ستيف هولاند.. عن سنواته في تشيلسي ومساعدة ساوثجيت ووجبة عشاء سببت ثورة إنجليزية

الخميس، 21 يونيو 2018 - 13:43

كتب : علي أبو طبل

ساوثجيت

مسيرة طويلة بين جدران "ساتمفورد بريدج"، بدأها مع كارلو أنشيلوتي في 2009، واستمر حتى 2016 جالسا بجوار كل من أتى كمدير فني للنادي الأزرق.

شارك في سقوط أندريه فياش بواش ثم الصعود الدرامي للفريق مع روبيرتو دي ماتيو والتتويج بدوري أبطال أوروبا، ثم التتويج من جديد مع رافاييل بينيتيز في الموسم التالي ببطولة الدوري الأوروبي، ثم كان شريكا في ولاية جوزيه مورينيو الثانية والتتويج بلقب الدوري.

أصبح مديرا فنيا مؤقتا لتشيلسي للمرة الأولى في فترة ما بين رحيل مورينيو وقدوم جوس هيدنيك مؤقتا، ثم استمر مساعدا لأنطونيو كونتي في موسمه الأول، قبل أن يحين نداء الوطن.

إنه سيتف هولاند، الرجل الذي منعته إصابة مزمنة في سن مبكر من استكمال رحلته كلاعب كرة قدم، فاتجه للمسار التدريبي بداية من عامه الـ22.

في موسم 2007/2008، نال هولاند منصبه التدريبي الأول كمدير فني لنادي كرو آليكساندر الناشط في الدرجات الأدنى من المسابقات الإنجليزية، وبداية من عام 2009 بدأ في عمله في نادي تشيلسي كمدير فني للفريق الرديف، قبل أن يتدرج في المناصب الفنية ضمن الطاقم المساعد لأنشيلوتي، ثم يصبح عنصرا أساسيا على مقاعد البلوز الفنية حتى عام 2016.

في عام 2013، نال هولاند عمل إضافي كمساعد للمدير الفني للمنتخب الإنجليزي لأقل من 21 عاما، بجانب عمله في تشيلسي.

المدير الفني لذلك المنتخب في تلك الفترة كان جاريث ساوثجيت، الرجل الذي يعاونه هولاند الآن أيضا مع المنتخب الإنجليزي الأول في نهائيات كأس العالم.

رحلة طويلة سلكها الثنائي معا، ويتحدث عنها هولاند مطولا في حوار أجرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بعد الانتصار الأول للأسود الثلاث على منتخب تونس في المرحلة الأولى من دور المجموعات.

يتحدث عن فترته في تشيلسي، وعن استفادته من العمل في النادي اللندني فنيا لتطبيق الخطة الحالية مع المنتخب الإنجليزي، وعن ثورة خططية للفريق خطط لها مع ساوثجيت قبل عام من انطلاق النهائيات.

القصة بدأت حين رحل المخضرم سام ألاردايس عن تدريب إنجلترا بعد قيادته لهم لمباراة وحيدة في تصفيات المونديال، وذلك بسبب أزمة متعلقة بالتلاعب والرهان على نتائج المباريات.

جاء ساوثجيت مع كامل فريق عمله من منتخب أقل من 21 عاما كحل مؤقت، ومع التحول لحل دائم في بداية عام 2017، كانت تلك هي نهاية فترة هولاند مع تشيلسي.

يعترف هولاند أن كونتي حاول إقناعه كثيرا بالعدول عن قرار الرحيل.

في تصريحات سابقة، أبدى كونتي حزنه الشديد لفقدان هولاند بعد قرار رحيله: "أنا حزين للغاية لفقدانه، سأكون صريحا. ولكني أتفهم تماما قراره باختياره العمل كمساعد فني مع منتخب بلاده. لقد عملنا سويا بشكل رائع وقدم لي مساعدة هائلة بما يمتلكه من خبرات كبيرة هنا في هذا النادي".

ويقول هولاند في حواره: "أحببت العمل في تشيلسي. إنه ناد رائع ومن أمتع الأندية في العالم، وقد استمتعت بكل لحظة خلال سنواتي هناك".

ويضيف: "معهم عشت تجربة لعب نهائي كأس العالم للأندية ونهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي الدوري الأوروبي، وخضنا مباراة السوبر الأوروبي كما شاركت في التتويج بالدوري الممتاز في مناسبتين".

ويتابع: "خضنا فترات تحضيرية للمواسم في آسيا والأمريكتين. لقد سافرت رفقتهم حول العالم وعشت تجارب هامة لي في مسيرتي، وعملت مع أفضل المديرين الفنيين".

لماذا رحل عن تشيلسي؟

يجيب هولاند: "من أجل تلك اللحظة. من أجل أن أكون رفقة المنتخب في كأس العالم".

كان بالإمكان أن يتابع ستيف عمله مع ساوثجيت بجانب عمله في تشيلسي، ولكن يظن البعض أن ذلك كان ليسبب المشاكل بسبب احتمالية نفوذه على بعض اللاعبين للأندية المنافسة لتشيلسي، وهي أزمة تعرض لها ستيف مكلارين سابقا حين كان معاونا للسويدي زفين جوران إريكسن.

هولاند يؤكد ذلك: "كان قرارا صائبا أن اتجه للعمل بشكل دائم رفقة المنتخب. أن أقوم بتدريب لاعبي توتنام ومانشستر سيتي وليفربول ثم أعود في نفس الأسبوع للعمل في تشيلسي لم يكن ليصبح أمرا مقبولا. الأمر هو إما أن أبقى أو أن أرحل. ولم يكن بوسعي أن أرفض تجربة جديدة بهذا الحجم".

مهمة ساوثجيت ومعاونيه بدأت مؤقتا في سبتمبر 2016، حين حققت انجلترا تحت قيادته انتصارا على مالطة بهدفين نظيفين، قبل أن يتعادل مع سلوفينيا في أرضها سلبيا ثم يحقق فوزا في الدربي على حساب اسكتلندا بثلاثية نظيفة.

مواجهة ودية ضد إسبانيا انتهت بالتعادل 2-2 كانت ختاما لفترة ساوثجيت المؤقتة مع انجلترا في 25 نوفمبر 2016، ولكن بعدها بأيام أعلن الإتحاد الإنجليزي عن تعيين ساوثجيت كمدير فني دائم للمنتخب لـ4 سنوات تالية.

يتحدث هولاند في حواره عن أجواء ما قبل مواجهة مالطة: "آخر مواجهة لانجلترا كانت تحت قيادة سام ألاردايس، ضد سلوفاكيا بـ10 لاعبين خارج ملعبنا، وتمكننا من الانتصار في وقت قاتل، وما قبلها مباشرة كانت المواجهة ضد آيسلندا –تلك التي ودعت خلالها انجلترا منافسات يورو 2016 من ثمن النهائي تحت قيادة روي هودسون-"

وتابع: "كان تأثير مباراة أيسلندا لا يزال محيطا بالأجواء، والفريق يخوض مباراة ثالثة على التوالي بمدير فني ثالث مختلف عن المبارتين السابقتين".

ثورة كبيرة حلت على أسلوب لعب انجلترا الذي تغير تماما خلال النهائيات الجارية حاليا، ولكن لم يكن الوقت مناسب لذلك في مباراة ساوثجيت الأولى.

يقول ستيف: "جاريث رجل ذكي. كان يعلم أنه ليس الوقت المناسب لإجراء ثورة في الفريق، ولكن الأولوية كانت الحفاظ على القوام واتخاذ القرارات المناسبة لتأمين الانتصارات اللازمة لصدارة مجموعة التصفيات في تلك المرحلة".

وتابع: "بدأنا في أول مباراة باللعب بطريقة 4-3-3، والتي كان ينتهجها هودسون، واعتقد سام في مباراته الوحيدة، ثم تحولنا تدريجيا للعب بطريقة 4-2-3-1 من خلال اللعب بصانع لعب صريح في المركز 10".

كانت تلك الخطة الهادئة التي وضعها الثنائي سويا من أجل عبور مرحلة التصفيات، ولكن خطة خوض النهائيات بدأ النقاش فيها جديا قبل عام كامل من إنطلاقة النهائيات.

قبل عام، كانت نهائيات كأس القارات في روسيا كذلك. لم تكن انجلترا مشاركة ولكنها كانت فرصة لساوثجيت ومعاونه لمشاهدة منتخبات كبرى عن قرب، بجانب قرب روسيا في المسافة من جارتها بولندا، حيث كان منتخب انجلترا لأقل من 21 عاما يخوض نهائيات البطولة الأوروبية لتلك الفئة العمرية، وكانت فرصة جيدة لمتابعة بعض الأسماء في ذلك المنتخب عن قرب من أجل المرحلة التالية من التجهيزات.

يقول هولاند: "لم نكن قد حسمنا التأهل بعد، ولكنها كانت فرصة جيدة لمشاهدة تلك البلد في وقت مناسب تماما من العام ويماثل وقت خوض النهائيات المونديالية. رأينا المدن والتسهيلات وتناقشنا أين يمكن أن يقيم الفريق في حال التأهل".

ويتابع: "ما بين روسيا وبولندا، قضينا وقتا طويلا على متن الطائرات، ولكنها كانت فترة رائعة من أجل النقاش. شاهدنا مباريات كبيرة عن قرب في كأس القارات، وتناقشنا عن كيفية أن يبدو منتخبنا في مباريات أمام منافسين بذلك الحجم، واتخذنا بعض القرارات".

في 2014، كانت مدينة سوتشي الروسية مستضيفة لدورة الألعاب الرياضية الشتوية، وفي الصيف الماضي، جمعت وجبة عشاء الثنائي القائد للجهاز الفني الإنجليزي بنفس المدينة، حين اتخذوا قرارا فنيا هاما.

يقول ستيف: "إن لم تخني الذاكرة، فقد اتخذنا القرار في ذلك اليوم. قررنا اللعب بثلاثي في خط الدفاع. رأينا أن الفريق سيبدو أفضل بالكرة وبدونها من خلال تلك الخطة".

الثنائي عملا معا لفترة طويلة، ويمتلكان رؤية وخبرة كبيرة في ملاعب كرة القدم ما بين تدريبية أو كلاعبين، لذا فإن النظام الذي فرضوه للمنتخب الإنجليزي يستحق الاحترام لأنه ناتج عن تلك الخبرات.

يضيف ستيف: "لقد رأينا الفريق الإنجليزي الذي شارك في بطولة أوروبا 1996، وكان ساوثجيت جزء منه بجانب ستيف مكمانمان ودارين أنديرتون، بينما لعب الظهير جاري نيفيل ضمن ثلاثي دفاعي. وحتى في مونديال 90، فإن بوبي روبسون لعب مباراة واحدة برباعي دفاعي قبل أن يخوض باقي المواجهات بثلاثي في خط الدفاع".

"كان التساؤل دوما: ما هي أفضل طريقة لا نقبل بها الكثير من الأهداف؟ ما هي الوسيلة الأفضل لكي نتحكم في مجريات المباريات بالنظر للاعبين والجودة التي نمتلكها؟"

من هنا جاء القرار باللعب بثلاثي في الخط الدفاعي.. ولكن لماذا يكون كايل وولكر جزء من هذا الثلاثي عوضا عن اللعب كظهير أيمن؟

عن خبراته مع تشيلسي وعن متابعته لوولكر في الموسم المنقضي رفقة مانشستر سيتي، يتحدث هولاند حول ذلك القرار.

"لقد قضيت عاما مع أنطونيو كونتي في تشيلسي، ذلك العام الذي توج فيه الفريق بلقب الدوري بخطة 3-4-3. كان سيزار أزبلكويتا –الظهير الأيمن في الأساس- جزء من هذا الثلاثي الخلفي بجوار جاري كاهيل وديفيد لويز".

يعترف هولاند بأن والكر أراد اللعب كظهير، ولكنه عاد ليرد بأن المهام الموكلة إليه في خطة انجلترا لا تختلف كثيرا عن تلك التي وكلها له بيب جوارديولا في موسمه مع مانشستر سيتي.

"لم يلعب كايل في ذلك الموسم كما لعب في 3 مواسم تألق فيها مع توتنام. لقد التزم أكثر بأدوار دفاعية، لذا فتواجده ضمن الثلاثي الخلفي كان القرار الأنسب".

كان ذلك هو الأساس، وما تبقى من تكوين الفريق كان أبسط قليلا من وجهة نظر هولاند.

"تناقشنا بعد ذلك حول تكوين خط الوسط. كان من الضروري إدراك أن لدينا كم كبير من اللاعبين الهجوميين الرائعين، لذا فكان علينا خلق التوازن اللازم من أجل مساندة الخط الأمامي. لذا فكان القرار باللعب بثنائي في خط الوسط، ثم جاءت مرحلة البحث عن الظهيرين، وهي من أقل مشاكلنا في الواقع".

يستمر هولاند في الحديث عن التحضير للمونديال.

"يمكنك أن تصف تلك المهمة بما تشاء. يمكنك أن تصفها بمهمة مناسبة لرجل خبير في نهاية مسيرته يريد تقضية وقت رائع وهادئ، وحين يأتي موعد المعسكر التدريبي فعليه أن يركز فقط خلاله".

"أنا لا أنظر للأمر بذلك الشكل. بعد التأهل للمونديال لم يكن هناك وقت للراحة. كان علينا متابعة كل المباريات في كل الأوقات الممكنة، ومتابعة لاعبينا والمرشحين للانضمام لنا".

"الأمر لم يكن يتعلق الآن بالجانب الفني والخططي، بل بالجانب النفسي. لم يكن فقط الأمر حول متابعة اللاعبين في المباريات، بل بالأخص في تلك المباريات الكبرى والحماسية خارج ملعبهم وتحت ضغط جماهيري كبير ضد خصوم أقوياء".

"ذهبت لمشاهدة ترينت أليكساندر آرنولد مع ليفربول في مواجهة الإياب ضد مانشستر سيتي في ربع نهائي دوري الأبطال. بعد 3 دقائق من الانطلاقة، يتقدم مانشستر سيتي بهدف نظيف، وترينت يلعب طوال المواجهة في موقف فردي ضد ليروي ساني".

"الجماهير رائعة. الضغط كبير. إمكانية العودة في النتيجة تلوح في الأفق. كان يتوجب عليه أن يقاوم، ولكن في الحقيقة أن ما قدمه في باقي المباراة كان أكبر من مجرد مقاومة".

الآن تخوض انجلترا النهائيات، حيث انتصرت على تونس بصعوبة بنتيجة 2-1 وتنتظرها مواجهة تالية أسهل نسبيا أمام بنما.

في فترة الاعداد، خاضت انجلترا مجموعة من المباريات الودية ضد ألمانيا والبرازيل وإيطاليا وأسبانيا وفرنسا وهولندا.

يبرر هولاند ذلك: "لقد كان ذلك تحضيرا من أجل متطلبات أعلى في تلك النهائيات. لعبنا ضد تونس وسنلعب ضد بنما ومن المتوقع أن نستحوذ بشكل أكبر على الكرة في تلك المواجهات، ولكن مواجهات كبرى تالية قد تتطلب تحضيرا من نوع مختلف".

ولكن يعود ستيف ليتحدث عن أزمة كبرى تواجه انجلترا وظهرت بشكل واضح في المباراة الأولى، وهي الحسم أمام المرمى.

"أعتقد أن الفريق يؤدي الآن بشكل رائع، يستحوذ ويصنع الكثير من الفرص، ولكن ما لا نفعله حقا هو حسم المباراة حين يجب ذلك".

"كان يمكننا أن نخرج فائزين بثلاثة أو أربعة أهداف ضد تونس في الشوط الأول فقط. ماذا يمكن أن نفعل حيال ذلك؟"

"يمكن أن نستمر في تدريب المجموعة الهجومية في وضعيات قد يتعرضوا لها فعليا خلال المباريات من أجل تحسين التسجيل. ولكن النقطة الأهم هي خلق توازن بين اللاعبين الهدافين في الفريق".

"أحد ما قال لي قبل فترة طويلة أنك بحاجة في فريقك لـ3 لاعبين ونصف من الهدافين. أنظر إلى جيل 1999 من فريق مانشستر يونايتد الذي امتلك يورك وكول وسولسكاير وشيرينجهام، يمكنك أن تضمن ثنائي تهديفي منهم على الأقل. ثم انظر لديفيد بيكهام وريان جيجز، أحدهما يمكن أن يتجاوز حاجز الـ15 هدفا خلال الموسم الواحد. بول سكولز كذلك يمكن أن يسجل 5 أهداف أو أكثر، وحتى روي كين يمكن أن يدون إسمه ضمن قائمة الهدافين في عديد المناسبات".

"بالنظر للفريق الذي نمتلكه الآن، فنحن نعتمد بدرجة كبيرة على هاري كين. 15 مباراة تحت قيادة جاريث، كان هاري متاحا في 7 منها قبل المونديال وسجل في 8. كان متاحا كذلك ضد نيجيريا وسجل، والآن سجل في مناسبتين ضد تونس، اعتقد أنه سجل 10 أهداف في 10 مباريات".

"من بعده. أين الباقين من التهديف؟ .. جيمي فاردي وداني ويلباك لديهما رصيد دولي جيد من الأهداف، ومن بعدها يمكن أن نرى بعض الأمل في ديلي آلي الذي يمتلك رصيد تهديفي جيد مع توتنام لم يقم بترجمته على المستوى الدولي بعد. الأمر ذاته ينطبق على جيسي لينجارد الذي قدم موسما مميزا مع يونايتد، وكذا رحيم ستيرلينج مع مانشستر سيتي"

ويختتم هولاند حديثه: "هل كان بالإمكان امتلاك خيارات هجومية أفضل؟ لا أظن ذلك. لقد ذهبنا بالاختيارات التي نعتقد أنها الأفضل، والتي تمتلك مؤشرات تدل على إمكانية الانفجار في أي وقت. إنهم شباب صغار لا يمتلكون الكثير من الخبرة الدولية، ولكن لدينا أسبابنا التي تجعلنا نثق أنهم قادرين على صنع الفارق في أي وقت"

التعليقات