تحليل في المونديال.. مكسيك أوسوريو

الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 12:48

كتب : محمود سليم

لوزانو - المكسيك - ألمانيا

"أعتقد أن حياتي المهنية تختلف عن أي شخص آخر، لن أنسى ذلك القرار الذي غير مسار حياتي، ربما كان القرار الأصعب ولكنه الأكثر أهمية، كنت في الـ23 من عمري فقط وقلت لنفسي: هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية، على أن أستعد كي أصبح مدربا أفضل من كوني لاعبا، أحتاج للبدء من الصفر" خوان كارلوس أوسوريو المدير الفني للمنتخب المكسيكي.

ذلك المهاجر الكولومبي الذي سافر في الثمانينيات إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الالتحاق بالجامعة ليحصل على شهادة في علم التدريب في 1990 ويعمل كمدرب شخصي بجانب اللعب لأحد الأندية المحلية الصغيرة ثم تولى بعدها القيادة الفنية لبعض الفرق المغمورة، وفي 2001 سافر إلى إنجلترا من أجل الحصول على دورات التدريب وكان الأمر يستغرق عاما استغله أوسوريو من أجل متابعة تدريبات فريق ليفربول عن قرب حيث كانت شرفته تطل على ملعب التدريب، ثم عمل كمدرب مساعد في فريق مانشستر سيتي.

فلسفة أوسوريو الهولندية:

أبرز ما تتسم به فلسفة الرجل الكولومبي هو توظيف اللاعب بشكل مختلف في المكان الذي يرى بأنه سيؤدي فيه بشكل أفضل أمام خصم محدد وهو الأمر الذي جعله محط انتقادات شديدة حيث أنه نادرا ما تجده يثبت تشكيلة فريقه أو طريقة اللعب الرقمية.

وعن تلك الانتقادات رد قائلا: "لست مهتما بها ولا أتابع ذلك، في الصباح كل يوم أمارس رياضة الركض، وبعدها أتابع منتخب هولندا 74 و78 يوميا، أشاهد أشياء مختلفة، لدينا ماركيز كانت بدايته في الدفاع ثم انتقل لوسط الملعب وهناك العديد من اللاعبين كذلك في كرة القدم".

إنه يهتم كثيرا بتمركز الجناح لديه بحيث يتواجد في الـ14 متر بين الراية الركنية والخط الجانبي لمنطقة الجزاء، يحاول تعليم لاعبي الوسط كيفية التمركز في الملعب بل الأكثر دقة من ذلك هو اهتمامه بوضعية الكتفين للاعبي الوسط كما يوضح: "لاعب مثل أندريس إنييستا هو لاعب وسط مثالي لاحظ وضعية كتفيه دائما تجدها عمودية على خط المرمى خلال تسجيله لأهدافه الرائعة".

كيف تفوق على بطل العالم السابق

البداية مع فكرتين مرتبطتين تماما ببعضهما البعض، التنظيم الدفاعي بالـ4-4-2 مع التراجع لمنتصف الملعب لتطبيق ضغط متوسط ومحاولة استغلال المساحات خلف لاعبي ألمانيا عقب استخلاص الكرة.

فرض رقابة لصيقة على توني كروس لحرمان الماكينات الألمانية من صناعته للعب، وتقارب الخطين الرباعيين (الوسط والدفاع) لإغلاق المساحات بين الخطوط.

مع استخلاص الكرة يتم استغلال خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" كمحطة لبناء المرتدات عن طريق تمريرات ما تسمى layoff pass بحيث يتحرك للكرة ويمررها من لمسة واحدة لأحد اللاعبين القادمين من الخلف وبها يتم إخراج خطوط كاملة من الخصم خارج اللعب.

كذلك الاعتماد على قلب الدفاع هيكتور مورينو في عملية بناء وصناعة اللعب عن طريق تمريرات قطرية للجناحين في الكثير من المباريات وهو ما أوضحه أوسوريو نفسه في تحليله لطريقة لعبه في أحد البرامج.

إما بالتمرير للجناح أو التمرير مباشرة للمهاجم في دائرة منتصف الملعب.

ولكن في مواجهة الأرجنتين كانت تمريرات مورينو أقل ولكنها أكثر فاعلية ومباشرة للمهاجم تشيتشاريتو وبالفعل أول تمريرة في جملة الهدف بدأها قلب الدفاع مباشرة إلى المهاجم.

وأخيرا في الكرات الثابتة واستغلال فكرة يوهان كرويف الأسطورة الهولندية بالاعتماد على تثبيت ثلاثي في الهجوم لإيقاف ثلاثي دفاعي للخصم وحرمانه من تقدمهم وتقليص الخطورة.

التفوق ليس على صعيد النتيجة فقط بل قدم أوسوريو مباراة كبيرة للغاية أمام منافس قوي بل وأهدر لاعبوه العديد من الفرص المحققة للتسجيل.

التعليقات