سان جيرمان ضد يونايتد.. معركة بقاء بتفاصيل مختلفة

الإثنين، 11 فبراير 2019 - 15:00

كتب : إسلام مجدي

جونار سولشاير - مانشستر يونايتد

مدربان كلاهما بسيرة ذاتية مختلفة للغاية، ومسيرة متباعدة تماما أحدهما كان تحت الأضواء لفترة والآخر بدايته كانت متعثرة، فريقان يعانيان بشكل مختلف، أحدهما كان كبيرا ويحاول استعادة هيبته، والآخر يحاول اكتساب هيبة أوروبية.

ما بين مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان في مواجهتهما الأوروبية الأولى، الكثير من الحكايات، لكن أبرزها هي القصة التي يعرفها البعض وسنسردها سويا ما قبل المباراة المرتقبة.

ستكون على 4 فصول، الأول والثاني بخصوص كل مدرب وفريق، وآخر فصلين سيكون أحدهما في أولد ترافورد والآخر في حديقة الأمراء.

أولي جونار سولشاير

"أعلم أنهم زاروا إنجلترا من قبل لكن هل أتوا إلى أولد ترافورد؟ حسنا هاقد حانت الفرصة".

صحيفة تيليجراف حينما نقلت كلمات أولي كتبت عقب تلك الجملة "يتحدث كما يجب أن يتكلم مدرب مانشستر يونايتد".

الصحف وشبكات التلفاز أبرزها "سكاي سبورتس" تتحدث عن استعادة هيبة مانشستر يونايتد بعد بداية سيئة للموسم، وتواجده في وسط الجدول ثم المركز السادس لفترة، هاهو على الأقل يعود للتواجد وسط المراكز الأربعة الأولى.

ما قبل أولي جونار سولشاير، كان جوزيه مورينيو مدربا للفريق، والنادي دخل في عدة صراعات داخلية ما بين اللاعبين ومدربهم، الكثير من المشاكل والعديد من النتائج السيئة آخرها كانت الخسارة من ليفربول.

منذ تلك الخسارة والشياطين الحمر خاضوا 11 مباراة لم يتعادلوا سوى في مباراة وفازوا في 10.

قال سولشاير في وقت سابق :"طلبت مني الإدارة رفع الحالة النفسية للاعبين وتحسين مزاجهم بنفس الدرجة التي سأحسن بها مستواهم".

المدرب النرويجي أصبح يسير بخطى ثابتة بل وناقشت الصحف إمكانية توليه المهمة بشكل دائم.

هل يستحق سولشاير الاستمرار في منصبه لمدة أبعد من عقده الحالي الذي ينتهي بنهاية الموسم؟

بعد النتائج الجيدة المتكررة في الفترة الأخيرة وسلسلة الانتصارات المتميزة التي حققها الفريق مع المدرب النرويجي، إضافة لانتصاره ضد أرسنال وتوتنام وحديثه الدائم القوي عن قيمة النادي ومراعاته لتلك الحقيقة وعدم دخوله في خلافات، أصبح النقاش الدائم في إنجلترا هل يستمر؟

سيستمر ذلك السؤال حتى نهاية مدة سولشاير، خصوصا عقب كل انتصار كبير يحققه ضد خصم صعب، تأتي مواجهة باريس سان جيرمان للحكم بشكل جيد أكبر رغم الخسائر التي تكبدها النادي الفرنسي بخسارة كافاني ونيمار وتوماس مونييه والشكوك حول مشاركة فيراتي.

سولشاير مرة بتجربة سيئة للغاية رفقة نادي كارديف سيتي في بداياته التدريبية، كان قد عمل في أكاديمية مانشستر يونايتد بعد اعتزاله قبل أن يدرب مولده لمدة 3 أعوام ثم اتجه إلى كارديف عام 2014.

2 يناير 2014 أعلن نادي كارديف عن تولي سولشاير مهمة تدريبه، وفاز بمباراته الأولى ضد نيوكاسل بنتيجة 2-1، لكن النادي عانى كثيرا بعد ذلك وخسر من سوانزي سيتي وهال سيتي وكريستال بالاس وسندرلاند وهبط كارديف بعدما خسر من نيوكاسل بنتيجة 3-1. سولشاير رحل عن تدريب الفريق لسوء النتائج في 18 سبتمبر عام 2014، مهمته استمرت 9 أشهر فقط.

ثم عاد إلى تدريب فريقه السابق مولده.

"قراري بتدريب كارديف لم يكن صحيحا لكي أكون منصفا، لكنك تعيش وتتعلم، لقد كان فريقا مختلفا تماما ووضع مختلف للانضمام إليه، علمت ثقافة وهوية النادي وطريقة اللعب، مانشستر يونايتد بالطبع يلائمني أكثر من نادي ينافس في قاع جدول الترتيب، لم أكن مستعدا للقتال ولم أقل إنني لست مستعدا للدوري الإنجليزي الممتاز وهذا أمر مختلف".

"اعتقادي أن أثق باللاعبين ولكي تثق بهم يجب أن تلعب بالطريقة الصحيحة، أن تحاول الهيمنة على الخصوم أن تفوز بالمباريات بالشكل الصحيح، أن تلعب بالطريقة التي اعتدنا اللعب بها في مانشستر يونايتد، كان يجب أن أقلب تلك العقلية إلى فريق يعاني ضد الهبوط إن علمت ما أعنيه".

سولشاير من المدربين الذين يمكن وصفهم بالواقعية في عالم كرة القدم الحديثة، فلا يمتلك شكلا أو فلسفة معينة مثل جوزيه مورينيو أو جوسيب جوارديولا، لكنه لديه قناعات معينة تخص لعبة كرة القدم استمدها كليا من سير أليكس فيرجسون، المدرب الذي عمل معه لـ11 عاما.

لا أحد يعلم جيدا كيف يجب أن يكون مانشستر يونايتد ولا أفضل من لاعب سجل هدفا في انتصار تاريخي عام 1999 ضد بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا.

"هوية يونايتد هي الفوز، هوية مكونة من الثقة، نريد المخاطرة وتسجيل الهدف الثاني والثالث والرابع، لأن الأمور تسير بهذه الطريقة مع مانشستر يونايتد، إن لم تستطع التعامل مع ذلك فأنت في النادي الخطأ".

لذا مباراة باريس سان جيرمان بالنسبة له وكما قال بنفسه مهمة للغاية حتى وإن كانت لا تشير إلى ضرورة استمراره من عدمه لكن استمرارية الفريق في النتائج الجيدة ونجاحه سيعني بالضرورة دخوله بقوة في الحسابات.

"الآن مررت بـ11 مباراة لكي أستعد لتلك المواجهة وأعتقد أنني أعرف لاعبي جيدا وما يستطيعون فعله، إنها مواجهة ستخرج أفضل ما لديهم".

توماس توخيل

قضى توخيل عامين في بوروسيا دورتموند، مهمته انتهت فجأة وسريعا، لم يحقق سوى لقب كأس وحيد، العناوين كلها كانت تقول إنه خليفة يورجن كلوب الذي قارع قوة بايرن ميونيخ بل ونافسه في نهائي دوري أبطال أوروبا لكن خسر أمام قوة العملاق البافاري.

الكثير من الخلافات سواء مع الإدارة أو اللاعبين، وصفتها شبكة "إي إس بي إن" ببيئة العمل السامة التي ستدمر الأجواء.

في موسمه الأول مع دورتموند حقق نتيجة رائعة كأفضل مركز ثاني في تاريخ الدوري الألماني بعدما حصد 78 نقطة، وأول نقطة في انهيار العلاقة بينه وبين الإدارة كانت في صيف 2017 حينما قرر النادي بيع نجومه المتمثلين في هنريك مخيتاريان إلى يونايتد وإلكاي جوندوجان إلى مانشستر سيتي وماتس هوميلس إلى بايرن ميونيخ.

لم يكن توخيل سعيدا بذلك القرار لأنه أراد المنافسة على اللقب، خاصة وأنه كان يعرف جيدا أن هذا الثلاثي مناسب جدا لفعل ذلك لا سيما وأنهم كانوا عماد الموسم المتميز في 2015-2016.

قرر دورتموند أن يضم عددا من المواهب الشاب ليوقع مع 8 لاعبين من ضمنهم عثمان ديمبيلي وماريو جوتزة بمبلغ تخطى حاجز الـ100 مليون يورو، لكن لم يتم استبدال جوندوجان وهوميلس.

إضافة إلى ذلك ضربت لعنة الإصابات نيفين سوبتيش ويعقوب بواشتيشكوفيسكي، شعر توخيل وكأن خواكيم فاتسكه المدير التنفيذي للنادي لا يدعمه كما يجب، ولم يضم له اللاعبين الذين أرادهم، ووصف عملية إعادة البناء بـ "المخاطرة"، ليرد فاتسكه بأنها "طموحة".

طلب توخيل ضم عمر توبراك وأوليفر توريس لكن فاتسكه رفض ذلك الأمر بجانب سفين ميسلينتات رئيس الكشافين في ذلك الوقت، ما ساهم أكثر في شعور توخيل بأنهم خذلوه.

رحل توخيل عن دورتموند بنسبة انتصارات 62.96% من 108 مباراة، ولم يدرب أي فريق لمدة عام ليتولى تدريب باريس سان جيرمان في صيف 2018.

ما الحلم الذي يؤرق مشروع باريس سان جيرمان دوما؟ رغم النجاح المحلي الدائم فالنادي لم يكتب له قط النجاح في دوري أبطال أوروبا، الكثير من المدربين منذ بداية المشروع مع كارلو أنشيلوتي وحتى توخيل والحلم واحد، الفوز بدوري أبطال أوروبا، الكثير من العقبات والعديد من المشاكل ودائما الخروج ربما بنفس الطريقة أحيانا.

توماس توخيل على موعد لإثبات ذاته ربما أمام فاتسكه الذي كان أكثر ثقة في مشروع دورتموند عن مدربه، وكذلك أمام إدارة سان جيرمان التي أرادت المدرب الطموح بعد فشل تجربة أوناي إيمري.

من المدرب الذي سيفوز بتلك المعركة؟ من سيثبت نفسه أكثر؟ هل سيقدم سولشاير المزيد من الأوراق ليتم اعتماده مدربا ليونايتد بشكل دائم؟ أم يكون توخيل هو من كسر العقدة لسان جيرمان رغم الغيابات؟

التعليقات