جاريث بيل ومورينيو في توتنام.. بين المقامرة وخيارات هجومية عديدة

الخميس، 17 سبتمبر 2020 - 13:38

كتب : إسلام أحمد

جاريث بيل

"لقد حاولت التعاقد مع بيل عندما كنت مدربا لريال مدريد وهو ما لم يكن ممكنا خلال فترة وجودي هناك، لكن رئيس النادي قام بضمه عقب الموسم الذي تركت فيه ريال مدريد" – جوزيه مورينيو مدرب توتنام الحالي.

البرتغالي لم يخف سرا أنه أراد ضم الجناح الويلزي منذ 8 سنوات بقميص الملكي لكنه انضم ليدعم كتيبة الإيطالي كارلو أنشيلوتي في الموسم التالي عقب رحيله مباشرة في 2013.

والآن بيل ومورينيو على وشك العمل معا ويقترب دانيال ليفي رئيس توتنام من تحقيق رغبة البرتغالي ودعم صفوفه.

أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي سابقا أصبح حبيسا للدكة ولا يظهر مع ريال مدريد مؤخرا وليس ضمن الأسماء المؤثرة في الفريق في الموسمين الأخيرين على أقل تقدير.

وحان وقت أن يرد بيل البالغ 31 عاما على المشككين في قدراته الفنية تحت قيادة مورينيو الذي لا تزال الشكوك تحوم حول قدراته التدريبية في الآونة الأخيرة، ليكون لقاء الثنائي بمثابة إثبات الذات.

ولتدرك وجود شكوك حول مسيرة مورينيو مع توتنام بعد البداية السلبية والخسارة من إيفرتون في الجولة الافتتاحية، البرتغالي فتح النار على لاعبيه عقب المباراة في المؤتمر الصحفي.

مورينيو وصف لاعيبه بـ "الكسالى" قائلا: "كنت سأقول إن الضغط الذي لعبنا به كان بدافع الكسل، حينما يكون لديك ضغطا كسولا، فأنت لا تضغط وتدع المنافسين يبنون الهجمات من الخلف، ثم يكون لديهم لاعبين بجودة رائعة، والأمر ليس إيفرتون فقط، تقريبا الجميع لديه هذه النوعية".

وواصل "حينما تترك خصمك يلعب من الخلف فهم سينقلون الكرة بكل أريحية".

وتابع "ضغط بكسل. ضغط بكسل في المقدمة وهذا ما أقوله، وذلك خلق موقفا غير متوازن لبقية الفريق".

مورينيو تحدث في أكثر من سياق أن هدفه الأول هو ضم مهاجم للفريق، في ظل وجود هاري كين هداف الفريق في السنوات الخمسة الأخيرة دون بديل.

ألكسندر سورلوث يقترب من ريد بول لايبزج وأندريا بيلوتي باق في تورينو، ومهمة الديوك اللندنية ستبدأ من جديد في ضم مهاجم يلعب دور البديل أو يشارك القائد مهام الفريق الهجومية.

في التوقيت ذاته يدعم الفريق صفوفه بجاريث بيل، فهل تلك الصفقة هي التي ستحل مشاكل السبيرز؟

بول باركر لاعب مانشستر يونايتد وإنجلترا السابق لا يرى أن بيل الصفقة المناسبة لجوزيه مورينيو إذ قال: "جاريث بيل ليس لاعب جوزيه مورينيو. إنه نجم يحصل على الكرة ويهاجم ولن تطلب منه القلق بشأن العودة الدفاعية، فقط اجعل الكرة في حوزته ودعه يركض".

وواصل تفنيد وجهة نظره: "لكن توتنهام لا يهاجم كما فعلوا تحت قيادة ماوريتسيو بوكيتينو. ما نعرفه عن مورينيو. عندما يحصل فريقه على الكرة في مانشستر يونايتد وتشيلسي، يجب على كل لاعب التفكير في مركزه إذا خسرها. وهذه ليست طريقة الحصول على أفضل النتائج من بيل".

وأوضح "تأثر أداء سون هيونج مين منذ وصول مورينيو. لوكاس مورا أيضا. هاري كين لم يقم بركضة واحدة ولا يبدو على ما يرام منذ عودة الدوري. هل سيكون بيل مختلفا؟".

وتساءل "لا يتناسب بيل مع ما يريده مورينيو، مما يجعلني أتساءل عما إذا كان دانيال ليفي يوقع معه لبيع القمصان أو مورينيو لتحسين فريقه. لكن زملاء بيل يعرفون أنهم بحاجة إليه في الثلث الأخير كطريق للهروب. لكن مورينيو لا يريد أن يدافع فريقه بهذه الطريقة".

وأضاف "ثم هناك غرفة الملابس. إذا دفعوا 50% فقط من أجر بيل البالغ 600 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، فإن ذلك سيجعله اللاعب الأعلى أجرا بميل عن البقية. أتساءل ماذا سيكون رد فعل هاري كين عندما يدفع النادي راتبا أكثر منه؟ إنها مقامرة".

إذا هل بيل هو صفقة جوزيه مورينيو المثالية؟

في تقرير نُشر على شبكة "ذا أثليتك" الموثوقة قيل إن "ليفي (رئيس النادي) هو الذي يتحكم في سوق انتقالات الفريق وهو الذي يتخذ القرارات على الرغم مما يفضله المدرب، كما أنه لديه موقف ضعيف لبيل إذا قال سابقا لا أحد سيقول لبيل لا".

النادي في الصيف الجاري ضم بيير إيميل هويبيرج مقابل 5 مليون يورو فقط، ومات دوهيرتي من ولفرهامبتون مقابل 15 مليون يورو.

أحد المصادر قال للشبكة: "بالنظر إلى النقص النسبي في الشخصيات في غرفة الملابس، فإن خبرة بيل والاحترام الذي يحظى به يمكن أن يُحدث فرقا كبيرا واللاعبون الكبار سيرحبون بهذه الخطوة. يظل الويلزي اسما ضخما، وفي أفضل حالاته سيكون موهبة تستحق ملعب توتنهام الجديد الذي تبلغ قيمته مليار جنيه إسترليني، وهذا أمر مؤكد".

ولن يتأثر النادي على المستوى المادي رغم الخسائر التي تحققت بسبب توقف النشاط الرياضي والتي بلغت 200 مليون يورو، إلا أن الحصول على قرض من بنك إنجلترا بقيمة 175 مليون يورو جعل النادي يمتلك الثقة في تعزيز صفوف الفريق والمراكز الشاغرة.

كيف يلعب بيل في توتنام؟

ذا أثلتيك تحدثت أيضا عن موقف بيل من المشاركة الخططية إذ قد يلعب "جناح أيمن في خطة 4-3-3 أو 4-2-3-1 مع سون هيونج مين على الجهة اليسرى، ليكون بيل بمثابة ترقية كبيرة بدلا من البرازيلي لوكاس مورا".

"وقد يلعب أيضا كمهاجم لكن ليس كرقم 9، حينها سيكون بديلا لهاري كين".

اقتراح آخر "بيل يمكنه اللعب على الجهة اليسرى بدلا من الكوري الجنوبي –الأكثر ثباتا في المستوى بالسوات الأخيرة- ومن الممكن أن يشارك هاري كين الهجوم في خطة 4-4-2 والتي ستكون مثيرة".

هل يستفيد توتنام من بيل؟

مصدر أخبر الشبكة الموثوقة "إنه يتدرب جيدا، وهو محترف، ويتدرب حقا عندما يكون مع منتخب ويلز، يبلغ من العمر 31 عاما فقط وما زال يتمتع بمستويات اللياقة البدنية والطاقة للعب في القمة".

بطبيعة الحال لن يكون مستوى بيل الآن مثلما قبل المغادرة صوب ريال مدريد بعد 7 سنوات، فهل سيمكنه التسجيل والصناعة بشكل أسبوعي مثلما كان يفعل أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي منذ 8 سنوات؟

الويلزي الذي شارك لشوط واحد فقط أمام فنلندا في دوري الأمم الأوروبية ثم 90 دقيقة ضد بلغاريا لديه هدف وهو الوصول لأفضل مستوى قبل المشاركة مع منتخب بلاده في يورو 2020 الصيف المقبل، من أجل تكرار إنجاز النسخة الماضية.

بيل أمامه أهدافا شخصية أهمها سيكون إثبات أن فشله الأخير في ريال مدريد لم يكن بسببه، وأنه قادر على صناعة الفارق وسط الكبار في الدوري الإنجليزي رغم تقدم العمر، وهو ما سيصب في النهاية في مصلحة جوزيه مورينيو.

التعليقات