كتب : رامي جمال | الإثنين، 12 نوفمبر 2018 - 19:17

بين "القطة والجمل".. الأهلي دائما ليس طرفا في الأزمة

الترجي - الأهلي

حينما خرج محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي عن صمته ليؤكد دعمه بسوق انتقالات قوية في شهر يناير المقبل لم أستطع الحكم إن كان سيصدق فيما قاله أم أن الأمر مجرد مهدئات لجماهير القلعة الحمراء بعد الهزيمة القاسية أمام الترجي.

الشك الذي انتابني كان بسبب ما حدث طوال عام كامل.

نوفمبر 2017

في شهر نوفمبر من العام الماضي تكهن الجمهور بانتقالات قوية سواء في شهر يناير أو الصيف الذي يليه أسوة بما حدث في عام 2004 لأن من فاز بالانتخابات وعد الأهلي سابقا على زعامة القارة وعدم قبول ما هو أقل من ذلك.

لكن لم يحدث أي شيء خلال تلك الفترة والبداية كانت مع حسين الشحات وأحمد سامي من مصر المقاصة.

وخرج عدلي القيعي بتصريحه الشهير نظرا لمغالاة مصر المقاصة في طلباته على حد قوله وتحدث قائلا: "أنا أريد شراء لاعبين من المقاصة وأريد بيع لاعبين لفريق المقاصة ولكن الموضوع له أصول في التعامل، منحت مسؤولي المقاصة حلولا عديدة بشأن صفقة أحمد سامي مدافع فريقهم".

وتابع "متجيش قطتك تبقى جمل وأنا جملي يبقى قطة، القطة قطة والجمل جمل، الجمل عمره ما يبقى قطة والقطة عمرها ما تبقى جمل معايا أنا بالذات دلوقتي".

كان ذلك قبل أيام من ضم الأهلي لصلاح محسن مهاجم إنبي الشاب مقابل 40 مليون جنيه والكل يعرف أحداث تلك الصفقة وأن الأهلي لم يتكبد فيها مليما واحدا، ولكنه كسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخ الأندية المصرية وارتفعت أسعار اللاعبين أضعاف أضعاف بسببها.

لم يعي الأهلي أن كرة القدم تغيرت وأن ما كان يحدث في عام 2004 لن يحدث الآن وأن "مكالمة الخطيب" وحدها ستكفي لضم لاعبين.

والنتيجة؟

عدم دعم النادي في الانتقالات الشتوية لعام 2018 ثم الصيفية بلاعبين من الفئة الأولى تسبب بشكل مباشر في عدم وجود بدلاء أكفاء في النهائي أمام الترجي حينما غاب أزارو ومعلول وأجاي بالإضافة لوجود بعض اللاعبين ممن ليس لديهم خبرة ارتداء قميص الأهلي في تلك المباريات.

حتى مع تجديد تعاقد ثلاثة من أهم لاعبيك مثل عبد الله السعيد ومؤمن زكريا وأحمد فتحي نجوت بلاعب واحد فقط والثاني رحل وربما الثالث سيكون في الطريق.

ربما حدث ذلك لأن الأهلي ليس طرفا في الأزمة.

قديما كان الأهلي يستخدم تلك الجملة وهو في موقف قوة لكن الآن هو طرف أصيل في الأزمة وظل يستخدمها إلى أن جنت عليه بالكامل.

رامون دياز وكارتيرون

قبل الأهلي استقالة حسام البدري من منصبه في 15 مايو الماضي، ويوم 23 مايو أعلن اتحاد جدة التعاقد مع المرشح الأول لتدريب الأهلي رامون دياز.

ومنذ الـ23 من مايو وحتى منتصف شهر يونيو لم يتعاقد الأهلي مع مدرب رغم توقف الموسم بسبب كأس العالم ووجود فرصة تاريخية لعدم التحام المواسم بجلب مدرب بشكل مبكر كي يعد الفريق جيدا ويختار صفقاته بعناية.

أكاد أجزم أن التعاقد مع باتريس كارتيرون جاء بعد تصريحه الذي قال فيه أنه هو من تواصل مع الأهلي.

وقال: "تلقيت اتصالات قبل شهر من أحد الوكلاء أخبرني فيه أن الأهلي قد يكون مهتما بخدماتي لذا أرسلت له طلباتي وقتها".

قبل أن يستدرك "لكن منذ ذلك الوقت لم يكن هناك أي تواصل بيني وبين أي مسؤول في إدارة الأهلي".

والنتيجة؟

لم يكن أمام كارتيرون سوى شهر واحد فقط للتعرف على فريقه الجديد ومحاولة ضم صفقات قبل خوض أول لقاء له أمام تاونشيب رولوز في دوري أبطال إفريقيا في الـ17 من يوليو الماضي.

مع عدم الإغفال أن الكثير من لاعبي الأهلي كانوا في روسيا للمشاركة مع منتخب مصر في كأس العالم.

أي أن كارتيرون لم يتعرف سوى على فريقه منقوصا من لاعبيه الأساسيين.

ربما كل ذلك التأخير في التعاقد مع المدرب لأن الأهلي لم يكن طرفا في أزمة رامون دياز ورحيله لاتحاد جدة.

الجزء الإداري محليا وقاريا

على المستوى المحلي حدثت أزمة للأهلي بعدما سحب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" رخصة ملعب برج العرب من إقامة المباريات عليه ورفض الجهات الأمنية خوضه لمبارياته في القاهرة.

ظل الأهلي يتخبط ولا يعرف أين يخوض مبارياته إلى أن جاءت الانفراجة في الأزمة بخوض اللقاء على ملعب السلام.

وفي كل لقاء قاري للأهلي تتجدد أزمة الملعب إلى أن تحدث انفراجة في الأيام الأخيرة وفي إحدى المرات ربما سيحدث ما لا يحمد عقباه.

وعلى المستوى القاري التزم الأهلي موقف المشاهد الذي لا حول له ولا قوة حينما كان الترجي يضغط بكل قوة ممكنة على الكاف لإيقاف أزارو والحكم الجزائري مهدي عبيد ورفع الإيقاف عن مدرج "الفيراج" لحضور الأولتراس للقاء الإياب ومحاولة رفع الإيقاف عن لاعبيه شمس الدين الذوادي وفرانك كوم.

ربما لأن أزارو أو استمرار عقوبة الفيراج لا يخصان الأهلي، فهو ليس طرفا في الأزمة.

أخيرا

الأهلي كان دائما رد فعل لكل الأحداث وليس هو الحدث، طريقة التزام الصمت لأن "الأهلي الكبير لا يرد" لا تؤتي ثمارها الآن بل هي تجني على النادي وما حدث لأزارو خير دليل.

حتى ملف تكرر الإصابات العضلية للاعبين لم يتم الالتفات إليه إلا مع زيادة عدد المصابين بشكل غير متوقع ولكن لم يجد أي شيء واستمر الحال كما هو.

أن تتبع موقف المشاهد وترى فريقك الأساسي يشارك في لقاء في بطولة ودية قبل أيام من خوض نهائي دوري الأبطال فهذا تصرف غريب وحجة عدم التدخل في عمل المدرب واهية هنا، ففي تلك الحالة هناك هدف أهم وكان يجب إنقاذ أحمد فتحي من الإصابة التي كانت في طريقها لمحمد الشناوي أيضا.

يجب أن يحدد الأهلي ملعبه محليا وقاريا ويتمسك به وأن يتمسك دائما بحضور جماهيره مثلما فعل الترجي وساندته كل الجهات المعنية في تونس، لا يجب أن يصمت دائما.

يجب أن يشعر مجلس إدارة الأهلي أنه الآن أصبح طرفا في الأزمة بشكل أكيد بنسبة 100% وتنفيذ ما قاله الخطيب من دعم الفريق بصفقات قوية وإلا فاستمرار النتائج الكارثية سوف يستمر.

وخير دليل على ذلك هو عدد البطولات التي خسرها الأهلي خلال الأربعة أعوام الأخيرة مقارنة بعدد الهزائم من 2005 إلى 2012.

فكما قالها مانويل جوزيه: "الأسوأ من الهزيمة هو عدم القتال" يجب أن يقاتل مجلس إدارة الأهلي دائما.

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات