إصابات متكررة ولا توجد حلول.. الإجابة لدى جامعة ستانفورد وأرسنال وتشيلسي

الأربعاء، 09 يناير 2019 - 15:59

كتب : إسلام مجدي

لقطة إصابة صلاح محسن أمام المقاولون العرب

"الإصابات سببها أرضية ملعب السلام السيئة جدا والتي لا تساعد على اللعب بشكل طبيعي". كانت تلك كلمات خافيير أجيري مدرب منتخب مصر عقب مواجهة إي سواتيني.

لماذا ازداد معدل الإصابات مؤخرا في مصر؟ هل للملاعب علاقة بالأمر؟ هل يمكن أن يدفع اللاعبون ثمن سوء أرضية الملاعب؟ ذلك بجانب الإصابات العضلية المتكررة. الأهلي أصبح يتعرض بشكل دوري لغيابات متكررة بسبب أنواع مختلفة من الإصابات.

منذ 6 أعوام أجرت كلية الطب بجامعة ستانفورد دراسة حول إصابات الملاعب، ونشرتها شبكة "رويترز" حول تكرار الإصابات وأسبابها.

قال جايسون دراجو المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ بالجامعة :"طول العشب قد يتسبب في الإصابات، تخيل أن يلعب اللاعب عدد من المباريات في مكان ما، ثم يذهب للعب في مكان جديد مختلف بطول عشب مختلف، حينها يتسبب ذلك له بالإصابة".

وواصل "العشب الحديث الصناعي قد يتسبب أيضا في إصابة اللاعبين بل إن هناك نسبة زائدة في إصابة اللاعبين تقدر بـ%1.39 أن يصابوا على هذه النوعية، اختلاف طبقات العشب ووضع القدم قد يتسبب في عدة تمزقات أو إصابات ومن يعلم ربما قطع الرباط الصليبي والذي قد يتكرر بين أرجاء الفريق بشكل كبير".

إضافة على ذلك صدرت تعديلات على قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يلزم المنتخبات بضرورة علاج اللاعبين أو حمايتهم، وعوضا عن ذلك يلزم الأندية بدفع فاتورة العلاج.

في أرسنال

تزايدت نسبة الإصابات في أرسنال إلى حد غير معقول، في ذلك الوقت كان أكثر فريق يتعرض لاعبوه للإصابات.

نشرت صحيفة "تيليجراف" البريطانية تقريرا أشارت خلاله إلى أن هناك عدة عوامل تسببت في سلسلة الإصابات الكثير للمدفعجية في ذلك الوقت، حتى أن بعضها كان عضليا وغير متصل بالإصابات القوية.

يظل دائما سؤال لماذا تتكرر الإصابات هو السؤال الأهم، هناك العديد من العوامل لخسارة اللاعبين خاصة قبل المباريات الهامة، بعيدا عن التدخلات القوية داخل الملعب فهناك عوامل أخرى.

حينما تزداد نسبة الإصابات العضلية، فأصابع الاتهام هنا لا تتجه إلى ملعب المباراة بقدر ما تذهب إلى المعد البدني وطبيب الفريق وأخصائي العلاج الطبيعي.

الاعتماد على عدد ثابت من اللاعبين لوقت طويل دون منحهم قدر كاف من الراحة، بجانب عدم الجاهزية البدنية كما يجب من قبل اللاعبين أنفسهم وشعورهم بالمسؤولية تجاه أجسادهم يتسبب في الإصابات العضلية، ناهيك عن الحالة النفسية والتي قد تلعب دورا في تلك الإصابات.

أصابع الاتهام في الصحيفة البريطانية وجهت إلى توني كولبرت مدرب اللياقة البدنية، بأنه يتبع طرقا لا تسهم في زيادة الحمل البدني وعوضا عن ذلك يضيف إلى متاعبهم ما يتسبب في إصابتهم سريعا لأنهم ليسوا جاهزين لخوض هذا القدر من المباريات مع كم الحماس المفرط والضغط النفسي.

الإصابات الناجمة عن التحامات معروفة للجميع، لكن هناك إصابات أخرى نجد اللاعب قد أمسك بالعضلة الضامة والعضلة الخلفية أو الأمامية وربما عضلة السمانة.

أرجعت دراسة صحيفة "جارديان" لسلسلة الإصابات العضلية السبب إلى أن هناك ضغط عضلي كبير في الإحماء قبل المباراة يتم بشكل خاطئ من أخصائي اللياقة البدنية.

في تشيلسي

نادي تشيلسي عانى من العديد من الإصابات العضلية خلال الموسم الماضي، ما دفع الصحافة للتساؤل، ليستعين النادي اللندني بعدد من الخبراء.

قال خبراء الطب في ذلك الوقت :"المشاكل العضلية تأتي إلى أن اللاعبون يعملون أقوى بسبب ضغط المباريات، جسدهم ليس قادرا على تخطي ذلك الحمل البدني.

فيما كتب مات لو صحفي "تيليجراف" :"يعتقد الخبراء أن ضعط المباريات بجانب سوء الإعداد البدني هما العامل الرئيسي خلف الإصابات العضلية وليس أرضية الملعب".

فيما قالت دراسة طبية في ذلك الوقت :"كل الرياضات التي تحتوي على ركض سريع وقفز معرضة للتمزق العضلي بنسبة كبيرة، لكن المشكلة الأكبر هي تجدد الإصابات".

"هناك العديد من المخاوف لمسببات تلك الإصابات، وهناك أدلة قليلة، لكن العامل الرئيسي فيها هو قلة الدقة في إعادة تأهيل اللاعبين المصابين إصابات عضلية، بجانب العلاج الذي يتلقاه اللاعب في بداية الإصابة وحتى وصوله للعلاج الطبيعي وخلاله، مثل الثلج أو الحرارة".

اتجهت إحدى الدراسات الأخرى إلى سبب الإصابات فيما عرف بنظرية جاليفر :"اللاعبون أصحاب القدم القصيرة يركضون أكثر ويتحركون في أنحاء كثيرة، التمريرات القصيرة أيضا قد تتضمن هذه النوعية من الإًابات".

على سبيل المثال في حالة أرسنال، أن اللاعبين في خط الوسط والهجوم لم يكونوا طوال القامة في ذلك الوقت، ومعظم المصابين كانوا قصار القامة، يأتي ذلك لأنهم يلعبون بهذا النظام يحدث لهم تمدد زائد في العضلات.

بجانب ذلك هناك ضغط متواصل على اللاعبين الأساسيين، أي أنه على سبيل المثال لا الحصر يمكنك التنبؤ بتشكيل منتخب مصر الذي سيلعب، ولا ننسى أن معظم اللاعبين المتواجدين منهمكين مع أنديتهم في المباريات.

وكما كتب مات لو :"كما يتحمل الأطباء الأمر، يتحمل أيضا المدربون، لأنهم مسؤولين عن إراحة لاعبيهم كما يجب ولا يجب أن يفكروا فقط في إشراكهم كل مرة، يجب عليهم أن يقوموا ببعض المداورة وإلا سيخسرون لاعبيهم مع الوقت".

الوقاية

أصدر معهد العلوم الرياضية "جاتورايد" دراسة حول الوقاية من الإصابات خاصة العضلية منها وكشف عن أن نسبة الدهون وطريقة اللعب والتمركز قد تكون أحد أسباب الإصابات.

وقالت الدراسة :"إن لم يحصل اللاعب على نسبة الطاقة الكافية لحرق من 1300 إلى 1500 كالوري طوال الـ90 دقيقة فإنه معرض للإصابة والإجهاد، يتضمن ذلك النشاطات اليومية أيضا، القياسات البدنية تفيد مدرب اللياقة البدنية بما ينقص اللاعبين، وإن لم يجيد قراءتها فسيخسر معظمهم بسبب الإًابات العضلية".

وواصلت :"يجب أن يخصص نظام بدني وغذائي لكل لاعب بناء على قياساته، بشكل يتسق مع حاجته للطاقة والتي تختلف من جسد لآخر حسب الاستهلاك وعدم تنفيذ ذلك يجعل الفريق عرضة للإصابات العضلية المتكررة".

أيضا اتحاد الكرة في كل دولة ملزم بالحرص على سلامة اللاعبين من خلال وضع نظام ثابت سواء للملاعب أو للياقة البدنية ما يسمح بدراسة اللاعبين خاصة في حالة انضمامهم للمنتخب.

الإصابات جزء من كرة القدم شأنها شأن بقية الأحداث ضمن المباريات، وتتأثر تلك النسبة بشكل أو بآخر حسب اللاعبين المتاحين للمشاركة ونسبة الضغط البدني وغيرهم.

ليستر سيتي على سبيل المثال لا الحصر خلال الموسم التاريخي الذي حصد فيه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز كان أقل فريق لديه إصابات بين صفوفه، ما سمح له بالمنافسة، وفيما بعد بدا واضحا أن النادي يلعب مباريات أقل لأنه كان يركز على الدوري فقط، بجانب القياسات البدنية للفريق والتي استمرت حتى وقتنا هذا.

بجانب حملات الوقاية، فإن بعض الاتحادات حول العالم تجري للاعبين جلسات من أجل الوقاية من الإصابات المختلفة مثل إصابات الكاحل، وتخبرهم بضرورة ربط قدمهم برباط ضاغط بشكل معين بجانب تغيير نمط التحركات حتى لا يتعرضون لتلك الإصابة التي تختلف درجتها، إحدى درجات تلك الإصابة أبعدت نيمار طوال الموسم عن باريس سان جيرمان خلال العام الماضي.

بعض اللاعبين قد يتعلمون مهارة جديدة أو احتفال جديد يضغط بشدة على عضلاتهم بشكل يتسبب في الإصابة، يتم التنويه عليهم من قبل مدربيهم ألا يفعلوا ذلك، ثم تجدهم فجأة توقفوا عن ذلك الأمر.

الإصابات العضلية تحديدا ترتبط أكثر بمعدل الحمل البدني والعمل الزائد أكثر من جودة أرضية الملعب، لأن أرضية الملعب تتسبب في إصابات أخرى من نوع مختلف. نعم قد يختلف شكل الركض وحالة الملعب التي تجعل اللاعبين يبذلون جهدا إضافيا، لكن في النهاية الحمل البدني هو المتهم الأول.

قد نكون بحاجة لتحسين جودة الملاعب في مصر لتسهيل اللعبة على اللاعبين وعدم وضع عوائق أمامهم، لكن أيضا كل الأندية وحتى المنتخب بحاجة للمداورة وامتلاك تشكيل كافي لفعل ذلك، لا يمكن أبدا أن تخوض كل مبارياتك بـ13 لاعبا فقط على سبيل المثال لا الحصر.

طالع التفاصيل:

توخيل: ديمبيلي لاعب رائع وموهوب وشخص لطيف.. لكنه مجنون قليلا

اتحاد الكرة: فوز صلاح بجائزة الأفضل في إفريقيا مرتين متتاليتين إنجاز غير مسبوق

مدرج في الجول – شاركنا ذكرياتك مع تنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية 2006

مران الأهلي - لاسارتي يدرس فيتا كلوب.. وسعد سمير يعود للتدريبات الجماعية للغائبين

جلسات مكثفة من مدرب الإسماعيلي للاعبين قبل مواجهة مازيمبي

التعليقات