لويس كامبوس.. "الرجل الخفي" صاحب "روائع" ليل

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 - 18:06

كتب : FilGoal

لويس كامبوس - المدير الرياضي لموناكو وليل

بعد الرحيل عن موناكو في 2017 قال لويس كامبوس: "لا أريد أن أبدو متعجرفا، لكني أؤكد لكم أنني سأخلق (روائع) أخرى مثل هذه في مسيرتي المهنية".

نادي ليل الفرنسي منذ ذلك الحين أصبح واحدا من أهم مصادر المواهب الشابة في القارة العجوز لكبار الأندية وصارت نفس الأندية تتهافت من أجل الحصول على خدماته، لويس كامبوس المدير الرياضي.

مانشستر يونايتد وأرسنال وبرشلونة وريال مدريد وميلان وروما وباريس سان جيرمان ومرسيليا حاولوا أن يتعاقدوا مع كامبوس لمهمة المدير الرياضي في السنوات الأخيرة ومحاولاتهم باءت بالفشل.

إيتور كارانكا لاعب ريال مدريد السابق وزميل كامبوس السابق في ريال مدريد قال عنه سابقا: "ليس من قبيل المصادفة أن يرتبط اسمه بتشيلسي أو ميلان أو بأندية كبرى أخرى في العالم".

"عندما تنظر إلى اللاعبين الذين تعاقد معهم في موناكو وليل، فإن الفرق السابق والحالي مذهل. هو واحد من الأفضل".

--

بدأ لويس كامبوس مسيرته المهنية بعمر الـ 27 عندما تولى تدريب فريق يونياو دي ليريا البرتغالي، مسيرة لم تكن مميزة لكن عُرف عنه الالتزام والانضباط والأفكار.

وفي 2004 لفت الأنظار له بقوة مع فريق جيل فيسنتي عندما واجه بورتو بقيادة جوزيه مورينيو، لتقف كتيبة كامبوس أمامه وتلحقه الخسارة وتوقف سلسلة المباريات الـ 27 دون هزيمة.

أشهر ما عُرف به كامبوس تدريبا هو هبوط الفرق تحت قيادته فهبطت معه أندية فيتوريا دي سيتوبال وفارزيم وبيرا مار ليكتسب لقب "لويس كامباس" وكامبا بالبرتغالية تعني "القبر".

بعد الرحيل عن بيرا مار أسس شركة مع أميريكو ماجاليس مدرب آخر تُدعى "Training to Play" لتوفر المعدات والبرامج التكتيكية لأندية كرة القدم وكان من أحد ابتكاراتهم تطبيق يسمي لوحة مورينيو التكتيكية ليصبح كامبوس صديقا لمورينيو.

حظى كامبوس بثقة جورج مينديش وكيل اللاعبين وساعده لاستقطاب المواهب لبورتو ما عزز سمعته كثيرا في البرتغال.

عندما أصبح مورينيو مديرا فنيا جديدا لـ ريال مدريد في 2010 اصطحب معه كامبوس في 2012 كمحلل تكتيكي وكشاف للمواهب.

Lille's general manager Marc Ingla (front L) and Lille's Portuguese sports director Luis Campos (front 2L) sits next to former Manchester United manager Jose Mourinho (front 2R) as they watch the French L1 football match Lille (LOSC) vs Montpellier (MHSC)

قال كامبوس لصحيفة O Jogo البرتغالية في عام 2016: "لم يكن ذلك عن طريق الصدفة، ليس لأن عيني زرقاوين أو لأنني جميلة. لقد دُعيت لأن جوزيه مورينيو أدرك أن لدي الكفاءة للعمل معه".

وأوضح البرتغالي ما تعلمه من المدير الفني قائلا: "ساعدني على كيفية تقدير قيمة الصرامة والمتطلبات في كرة القدم الحديثة".

علي العمري الذي لعب تحت قيادة كامبوس لحساب جيل فيسنتي كشف قدرة فطرية في مدربه على اكتشاف اللاعبين الجيدين: "لويس لا يحتاج لمشاهدة 50 مباراة لتقييم قيمة اللاعب، لديه موهبة".

كامبوس أوصى بضم البرازيلي الشاب فابينيو إلى ريال مدريد من ريو أفي البرتغالي ليظهر مرة واحدة مع الفريق الأول.

يتذكر جوزيه مورايش، الذي كان أحد مساعدي مورينيو في مدريد: "لويس يعمل في الكثير من التفاصيل. إنه مثابر جدا ويبحث دائما عن أكبر قدر ممكن من المعلومات".

"إنه رجل لديه أفكار وديناميكي بما يكفي لجعل الأشياء تحدث. إنه نوع من رواد الأعمال".

LILLE, FRANCE - APRIL 14:  Antero Henrique of Paris Saint-Germain react with Luis Campos of Lille LOSC before the Ligue 1 match between Lille OSC and Paris Saint-Germain (PSG) at Stade Pierre Mauroy on April 14, 2019 in Lille, France.  (Photo by Xavier La

نهضة موناكو

في 2013 بدأت نهضة موناكو على يد الروسي ديمتري ريبولوفليف، وأشرف نائب الرئيس فاديم فاسيلييف على التغييرات في البنية التحتية مع إضافة كامبوس إلى فريق التوظيف، وفي أغسطس 2014 أصبح المدير الرياضي.

عقب تأهل الفريق للدرجة الفرنسية الأولى ضم الفريق جواو موتينيو وجيمس ورودريجيز بصفقة تقدر بـ 60 مليون جنيه إسترليني معا من بورتو ورادميل فالكاو من أتليتكو مدريد مقابل 50 مليون جنيه إسترليني.

في الصيف التالي حدثت تغييرات كبيرة فغادر جيمس إلى ريال مدريد بعد تألقه في كأس العالم مقابل 63 مليون جنيه إسترليني، ومواطنه فالكاو إلى مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة.

كامبوس بدأ عمله بعيدا عن أصحاب الصفقات الضخمة بل ضم فابينيو من ريو أفي على سبيل الإعارة، وكذلك أنتوني مارسيال من أولمبيك ليون مقابل 5 مليون يورو تحت قيادة كلاوديو رانييري.

كذلك ضم أصحاب الخبرات مثل ريكاردو كارفاليو وإريك أبيدال وديميتار برباتوف.

وبدلا من رانييري جاء ليوناردو جارديم وبدأ النادي التركيز على اللاعبين الشباب لتطبيق فلسفة كامبوس الذي نظمها.

البرتغالي ضم مواطنه برناردو سيلفا من بنفيكا مقابل 12 مليون، وتيموتي باكايوكو من ستاد رين بعمر الـ 19 مقابل 8 مليون، تألق الثنائي مع الأسماء الشابة الأخرى جعل كامبوس يصف موناكو بأنه "نادي العرض الجيد للمواهب الشابة".

وكان بورتو دائما مصدر إلهام كامبوس في كيفية الاستفادة من اللاعبين الواعدين قبل بيعهم بأرقام ضخمة لمشروعه في موناكو.

وتتمثل أحد المبادئ الأساسية في نهجه اعتقاده أنه لا يوجد بديل لمشاهدة اللاعبين على الطبيعة، مما يعني أنه يقضي معظم حياته في سيارات الأجرة والمطارات والفنادق.

في فترة عمله بـ موناكو اعتاد كامبوس على السكن في الفنادق من أجل متابعة اللاعبين الشباب بشكل شخصي فكان يجمع تقارير عن مدى ملائمة كل لاعب لمشروع موناكو.

وأوضح في مقابلة عام 2017 مع دونكان كاسليز لموقع Yahoo: "بالنسبة لي، تعد المراقبة الحية أمرا أساسيا".

وتابع "تكشف التفاصيل الصغيرة مثل مراقبة كيفية قيام اللاعب بالإحماء قبل المباراة أو المشاركة كبديل عن الكثير من شخصيته. والشخصية هي علامة أساسية في اكتشاف المواهب الكبيرة".

في الصيف التالي رحل جوفري كوندوجوبيا إلى إنتر مقابل 30 مليون ثم مارسيال لمانشستر يونايتد مقابل 50 مليون، فضم توماس ليمار من كان وفابينيو بشكل دائم من ريو أفي مقابل 10 مليون للثنائي.

ترك كامبوس منصبه في موناكو بأغسطس 2015 فظل عمله مستمرا في النادي، الفريق أنهى الدوري في المركز الثالث ثم فاز باللقب الموسم التالي ووصل لنصف نهائي دوري الأبطال.

Monaco Have Sold These 7 Players for a Combined €173.5m So Far This Summer  | 90min

ولتدرك قيمة عمله، ما أنجزه الفريق بالكامل في 2016-17 كان بكتيبة كاملة من اختياره عدا 3 لاعبين فقط انضموا بعد رحيله وهم بنيامين ميندي وجابريل سيديبي وكاميل جيليك.

الصحف في فرنسا كانت تصفه بـ "الرجل الخفي" أو "السيد كامبوس الغامض".

لكنه لن يصبح غامضا بعد الآن.

روائع ليل

في نهاية 2016 تولى جيرار لوبيز رئاسة نادي ليل الفرنسي وضم معه كامبوس ليتولى منصب المدير الرياضي بعدما عزز قدراته في الولاية السابقة مع موناكو.

في أقل من عام رحل 22 لاعبا عن ليل ووصل 17 لاعبا جديدا تحت قيادة الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.

جمع الفريق في أول 13 جولة من الدوري الفرنسي 12 نقطة فقط وأقيل بييلسا من منصبه وحل بدلا منه كريستوف جاليتييه وتجنب الفريق الهبوط باحتلال المركز السابع عشر.

الفريق مر بضائقة مالية جراء ما حدث خلال الموسم، فصرف فقط 8.5 مليون يورو لإكمال عمله في الصيف التالي.

بدأ كامبوس استكشاف أسواق جديدة فضم المخضرم جوزيه فونتي بعد فشله في تجربتي وست هام وداليان ييفانج الصيني بعمر الـ 35 عاما في صفقة انتقال حر، فأصبح من بين أفضل مدافعي المسابقة.

وانضم رافائيل لياو من سبورتينج لشبونة في صفقة انتقال حر وجوناثان بامبا بعد نهاية تعاقده مع سانت إيتيان، ليشكل الثنائي البالغ حينها 19 و22 عاما على الترتيب ثنائية هجومية واعدة.

كما ضم من الدرجة الثانية التركية من فريق إسطنبولسبور المدافع التركي زكي شيليك مقابل 2 مليون يورو ليصبح ضمن أفضل الأظهرة في الدوري الفرنسي حاليا.

واصل كامبوس العمل فحصل على بالو توريه وبوبكاري سوماري من باريس سان جيرمان بي في صفقة انتقال حر، فانضم توريه لاحقا لموناكو مقابل 11 مليون يورو والأخير من أبرز مواهب الوسط الشابة في العالم.

Lille OSC » Squad 2020/2021

تياجو مينديش انضم من ساو باولو مقابل 9 مليون يورو ليرحل بعد تألقه في الموسم التالي صوب ليون مقابل 22 مليون يورو.

بالطبع صفقة نيكولاس بيبي الذي انضم للفريق مقابل 9 مليون يورو من أنجيه وانفجر مسجلا 16 هدفا ومساهما بصناعة 10 في موسمه الوحيد مع الفريق فرحل سريعا بعد صراع طويل إلى أرسنال مقابل 80 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ النادي.

ليل أنهى موسم 2018-19 في المركز الثاني خلف باريس سان جيرمان فرحل البرتغالي رافائيل لياو إلى ميلان مقابل 23 مليون يورو، وأنور الغازي لأستون فيلا.

في نهاية الموسم حقق النادي ربحا من الصفقات بعد ضم وبيع اللاعبين 43 مليون يورو وفقا لـ transferMarket.

وهو ما يتكرر حتى الآن في الموسم الجاري بعد بيع فيكتور أوسمين الذي انضم لصفوف الفريق لتعويض رحيل بيبي مقابل 22.5 مليون ليصبح ثاني أغلى صفقة في تاريخ النادي بعد صيف واحد فقط عقب الرحيل لنابولي مقابل 70 مليون يورو.

كارانكا اختتم قائلا عن كامبوس"لقد كان يلعب كرة القدم لفترة في مجالات مختلفة: الكشاف، المدرب، المدير الرياضي، إنه متحمس جدا لوظيفته. شغفه هو المفتاح. إذا قضيت ساعة واحدة معه، يمكنك التأكد من أنه سيتحدث عن كرة القدم لمدة ساعة".

المصادر:

bleacher report

breaking the lines

التعليقات