الكل أو لا شيء (2) – كيفية قتل جوارديولا ليونايتد ومورينيو بسلاح خفي.. و"أستطيع الفوز بطريقتي"

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2018 - 21:35

كتب : رامي جمال

جوارديولا - مورينيو

"أحيانا يكون لديك جيران مزعجين ولا يمكنك أن تفعل أي شيء حيال ذلك الأمر فهم دائما سيكونوا مزعجين، يجب أن تسير بحياتك وشاهد التلفاز وارفع صوته قليلا" السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد.

"إنجلترا هي موطن كرة القدم منذ قرن ونصف وهنا في مانشستر الكرة جزء من الحياة وبالنسبة لأهلها إنها كالديانة" الفنان الإنجليزي بن كينجسلي متحدثا في إحدى حلقات الفيلم التسجيلي عن مانشستر سيتي.

لطالما كانت المنافسة في إنجلترا على أشدها بين مانشستر يونايتد وغريمه التقليدي ليفربول ووقتها كان سيتي يقبع في الدرجات الأدنى من المسابقة وحتى تواجده في الدوري الإنجليزي لم يكن قويا فكان فريق يحتل وسط الجدول وأقصى أمانيه هو تجنب الهبوط والفوز بلقاء الدربي.

كل ذلك تغير والدلالة الأولى على ذلك كانت في الـ13 من شهر مايو من عام 2012 حينما سجل أجويرو هدفا تاريخيا في الدقيقة 95 ليمنح سيتي لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه منذ 43 عاما وبالتحديد في عام 1968.

ومنذ تلك اللحظة أصبحت المنافسة على أشدها بين يونايتد وسيتي وأصبحت أكثر اشتعالا مع اعتزال فيرجسون ومعاناة يونايتد وغيابه عن الألقاب وتفوق سيتي.

هل تعلم ما مدى كراهية بين مشجعي الفريقين؟ هذه هي آرائهم:

"مانشستر يونايتد هو أكبر عدو لنا، يوم الدربي يعني كل شيء لنا والتغلب عليهم هو أفضل شعور على الإطلاق".

"علينا التغلب على مانشستر سيتي تحت أي ظرف".

"يوم الدربي هو مثل يوم الكريسماس".

"أكره مانشستر سيتي أكره المشجعين وجوهم العام".

"يونايتد يقلق الآن أن هناك فريقين في مانشستر لكن في الحقيقة يوجد فريق واحد فقط".

"إن خسر سيتي أمام يونايتد وذهبت للعمل سيكون الأمر مزعج لأسبوع على الأقل".

"حسنا يونايتد ليس في مانشستر هم لديهم الكود البريدي للمدينة ولكنه يقع في سالفورد إنها حدود ترافورد".

"سيتي بالنسبة لي مجرد حي مزعج كما قال فيرجسون".

"مانشستر بالتأكيد زرقاء لا يوجد أي سؤال حول ذلك والتغلب على يونايتد لا يقدر بثمن".

"لا تكن سخيفا مانشستر حمراء".

أصدرت شركة "أمازون" الأمريكية للتسويق فيلما وثائقيا من ثمانية أجزاء تحت عنوان "الكل أو لا شيء مانشستر سيتي" عن موسم السيتيزينز التاريخي 2017-2018 والذي توج فيه بالدوري بأكثر من 100 نقطة وذلك بوضع كاميرات تراقب محاضرات اللاعبين وتدريباتهم وكل شيء خلال ذلك الموسم وحتى من ضمنها لحظات الإخفاق.

طالع الحلقة الأولى

الكل أو لا شيء (1) – كيف اكتسح جوارديولا ليفربول بإيقاف صلاح.. ولقطة كادت تغير الموسم

قطار لا يتوقف

كان قطار مانشستر سيتي يسير بقوة في الدوري الإنجليزي لا يعرف أي محطة للتوقف فهو انتصر على ستوك سيتي ثم بيرنلي ثم وست بروميتش ألبيون فأرسنال وأخيرا ليستر سيتي والأمر ذاته انطبق على دوري أبطال أوروبا.

شاهد تعليمات جوارديولا لدي بروين لاستغلال إحدى المساحات ضد ليستر سيتي ثم كيفية تطبيقها في الملعب

شاهد هدف دي بروين الذي جاء عقب تعليمات جوارديولا

فما كان الفارق بين موسم سيتي في أوروبا في 2016-2017 حينما خرج من دور الـ16 على يد موناكو والموسم الذي تلاه؟

أجاب جوارديولا: "في الموسم الماضي هل تعرف إننا لم نفز خارج ملعبنا في دوري أبطال أوروبا أبدا، هذه مسابقة صعبة خارج ملعبك خاصة لفريقك يمتلك تاريخ مثل تاريخنا".

ذلك الأمر تحسن في موسم 2017-2018 وفاز سيتي بأول ثلاث مباريات له ولضمان قطع تذكرة التأهل لدور الـ16 رسميا كان عليه عبور عقبة نابولي العنيد في ملعبه الصعب سان باولو.

وبالفعل حقق سيتي الفوز بصعوبة بثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يعود لاستئناف نشاطه في الدوري الإنجليزي وفي تلك الفترة برز لاعبين بشكل رائع هما جون ستونز ورحيم سترلينج.

ستونز وسترلينج

كان جون ستونز من أول صفقات جوارديولا مع سيتي مقابل 47 مليون و500 ألف جنيه إسترليني لإيفرتون ليصبح ثاني أغلى صفقات الدوري الإنجليزي.

وتحدث تكسيكي بيجرستان المدير الرياضي لمانشستر قائلا: "إنه من الأفضل في العالم وسيكون بالفعل كذلك".

أما ستونز تحدث قائلا: "لم أهتم بقيمة الانتقال أو إنني بين الأغلى كنت فقط مستمتع لتواجدي هنا مع المدرب وزملائي وبدء فصل جديد في حياتي".

لكن عانى المدافع الإنجليزي كثيرا في موسمه الأول مع سيتي وكان يرتكب الكثير من الأخطاء ما دفع الصحفيين لانتقاده في مؤتمر ورد جوارديولا "أتعرفون هو لديه شخصية أفضل من الجميع في هذه الغرفة ولديه شجاعة أكثر منا جميعا".

ولكن مع بداية موسم 2017-2018 تحسن أداء ستونز كثيرا وقال اللاعب: "دائما ما أحلل أدائي وأنتقد نفسي وأتعلم لأتطور".

وعلق فينسنت كومباني قائد سيتي "مع بداية الموسم رأيته تعلم كثيرا أكثر من الموسم الماضي وهذا شيء مثالي ويجعلني أرى لاعبا شابا يريد التطور ولديه الإمكانية ليصبح الأفضل في العالم".

أما جوارديولا فبرر سبب التحسن قائلا: "ربما في الموسم الماضي لم يكن جاهزا ليلعب لقاء كل ثلاثة أيام وشخصية تغيرت الآن وأصبح أكثر انتباها لطعامه وراحته وقلل من أخطائه كثيرا".

وأضاف "في الموسم الماضي كان يمكن أن يخطئ مرتين أو ثلاثة اليوم هو ربما يخطئ مرة واحدة أو لا يخطئ على الإطلاق".

وبينما كان ستونز يتألق كان رحيم سترلينج يزداد توهجا أيضا فسجل ثلاثة أهداف في الدقائق الأخيرة أمام كل من فيينورد في دوري أبطال أوروبا ليؤمن الصدارة لناديه، وحصد ست نقاط له في الدوري بفضل هدفيه ضد هدرسفيلد وساوثامبتون.

وقال سترلينج: "الهدف المفضل لي في تلك الفترة كان ضد ساوثامبتون فكانت مباراة عصيبة وهي إحدى الليالي التي تسأل نفسك فيها هل سنفوز هل يمكن أن ننجح"؟

وتابع "في الطبيعي نحتفل لخمس ثواني بالهدف مع الجمهور ونذهب لكن احتفالنا بذلك الهدف كان يوضح ما يعنيه لنا ذلك الموسم".

قتل يونايتد ومورينيو بسلاح خفي.. الحافلة والفيراري

الآن على مانشستر سيتي خوض مواجهة الدربي أمام مانشستر يونايتد ومدربه جوزيه مورينيو حيث يحاول الأخير اللحاق بالسماوي في صدارة جدول الترتيب.

ولكن صعوبة المباراة لا تكمن في كونها دربي فقط بل أن يونايتد لم يسقط في ملعبه خلال آخر 40 مباراة في كل البطولات.

وهنا يشرح دومينيك تورنت أحد المدربين في جهاز جوارديولا للاعبين كيفية قتل يونايتد بالكرات الثابتة.

وقال تورنت: "في الموسم الماضي في مواجهتنا معهم في ملعب الاتحاد يقف هنا لاعبين من فريقنا مقابل ثلاثة لديهم لكن بنظرة أوسع يوجد هنا لدينا خمسة لاعبين".

وأضاف "داخل منطقة الست ياردات يوجد لاعبين من يونايتد لذا إن أردتم اللعب فأرسلوا الكرة على حدود منطقة الجزاء وابدأوا الركض من هناك".

شاهد تعليمات أحد مساعدي جوارديولا للاعبين قبل مواجهة يونايتد

شاهد هدفا سيتي ضد يونايتد وكيف جاءا من تعليمات الجهاز الفني

وقال لهم جوارديولا في محاضرته قبل التوجه لملعب أولد ترافورد: "أنتم أفضل فريق في العالم".

وفي الدربي نجح سيتي في الفوز بهدفين مقابل هدف وهل تعلمون كيف جاءت الأهداف؟

نعم من كرات ثابتة الأول من ركلة ركنية والثانية من خطأ على حدود منطقة الجزاء.

عقب تلك المباراة اتسع الفارق بين الفريقين إلى 11 نقطة وقال جوارديولا في الحافلة للاعبين: "الآن فقط بأيدينا أن نخسر الدوري".

"أستطيع الفوز بطريقتي"

وكانت المباراة عبارة عن هجوم لجوارديولا مقابل دفاع أو أسلوب "ركن الحافلة" لمورينيو ويونايتد إذ أن نسبة الاستحواذ كانت لصالح سيتي بواقع 65%.

وتحدث المعلق الإنجليزي ستيف باور قائلا: "لقد رأيت تكتيك مورينيو وطريقة ترتيبه ليونايتد والحديث بين المدربين دائما وأعتقد أن ما حدث في اللقاء كان بمثابة أكبر إطراء احترافي يمكن أن يقدمه مورينيو لجوارديولا بالكاد يقول انصت لن نفتح الفريق هنا لأن حالياأنت أفضل منا وإن كنا سنحصل على نتيجة سنحصل عليها بطريقة مختلفة".

وقال الصحفي الإنجليزي هنري ونتر: "مورينيو كان يعرف كيف يضغط على جوارديولا بالألعاب العقلية، وجوارديولا لا يفهم أبدا طريقة ركن الحافلة هو فقط يُطلق الفيراري".

وتحدث جوارديولا عقب المباراة في المؤتمر الصحفي قائلا: "أتينا هنا للفوز وفعلناها في ستامفورد بريدج والآن هنا في هذا الملعب الكبير".

وأتم "البعض يقول هنا إننا لا نستطيع اللعب بطريقة معينة في إنجلترا لكن في إنجلترا يمكننا أن نلعب بتلك الطريقة أيضا".

وعن الإخفاق الأول والفترة الكبيسة في الموسم انتظروا الحلقة الثالثة من الكل أو لا شيء مانشستر سيتي.

التعليقات