تحليل في المونديال.. ألمانيا أمام السويد فكرة "قلبت الطاولة"

الإثنين، 25 يونيو 2018 - 10:47

كتب : محمود سليم

ألمانيا - السويد

لم يظهر بعد المنتخب الألماني حامل لقب كأس العالم بأداء يطمئن جماهيره، بل وكاد يودع البطولة مبكرا من دور المجموعات لولا العودة في النتيجة أمام السويد في الشوط الثاني ليحقق الفريق الفوز بهدفين مقابل هدف.

ونستعرض من خلال هذا التحليل ما يحاول أن يطبقه الفريق تحت قيادة مديره الفني الوطني يواخيم لوف على صعيد التنظيم الهجومي والتحول الدفاعي وكذلك كيفية استغلال الكرات الثابتة في الهجوم، مع توضيح كيف قلَب لوف الطاولة في الشوط الثاني بتغيير في أرض الملعب وآخر من مقاعد البدلاء.

التنظيم الهجومي

كالعادة يعتمد لوف أثناء البناء والتحضير للهجوم على ثلاثي خلفي بتراجع توني كروس لاعب وسط الملعب إلى الجانب الأيسر خلف الظهير يوناس هيكتور الذي يتقدم كجناح هجومي، وعلى الجانب الأيمن جيروم بواتينج قلب الدفاع الأيمن، وفي العمق أنطونيو روديجير قلب الدفاع الأيسر، أمامهم لاعب الارتكاز الآخر سيباستيان رودي، ثم الرباعي الهجومي جوليان دراكسلر وتيمو فيرنر وتوماس مولر وماركو رويس.

لاحظ الصورة التالية توضح التنظيم الهجومي في بداية اللقاء.

عند وصول الكرة إلى بواتينج يتقدم بها بدون ضغط من الخصم مما يجبر لاعبي المنافس على الترحيل للجبهة اليمنى لإغلاق كافة حلول التمرير؛ فتظهر المساحة في الجهة العكسية التي يرسل بها بواتينج التمريرة القطرية.

في الجانب الأيسر يتسلم الظهير هيكتور الكرة ويسانده ثنائي الجناح دراكسلر ومن خلفه كروس في مواجهة ثنائي فقط من السويد الجناح والظهير.

ثم يأتي الدعم من مولر ليصبح رباعي أمام ثلاثي فقط للسويد في تلك الجبهة وبالفعل يتواجد مولر بدون رقابة ويرسل كرة عرضية (تشاهد هذه الحالة كاملة في أول حالات الفيديو عن التنظيم الهجومي للفريق).

لاحظ في الفيديو كثيرا ما يرسل بواتينج تمريرات قطرية من اليمين لليسار والعكس عن طريق كروس ولكنها انتهت جميعا بتمريرات عرضية من الظهيرين دون استغلال (تذكر أن الظهيرين لا يمتلكان المهارة في موقف 1ضد1).

كيف قلب لوف الطاولة

بين الشوطين قرر إجراء ثاني تغييراته بإشراك المهاجم ماريو جوميز على حساب دراكسلر ليتحول فيرنر إلى جناح أيسر، لم يكتف لوف بهذا الأمر بل وفر لفيرنر أمرا هاما وهو المساحة، بدخول الظهير الأيسر هيكتور لعمق الملعب بدون كرة ومعه الجناح ليفتح زاوية تمرير ومساحة لفيرنر كي يتسلم الكرة في موقف 1 ضد 1 ليستغل سرعته ومهارته في المراوغة ثم إرسال العرضية.

وكانت المشكلة الدائمة للمنتخب السويدي في كيفية إغلاق تلك الجبهة حيث أن الجناح الأيمن الذي دوره إيقاف هيكتور ظهير ألمانيا يجد نفسه أمام كروس مطالبا بالتقدم للضغط عليه، أما الظهير الأيمن فلابد من الترحيل للعمق بجوار قلب الدفاع لعمل التغطية العكسية مع هيكتور، ليصبح فيرنر في الجانب لديه المساحة وبلا ضغط قبل استلام الكرة على الأقل.

لاحظ الحالات في الفيديو التالي (ركز على تحركات الظهير الأيسر هيكتور للعمق كجناح وتواجد فيرنر الجناح على الخط الجانبي للملعب).

وبدمج الفكرتين السابقتين معا ينتج الهدف الأول، البداية ببناء اللعب بثلاثي خلفي بتواجد بواتينج على اليمين وكروس على اليسار كالعادة ليتقدم الأخير ويجبر الجناح السويدي على التقدم للضغط عليه، مع تواجد الظهير الأيسر هيكتور في العمق الهجومي وكأنه جناح ويجبر الظهير الأيمن للسويد على التغطية بالعمق، بينما يبقى فيرنر في الجانب الأيسر وأمامه المساحة ليتسلم الكرة في موقف 1 ضد 1 يراوغ ويرسل العرضية التي جاء منها الهدف.

الكرات الثابتة هجوميا

قرر لوف كثيرا تحويل الكرات الثابتة إلى هجمات منظمة مبنية بتمريرات قصيرة بين مجموعة من اللاعبين هدفها الرئيسي اختراق منطقة جزاء المنافس وخاصة المساحة بين الظهير وقلب الدفاع استغلالا للخلل في التمركز الدفاعي بعد تحول لاعبي الخصم من تنظيم في كرة ثابتة إلى تنظيم في مواجهة هجوم منظم، لاحظ كل تلك الحالات وخاصة تصويبة براندت في القائم كانت بدايتها ركلة ركنية تم تمريرها.

مشكلة ألمانيا (التحول الهجومي للسويد)

كما أوضحنا مع الاعتماد على ثلاثي دفاعي بعرض الملعب ويتقدم أحدهم بالكرة ووجود لاعب ارتكاز وحيد بالعمق وكثيرا ما يتقدم مع الكرة تصبح أزمة الفريق إذا فقد الكرة، في تلك اللحظة يستغل منافسه المساحات في العمق وعلى الأطراف في شن الهجوم المرتد، وهو ما أدى إلى استقبال شباك ألمانيا لهدف السويد الوحيد بعد تمريرة خاطئة من كروس تم تمرير الكرة للجانب الأيسر ثم إرسال التمريرة البينية في المساحة بينه وبين بواتينج.

أخيرا استحق لوف المكافأة خاصة عقب المجازفة الانتحارية بإشراك لاعب الجناح المهاجم جوليان براندت بديلا للظهير هيكتور في ظل النقص العددي للفريق بطرد قلب الدفاع بواتينج وقد تسبب براندت في تغيير الشكل الهجومي للفريق.

التعليقات