هاري كين.. أخيرا دخلت منطقة الجزاء مع إنجلترا

الأحد، 24 يونيو 2018 - 11:30

كتب : إسلام مجدي

هاري كين

يمكنكم الاعتقاد بأن الأسطر التالية ستحكي لكم قصة خيالية عن مهاجم كبير لم يكن مدربه يحب أن يتواجد في منطقة الجزاء، بل ويرى فيه قدرة على تمرير الكرة أفضل من وضعها في الشباك. لكنها أحداث حقيقية ليست من خيال الكاتب.

شارك هاري كين لأول مرة في مسيرته على الإطلاق في كأس العالم 2018 بروسيا، حتى الآن لا يوجد أمر مثير في القصة لكن حينما تعلم أنه كان يرتدي شارة القيادة وسجل هدفين من داخل منطقة الجزاء بعد كرات ثابتة ضد تونس، هنا تكمن القصة.

تعود أحداث قصتنا إلى حقبة روي هودجسون كمدرب لمنتخب إنجلترا في الفترة من 2012 وحتى 2016.

هاري كين كان قد بدأ التألق مع توتنام في موسم 2014-2015، إذ أن الموسم الذي سبقه لم يسجل الكثير ولم تكن له بصمته بعد.

في عام 2015 وبعد تألق كين قرر روي هودجسون منحه الفرصة لتمثيل منتخب إنجلترا للمرة الأولى كبديل ضد ليتوانيا في التصفيات المؤهلة ليورو 2016، وسجل هدفا.

في المباراة التالي الودية ضد إيطاليا شارك 90 دقيقة ولم يسجل، وتعادل المنتخبان بنتيجة 1-1.

استنادا لأنه أول مواسم كين في التألق، كان في الـ21 من عمره، وهودجسون مدرب يعترف بالإحصائيات والأرقام فقط حسبما قال في وقت سابق. وبالتالي لم يثق في كين كثيرا.

لم تسر الأمور على ما يرام بين كين وهودجسون، اللاعب كان لازال يكتسب خبرة، وسجل ضد ليتوانيا وسويسرا ثم في وديات ضد ألمانيا وتركيا.

حتى جاءت لحظته والمشاركة في أول بطولة رسمية مع الأسود الثلاثة متمثلة في يورو 2016، حينما شارك كين في البطولة ولم يسجل هدفا واحدا.

المشهد الأبرز يمكننا أن نتخيله سويا، كين يتجه لتنفيذ الضربات الثابتة والركنيات، وسط حالة جنون في إنجلترا من الصحافة والمحللين، كيف لمهاجم متميز مثل كين أن ينفذ الكرات الثابتة؟ من سيسجل الأهداف إن فعل كين ذلك؟

"يجب أن أقول أنه إن طلب مني المدرب أن أنفذ الركلات الركنية فإجابتي ستكون اذهب واطلب من شخص آخر ليفعلها". كان ذلك آلان شيرار.

فيما استنكر مذيع شبكة "بي بي سي" وقتها دان والكيد ومقدم البرامج قائلا :"هل يمكن لكين أن يسدد ضربات المرمى كذلك؟".

فيما جاء رد هودجسون قائلا :"لست بحاجة للاعتذار من هاري كين لتنفيذه ركنية، خاصة إن كان لديك لاعبا بجودته في لمس الكرة".

وواصل "إنه ليس جيدا في منطقة الجزاء".

الأمر الذي أصاب إنجلترا بالكامل بالجنون، بل وما زاد موجة الجنون هو تصريح آخر لهودجسون قال فيه :"كين لاعب تألق لمدة موسم وحيد فقط".

ثم شرح هودجسون في مؤتمر صحفي آخر سبب قراره ذلك، وكما قال لينيكر وقتها :"ليته لم يفعل".

"هناك شيء يجب أن نتحدث عنه، انظر للإحصائيات، كين لم يسجل أهدافا من ركينات، سجل فقط هدفا وحيدا طيلة الموسم".

"ترغب في أن يكون أفضل لاعب يلمس الكرة هو من ينفذ الكرات الثابتة، لأننا لدينا لاعبين قلائل في إنجلترا فقط جيدين في الهجوم في منطقة الجزاء".

"هذا هو الشيء الذي يجب أن تتقبله في كرة القدم، لكي تفوز عليك أن تحدد من ينفذ الركنيات، أو من ينفذ حتى رميات التماس".

"الأمر معقد للغاية، وتواجد كين في منطقة الجزاء والعمق لم يكن ليغير نتائجنا".

"طالما أنا مدرب لإنجلترا هاري كين لن يدخل منطقة الجزاء في أثناء الكرات الثابتة، إن كان أفضل من يوصل الكرة لزملائه لماذا لا ينفذ الضربات الثابتة؟".

الأمر أيضا أثار غضب واستنكار ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام.

خرج في حوار مع صحيفة دايلي ميل ليقول :"لا أريد انتقاد هذا الأمر، لكنني أعتقد أن كين هداف كبير ولم يتألق لموسم وحيد سيواصل ذلك، لهذا السبب لماذا يسدد الركنيات إن كانت مهارته تسجيل الأهداف؟".

"أنت بحاجة لكين داخل منطقة الجزاء لا خارجها".

كين فشل في التسجيل مع إنجلترا في بطولة اليورو وكان يعاني من سوء المستوى الواضح وارتباكه الشديد في مهامه، خاصة بالنسبة لهداف كبير كانت إنجلترا تنتظر منه الكثير.

في شهر سبتمبر عقب اليورو قال كين وهو يملأه الإحباط :"لن أسدد ركنية أخرى أبدا، بكل وضوح الأمر مثل النكتة الآن، كنا نمزح مع مدربنا حولها، إنه شيء ما قد حدث فعلا".

"أنا سعيد لتواجدي في منطقة الجزاء وآمل أن أسجل من هذه النقطة، لقد أصبح أمرا يتناوله الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويسخرون منه".

"عليكم فقط أن تضحكوا كلما تذكرتموه، أنا أنمو كلاعب وأتطور وهذا الأمر يساعدني".

استمر كين بلا أهداف لـ9 مباريات مع منتخب إنجلترا، إلى أن نجح أخيرا في التسجيل بطريقة رائعة ضد اسكتلندا في تصفيات كأس العالم 2018 في تعادل الأسود الثلاثة بنتيجة 2-2.

ثم سجل هدفين في الخسارة من فرنسا بنتيجة 3-2. كما تعد فترته مع جاريث ساوثجيت هي الأفضل له، إذ أنه غاب عن التسجيل معه في مباراة وحيدة.

جاريث ساوثجيت استعمل معاملة هودجسون السيئة ضد كين لصالحه، ووجه رسائله طيلة الوقت للاعب قائلا له "اثبت أنك من طراز عالمي".

ويأتي ذلك لأن هودجسون خرج خلال العام الماضي منتقدا اللاعب بشدة وقال :"إنه ليس رونالدو ورونالدو ليس ميسي وميسي ليس إيجوايين".

"لا يمكنك أن تقارن اللاعبين، إنه مهاجم وجيد جدا، لكن البدء بالقول بأنه رقم 1 في العالم لا قيمة له".

لم يفهم أحد حتى الآن سبب كراهية هودجسون الشديدة ووجهة نظره في مركز هاري كين، ورغبته الشديدة في إبعاده عن منطقة الجزاء.

وبعد مباراة تونس بدا وكأن كين حصل على انتقامه من وجهة نظر كانت قائمة على الأرقام فقط، ليقول آلان شيرار :"حارس تونس قام بأداء رائع، لكن هاري كين هل تعلم ما الذي يحدث حينما تستعمل هدافك الرائع لكي ينفذ الركنيات لعامين؟ هذا ما يحدث".

"حصلنا على ركنيتين وسجلنا هدفين".

وبعد مواجهة تونس قال لينيكر ضاحكا:"كان يجب على ساوثجيت أن يجعل كين يسدد أول ركلة ركنية، أخيرا حصلنا على واحدة، كين كان يجب أن ينفذها".

التعليقات