تحليل في الجول - كيف أفسد ضغط برايتون ولوفتيس تشيك أفكار لامبارد في استخدام هافيرتز وفيرنر

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 - 19:54

كتب : محمد يسري

ريز جيمس - كيرت زوما - تشيلسي

لعبة ثلاثية اعتمد عليها فرانك لامبارد لاستخدام كاي هافرتيز وتيمو فيرنر ضد برايتون، لكن عناصر تشيلسي لم تنفذها بالشكل المطلوب.

رغم انتصار تشيلسي على برايتون بنتيجة 3-1 في أولى جولات الدوري الإنجليزي الممتاز إلا أن الثنائي الألماني الجديد لم يترك بصمة واضحة في تحقيق الفوز، والسبب الطريقة التي اعتمد عليها جراهام بوتر مدرب أصحاب الأرض.

بشكل أقرب لـ 4-2-3-1 يتحول لـ 4-4-2 بدأ لامبارد المباراة ضد برايتون الذي اعتمد على طريقة 3-5-2.

روبن لوفتيس تشيك، بدأ أساسيا رغم إن أغلب التشكيلات المتوقعة لتشيلسي خلت من اسمه. ولاستطلاع تشكيل البلوز للوهلة الأولى قد تظن إن الدفع به أساسيا كان بسبب الغيابات والإصابات الموجودة في قائمة تشيلسي مثل حكيم زياش الوافد الجديد من أياكس أو كريستيان بولسيتش، لكنه كان سيبدأ حتى مع إكتمال القائمة. لماذا؟ لأن وصول تشيلسي للمرمى كان يدور حوله.

بالنظر لتاريخ فيرنر كمهاجم نجد أنه لم يكن مهاجما صريحا في أغلب الأوقات. في لايبزج كان يلعب بجوار يوسف بولسين أو على الطرف.

أما هافرتيز؛ فإنتاجياته كانت تتضاعف حين يلعب خلف مهاجم صريح، مثلما لعب مع كيفن فولاند في باير ليفركوزين.

لذلك؛ بدأ لوفتيس تشيك المباراة أساسيا.

فكرة لامبارد تمثلت في إن يكون لوفتيس تشيك بجوار فيرنر في الهجوم، لكي يحصل على الكرات ويلعبها لفيرنر المنطلق خلف المدافعين، أو يكون أمام هارفتيز ليقوم بدفع مدافعي برايتون لمنطقة الجزاء ويخلق مساحة كافية على حدود منطقة الجزاء يأتي ليتواجد بها هارفتيز.

تلك الأفكار لم تطبق لأن برايتون اتبع أسلوبا من الضغط الشرس على لاعبي تشيلسي في وسط ملعبهم؛ ليمنعهم من الخروج بالكرة.

لاحظ هنا كيف يضغط ثنائي برايتون على قلبي دفاعي تشيلسي، ومن خلفهما تتم محاصرة جورجينيو عن طريق لاعب الارتكاز يفيس بيسوما.

الضغط وجه الكرة على الطرف الأيسر لماركوس ألونسو، ليتجه لاعبو برايتون لخلق زاويا التمرير عليه، ويضطر ليلعب الكرة مجددا لزوما الذي بدوره أرسل كرة طولية لرييس جيمس الظهير الأيمن.

ولأن لامبارد لا يضع سيناريو واحدا للمباراة، فيبدو إنه كان يعلم مسبقا أسلوب الضغط الذي سيستخدمه برايتون؛ لذلك كان تواجد لوفتيس تشيك ضروريا أيضا.

الحديث قد يبدو متناقضا؛ لكن لامبارد أراد التعامل مع أي طريقة سيستخدمها برايتون. إذا ضغطوا فسيلعب كرات طولية، وإذا عادوا للخلف فسنلعب بين الخطوط، وفي الحالتين فإن لوفتيس تشيك هو القادر على جعل تشيلسي يغير طريقته في الملعب دون تدخل من دكة البدلاء.

في هذه الصورة التي كان زوما يرسل فيها كرة طولية لجيمس على الجانب الأيمن، لاحظ أين يتواجد فيرنر، وكيف يستعد للإنطلاق.

فيرنر أنطلق لكي يكون جاهزا للحصول على الطولية التي سيرسلها جيمس خلف مدافعي برايتون؛ لكي يخرج تشيلسي من مناطقه ويفك ضغط لاعبو بوتر.

الصورة التالية توضح كيف تحرك فيرنر، وإلى إين. فتحرك خلف المكان المتواجد به لوفتيس تشيك، على أن يُسرع تشيك وهافرتيز إلى العمق لاستبقال عرضية فيرنر المنتظرة.

هكذا تحرك فيرنر، لكن هافرتيز ولوفتيس تشيك تأخرا في الذهاب للعمق، كما إن فيرنر أيضا تأخر في السيطرة على الكرة وانتظر هافرتيز ليصبح ميسون ماونت وحيدا في منطقة جزاء برايتون.

لكن تشيلسي لن يرسل كرات طولية على جانبي الملعب فقط طوال المباراة، ويجب أن ترسل للعمق حتى تصبح أكثر خطورة. في الموسم الماضي كان أوليفيه جيرو أو تامي أبراهام مسؤولين عن الحصول عليها؛ لكن فيرنر لا يمتلك قدراتهم البدنية في الكرات العالية؛ لذلك كان الدفع بلوفتيس تشيك.

إلا أنه لم يفز سوى بصراع هوائي واحد فقط طوال المباراة.

لكن أغلب لمساته جاءت في عمق الملعب، وفي المنطقة التي سيكون عليه إرسال الكرة منها لهافرتيز وفيرنر المنطلقين من الخلف إلا أنه لم يصنع ولا فرصة محققة للتسجيل.

أما هافرتيز فلمس الكرة على الجانب الأيمن كثيرا.

فيما تظهر أماكن لمسات فيرنر أنه كان يتحرك على طرفين الملعب كثيرا؛ ثم ينطلق للعمق.

في هذه اللعبة مثلا نجح زوما في ضرب ضغط برايتون ومرر لماونت في وسط ملعب الخصم، وتحرك لوفتيس تشيك للخلف ليقوم بسحب دانك وتفريغ مساحة لهافرتيز لاستلام تمريرة ماونت.

لكن دانك كان يعلم لماذا تحرك لوفتيس تشيك هكذا، فلم يذهب خلفه وتركه حرا حتى لا يجد هافرتيز مساحة للانطلاق بها. أما ماونت فلم يدرس الهجمة جيدا وقرر أن يمرر لهافرتيز كما هو متفقا عليه، بدلا من التمرير للوفتيس تشيك، والصعود بالهجمة بهدوء بتمريرات جانبية قصيرة.

تمريرة ماونت لم تكن دقيقة أيضا.

لكن الفكرة الوحيدة التي نجحت باستخدام لوفتيس تشيك كانت في عملية الضغط على مدافعي برايتون، وربما كانت لتنجح لو أي لاعب أخر كان في مركزه لأنها لم تكن عملية معقدة.

بدأ تشيلسي في الضغط على برايتون بثلاثي في المقدمة. هافرتيز ولوفتيس تشيك وفيرنر، لكن وجود ثلاثي في الخط الخلفي لبرايتون وتمركز طارق لامباتي وسولي مارش على جانبي الملعب؛ جعل ضغط تشيلسي كأن لم يكن وصعد برايتون بالكرة في أكثر من مرة.

ليغير لامبارد من أسلوبه في الضغط ويعتمد على 4-4-2. تشيك تقدم بجوار فيرنر لإيقاف تمريرات ثلاثي الدفاع، وعاد هافرتيز مع مارش يسارا، وماونت مع لامباتي يمينا، على أن يتقدم نجولو كانتي وجورجينيو للأمام خلف فيرنر ولوفتيس تشيك؛ لتقليل المساحة التي قد يستقبل فيها بيسوما وستيفن ألزاتي وآدم لالانا الكرة.

هنا يتقدم لوفتيس تشيك بجوار فيرنر للضغط.

لاحظ صعود كانتي والضغط على ألزاتي.

يخطئ ألزاتي في التمرير ويحصل جورجينيو على الكرة ويمررها لفيرنر ليحصل الاخير على ركلة جزاء.

ما قدمه تشيلسي ضد برايتون، سيجعل لامبارد يعدل الكثير من أفكاره حول استخدام فيرنر وهافرتيز في الفترة المقبلة لأن جماهير تشيلسي تنتظر منهما الكثير.

ومع عودة زياش وبولسيتش، ربما يغير لامبارد من رؤيته حول حاجة فيرنر لمهاجم إضافي أو لاعب إضافي متميز في الصراعات الهوائية؛ على أن يلعب هارفتيز خلف، وتتغير طريقة الفريق ككل في استخدام الكرات الطولية لبناء لهجمات.

التعليقات