جيرالدو.. قاهر شلل الأطفال ذو الحمض النووي البرازيلي

الخميس، 13 ديسمبر 2018 - 01:37

كتب : FilGoal

جيرالدو

يعتبر نفسه نصف أنجولي ونصف برازيلي، قصير القامة ويمتلك مهارة كبيرة في قدمه اليسرى، قاد بريميرو دي أجوستو للهيمنة على المسابقات المحلية في المواسم الثلاث الماضية.. وقد يكون الصفقة الأهم للأهلي في الانتقالات الشتوية المقبلة: جيرالدو.

هيرمينيجيلدو دا كوستا باولو بارتولوميو "جيرالدو" (27 عاما)، وصل بفريقه بريميرو دي أجوستو إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، قبل أن يقع الخروج الدرامي أمام الترجي في مواجهة مليئة بالآهات.

جيرالدو خطف الأضواء في دوري أبطال إفريقيا، بعد أن قاد بريميرو دي أجوستو لـ3 ألقاب متتالية في الدوري الأنجولي بمستويات مبهرة، إلا أن قصته ليست اعتيادية إطلاقا، فمسيرته الكروية كانت مهددة صحيا بسبب شلل الأطفال، وأمنيا بسبب الحرب الأهلية، قبل أن تنطلق من الأساس، وبعدها عبر المحيط ليعيش مغامرة عجيبة في الملاعب البرازيلية.

جيرالدو بدأ في مداعبة كرة القدم في نادٍ يدعى نوربيرتو دي كاسترو، أكاديمية في الأساس لاكتشاف المواهب، وهناك وبينما شارك مع فريق تحت 15 عام، شاهده دجالما سانتوس اللاعب الأنجولي الشهير الذي تواجد سابقا في صفوف بورتو وباوك، ويلعب حاليا في أناليا سبور التركي.

دجالما تكفّل عبر شبكة علاقاته بسفر جيرالدو إلى البرازيل، حتى يثقل موهبته، وهناك قضى 6 سنوات أكسبته لقب الـ "Brasileiro" بين أقرانه في بلاده أنجولا.

تنقل جيرالدو بين عدة أندية برازيلية، أهمها كوريتيبا الذي لعب في صفوفه 4 سنوات حتى رحل عنه عام 2014 بسبب خلافات مع المدرب ماركينيوس.

يقول جيرالدو عن تلك التجربة: "أنا ممتن لكل الأشخاص في كوريتيبا وما قدموه لي، أود أن أعود في يوم ما".

2015 كان العام الذي شهد عودته لبلاده أنجولا، وصناعته تاريخا محليا في صفوف بريميرو دي أجوستو بـ3 ألقاب متتالية في الدوري الأنجولي.

"تحصلت على خبرات كبيرة في البرازيل ساعدتني لاحقا في أنجولا، لم أكن قد لعبت بشكل احترافي مطلقا في أنجولا، إذ لم يكن من العدل أن ألعب في بلادي بنهاية مسيرتي فقط، ولذا حرصت على العودة في الوقت المناسب والظهور بأفضل مستوى أمام الجماهير التي تعشقني".. هكذا صرّح جيرالدو في مقابلة مع موقع UOL Esporte البرازيلي.

جيرالدو يمتلك 17 مباراة دولية مع أنجولا منذ عام 2010، إلا أنه لم يحظ باستمرارية دولية بسبب لعبه بعيدا جدا عن بلاده، كان من الصعب أن يكون تحت أنظار مدربي أنجولا بشكل دائم خلال احترافه المجنون في البرازيل.

إلا أن الجانب الكروي في مسيرة جيرالدو، وعلى الرغم من ما يملكه من مهارات رائعة وقدم يسرى ساحرة، فإنه ليس الجانب الأكثر إثارة في حياته.

شلل الأطفال

في سن العاشرة، تم تشخيصه بالإصابة بشلل الأطفال، مرض منتشر في الكثير من البلدان الإفريقية، مما أدى إلى صعوبة شديدة في حركة الطفل لمدة عام كامل، وبدلا من أن يعمل على مسيرته الكروية في سن صغيرة، توجّب على جيرالدو أن يقلق أكثر في تلك الأثناء بشأن مقدرته على السير بالأساس.

العلاج الطبيعي واحد من أساليب الشفاء من المرض، إلا أن جيرالدو لم يكن قادرا على الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي بسبب الأوضاع المادية المتدنية لأسرته.

يقول جيرالدو: "إصراري على لعب كرة القدم ساعدني، مارست الرياضة كثيرا، حتى وإن سيطر العرج على حركتي في بادئ الأمر، جدتي اعتادت أن تدلّكني. احتمالية ألا أقدر على السير بشكل طبيعي مجددا كانت قائمة لأننا لم نقدر على تحمّل العلاج، ولكن تحسّنت تدريجيا".

"كنت أحاول لعب كرة القدم، وفي ذلك الوقت العرج كان باديا على حركتي، والكثير من الناس ضحكوا عند رؤيتي، وهذا الأمر حفزني ودفعني لأن أكون أفضل".

حرب أهلية

في طفولته عاشت أنجولا حربا أهلية أدت إلى مقتل نصف مليون شخص وأكثر من مليون مصاب ومشرد.

"كنت طفلا ولم أفهم طبيعة هذه الحرب الأهلية، ولكن مع تقدمي في السن، رأيت الصور وسمعت القصص، وعرفت بشأن أقارب فقدتهم في ظروف فظيعة. لسوء الحظ إفريقيا تعاني من كثير من الحروب والمشاكل السياسية، هذا محزن، ولكني مؤمن أن هذه المشاكل ستزول في المستقبل".

الفتى الذي قهر شلل الأطفال ونجى من الحرب الأهلية وقطع المحيط بشجاعة كبيرة في سن صغيرة، هل يصنع فصلا جديدا من الإنجازات الشخصية بقميص أحمر؟

التعليقات