كتب : فادي أشرف | الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 21:33

إلى الجنايني.. اترك كل ما في يديك وأصلح هذا الأمر فورا

مسؤولو اتحاد الكرة في ودية منتخب مصر الأوليمبي ضد السعودية

أمر واحد لو أصلحه عمرو الجنايني رئيس اللجنة المديرة لاتحاد الكرة، ستظل الكرة المصرية مدينة له بالكثير.

محمد صلاح

النادي : ليفربول

الكل يعلم أن التركة ثقيلة وأن اللجنة تعمل في عدة اتجاهات، ولكن هيكل اتحاد الكرة الإداري يبدو أمرا ملحا، وإصلاحه يعني إصلاح مستدام لأحد أقدم الاتحادات الأهلية في العالم.

الاعتقاد العام هو أن رئيس اتحاد الكرة هو الآمر الناهي في 5 شارع الجبلاية، ولكن هناك شخص منسي دائما، هو المدير التنفيذي الذي يقوم بمهامه حاليا وليد العطار المدير السابق للجنة شؤون اللاعبين، وهو للحقيقة لم يٌختبر في هذا المنصب حتى الآن.

المدير التنفيذي هو قائد عشرات من الموظفين والعاملين في اتحاد الكرة، هم من يأخذون القرارات اليومية، ويضعون الأزمات والحلول على طاولة صاحب القرار، وفي أبسط الحالات يردون على المخاطبات ويرسلونها في المواعيد المحددة لذلك.

هل تعلم أن خطأ أو إهمال كبير موظفي اتحاد الكرة، المدير التنفيذي في تلك الحالة، كان سببا في عاصفة كبرى؟

قال الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا": "وصل لنا صوتا مدرب وقائد منتخب مصر يوم 15 أغسطس، ولكن المشكلة الأولى فيه هي أن أوراق التصويت كٌتب عليها بالحروف الكبيرة Capital Letters باللغة الإنجليزية، الأمر الذي جعلنا نشك في مدى صحتهم".

وأردف "لم يكن هناك توقيعا من المدير التنفيذي للاتحاد، وهو أمر هام لاحتساب الصوتين".

وكان ثروت سويلم مديرا تنفيذيا في ذلك التوقيت.

وأوضح فيفا "هنا، تواصل مكتب التصويت لدينا مع مكتب رئيس الاتحاد المصري (القائم بأعماله ثروت سويلم في ذلك التوقيت) للتأكد من التصويت الذي ورد إلينا من الاتحاد مرتين، وطلبنا إرسال الأوراق بشكل سليم قبل يوم 19 أغسطس 2019".

وكشف "لم يصل لنا رد الاتحاد المصري لكرة القدم سوى في يوم 21 أغسطس (أي بعد الموعد المحدد لوصول الأصوات بيومين".

وأكمل "لهذين السببين، لم يتم احتساب الصوتين المصريين".

ما يعني، أنه لم يتم إرسال التوضيح المطلوب من الفيفا سوى بعد تعيين اللجنة الخماسية.

4 أيام كاملة مرت وهناك مراسلتين من الفيفا على صندوق الوارد الخاص بمكتب رئيس اتحاد الكرة ومديره التنفيذي، ولا مُجيب!

رغم جسامة الخطأ، قد يمر بشكل طبيعي لو لم يكن هناك لاعبا مصريا ينافس على الدخول في قائمة الـ3 الأوائل لأهم جائزة فردية في كرة القدم!

الأمر متكرر والخطأ معتاد وكل عام يثار الجدل، بين إرسال أصوات حسام غالي دون استشارته في 2015 بقرار من أحد موظفي اتحاد الكرة الكبار، وليس عضو مجلس إدارة، وفي 2018 كاد صوت مصر ألا يُحتسب بسبب عدم توقيع خافيير أجيري وعصام الحضري وتوقيع أحد المدراء في الاتحاد في مكانهما.. كارثة في الهيكل الإداري مرة أخرى.

كان ذلك قبل أن تقع الأزمة الكبرى في 2019 بخطأ إداري جسيم يندرج تحت بند الإهمال.

للحقيقة، لم أكن من مؤيدي طريقة محمد صلاح في التعبير عن غضبه بإزالة منتخب مصر من توصيفه على موقع تويتر. منتخب مصر نظريا تحت إدارة اتحاد الكرة الذي يعلم الكل مشاكل صلاح معه، ولكنه فعليا مملوك لملايين المصريين الذي يركضون خلف صلاح في كل تصويت، وهؤلاء الذين أصبحوا مشجعين لليفربول لأجل عيون الملك المصري.

ولكن بعد رد الفيفا، وتجاوز الإهمال المدى، تسامحت مع ما فعله صلاح كثيرا.

قال الجنايني إن "الاتحاد المصري استهدف من التحقيقات التي أجراها معرفة الخلل لعلاجه وتصويبه وضمان عدم تكراره وتحديد المتسبب رغم يقينه بأنه لم يكن مقصودا ".

خطوة أولى جيدة. ستظهر التحقيقات مدى الخلل في هيكل اتحاد الكرة الإداري والتنفيذي، وهنا سيتوجب على الجنايني الهجوم على عش الدبابير وإصلاح عقود من الفشل في أروقة الاتحاد.

هل سيفعلها؟ هل سنرى اتحادا يعترف بالإيميل بدلا من الفاكس الذي عفا عليه الزمن، ناهيك عن المخاطبات الورقية؟ هل سنرى اتحادا يستطيع موظفيه اتخاذ القرارات اليومية بدلا من تأجيل المشكلة إلى أن تصبح كارثة؟

هل سيستطيع موظف اتحاد الكرة أن يرد على إيميل من الفيفا – التي أظن أنها أهم جهة تراسل اتحاد الكرة – بدلا من أن يتجاهله لأنه لم يصل إليه عبر الفاكس أو بمكالمة هاتفية؟

افعلها يا جنايني، وربما سيصبح قرارا أهم من قرار عصام عبد المنعم بتعيين حسن شحاتة مديرا فنيا للمنتخب ووضع أسس الثلاثية التاريخية، لأن المؤقتين ليس عليهم تسديد الفواتير ولديهم كل الفرص التاريخية للإصلاح.

ناقشني عبر تويتر

التعليقات