ما بين قلق مورينيو وإرهاق المونديال.. كيف يستعد مانشستر يونايتد لموسمه الجديد؟

الأربعاء، 25 يوليه 2018 - 16:10

كتب : علي أبو طبل

جوزيه مورينيو

"نبدأ فترة الإعداد دون حضور العديد من اللاعبين الهامين في قائمتنا، ويبدو أننا لا نحظى بفترة إعداد كافية. باستثناء الفرص الرائعة التي منحناها للاعبين الشباب وعليهم استغلالها، فأنا قلق للغاية على الموسم الجديد".

كلمات قد تكون منطقة إن جاءت على لسان مشجع قلق على أحوال الموسم الجديد لمانشستر يونايتد، ولكنها جاءت على لسان الرجل الذي من المفترض أن يوجد الحلول.

جوزيه مورينيو صرح بتلك الكلمات في مؤتمره الصحفي الأول في فترة الإعداد للموسم الجديد، وكأنه يعاني.

مرت مبارتان وديتان ضد كلوب أمريكا المكسيكي وسان خوسيه إيرزكويك الأمريكي، انتهيتا بالتعادل الإيجابي 1-1 والسلبي تباعا، والاسوأ كان الأداء الباهت للفريق، ليعود مورينيو بعدها بكلمات جديدة.

"ليس لدينا قائمة قوية كفاية للمنافسة على لقب الدوري الممتاز. أندية مثل سيتي وليفربول وربما توتنام لديهم الأفضلية"

هل يجب أن تطمئن جماهير الشياطين الحمر حيال الموسم الجديد؟

ما الحل حيال الإجهاد؟

الاستياء تجاه تصريحات المدير الفني البرتغالي تأتي من منطلق أنه من المفترض أن يوجد حلولا لتلك المشاكل، لا أن يشكو منها على الملأ.

ولكن القلق حيال الإجهاد في وقت ضيق للغاية قبل انطلاقة الموسم الجديد رسميا يبدو في محله.

ديفيد دي خيا وآشلي يونج وفيل جونز وجيسي لينجارد وماركوس راشفورد وماركوس روخو ومروان فيلايني وبول بوجبا وروميلو لوكاكو، هي أسماء خاضت مراحل متقدمة من كأس العالم والبعض منها استمر حتى اليومين الأخيرين من عمر البطولة.

تلك الأسماء، وأغلبها تلعب بصفة أساسية، تغيب عن الفترة التحضيرية للفريق في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستمر الفريق هناك حتى 31 يوليو، وتتبقى له مباريات ضد ميلان الإيطالي وليفربول وريال مدريد.

مواجهات قوية للغاية تحضيرا للموسم الجديد، ولكن مورينيو سيضطر لخوضها بالقليل من الأسماء الأساسية التي غابت عن المونديال لسبب أو لآخر، مثل أنتوني مارسيال وخوان ماتا وأندير هيريرا وإيريك بايلي، مع الاستمرار في منح الفرص للأسماء الشابة مثل سكوت ماكتومناي وآكسيل توانزيبي والعائدان من الإعارة تيموثي فوسو مينساه وأندرياس بيريرا.

من يدري؟ .. ربما يجد الرجل البرتغالي بضعة حلول إضافية لتعزيز قائمته من أجل إنطلاقة الموسم في العاشر من أغسطس المقبل، حين يستقبل ليستر سيتي على ملعب "أولد ترافورد".

لم تكن سوق الانتقالات الأفضل؟

3 تدعيمات قام بها الفريق في وقت مبكر هذا الصيف.

الظهير الأيمن البرتغالي الشاب دييجو دالوت انضم للفريق قادما من بورتو البرتغالي مقابل قرابة الـ20 مليون جنيه إسترليني، بينما كانت الإضافة الأفضل نسبيا هي انضمام لاعب الوسط البرازيلي فريد من شاختار دونيتسك مقابل 53 مليون جنيه إسترليني.

واستغل يونايتد هبوط ستوك سيتي لتدعيم قائمة حراس مرماه بضم لي جرانت، في ظل إمكانية خروج الحارس جويل بيريرا معارا، وعدم معرفة مستقبل سيرجيو روميرو الذي تلقى إصابة قوية أدت لغيابه عن المونديال.

ولكن هل تبدو هذه التدعيمات كافية من أجل المنافسة على ألقاب الموسم الجديد؟

ربما الخط الهجومي للفريق لا يحتاج لتدعيمات في ظل وجود روميلو لوكاكو وتألقه المونديالي، وكذلك في ظل وجود حلول مختلفة تستطيع اللعب في قلب الهجوم أو كأجنحة مثل أنتوني مارسيال وأليكسس سانشيز وماركوس راشفورد ومن بعدهم خوان ماتا وربما جيسي لينجارد.

خط الوسط يمتلك العديد من الحلول في ظل تواجد بول بوجبا وأندير هيريرا ونيمانيا ماتيتش، بالإضافة إلى تجديد تعاقد مروان فيلايني والوافد الجديد فريد، مع حلول قد يقدمها لينجارد وماتا أحيانا، فإن الأمر في ذلك الجزء من قائمة الفريق يتعلق بتوظيف الأسماء المتاحة فقط.

ولكن ماذا عن خط الدفاع؟

هل يمتلك يونايتد أفضل ظهيرين متاحين أم كان من الممكن التعاقد مع أسماء أفضل؟

يستمر مورينيو في اعتماد آشلي يونج كظهير أيسر مع منح بعض الفرص مجددا للوك شاو، وفي الجبهة اليمنى تعاقد مع الشاب دالوت كبديل لأنطونيو فالنسيا، ولم يتم البحث عن أسماء أكثر توهجا في تلك المراكز رغم توافر البعض.

هل قلوب الدفاع المتاحة مطمئنة بما يكفي؟

يظل تواجد إيريك بايلي ضمانة قوة للفريق، ومع مستوى مميز قدمه فيكتور ليندلوف رفقة السويد في المونديال، فربما يأمل المحبون في موسم ثان أفضل بألوان الشياطين الحمر، بينما يستمر سمولينج وجونز في التواجد.

صفقات أخرى محتملة؟

التكهنات الصحفية بخصوص يونايتد تتحدث عن تدعيم الدفاع.

ارتبط اسم يونايتد في الأشهر الأخيرة بعدة أسماء متاحة مثل يان فيرتونخن مدافع توتنام، وليوناردو بونوتشي مدافع ميلان والقريب من العودة إلى يوفنتوس في الساعات الأخيرة، ولكن أقوى التكهنات الأخيرة تقريب للغاية هاري ماجواير.

مدافع ليستر سيتي الذي قدم كأس عالم رائعة رفقة منتخب إنجلترا، والبالغ من العمر 25 عاما، قد يكون إضافة رائعة لتشكيلة جوزيه مورينيو إذا نجح يونايتد في ضمه مقابل ما يقدر قيمته بـ31.5 مليون جنيه إسترليني.

وبحسب تكهنات التقارير البريطانية، فإن اللاعب يرغب في إتمام الأمر.

تقارير أخرى قادمة من ألمانيا تربط إسم يونايتد بجناح آينتراخت فرانكفورت الأيمن، الكرواتي آنتي ريبيتش.

ريبيتش خاص الموسمين الأخيرين مع الفريق الألماني معارا من فيورنتينا، ولكنه قدم أفضل مستوياته في الموسم الأخير وساهم في تتويج الفريق بلقب كأس ألمانيا بعدما سجل في مناسبتين في المباراة النهائية في شباك بايرن ميونيخ.

ذلك دفع إدارة النادي الألماني لتفعيل خيار شراء نهائي لعقد اللاعب مقابل 2 مليون يورو فقط.

ولكنه جنون كأس العالم.

اللاعب ذو الـ24 عاما والذي حصل عليه فريق مدينة فرانكفورت بهذا المبلغ الزهيد، قد يربحوا من وراءه ما يفوق الـ50 مليون يورو، وذلك بسبب تألقه مع منتخب كرواتيا في المونديال ومساهمته في مشوار بلاده نحو النهائي.

لكنه أفضل الحلول المتاحة والمثالية في عقل مورينيو الذي يرغب في جناح يمتلك السرعة والقوة على الخطوط الجانبية، وهو الأمر الذي ظل يبحث عنه خلال أسواق انتقالات متتالية متطلعا نحو إيفان بيرزيتش وجاريث بيل.

صفقتان في الأفق. فهل تتمان أم تظلان مجرد تكهنات؟

لا لخسارة المزيد ..

مارسيال يرغب في الرحيل بعدما فقد فرصة المشاركة في قائمة فرنسا المتوجة بالمونديال، ربما بسبب مورينيو.

تقارير أخرى من إيطاليا تتحدث عن رغبة بول بوجبا في العودة إلى يوفنتوس تحديدا.

حتى الآن تبدو مجرد أسطر في تقارير، ولكن تاريخ مورينيو يحمل الكثير من الخسائر المشابهة.

هل يفقد أحدهما أو كلاهما خلال الصيف الجاري؟

ربما فترة الإعداد الجارية هي فرصة لإعادة اكتشاف الجناح الفرنسي الشاب ومنحه فرص أكبر في قلب الهجوم، حيث قد يحتاج إليه في هذا المركز مع بداية الموسم في حالة عدم جاهزية لوكاكو.

مارسيال يظل خيارا هاما لا يمكن تقبل خسارته، والأمر لا يتعلق بالأمور الفنية بقدر ما يحدث في الكواليس. وما يحدث في الكواليس هو ما يتحكم فيما يشبه تلك المصائر.

أما عن بوجبا. فهل يعقل من خسارته من جديد؟

الجميع أجمع على أن التفريط فيه مجانا كان أحد الخطايا الكبرى في تاريخ السير أليكس فيرجسون، ولاستعادته اضطر مانشستر يونايتد لجعله اللاعب الأغلى في العالم، فكيف يتم التفريط فيه من جديد، وبالأخص بعد مستوياته الطيبة في المونديال؟

أيا كان رأيك في مورينيو، يمكن الاتفاق على أنه مدير فني متطلب باستمرار. وربما تلك هي أزمته مع بوجبا.

في فترات كثيرة خلال الموسم الماضي، لم يتردد البرتغالي في توجيه النقد للاعبه الفرنسي، وهو ما تسبب في اشتعال تكهنات الرحيل صحفيا.

ولكن خلال تحليله لمباريات المونديال، أشاد مورينيو ببوجبا كثيرا وأثنى على شخصيته.

في الساعات الأخيرة، أطلق مورينيو تصريحا مثيرا للجدل يخص لاعبه.

"أعتقد أنه لا يقدم أفضل ما لديه معنا. مناخ منافسات مثل كأس العالم هو الأنسب لتقديم أفضل ما لديه"

"لماذا؟ لأن خلال تلك المنافسات يبقى التركيز مستمرا لمدة شهر متواصل. أما خلال موسم طويل، فيمكن أن تفقد التركيز خلال بعض المباريات ثم تستعيده خلال مباراة كبرى يحين دورها".

قد يراه البعض انتقادا، وقد يراه البعض الآخر تحفيزا من نوع مختلف من المدير الفني البرتغالي تجاه لاعبه.

تطلعات الموسم الجديد

في الموسم الثاني، والذي من المفترض أن يكون الأنسب لمورينيو في جميع محطاته التدريبية لجمع حصاد عمله، خرج مانشستر يونايتد خالي الوفاض.

ربما حقق الفريق أفضل إنهاء في الدوري منذ اعتزال فيرجسون للتدريب بالحلول وصيفا في جدول الترتيب، ولكن هذا ليس أفضل ما تتطلع إليه جماهير "أولد ترافورد".

خرج الفريق أوروبيا بشكل مفاجئ وباهت من ثمن النهائي أمام إشبيلية الإسباني، وفقد فرصته الوحيدة للتتويج مع نهاية الموسم بخسارة نهائي كأس الإتحاد أمام تشيلسي.

يحل موسم ثالث لمورينيو رفقة الشياطين الحمر، وفي الوقت الذي تتطلع فيه الجماهير لاندماج مجموعة اللاعبين المتواجدة بشكل أكبر، وتقديم أداء أفضل يعيد لقب الدوري الغائب منذ سنوات مع ظهور أوروبي قوي، لا تبدو تصريحات المدير الفني ولا تجهيزات الموسم الجديد داعية للتفاؤل.

يبدأ الفريق موسمه الجديد بفرص كامله على صعيد جميع البطولات، فإلى أي مدى يطمح مورينيو رفقة مجموعته؟

التعليقات