كتب : محمد يسري | الأحد، 05 أغسطس 2018 - 20:02

هوية تشيلسي التي هزمت ساري ضد مانشستر سيتي

ساري - مانشستر سيتي - تشيلسي

لم يأت الاختبار الأول لماوريسيو ساري بالنتائج المطلوبة ليخسر تشيلسي من مانشستر سيتي في مباراة أظهرت العديد من الجوانب السلبية في تشكيل البلوز.

موج مانشستر سيتي أغرق ساري وتشيلسي لتحقق كتيبة بيب جوارديولا لقب الدرع الخيرية. (طالع التفاصيل)

خلال المباراة واستكمالا لما قدمه تشليسي في فترة الإعداد، حاول ساري أن يجعل فريقه يستحوذ على الكرة ويقوم بالضغط المبكر على الخصم لاستخلاص الكرة مع اللعب بخط دفاع متقدم لتقليل الفراغات بين عناصر فريقه، لكن أفكار ساري لم تنجح، على الأقل حتى الآن.

صحيح أن الفريق يفقتد لركائزه الأساسية مثل إدين أزار ونجولو كانتي والحارس تيبو كورتوا، إلا أن بعودتهم لن يتغير شكل فريق كثيرا.

لماذا؟

الأمر يتعلق بهوية تشيلسي التي لطالما لعب بها في الدوري الإنجليزي في السنوات الماضية. قدم تشيلسي كرة قدم دفاعية، دائما ما كان رد الفعل في الملعب وليس المستحوذ على الكرة، مع جوزيه مورينيو حقق الفريق لقبين للدوري بهذه الطريقة ثم آتى روبيرتو دي ماتيو وحقق بها دوري أبطال أوروبا قبل أن يعود مورينيو ويحقق الدوري مجددا ويسير على نهجه أنطونيو كونتي مع اختلاف طريقة تطبيق الأسلوب الدفاعي.

تلك الهوية الدفاعية جعلت تشيلسي يبحث في المواسم الماضية عن أسماء تجيد تطبيق هذا الأسلوب بدلا من البحث عن لاعبين لديهم القدرة على الاستحواذ والحفاظ على الكرة تحت ضعط.

لكن الآن وبعد رحيل كونتي رغبت الإدارة في الاعتماد على نهج جديد وتطبيق الأسلوب المعاكس لما كان عليه الفريق في المواسم الماضية، لذا تعاقدت مع ساري لتدريب الفريق.

لكن ساري لن يطبق أسلوبه إلا بوجود عناصر قادرة على تنفيذ ما يطلبه من واجبات -وهو ما لم يحدث لأن الإدارة لم تتعاقد إلا مع جورجينو لاعب وسط نابولي فقط- ولذلك عاني الفريق ضد سيتي في أول اختبار رسمي.

كيف؟

الدفاع على طريقة ساري

يفضل ساري اللعب بخط دفاع متقدم لكي يقلل المسافة بين الدفاع والهجوم حين يمارس الضغط العالي على الخصم، فدفع بدافيد لويز وأنطونيو روديجر وسيزار أزبيلكويتا وماركوس ألونسو.

لكن الرباعي السابق لا يجيد اللعب في مثل هذا الأسلوب باستنثاء أزبيلكويتا. فلويز وروديجر يعانوا من البطئ بجانب سوء التمركز أما ألونسو الذي يعد بالأساس جناحا فلا يجيد اللعب كظهير وإنما يتألق حين يحصل على حرية هجومية، صحيح أن ساري سيعطيه واجبات هجومية دائما لكنه لن يجد الحماية اللازمة لتغطية تقدمه مثل التي كان يحصل عليها مع كونتي الذي كان يلعب بطريقة 3-4-2-1 أو 3-5-2 التي كانت توفر الحماية الدفاعية وحرية التقدم للظهيرين.

مع وجود المساحات وقدرة عناصر سيتي على المرور في موقف 1 ضد 1، فشل دفاع تشيلسي في التعامل مع لاعبي جوارديولا.

تلك لم تكن الأزمة الوحيدة.

فالدفاع لم يستطع بناء الهجمة أو تحضيرها بسبب فشلهم في التخلص من ضغط عناصر سيتي، وبالتالي كان يفضل لويز أن يرسل الكرات الطولية التي لم يستغلها موراتا وخسرها لصالح جون ستونز وإيمرك لابورتي.

أزمة سيواجها ساري لتعديل خصائص عناصره الدفاعية التي لطالما لعبت في خط دفاع متأخر مع تكتل دفاعي.

جورجينو.. حتى يكون "بيرلو تشيلسي"

حين ذهب أندريا بيرلو إلى يوفنتوس لم يتوقع الكثيرون أن ينجح بسبب كبر سنه وعدم قدرته على تقديم الدور الدفاعي بشكل قوي إلا أن أنطونيو كونتي –مدرب يوفنتوس وقتها- وجد الحل ودفع به كلاعب ارتكاز متأخر مع وجود ماركيزيو وأرتورو فيدال أمامه لتوفير المزيد من الحماية الدفاعية على أن يتولي بيرلو صناعة اللعب وتوزيع الكرة من الخلف؛ لتنجح الخطة.

في تشيلسي وضد سيتي، اعتمد ساري على جورجينو كلاعب ارتكاز رقم 6 وأمامه سيسك فابريجاس وروس باركلي، ورغم وجود ثلاثي في وسط الملعب إلا أن تشيلسي لم يتفوق إلا على فترات قليلة للغاية.

مع قلة المردود الدفاعي لفابريجاس وعدم قدرته على استخلاص الكرة والركض كثيرا للضغط وهو نفس الحال الذي ينطبق ولو بدرجة أقل على باركلي؛ عاني باركلي من كثرة المساحات التي عليه أن يغطيها.

ليس هذا فحسب، بل فشل جورجينو في أغلب الاتحامات وبدا دون حماية حقيقة في وسط الملعب.

صحيح أن جورجينو لديه القدرة على تطبيق أسلوب ساري لكنه لن ينجح مع فابريجاس وباركلي في الدوري الإنجليزي.

حل مشكلة جورجينو لم يتمثل في التعاقد مع لاعبين جدد بل بعودة كانتي للفريق.

وهنا سيتحول كانتي من لاعب ارتكاز للاعب وسط في مركز 8 لتغطية مساحات أكبر من الملعب وتوفير الحماية لجورجينو الذي سيقوم بدور صانع الألعاب الخلفي.

أن تكون حاضرا غائبا

تسديدة واحدة فقط بين القائمين والعارضة كانت حصيلة الثلاثي الهجومي لتشيلسي ألفارو موراتا وبيدرو وكالوم هودسون أودي على مرمى مانشستر سيتي خلال اللقاء.

تحركات موراتا في المباراة لم تكن إيجابية، كما أن بيدرو ليس بالجناح المهاري القادر على التوغل والاختراق والشاب هودسون أودي يفتقد الخبرة اللازمة للعب في مثل هذه المباريات، رغم أنه الوحيد الذي سدد على مرمى كلاوديو برافو من تشكيل تشيلسي الأساسي.

الثلاثي الهجومي حضر على الورق فقط لكن لم يكن مفيدا بالمرة لتشيلسي.

لم يمتلك ساري من يستطيع الحسم أمام المرمى في المباراة، وحتى مع اكتمال الصفوف لم يجد الهداف القادر على التسجيل من نصف فرصة.

من المبكر الحكم على تجربة ساري مع تشيلسي، ومن الظلم الحكم عليها دون تدعيم المدرب الإيطالي بالأدوات التي يحتاجها، فتشيلسي لن يلعب كرة قدم "مثيرة" دون تدعيم صفوفه بلاعبين من المستوى الأول وهذا ما يجب أن تعلمه الإدارة التي تبحث عن تغيير هوية الفريق.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات