أسطورة جديدة تتسلم الراية.. كيف تفوق مبابي على ميسي في متعة فرنسا والأرجنتين

السبت، 30 يونيو 2018 - 19:23

كتب : علي أبو طبل

مبابي - فرنسا - الأرجنتين

مواجهتان موندياليتان سابقتان شهدتا تفوق راقصي التانجو على الديوك، إحداهما كانت تمهيدا لتتويج بلاد الذهب باللقب.

فرنسا تعبر الأرجنتين موندياليا للمرة الأولى، فهل تكون فألا حسنا من أجل تتويج تاريخي ثاني للديوك بالمونديال؟

حاملة اللقب في نسخة 1998 تفوقت في مباراة مثيرة للغاية، ولا شك أنها أصبحت من الكلاسيكيات المونديالية، على صاحبة اللقبين في 1978 و1986 رغم العوار الشديد في تشكيلة خورخي سامباولي.

الآن، فرنسا نحو ربع النهائي، فكيف تجاوزت العقبة الأرجنتينية الصامدة؟

دعونا نستعرض أبرز الملامح والإحصائيات في مواجهة ملعب "كازان أرينا" في ذلك التقرير من FilGoal.com.

أخطاء أقل.. غنائم أكثر

العديد من الانتقادات وجهت منذ انطلاقة البطولة نحو المديرين الفنيين، ديديه ديشامب وخورخي سامباولي.

الأخير تم انتقاده بسبب ضعف اختياره للقائمة وعدم الثبات على تشكيل بعينه، ويمكن التأكيد على ذلك من خلال إحصائية تذكر أن الأرجنتين لعبت بـ15 تشكيلا مختلفا في بداية كل مباراة من الـ15 التي قادها سامباولي فنيا.

قائمة ديشامب تعج بالنجوم في كل الأحوال، ولكن الانتقاد الأكبر يخص كيفية توظيف هذه الأسماء الرنانة، والتي يعتقد الكثيرون أن مجرد وجودها في الملعب كاف لمعانقة كأس الذهب.

المدير الفني الفرنسي وصل للمباراة رقم 80 في قيادة الديوك فنيا، ليتجاوز رقم ريمون دومينيك الذي قاد فرنسا في 79 مباراة.

كلا الفريقين لم يقنعا بالأداء في مرحلة المجموعات، ولكن في النهاية وقعا وجها لوجه ولا بد من مودع للبطولة.

انتصر في المباراة المدير الفني الذي قام بأخطاء أقل، واستغل أخطاء غيره بسرعة أكبر.

سامباولي يحب الاستحواذ على الكرة؟ إذن فلنتركها له بلا فاعلية تذكر، ولننطلق مبكرا بمرتدات تستغل دقة تمريرات بوجبا الطولية وسرعات جريزمان ومبابي.

الشاب الصغير كان في الموعد، فانطلق بسرعة جنونية في كرة الهدف الأول ليحصل على ركلة جزاء مستغلا سذاجة روخو، واسكنها جريزمان الشباك.

مهاجم أتليتكو مدريد ساهم في 10 من آخر 15 هدفا سجلتها فرنسا في البطولات الكبرى ما بين كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، حيث سجل في 8 مناسبات وصنع مرتين.

في آخر 5 مباريات بالبطولات الكبرى، نجح جريزمان في التهديف 6 مرات.

يا له من تأثير!

لم تخل فرنسا من الأخطاء، ولا يمكن أن يفوت منتخب بحجم الأرجنتين تلك الفرص القليلة عندما تسنح.

ضعف مراقبة من نجولو كانتي، سمح لآنخل دي ماريا بأن يتسلم بسهولة على حدود منطقة الجزاء، ليسدد بشكل رائع في شباك هوجو لوريس.

بات ذلك ثاني أهداف دي ماريا المونديالية على الإطلاق، وكان هدفه السابق في شباك سويسرا في مونديال 2014، في ثمن النهائي أيضا.

إحصائيات تقول أن تصويبة جناح باريس سان جيرمان الرائعة جاءت من مسافة بلغت 30.2 ياردة، ليصبح أبعد الأهداف مسافة في المونديال الحالي.

انطلق الشوط الثاني بنتيجة متعادلة، ومن جديد خطأ في التمركز الدفاعي للديوك، أسفر عنه هدف ثاني سجل بإسم الظهير الأيمن ميركادو بعد تصويبة طائشة من ليونيل ميسي.

تقدم الأرجنتين لم يمنع تفوق الديوك الذين امتلكوا أفضلية أكبر في معركة وسط الملعب، فوضعوا رفاق ميسي تحت الضغط سريعا، وكان هدف التعادل –أحد روائع المونديال الحالي- عن طريق بنيامين بافارد.

الظهور التاسع دوليا فقط لظهير شتوتجارت الألماني الأيمن كان موعدا لتسجيل أول أهدافه مع الديوك.

النتيجة تبدو متعادلة، ولكن كافة العيوب الأرجنتينية ظهرت، وبالأخص مع خروج إينزو بيريز ودخول أجويرو –المتأخر- وبالرغم من مساوئ بيريز، فخروجه سبب فراغا كبيرا في وسط الملعب، ترك المجال للفرنسيين تماما من أجل عقاب الأرجنتينيين.

هدف ثالث بمراوغة ساحرة من كيليان مبابي، ثم الرابع من هجمة مرتدة سريعة ومنظمة لفرنسا صاحبها ضعف الضغط ومقابلة الخصم من لاعبي الأرجنتين، بإمضاء مبابي أيضا.

الحلول المتأخرة لا تفيد

تبديلات تعجب منها الجميع، قام سامباولي بإجراءها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في بداية المباراة، بدا توظيف ميسي كمهاجم وهمي، ومع خروجه من منطقة الخطورة لاستلام تمريرات زملائه، لم يتواجد من يعوضه لإنهاء الفرص.

الحل البديهي كان الدفع بأحد رؤوس الحربة كهيجوايين أو أجويرو، من أجل استغلال كل تلك العرضيات المهدرة دون طائل.

أنظر عندما شارك أجويرو، مع صناعة خيالية من ميسي، لم يفرط فيها مهاجم مانشستر سيتي وأسكنها شباك لوريس لتشتعل المباراة في الثواني الأخيرة من عمرها.

لا أحد يعلم ماذا بين سامباولي وديبالا؟

لمرة جديدة، يفضل إشراك ميزا عليه، ولا ينجح البديل الأخير في إضافة أي حلول ملموسة.

لم تبدُ فرنسا مثالية، ولكنها بدت أكثر قوة وصلابة على كافة الخطوط، وارتكبت أخطاء أقل من المنافس الأرجنتيني.

الهزيمة حلت على الأرجنتين رغم تسجيل 3 أهداف، وهي المرة الأولى التي تحدث مع هذا الكم من الأهداف الأرجنتينية في مباراة واحدة على الإطلاق في كافة البطولات الكبرى من بين 430 مباراة خاضها أحفاد مارادونا.

أسطورة في الطريق؟

بات كيليان مبابي هو أصغر لاعب يسجل في أكثر من مباراة في المونديال منذ أن فعلها الإنجليزي مايكل أوين مع إنجلترا في 1998، كما بات أصغر لاعب يسجل هدفين في مباراة مونديالية واحدة منذ بيليه في مواجهة السويد في 1958.

هدفه الشخصي الأول في المباراة يدل على عبقرية فذة في اتخاذ القرار في لمح البصر، تماما كما تدل انطلاقته السريعة المصحوبة بذكاء التحرك وحفظ التوازن في كرة الهدف الأول، حيث ربح ركلة جزاء.

"أنا سعيد للغاية لكوني أول لاعب ينجح في تحقيق ذلك الرقم منذ أن حققه بيليه. ولكن دعونا نتفق، فإن بيليه يقع في تصنيف مختلف تماما لا يمكنني أن أقترب منه"

كان تلك كلمات مبابي بعد المباراة، ولا يتوقف تشبيه المتابعين للموهبة الفرنسية الصغيرة عند ذلك الحد، فخلال مشاهدة التعليقات أثناء سير المباراة، تحدث الكثيرون عن مدى التشابه بينه وبين البرازيلي رونالدو.

يعلق على ذلك ديديه ديشامب: "رونالدو كان من نوعية المهاجمين السريعين للغاية في أوج تألقه. أظن أن مبابي أكثر سرعة".

مبابي يمتلك الآن في رصيده 3 أهداف مونديالية، وتصل تطلعات الفرنسيين نحو لقب عالمي ثان.

يختتم ديشامب حديثه عن المقارنة: "لكن لا يجب أن ننسى أن أحدهما توج بلقب كأس العالم، والثاني لا يزال شابا يافعا في عمر الـ19. ما زال أمام مبابي فرصة كبيرة للتطور".

اقرأ أيضا

بالفيديو – استمرارا لما حدث بالتدريبات.. شباك الأرجنتين تهتز بركلة جزاء

29 لاعبا في قائمة الزمالك الأولى بدون حفني والصفقات الجديدة.. ورباعي قيد الانتظار

مدرج في الجول - شارك بذكرياتك مع بطل أوروبا.. منتخب البرتغال

تريزيجيه يعلنها: سانتقل إلى إنتر.. وانضم إلى بارما على سبيل الإعارة

مصدر في إنتر لـ في الجول: مفاوضات انضمام تريزيجيه صحيحة.. ولكن

الأهرام يعلن تعاقده مع "مُلهم جوارديولا" كمستشار فني

التعليقات