابع كوتو: "لا يمكنني أن أقول إن كانت طريقة لعبه أو تفكيره قد تغيرت، لكنه مدرب مرن يلعب بأكثر من نظام يعتمد كثيرا على الخصوم وطريقتهم، لكن نظامه التكتيكي المفضل دائما وأبدا 4-2-3-1".

وواصل "إنه مدرب يحب أن يكون فريقه تنافسي للغاية متحفز ولديه رد فعل قوي للخسارة، أن يكون لديه خطة بديلة سواء فاز أم خسر، دائما هناك حل".

وتابع "أعتقد أن فترة 3 أسابيع ليست كافية لكي يمكن له تطبيق أفكاره ومبادئ اللعبة مع لاعبيه، كان الحل المثالي أن يحظى بوقت أطول ليعمل مع الفريق لكن ذلك لم يكن متوفرا".

Boavista: Jorge Couto lidera nova equipa B | MAISFUTEBOL

وأكمل " الأمر ليس منوطا بالطريقة فقط، لكن من الجوانب البدنية".

وأردف "باتشيكو مدرب يحب الفوز، يحث فريقه على الوصول للمناطق التي يمكن من خلالها إنهاء الهجمات في المرمى".

ماذا عن شخصيته وقد تعاملت معه عن كثب كثيرا؟

يجيب كوتو: "إنه شخص مباشر للغاية ليس فقط مع لاعبيه لكن مع الصحافة كذلك".

وتابع "بالنسبة للاعبيه؟ إنه متطلب للغاية، إن شعر بالرضى عنك سيتبعها بالمزيد من الطلبات، يحب أن يتواصل ويتفاعل مع لاعبيه ويخلق روحا جيدة في الفريق".

Jaime Pacheco: «Somos uma equipa abandonada»

حتى في الأوقات الصعبة؟ هل يتصرف هكذا؟

"سلوكه يكون تنافسي دوما، يحفزك، لديه القدرة على خلق روح من عدم الارتكاز على ما حققته، أن يكون لديك روح التضحية والطموح".

هل تعتقد أن ذلك قد يسمح له في الوقت القصير أن يحقق شيئا؟ أقصد لو كان الموقف مماثلا وقد عاصرته؟

"الموقف المثالي أن يتواجد لبعض الوقت أكثر وأن يكون حصل على عدد أكثر قليلا من المباريات، لكنني أعتقد أيضا لأنه بسبب نصف النهائي ولأهمية اللقاء، هناك حافز قوي من جانب اللاعبين".

--

في كل عام يحتفل بوافيشتا وصحف البرتغال بإنجاز باتشيكو وفريقه، إنجاز نادر وكبير حصد 77 نقطة من 34 جولة بفارق نقطة وحيدة عن العملاق بورتو، ليكون ثاني فريق يخطف اللقب من الثلاثة الكبار لأول مرة منذ عام 1946.

"في كل مرة نقوم بتقييم لقب 2000-2001 نبدأ في ملاحظة شيء جديد، سيكون شيئا غير متوقع، فقط الكثير من الجودة والوحدة والعمل ليصبح النجاح ممكنا". باتشيكو لصحيفة "ريكورد" البرتغالية في الذكرى الـ14 للتتويج بلقب الدوري.

لنقترب أكثر من شخصية المدرب البرتغالي ورؤيته في أعين البرتغال، اتجه FilGoal.com للحديث مع ماريو كاجيكا المذيع والمحلل البرتغالي لقناتي "أ بولا" و"إيليفن" البرتغاليتين.

قال كاجيكا: "يحب اللعب بطريقتي 4-2-3-1 و4-3-3، ليس مدربا يقدر ما يمكن وصفها المباريات ذات الجودة الكبيرة، لكنه واقعي للغاية، فرقه تلعب بقوة كبيرة للغاية، يُعرف هكذا في البرتغال، يحب من لاعبيه أن يكونوا أقوياء وحادين".

وواصل "أفضل إنجاز له على الإطلاق كان لقب الدوري مع بوافيشتا، كانت تلك هي البطولة الوحيدة للفريق".

وأكمل "3 أسابيع مدة قصيرة، لكن الأمر يعتمد على اللاعبين المتواجدين للمهمة، لأنهم لو ملائمين لطموحاته وطريقته، إن كانوا يلعبون بنفس طريقته سيكون من السهل له، لأنه يحب هذا النوع من اللاعبين الأقوياء الحادين المتحفزين".

Jaime Pacheco. “O melhor capitão foi o Manuel Fernandes” – Observador

وأردف "ليس مدربا دفاعيا أو هجوميا، لكنه مدرب يحب أن يلعب بأسلوب واقعي لكن ليس دفاعي للغاية، ليس معروفا في البرتغال حاليا كثيرا، لأنه ظل بعيدا لفترة طويلة للغاية ولم يدرب لفترة طويلة، لذا لا يمكنني أن أقدم تقييما كاملا، لكنه لم يتغير كثيرا عن الماضي".

وتابع "إنه أسلوب جايمي باتشيكو، قوي وعنيف وفرقه تلعب بقوة وحدة كبيرة، سيطلب من لاعبيه تقديم الأفضل وأن يكونوا 100% ملتزمين مع النادي لكي يعيد مكانة الفريق للقمة".

ماذا عن شخصيته؟

قال كاجيكا: "إنه شخص مباشر للغاية، وواضح مع الإعلام ولاعبيه، وتلك جودة جيدة له، ليس لديه أي حوار دفاعي مع الإعلام يقول دوما ما هو بحاجة له، وينتقد ما يعتقد أنه بحاجة للانتقاد وتلك جودة رائعة لديه".

وتابع "يمكنني وصفه كشخص مباشر، لديه مبادئه، يمكننا وصفه أنه من المدرسة القديمة، ولديه تاريخ قديم، وفاز بلقب مع بوافيشتا".

واسترسل "في البرتغال يُنظر له كشخص قام بمعجزة بأن توج بطلا للدوري مع بوافيشتا، لديه هذا الإنجاز في سيرته الذاتية وهو أفضل إنجاز حتى الآن".

وأكمل "الناس في البرتغال قد يكونوا نسوا بعض الشيء قدراته بسبب غيابه لفترة طويلة عن التدريب هنا".

وأردف "شخص لا يحب الخسارة ينتقد كثيرا ما لا يعجبه ولا يحتفظ بالأمر أو يدور حوله، مباشر تماما".

واسترسل "شخصية باتشيكو قوية للغاية وفي هذه الفترة القصيرة يمكنه أن يبث روحا معنوية قوية بين اللاعبين، لأنه شخص مؤثر لديه عقلية قوية وهذه الطريقة يمكنها أن تساعد بطريقة ما تطوير عقلية اللاعبين في تلك الفترة القصيرة".

Jaime Pacheco. “O melhor capitão foi o Manuel Fernandes” – Observador

--

أخيرا قرر كوتو أن يوجه رسالة إلى زميله ومدربه السابق، الذي حقق معه إنجازا تاريخيا.

"أتمنى أن يكون بصحة جيدة وسعيدا في مصر، أتمنى أن يقوم بعمل رائع في الزمالك، وأن يبدأ الأمر بالفوز بدوري الأبطال". – خورخي كوتوا إلى جايمي باتشيكو.

التعليقات