لوبيتيجي.. حين تُستباح أطراف ريال مدريد

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 - 17:39

كتب : محمد يسري

جولين لوبيتيجي

إذا أردت التسجيل في شباك ريال مدريد فعليك استغلال المساحات خلف ظهيري الجنب. شعار ترفعه خصوم الفريق الملكي في الدوري الإسباني منذ أن تولى جولين لوبيتيجي تدريب الفريق.

لم يتأثر لاعبو ريال مدريد سلبا بالأسلوب الجديد، إلا أن بعضا من العشوائية في الدفاع وسط الملعب تقف في الطريق نظرا لأن لوبيتيجي لم يجد التوليفية المثالية بعض لتطبيق أفكاره. لماذا؟

يعتمد أسلوب لوبيتيجي على الاستحواذ مع صعود الأظهرة للهجوم واللعب بخط دفاع متقدم لتقليل المساحات بين الخطوط والضغط سريعا حال خسارة الكرة لاستعادتها في أسرع وقت. وهنا تظهر مشكلة ريال مدريد.

لطالما اعتمد زيدان على الأظهرة للهجوم وإرسال العرضيات، لكنه كان يوفر لهم الحماية بتمركز ثنائي خط الوسط خلفهم على الأطراف (توني كروس ولوكا مودريتش) مع وجود كاسيميرو في التشكيل الأساس واستمراره بين قلبي الدفاع.

كما أن الفريق لم يكن يطبق الضغط العالي مثلما يرغب لوبيتيجي في تطبيقه.

مع لوبيتيجي يحدث العكس.

يتقدم داني كارباخال ومارسيلو للهجوم للاختراق وتقديم التمريرات الحاسمة، مع غياب لكاسيميرو عن التشكيل الأساسي للفريق.

يفضل لوبيتيجي اللعب بثنائي ارتكاز عكس زيدان الذي اعتمد على ثلاثي. على أن يكون يدفع بلاعب إضافي خلف المهاجم للزيادة داخل منطقة الجزاء أو للتطبيق الضغط، الذي لا يجيد لاعبو ريال مدريد تطبيقه بشكل قوي حتى الآن.

لنأخذ مباراة بلباو الأخيرة في الدوري الإسباني كمثال.

دفع لوبيتيجي بـ كروس ومودريتش في وسيبايوس في وسط الملعب دون وجود قاطع كرات. على أن يتمركز مودريتش خلف بنزيمة في الحالات الهجومية، بينما جاء الاحتفاظ بـ كاسيميرو على دكة البدلاء لقلة دقة تمريراته.

صحيح أن ريال مدريد استحوذ على الكرة بنسبة 58% في الـ45 دقيقة الأولى، إلا أن بلباو كان الأخطر في تلك الدقائق. سدد 7 مرات منهم 3 على المرمى وصنع 4 فرص للتسجيل.

وسجل هدفا تقدم به بعدما استغل ثغرة ريال مدريد في الجبهة اليسرى، من هجمة بدأت لريال مدريد تقدم فيها سيرخيو راموس –بشكل غير مبرر للهجوم مثلما كان يفعل مع لوبيتيجي في إسبانيا- ومارسيلو وتأخرا في العودة للدفاع والتمركز بشكل سليم.

هنا يركض مارسيلو وراموس نحو مرماهم للعودة للدفاع بدلا من استقبال لاعبي بلباو في الأماكن الدفاعية. بجانب ترحيل فاران للتغطية وراء راموس وعدم ترك المساحة لإنياكي ويليامز.

تغطية فاران وراء راموس خلقت مساحة لكي يقتحم إيكر مونياين منطقة جزاء بسهولة. في غياب تام لكروس الذي لم يراقب لاعب بلباو

إلا أن ريال مدريد تحسن في الشوط الثاني بعد نزول كاسيميرو بدلا من سيبايوس ثم إيسكو بدلا من مودريتش الذي ظهر عليه الإرهاق.

وجود كاسيميرو في الملعب قلل من خطورة بلباو فلم يصنع الفريق سوى فرصتين، كما أن نزول إيسكو رفع نسبة استحواذ ريال مدريد إلى 63%.

ورغم أن دقة تمريرات كاسيميرو بلغت 86% إلا أنه كان أكثر اللاعبين تمريرا بشكل خاطئ في الشوط الثاني بعدما فشل في التمرير 4 مرات، بعد مارسيلو الذي مرر 8 تمريرات خاطئة، في إحصائية قد تُفسر لماذا يفضل لوبيتيجي الاحتفاظ البرازيلي وتفضيل كروس في مركز الارتكاز لأن الألماني رائع فيما يفضله لوبيتيجي.

كروس الذي شارك في كل الدقائق التي لعبها ريال مدريد حتى الآن في الدوري الإسباني بواقع 360 دقيقة، لديه أعلى دقة تمريرات بـ 97% في المباراة بجانب معدل يبلغ 102 تمريرة في المباراة الواحدة.

لاحظ أين تمركز كروس ضد بلباو..

لكن كروس لا يوفر الحماية لظهيري الجنب ولوسط الملعب عموما بقدر التي يوفرها كاسيميرو الذي لعب 257 دقيقة فقط.

يستخلص كاسيميرو الكرة بمعدل مرتين في كل مباراة (7 استخلاصات)، مقابل 0.8 استخلاص لكروس في المباراة (2 استخلاص).

وجود حماية للأطراف أمر مهم لريال مدريد لوبيتيجي لأن ظهيري الجنب هم صناع لعب ريال مدريد حتى الآن. لاحظ تمركز مارسيلو وكارباخال ضد بلباو.

يقدم مارسيلو 1.8 فرصة للتسجيل في المباراة مقابل 1.3 لـ كارباخال وهو نفس معدل أسينسيو. ليكون ثنائي الطرف أكثر من يقدم فرصا للتسجيل في أرض الملعب.

كما يعد كارباخال ومارسيلو ثالث ورابع أكثر من يمرر خلال المباريات. 76 تمريرة لـ كارابخال و75 تمريرة لـ مارسيلو.

وربما يفسر ذلك رغبة لوبيتيجي في التعاقد مع تياجو ألكانتارا في الصيف الماضي. حيث سبق للوبيتيجي وأن اعتمد على لاعب بايرن ميونيخ في مركز الارتكاز لقدرته على بناء الهجمات واستخلاص الكرة وتقديم الواجب الدفاعي بشكل أفضل من كروس.

حل تلك المشكلة يكمن في أمرين. أما الدفع بـ كاسيميرو في التشكيل الأساسي والتحضية بقدرته على بناء الهجمة مقابل حماية الفريق أو تطبيق الضغط بشكل مثالي والحصول على الكرة مبكرا من منتصف ملعب الخصم.

لكن تطبيق الضغط يبدأ من المهاجم، وكريم بنزيمة ورغم كل المزايا التي تتوفر فيه وقدرته على تنفيذ ما يطلبه لوبيتيجي، إلا أن لا يقوم بالضغط على الخصم على الإطلاق وهو أمر لا يقاس بالأرقام لكن 0.8 استخلاص في المباراة قد يعكس ذلك.

التعليقات