#ليلة_الأبطال – هل يرد جريزمان الاعتبار أم يكمل رويس ملامح عودته الرائعة؟

الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 - 18:05

كتب : علي أبو طبل

أنطوان جريزمان

"الدوري الألماني هجومي للغاية. أعتقد أن فريق مثل بروسيا دورتموند يعكس صورة جيدة للغاية عن ذلك الدوري المثير"

هل يفتح أنطوان جريزمان المزيد من أبواب احتماليات انضمامه إلى بايرن ميونيخ حسب الكثير من التقارير الواردة مؤخرا؟

يقلل الفرنسي من فرص حصول ذلك خلال حديثه لمجلة "كيكر" الألمانية: "سيكون من الرائع اللعب في هذا الدوري، ولكني أشعر بارتياح كبير هنا في أتليتكو مدريد. لدينا مشروع رائع هنا وأرغب في المزيد من التطور وربما نساهم جميعا في كتابة تاريخ لا ينسى لهذا النادي".

فلندع الشائعات جانبا.. لا صوت يعلُ الآن فوق صوت مواجهة بوروسيا دورتموند.

قبل أسبوعين في "سيجنال إيدونا بارك"، كانت ليلة لن ينساها دييجو سيمويني على الإطلاق.

يصنفها البعض بالليلة الاسوأ في مسيرة سيميوني التدريبية، حيث نال هزيمة عريضة –هي الأكبر في رحلته مع الفريق الإسباني- بواقع أربعة أهداف نظيفة، مع تفاصيل ودروس كروية أخرى قدمها النادي الألماني.

لم يقو جريزمان على تقديم أي رد فعل خلال تلك المواجهة، حيث سيطر ماركو رويس ورفاقه بالكامل على جنبات الملعب.

الآن فات أوان تلك المباراة، وحان الوقت لتجدد المواجهة في "واندا ميتروبوليتانو".

معقل أتليتكو مدريد، والذي يشهد المباراة النهائية للبطولة في نسختها الحالية، قد يكون شاهدا على رد اعتبار الفريق الإسباني للهزيمة القاسية.

في المقابل، فإن الفريق الألماني يمر بأوقات رائعة هذا الموسم تحت قيادة المدير الفني السويسري لوسيان فافر، ويتصدر الدوري الألماني بفارق 4 نقاط كاملة عن حامل اللقب بايرن ميونيخ.

الفريق الإسباني، حامل لقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، لا يمر بأوقات مثالية بعد تعادله في الجولة الأخيرة من "ليجا" إسبانيا مع ليغانيس بهدف لكل فريق، وهي النتيجة التي تعطي المزيد من الأريحية لبرشلونة في الصدارة، ومع الهزيمة العريضة أمام الألمان ذهابا، يصبح أمر الانتصار هاما في مواجهة مثل تلك من أجل الأمور المعنوية.

الانتصار يضمن لأتليتكو مدريد التأهل أيضا إلى الدور التالي قبل جولتين من نهاية مرحلة المجموعات، وذلك في حال نهاية مباراة موناكو وكلوب بروج بالتعادل.

حسابات وأهداف يحملها الفريقان، وفي النهاية ستصبح متوقفة على مدى قدرة النجم الرئيسي لكل فريق على قيادة كتيبته نحو الانتصار.

إنها مواجهة ماركو رويس وأنطوان جريزمان.

النجم الفرنسي قادم للتو في الصيف الأخير من تتويج فرنسا المونديالي الثاني في تاريخها، ولكن مع أتليتكو مدريد هذا الموسم –ورغم كونه النجم الأبرز في كتيبة سيميوني- إلا أنه لم يتوهج تهديفيا بالدرجة التي يمكن اعتبارها فارقة.

11 مباراة في الدوري المحلي بواقع 921 دقيقة من اللعب، سجل خلالها اللاعب الفرنسي 3 أهداف وصنع هدفين آخرين لفريقه الذي يحل رابعا في جدول ترتيب المسابقة.

في المنافسات الأوروبية، انتصر الفريق في أول مبارتين قبل أن يتعرض للهزيمة القاسية في ألمانيا، وخلال ذلك نجح جريزمان في تسجيل هدفين وصناعة مثلهما.

الأرقام ليست مبهرة للاعب لا يخشى بأن يعلن عن حلمه مرارا وتكرارا بأن يكون الأفضل في العالم، ولكنه يظل مؤثرا ومفصليا في أي لحظة من عمر أي مباراة، وبالأخص في تلك المواجهات الكبرى.

"أتطلع دوما لأن أصبح مثل ماركو رويس. إنه لاعب كبير وأعتبره نموذج بالنسبة لي".

بكلمات قليلة، أوضح الإنجليزي الصاعد جادون سانشو مدى قيمة نجم وقائد بوروسيا دورتموند الحالي.

صاحب الـ29 عاما، والذي عانى كثيرا –لسوء حظه- مع الإصابات التي حرمت الفريق الألماني من مجهوداته طوال فترات عدة متقطعة، يظل النجم الأبرز في صفوف الفريق الألماني خلال مراحله المختلفة مؤخرا.

هذا الموسم، يلعب رويس بشكل أكثر استقرارا تحت قيادة فافر، ويقود مجموعة ذات متوسط أعمار صغير في مشروع جديد للفريق الألماني، تبلي حسنا حتى الآن.

علاقة رويس وفافر لم تبدأ في دورتموند، فقد عملا سويا في وقت سابق خلال بدايات اللاعب مع فريقه السابق بوروسيا مونشنجلادباخ.

يوضح فافر: "أعلم قدرات ماركو منذ وقت طويل. في 2011 لعب في بوروسيا مونشنجلادباخ على الجانب الأيمن، ولكن لاحقا أدركنا أنه يستطيع أن يبلي بشكل مبهر في صناعة اللعب خلف المهاجمين".

هل تعلم أن خلال 10 مشاركات في الـ "بوندزليجا" هذا الموسم، سجل رويس في 6 مناسبات وصنع 5 أهداف أخرى؟

هدف أخير في شباك فولفسبورج منح الفريق انتصارا صعبا ضمن استمرار الصدارة في ألمانيا بأريحية نسبية.

يا له من تأثير كبير!

الأمر يمتد لدوري الأبطال الذي شارك اللاعب في 3 مباريات خلاله، ونجح في تسجيل هدف وصناعة آخر، وكلاهما في مباراة ضد موناكو الفرنسي.

ربما يتعين عليه أن يستلهم مستوياته الرائعة في المسابقة المحلية لمساعدة فريقه في مباراة أوروبية حاسمة خارج القواعد، لن يضمن الانتصار فيها التأهل للدور التالي فحسب، بل يحسم حسابات الصدارة كذلك.

هناك في مدريد، يعلمون خطورة رويس جيدا وذاقوا منها في الهزيمة المريرة قبل أسبوعين.

الفرنسي لوكاس هيرنانديز، الظهير الأيسر للفريق الإسباني، يحلل الوضع في تصريحات أبرزها موقع "إلبايس" الإسباني: "نعلم أنه لاعب كبير ونعلم مدى خطورة تحركاته بين خطوطنا. سنحاول أن نفرض ضغوطا عليه من خلال لاعبي وسط الملعب لنتأكد من عدم استقباله للكرات باستمرار".

يتفق لاعب الوسط الإسباني كوكي مع رأي زميله هيرنانديز: "أحب كثيرا طريقة لعبه. إنه سريع للغاية وخطير عندما يقترب من المرمى".

ويختتم اللاعب الدولي الإسباني حديثه لصحيفة "بيلد" الألمانية: "من الرائع أن يكون لاعب مثله في صفوفنا يوما ما!. ولكنه رغم ذلك بقى طوال تلك السنوات في صفوف بوروسيا دورتموند. لا يمكن أن تشاهد الكثير من اللاعبين في حجمه يفعلون ذلك كثيرا".

خبر سئ إليك يا كوكي. رويس سيكون خصمك من جديد في "واندا ميتروبوليتانو"، فكن مستعدا.

التعليقات