اسكواش - رنيم الوليلي.. "القمة بداية الرحلة وليست محطة الوصول"

الأحد، 02 ديسمبر 2018 - 12:23

كتب : محمد سمير

رنيم الويليلي

أعلن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين برياضة الاسكواش رسميا عن تصنيف شهر ديسمبر والذي شهد عودة رنيم الوليلي إلى القمة بعد غياب ثلاث سنوات.

وكانت رنيم هي أول مصرية تتصدر التصنيف العالمي للعبة في سبتمبر 2015 ولكن لفترة قصيرة استمرت لأربعة أشهر فقط، بسبب الضغط الهائل الذي تعرضت له ولم تنجح في التعامل معه وفقا لتصريحاتها، وشددت رنيم أنها اكتشفت خلال الثلاث سنوات أن "القمة هي بداية رحلة وليست نقطة الوصول".

إنجاز رنيم لم يكن الأبرز على مستوى الاسكواش فقط فهي كانت أول مصرية تتصدر التصنيف العالمي لأي رياضة، إنجاز حدث بإزاحة الماليزية نيكول دافيد أسطورة اللعبة وصاحبة كل الأرقام القياسية العالمية.

يوم الجمعة 23 نوفمبر الماضي وقبل أسبوع من الإعلان الرسمي ضمنت رنيم الوليلي العودة إلى قمة التصنيف العالمي بعد غياب ثلاث سنوات، بعد خروج نور الشربيني من ربع نهائي بطولة هونج كونج وتأهل رنيم للمربع الذهبي.

"دعونا نتحدث عن الوصول لقمة التصنيف العالمي عند الإعلان الرسمي في ديسمبر، أنا الآن أشارك في بطولة كبرى وأريد أن يكون كامل التركيز عليها فقط.. أنا اعتذر لكم" بتلك الطريقة الاحترافية اعتذرت رنيم الوليلي عن الحديث معنا وقتها وطلبت تأجيل ذلك إلى ما بعد نهاية البطولة.

يتضح لكم من التصريح السابق كيف أن لاعبة وادي دجلة علمت الطريقة المثلى للتعامل مع التغيرات والضغوط التي تطرأ عليها أثناء مسيرتها، لتتعلم درس الهبوط من القمة بعد فترة قصيرة من الوصول.

وتواصل FilGoal.com مع البطلة المصرية للحديث معها عن رحلتها من الصعود للهبوط للعودة مجددا بعد ثلاث سنوات.

الهبوط من القمة:

"في البداية عندما تصدرت التصنيف في سبتمبر 2015، لم أستوعب الموضوع بصورة جيدة، شعرت بضغط هائل نتيجة التواجد على القمة ولم أنجح في التعامل معه بصورة صحيحة".

"شعرت بعض الشيء أن وصولي لرقم 1 قد أنهى الإنجاز، وذلك لم يساعدني صراحةً، والحقيقة أن بعد نزولي من القمة عقب أربعة أشهر كنت لا استحق العودة مجددا في وقتها".

ربما تكون أخطأت رنيم في التعامل مع الوصول للقمة ولكن لم لا وهي تحقق إنجاز هو الأكبر في تاريخ الرياضة النسائية بمصر، ولم يكن ذلك الإنجاز الوحيد فاللاعبة المصرية أزاحت الأسطورة نيكول دافيد بعد سيطرة استمرت لأكثر من 9 سنوات متواصلة بمجموع 112 شهرا على القمة.

بطلة مصرية:

بعد هبوط رنيم الوليلي من على القمة العالمية لصالح الإنجليزية لورا ماسارو التي لم تستمر أكثر من أربعة أشهر هي الأخرى ظهرت بطلة مصرية لم تكمل عامها الـ21 بعد وهي نور الشربيني.

ورغم فارق السن الذي يصل لما يقرب من 7 سنوات بين رنيم ونور إلا أن العلاقة بينهما قوية جدا وهو ما يتضح في تصريحات اللاعبتين.

"امتلك مشاعر مختلطة عندما أفوز في المباراة النهائية على رنيم، سعيدة جدا لتحقيقي بطولة دولية وفي الوقت ذاته أحزن بشدة بسبب خسارة رنيم فهي بمثابة شقيقتي الكبرى، أتعلم منها كثيرا داخل الملعب وخارجه وأتمنى لها التوفيق دائما ستحصل على تلك البطولة يوما ما" تصريحات من نور الشربيني بعد التتويج ببطولة العالم للمرة الثانية في تاريخها على حساب زميلتها التي فشلت في حصد اللقب بعد الوصول للنهائي للمرة الثانية - قبل أن تحقق رنيم اللقب بالفعل في ديسمبر 2017 - ".

هيمنت نور الشربيني على صدارة التصنيف العالمي منذ مايو 2016 وحتى الشهر الماضي، نور قدمت أداءا مذهلا استحقت به ذلك، ولكن ضاق الفارق بينهما الموسم الماضي وحافظت نور على موقعها طوال الموسم.

"اقتربت من نور الشربيني في التصنيف أكثر من مرة الموسم الماضي لكنها أثبتت أحقيتها وجدارتها بالاستمرار على القمة فقد كانت الأفضل رغم فارق النقاط القليل بيننا".

"أنا أكبر في السن من نور بما يقرب من 6 أو 7 سنوات ولكن رغم ذلك أنا أتعلم منها كثيرا وسعيدة وفخورة بما تحققه هي بطلة حقيقية" تصريحات لرنيم الوليلي بعد التتويج ببطولة الجونة على حساب زميلتها نور.

الظلام الدامس:

لم تكن نور الشربيني هي الفترة الأصعب في مسيرة رنيم الوليلي برياضة الاسكواش بل أن هناك فترة أخرى وصفتها البطلة المصرية بـ "الظلام الدامس".

ففي تلك الفترة كادت رنيم الوليلي أن تنهي مشوارها مبكرا أكثر من مرة أحدهما بمرحلة الناشئين والأخرى بعد الانتقال لمرحلة الكبار.

"هناك العديد من اللحظات الصعبة ربما كان الأبرز بالنسبة لي هو قرار رنيم بالإعتزال قبل أن تتم 16 عاما لشعورها (بالزهق) فنصحتها بأن تأخذ أجازة من اللعبة وتفكر في القرار لكن لم تأخذ أكثر من ثلاثة أسابيع وعادت للتدريبات مرة أخرى ... كان القرار في البداية صعبا علينا بسبب الآمال والمجهود الموضوعة وفي النهاية ينتهي كل شئ" تصريحات سابقة من ريم منسي - والدة رنيم الوليلي - لـ FilGoal.com عن الفترة الأصعب لرنيم.

وأوضحت رنيم الفترة الأصعب في مشوارها قائلة: "منذ 2007 وأنا بدأت حياة مختلفة تماما، انتهيت من المدرسة وانتقلت إلى الجامعة وانضممت إلى نادي هيليوبليس بالقاهرة وأنا من الاسكندرية، بدأت السفر بمفردي وشعرت باختلاف كبير وجدت نفسي في فترة (الظلام الدامس) استمريت لفترة طويلة بتلك الفترة".

تلك الفترة لم تستمر لمدة موسم أو اثنين بل لمدة أربع سنوات وقالت رنيم "الإحباط بدأ يتمكن مني شيئا فشيئا، أعتقدت أنني لن أصل لأي من أحلامي كنت أفكر كثيرا في نهاية مشواري فأصبحت أتعود على الخسارة وأعتقدت أن أسرتي يعلمون أنني لن أحقق أي شيء ولكن ذلك لم يكن صحيحا".

وأكملت رنيم "في 2011 خضت بطولة كارول ويمولر وكنت أفوز على بطلات أعلى مني في التصنيف وعقب كل مباراة أخبر أسرتي بالنتيجة أشعر من نبرتهم عدم تصديق ذلك حتى حصلت على اللقب في النهاية وكانت البداية للخروج من الظلام الدامس".

*سابقا كان هناك بعض البطولات لا تظهر نتيجها على الفور مثل الآن وكانت تأخذ بعض الوقت فكان اللاعب يتواصل مع أسرته ليعلمهم بنتيجته*.

الأخلاق أولا:

تعتبر رنيم الوليلي من أبرز أسماء اللاعبات على مستوى رياضة الاسكواش ليس فقط في مصر بل العالم، يمكن مشاهدة ذلك بوضوح عند حضور أي بطولة وترى تأثر الناشئين والناشئات بتواجدها.

عندما تقوم بسؤال أحد بطلات الناشئات من هي مثلك الأعلى وتريدي أن تصلي لمكانتها مستقبلا، تكون الإجابة قبل إكمال السؤال "رنيم الوليلي بالطبع".

العلاقة بين رنيم وزميلاتها قوية جدا، فدائما ما تقدم رنيم النصائح الفنية لزميلاتها المصريات حتى لو كان تلك اللاعبة منافسة لها، وهو شعور متبادل بين اللاعبات المصريات في الاسكواش.

على سبيل المثال ببطولة هونج كونج الأخيرة بعد ضمان رنيم التأهل للمربع الذهبي، كانت تنتظر الفائزة من نوران جوهر والفرنسية كاميل سيرم، ورغم أن أفضلية رنيم على اللاعبة الفرنسية أعلى بكثير من نوران إلى أنها ذهبت لمنح النصائح لزميلتها التي فازت بالفعل وواجهتها في مباراة قوية بالمربع الذهبي الذي حسمته رنيم بصعوبة 3-2.

وحكت رنيم في مناسبة سابقة عن موقف تعرضت له في أحد البطولات بأول مرحلة المشاركة مع الكبار "كنت ألعب في أحد البطولات وأتعرض لضغط كبير لم أتعود عليه".

"كرة الفوز بالمباراة ارتطمت بالأرض مرتين قبل أن ألعبها ولم يراها الحكم وقام باحتساب النقطة لي وطالبت اللاعبة الأخرى بالنقطة لها لأن الكرة اصطدمت مرتين ولم أقول للحكم أن ذلك حدث بالفعل".

*في رياضة الاسكواش إذا لم ير حكم المباراة أحد الكرات يعترف اللاعب بالخطأ لأن شعار اللعبة هو الأخلاق*

وأضافت رنيم "شعرت يومها بحزن كبير فور مغادرتي للملعب، لماذا لم أصارح حكم المباراة بالخطأ؟ لقد حصلت على فوز لا استحقه، لم أنم تلك الليلة".

"وفي مباراة الدور التالي، استطيع القول بأنني تعمدت الخسارة لأنني ربما لا استحق أن أكون هنا بسبب ما فعلته"

القمة مجددا وماذا بعدها؟:

"بالطبع سعيدة وفخورة جدا بالعودة إلى صدارة التصنيف مرة أخرى، وأسعى في الاستمرار بنفس الطريقة التي أسير عليها لمواصلة النجاح".

"عندما بدأت الموسم الحالي، هدفي لم يكن القمة كنت أركز مع فريقي الفني لتحقيق أفضل نتيجة في كل مباراة وكل بطولة وأزال ذلك الكثير من الضغط عليّ، اللعب لمجرد الاستمتاع وتحقيق نتيجة إيجابية".

"مازال ذلك هو الهدف، أسعى لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة بالطبع أريد الفوز بأكبر عدد من الألقاب، لكن سأسير خطوة بخطوة لتحقيق أفضل ما لدي وأرى أن هذا ما ساعدني للوصول على القمة وربما يساعدني للاستمرار أكثر".

وصلت رنيم إلى القمة وهذا يعني أنها أفضل لاعبة من اللاعبات المحترفات والدليل هو أن نتائجها صعدت بها لصدارة التصنيف العالمي.

إلا أن رنيم ترى عكس ذلك قائلة "أحاول أن أثبت لنفسي إمكانيتي في تحقيق نتائج جيدة بعيدا عن القمة، فاتضح للجميع من خسارتي لنهائي بطولة هونج كونج أنني صعدت بالفعل لصدارة التصنيف لكن في الوقت نفسه خسرت أمام النيوزلاندية جويل كينج".

"ذلك يثبت أن هناك لاعبات لديهن قدرة في هزيمتي وأنني لم أصل لأبعد نقطة، لذلك أسعى جاهدة للتطوير من نفسي أكثر فهدفي التركيز على سلبياتي لمعالجتها".

الفارق بين الوصول للقمة والعودة إليها:

وصلت رنيم إلى القمة في سبتمبر 2015 وعادت إليها مجددا في ديسمبر 2018، ثلاث سنوات غابت فيهم رنيم عن الصدارة وقد أضاف ذلك لها الكثير.

وبسؤالها عن الفارق بين الوصول للقمة والعودة إليها ورسالة توجهها للناشئين للتعلم منها أوضحت رنيم "رسالتي لنفسي قبل أن تكون للناشئين للاستفادة منها، فأنا كنت أعتقد أن الوصول لقمة التصنيف هو الانجاز أو نقطة الوصول لكنه في الحقيقة هو رحلة تبدأ من هنا".

وتابعت "ليس من الشرط استمرارها، لذلك يجب التركيز على ما هو بعد ذلك للاستمرار في تلك الرحلة والسير فيها، أما اعتبارها كنقطة الوصول فبالتأكيد لن تستمر طويلا".

لعبة فردية؟:

رياضة الاسكواش هي رياضة فردية، ويعتقد البعض أن الرياضة الفردية تعتمد في الأساس على اللاعب فقط.

وفي ذلك توضح رنيم "فريقي له دور كبير فيما وصلت إليه الآن، وجود مدربي هيثم عفت الدائم والمستمر، ومدرب اللياقة البدنية أحمد فرج الله وطبيب العلاج الطبيعي محمد أمين وطبيب التغذية هاني وهبة لكل منهم دور هام في مسيرتي".

وأضافت "نصائحهم لي تضيف لمسيرتي كثيرا وتؤثر على مشواري بصفة عامة".

وأتمت "أوجه الشكر لكل منهم فمن وجهة نظري كان لهم الدور الأبرز، وأتوجه بالشكر بالأخص لمدربي ومدرب اللياقة البدنية تحدثوا معي شبه يوميا".

حصلت رنيم الوليلي على 19 لقب فردي في مشوارها، كانت البداية عام 2009 ببطولة هيليوبليس المفتوحة، وأخر البطولات بالفوز بأمريكا المفتوحة.

هذا العام حققت رنيم الوليلي ثلاثة ألقاب، كما حصلت على لقب بطولة العالم "فرق" أربع مرات بجانب فضية وبرونزية وهم جميع ميداليات مصر بتاريخ مشاركتها في المسابقة.

التعليقات