كتب : رامي جمال | الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 - 21:03

4 سنوات من التخبط.. من المسؤول عن أزمة صلاح وأفضل لاعب في العالم

محمد صلاح

تحذير.. ما ستقرأه الآن يتكرر بشكل يومي وليس سنويا فقط ما أنت بصدد معرفته الآن هو تخبط مستمر لا ندري متى سينتهي.

لن أبدأ السرد من الأزمة سنعود للخلف عدة أعوام وبالتحديد في 2016.

يناير 2016

في ذلك الوقت كانت جائزة "أفضل لاعب في العالم" التابعة للفيفا و"الكرة الذهبية" التابعة لمجلة "فرانس فوتبول" شيئا واحدا.

فاز ميسي بالجائزة عن عام 2015 وأعلن عن النتائج في يناير 2016، وفي ذلك الوقت كان المسؤول في مصر عن إرسال التصويت هم كالتالي: هكيتور كوبر مدرب المنتخب، حسام غالي قائد المنتخب، إيناس مظهر من الإعلاميين.

لكن المفاجأة في ذلك الوقت تمثلت في تأكيد حسام غالي إنه لم يصوت من الأساس في الجائزة.

وقال في ذلك الوقت لـFilGoal.com: " لا أعرف من كتب الاستمارة الخاصة بي.. لم أشترك في التصويت ولو كنت اشتركت كنت سأختار لاعبين آخرين".

وشدد "في فترة شوقي غريب اخترت ميسي، وهذه آخر مرة شاركت في التصويت". ويقصد غالي تصويت الأفضل لعام 2014.

واختتم غالي "لا توجهوا السؤال لي، بل وجهوه لاتحاد الكرة".

ليظل السؤال من صوت بدلا من غالي؟ لا أحد يعرف.

2016 و2017 و2018

انفصلت جائزة أفضل لاعب في العالم والكرة الذهبية وظلت الأولى محافظة على القواعد بحيث يصوت كل مدرب لمنتخب حول العالم بالإضافة لقائدي تلك المنتخبات وأخيرا الصوت الإعلامي وكان ذلك بداية من عام 2016.

ظل الأمر يسير بهدوء إلى أن تحول كل شيء في 2018 حينما أصبح محمد صلاح منافسا حقيقيا على لقب أفضل لاعب في العالم بعدما توج هدافا للدوري الإنجليزي وقاد ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا وظفر بأفضل لاعب في إفريقيا.

صوت في الجائزة العام الماضي كل من خافيير أجيري الذي أصبح مدربا لمنتخب مصر خلفا لكوبر، عصام الحضري قائد المنتخب، والإعلامي هاني دانيال.

الثلاثي صوت لصلاح في المركز الأول.

صوتا الحضري وهاني دانيال تطابقت تماما بالتصويت لصلاح ثم لوكا مودريتش ثم كريستيانو رونالدو.

أما أجيري فاختار صلاح ثم مودريتش ثم أنطوان جريزمان.

حسبما علم FilGoal.com من أحد مسؤولي اتحاد الكرة في وقت سابق فإنه كانت ستحدث أزمة أثناء إرسال صوت أجيري والحضري.

تمثلت الأزمة في عدم توقيع أجيري والحضري على التصويت ووقع أحد المدراء مكانهما ولولا تدارك الأمر لكان تم إلغاء صوتي مصر.

اللائحة تنص على تصويت الشخص المسؤول وتوقيعه على الاستمارة الخاصة به وإرسالها قبل الموعد المحدد من قبل الفيفا لجمع الأصوات.

ولولا تدارك الأزمة لخسر صلاح صوتين في السباق الذي احتل فيه المركز الثالث.

2019

عام الأزمة بلا منازع والذي تجلى فيه مدى التخبط الإداري الذي يحيط بالكرة المصرية كعرض مستمر مثل أحد المسلسلات التي يكون لها أكثر من جزء.

احتل صلاح المركز الرابع في سباق أفضل لاعب في العالم ولكن الأزمة لم تكن هنا بل غياب صوت مدرب وقائد منتخب مصر فيما صوت الإعلامي هاني دانيال كالتالي: ساديو ماني ثم رونالدو ثم صلاح.

وقبل الحديث عن الأزمة أود القول إن صوت الإعلامي هو حق أصيل له فهذا رأيه الخاص ولا يمكن اتهامه بالخيانة.

ولكن في الوقت ذاته وبالنظر لأن أغلب الإعلاميين ممن لديهم لاعبين ينافسون على الجائزة بشكل مباشر يصوتوا لهم مثل البرتغال والأرجنتين وهولندا فكان الأجدر التصويت لصلاح طالما كان منافسا مباشرا عليها.

أما إن لم يكن منافسا مباشرا فيمكن التصويت لآخرين فصحفي كرواتيا العام الجاري لم يصوت لمودريتش، والعام الماضي صحفي السنغال لم يصوت من الأصل لماني الذي لم يكن مرشحا قويا للجائزة.

وبالنظر للأزمات فنحن الآن بصدد رؤية تخبط ليس له مثيل بأكثر من رواية.

رواية هاني رمزي

المدرب العام السابق لمنتخب مصر قال لـFilGoal.com: " "لم يُطلب منا التصويت أنا أو أي من أعضاء الجهاز الفني".

وأكمل "لا أعتقد أن صلاح تعرض للخيانة من خافيير أجيري مدرب منتخب مصر السابق أو قائد الفريق أحمد المحمدي فعلاقة صلاح بهما مميزة للغاية".

وشدد "لو كان طُلب مني التصويت لفعلنا ذلك على الفور بكل تأكيد".

هذا يوضح أن أجيري والمحمدي لم يُطلب منهما التصويت.

رواية إيهاب لهيطة

مدير منتخب مصر السابق إيهاب لهيطة قال إن أجيري وأحمد المحمدي صوتا بالفعل في الجائزة.

وقال لـFilGoal.com: " "أنا مندهش للغاية، أنا بنفسي من أرسلت صوتي المحمدي وأجيري لاتحاد الكرة لإرساله للفيفا قبل الموعد المحدد لإنهاء التصويت الذي وافق يوم 19 أغسطس".

وشدد "هذا الأمر موجود وموثق لدى اتحاد الكرة. الثنائي شارك في التصويت".

وأتم "لا أعلم كيف تم الإعلان دون صوتي أجيري والمحمدي".

رواية المحمدي

قائد منتخب مصر اختلف حديثه عما قاله هاني رمزي واتفق مع مدير المنتخب إذ كشف لاعب أستون فيلا إنه صوت بالفعل لصلاح.

وقال لـFilGoal.com: "قمت بالتصويت بالترتيب لمحمد صلاح وكريستيانو رونالدو وساديو ماني".

وشدد "لا أعرف ماذا حدث بعد ذلك. عندما طٌلب مني التصويت فعلت ذلك".

وأردف "أتذكر أنني قمت بالتصويت في منتصف شهر أغسطس الماضي".

رواية اتحاد الكرة

فاجأ اتحاد الكرة الجميع ببيان أصدره يوم الثلاثاء عقب ما يقرب من 24 ساعة من إعلان الجوائز والتأكيد أن من صوت هو شوقي غريب مدرب المنتخب الأولمبي وليس أجيري.. نعم على عكس ما قاله لهيطة.

وأقر اتحاد الكرة في بيانه بصدق رواية أحمد المحمدي وتصويته في الجائزة.

وأكد اتحاد الكرة في بيانه إنه تم إرسال التصويت في الـ15 من شهر أغسطس الماضي قبل نهاية الفترة المحددة بأربعة أيام كاملة.

بل وسأل اتحاد الكرة نظيره الفيفا في بيان رسمي لماذا لم يعتد بأصوات مصر ولم تظهر في النتيجة النهائية.

رواية شوقي غريب

أقر شوقي غريب بصحة بيان اتحاد الكرة وقال لـFilGoal.com: " طُلب مني التصويت في الاستفتاء واستجبت للأمر دون أي نقاش بكل تأكيد".

وأردف "من المعروف لمن ذهب صوتي بكل تأكيد، صوّت لصلاح وبعد ذلك حرصت على التأكد من تصويت قائد منتخب مصر أحمد المحمدي لصلاح وهو ما حدث".

وأتم "سلمت استمارة التصويت في 15 من شهر أغسطس الماضي قبل الموعد المحدد".

رواية سادسة

قال مصدر في اتحاد الكرة الحالي وآخر سابق طلبا عدم ذكر اسميهما لـFilGoal.com بأن صوت مصر لم يعتد به لأن شوقي غريب والمحمدي لم يوقعا على التصويت ومن وقع مكانهما هو علاء عبد العزيز مدير العلاقات العامة في الجبلاية.

هل نتذكر ما حدث في عام 2018 والأزمة التي كادت تحدث؟ نعم تكررت مرة أخرى وتلك المرة لم يكن هناك منقذ فذهبت أصوات مصر سُدى.

اللوائح تقول إن المدرب وقائد المنتخب هما من لهما حق التصويت والتوقيع على الاستمارات الخاصة بهما وليس أي شخص آخر.

12 شهرا كانت الفارق الزمني بين تخبط عام 2018 وعام 2019 والأزمة تكررت.

مفاجأة

أحد المفاجآت الكبرى تمثلت حسبما علمت من مصدر سابق في اتحاد الكرة أنه ليس من حق شوقي غريب التصويت من الأصل في الجائزة.

لماذا؟

تقول اللوائح إنه حال عدم وجود مدرب للمنتخب الأول فإن المسؤول عن إرسال التصويت بدلا منه هو المدير الفني لاتحاد الكرة وليس مدرب المنتخب الأولمبي.

والمدير الفني الحالي لاتحاد الكرة هو محمود سعد.

هذا يعني أنه حتى لو كان شوقي غريب وقع على استمارته فإنه لن يعتد بها من الأصل لأنه ليس المدير الفني لاتحاد الكرة وتدريبه للمنتخب الأولمبي لا يعني شيئا.

عدة أسئلة

ست روايات كاملة كل منها بتفاصيل مختلفة كثيرة وتشابهات قليلة فمن المسؤول الأول عما حدث؟

من حق أي مدرب وقائد للمنتخب التصويت في الجائزة بداية من شهر يونيو وحتى الـ19 من شهر أغسطس، إذن لماذا لم يشارك أجيري في التصويت قبل كأس أمم إفريقيا؟

لماذا لم يهتم اتحاد الكرة السابق بجعل أجيري يشارك في التصويت؟

لماذا لم يهتم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة ثروت سويلم والقائم بأعمال رئيس الاتحاد عقب استقالة المجلس السابق برئاسة هاني أبو ريدة بالأمر ويتأكد من توقيع المحمدي على استمارته؟

لماذا لم يتأكد سويلم بصفته من أن اللوائح تمنع غريب من التصويت وتعطي الحق لمحمود سعد المدير الفني للاتحاد؟

لماذا التخبط عرض مستمر ولا يتم الاستفادة من دروس الماضي؟

لماذا سنظل نقولها كثيرا ولن نجد إجابة واحدة واضحة بشكل كاف، نحن ليس لدينا إدارة جيدة في أي شيء.

ناقشني عبر تويتر

ناقشني عبر فيسبوك

من هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات