سنوات تكوين رونالدو في مانشستر يونايتد.. "سوبر مان يرتدي ملابس كرة القدم"

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 - 11:10

كتب : محمد يسري

كريستيانو رونالدو

بعد يومين من انتقاله إلى مانشستر يونايتد وفي تمام الساعة الثامنة صباحا وقبل ساعتين من موعد التدريبات ذهب فتى يافعا إلى صالة الألعب الرياضية وطلب من المدرب مساعدته حتى يصبح الأفضل في العالم، هذا الفتي ظل يعمل حتى حقق حلمه هذا الفتى يُدعى كريستيانو رونالدو.

مانشستر يونايتد يستضيف يوفنتوس في الجولة الثالثة لدوري أبطال أوروبا في ليلة ستكون استثائية للغاية لـ رونالدو الذي سيعود لملعب أولد ترافورد حيث بدأ رحلته للوصول ليكون "الأفضل في العالم".

صحيفة "ذا تايمز" البريطانية نشرت تقريرا عن سنوات تكوين رونالدو في مانشستر يونايتد يقدمه FilGoal.com

هل سبق لك وأن سمعت عن انتشار مرض في كارينتون المركز التدريبي الخاص بمانشستر يونايتد؟

حين تنتقل إلى مانشستر يونايتد وتخوض أول مران لك في كارينتون أو تظهر على أغلفة الصحف ستصاب بمرض ربما لم تسمع عنه من قبل، مرض يُدعى "مرض مركز كارينتون".

أعراض هذا المرض تكمن في رغبة اللاعبون الشباب في مواعدة الفتيات والذهاب معهم للتسوق أو الحصول على فتاة جديدة والذهاب معها للتسوق أيضا أو فعل أي شيء للفت نظر فتاة.

هكذا يشرح ميك كليج مدرب اللياقة البدنية في مانشستر يونايتد في الفترة ما بين 2000 وحتى 2011 والرجل الذي عمل على تطوير كريستيانو رونالدو، أعراض المرض الذي يصاب به اللاعبين بعد التدرب في كارينتون، إلا أنه يوضح أن رونالدو لم يُصاب بتلك العدوى، لأنه "كان مختلفا".

رونالدو وبعد أداء هائل في مباراة ودية لـ سبورتنج لشبونة ضد مانشستر يونايتد صيف 2003 انتقل إلى الشياطين الحمر مقابل 19 مليون يورو. انتقال استهدف رونالدو من خلاله أن يكون الأفضل في العالم.

ورغم مرور 15 عاما إلا أن كليج يتذكر اللقاء الأول له مع رونالدو، فيقول: " في تمام الثامنة صباحا كنت أجلس وحيدا هناك (في صالة الألعاب الرياضية) ووجدته يأتي قبل مجيء أي شخص ويقول لي (أريد أن أكون الأفضل في العالم وأريدك أن تساعدني. لا، أنا سأصبح الأفضل في العالم وأريدك أن تساعدني".

ربما أخطأ رونالدو في التعبير عن حلمه لأنه لم يكن يجيد تحدث الإنجليزية بطلاقة، لكن هذا لم يزعج رونالدو، مثلما لم يزعجه حب الشباب الذي يسيطر على وجهه أو لقب "المعكرونة" الذي كان يطلق عليه نسبة إلى تسريحة شعره.

ويستكمل كليج "لطالما عملت مع أفضل اللاعبين مثل دافيد بيكهام وروي كين ورود فان نيستلروي، لذا أعتقدت أنه مثير للاهتمام".

ويوضح "حين آتى - إلى مانشستر يونايتد - كان نحيلا للغاية لكنه كان يتمتع ببنية جسدية رائعة بسبب ممارسة تمارين السباحة في البرتغال لذا كان لديه بنية السباحين".

ويكمل "كل شيء في حياة رونالدو كان يدور لأن يصبح الأفضل في العالم".

ولأن رونالدو لم يكن يمزح حين أفصح عن رغبته في أن يكون الأفضل في العالم كان يتدرب أكثر من أي شخص أخر للوصول لهدفه.

في الأيام التي لا يوجد بها مباريات كان يصل إلى كارينتون في تمام الـ9:20 صباحا، بالطبع قبل وصول زملائه وينضم للمدرب كليج أو "كليجي" كما كان يُلقبه.

لماذا يذهب مبكرا لصالة الألعاب الرياضة؟ لأنه كان خفيف الوزن ويتلقى ضربات خلال المباريات تجعله يفقد الكرة بسهولة ويسقط أرضا لدرجة جعلته يُتهم بأنه "يغطس"؛ لذا أراد اكتساب القوة فكان يعمل على تقوية مناطق الصدر والذراعات والكتف والساق والبطن، هذا بالإضافة لممارسة الملامكة بمساعدة كليج.

وبعد كل تلك التمارين وفي تمام العاشرة يحين موعد وصول اللاعبون حيث يتدربون في صالة الألعاب الرياضية قبل خوض المران الخططي والفني بقيادة سير أليكس فيرجسون

لكن هل تظن أن عمل رونالدو كان ينتهي مع نهاية التدريب الرئيسي؟ بالطبع لا.

عقب المران كان يذهب رونالدو للألة الموجودة خلف الملعب لتدرب بالكرة وتجربة أشياء جديدة. الهدف من الذهاب بعيدا عن أعين الناس كان الهروب من الضغوط حال الفشل في تجربة ما يريد.

وفي بعض الأحيان وفي فترة بعد الظهيرة كان يراه العاملون في النادي وهو يتدرب منفردا في أحد الأماكن الخاصة بتحسين السيطرة على الكرة في المساحات الضيقة، بالإضافة لربط ساقيه بأوزان ثم التدرب بها لإضافة المزيد من القوة لقدمه.

إذا هل كان ينتهي العمل هنا؟ بالتأكيد لا.

رونالدو كان يعود لصالة الألعاب الرياضية لممارسة التمارين لمدة نصف ساعة قبل الذهاب للمنزل.

لهذا يرى رينيه مولينستين مساعد فيرجسون إبان فترة تواجد النجم البرتغالي في مانشستر يونايتد أن رونالدو "يشبه سوبر مان حين يرتدي ملابس كرة القدم".

ويضيف "ما كان يذهلني هو التزامه. كان الأفضل، لم يكن ليسمح لأي شيء أن يؤذيه أو يؤثر على تطوره وأداءه".

لهذا عَين رونالدو طباخا خاصا في منزله -وكان من أوائل اللاعبين الذين يطبقوا هذا الأمر في منازلهم- وذلك بعد نصيحة من تريفور لي اخصائي التغذية في كارينتون مع منع تناول الخمور نهائيا.

ولهذا أيضا لم يكن يجلس خارج المنزل كثيرا، لذلك ارتحلت أسرته المكونة من والدته ماريا دولوريس وأخته كاتيا زوجها زي وابن عمه نونو لإنجلترا للعيش معه في منزله بمزرعة "ألدرلي إيدج" بمقاطعة تشيشر.

إلا أن رونالدو كان صديقا لـ كوينتون فورتشين الجناح الجنوب إفريقي في بداية رحلة مع مانشستر يونايتد نظرا لإتقان فورتشين اللغة الإسبانية -بعد اللعب في صفوف ريال مايوركا وأتليتكو مدريد- وهي اللغة الثانية للعديد من البرتغاليين.

لكن رونالدو لم يكن يرغب في أن يكون أفضل لاعب في العالم فقط. بل كان يرغب في أن يكون الأكثر أناقة في العالم أيضا، لذلك كان لديه مرآة في خزانته ينظر فيها كثيرا. كما كان يرتدي أفضل الملابس رغم أنها لم تكن تعجب باقي اللاعبين، هذا بعد قيامه بتلميع أسنانه.

ويقول فورتشين: "كان لديه بعض الإطلالات الصادمة. حذاؤه وكنزته كانت محل صدمة لنا. لذلك قمنا بتعليقهم في غرفة خلع الملابس حتى يراهم الجميع وكنا نضحك لدرجة البكاء".

ويُضيف "لقد اعتاد ارتداء البناطيل الضيقة، وكنا نقول له (من فضلك لا) لكنها كان يقول إنها (ماركة) فيرزاتشي أو جوتشي لنرد (لا نهتم)".

ورغم ذلك إلا أن رونالدو كان يتمتع بالكثير من الثقة..

ويستردك فورتشين "كان يأتي إلينا ويضرب على صدره ويقول (أنا أفضل منك)".

ويكمل "أتذكر حين كان يمشي في غرفة خلع الملابس قائلا (أنا الأفضل). كان يقولها أمام روي كين وبول سكولز وريان جيجز وفان نيستلروي وكل هؤلاء النجوم".

إلا أن الرد كان جاهزا من قبل زملاء رونالدو.

"أنت فقط تقوم بارتداء رقم 7 لتقوم بتدفئة القميص حتى يعود دافيد بيكهام للفريق"، إذ ارتدى رونالدو القميص بعد انتقال بيكهام لـ ريال مدريد.

يؤكد فورتشين أن هذه الجملة كانت تضايق رونالدو كثيرا.

ويختتم الجناح الجنوب إفريقي حديث عن رونالدو "لا استطيع أن أقول أي شيء سلبي عنه لأنه أدى ما عليه. هو مثال لأي لاعب شاب".

6 سنوات قضاها رونالدو في مانشستر يونايتد -قبل الانتقال لـ ريال مدريد ومنه إلى يوفنتوس- كانت بمثابة سنوات التكوين ليصل لهدفه ويكون الأفضل في العالم. الآن يعود لأولد ترافورد وهو في حوزته 5 كرات ذهبية وينافس على السادسة وفي جعبته 5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا.

ومنذ يومه الأول في يونايتد وحتى وصوله لـ يوفنتوس لم يتنازل رونالدو عن أن يكون الأفضل في العالم، حتى بعد وصوله لعامه 33. إذ ما زال مستمرا في العمل.

اقرأ أيضا:

خبر في الجول - كارتيرون يحذر لاعبيه من 5 أشياء لمنع "ريمونتادا" وفاق سطيف

أن تلعب مثل بيليه.. جينجا البرازيل المتكامل

مصدر في بريزنتيشن لـ في الجول: نحترم الزمالك.. ملتزمون ببنود العقد وننتظر الخطاب الرسمي

صلاح ضمن 11 محترفا في قائمة مصر ضد تونس.. واستمرار غياب السعيد ورمضان

أنا دروجبا (7) – رحلة العمر من مصر إلى جنوب إفريقيا.. وتوحيد الأفيال

إيريك كانتونا.. مانيفستو التاريخ والكرة والحرية

التعليقات