بصمات لوبيتيجي ورونالدو الاستثنائي ضمن 5 أشياء تعلمناها من تعادل دربي إيبيريا الملحمي
الجمعة، 15 يونيو 2018 - 22:36
كتب : علي أبو طبل

رونالدو - إسبانيا - البرتغال
إنها أول مباراة تنتهي بالتعادل في مونديال روسيا 2018، ولكنها أوفت بكافة وعودها من حيث الأهداف الغزيرة والإثارة والدراما وفنون كرة القدم.
البرتغال وإسبانيا في دربي خاص للدولتين الواقعتين في شبه الجزيرة الإيبيرية يخرجان متعادلين في أولى مباراتيهما ضمن منافسات المجموعة الثانية، بنتيجة 3-3.
سجل دييجو كوستا للإسبان في مناسبتين وناتشو في الثالثة، بينما تكفل كريستيانو رونالدو بدور البطولة منفردا لصالح البرتغال، لينتزع لفريقه التعادل بعد تسجيل "هاتريك".
في هذا التقرير من FilGoal.com، دعونا نستعرض أبرز ما لاحظناه في تلك المواجهة الكبيرة ضمن منافسات مونديال روسيا 2018.
ما تبقى من إرث لوبيتيجي
الدراما تواجدت في الساعات الأخيرة داخل المعسكر الإسباني.
جولين لوبيتيجي، وبعد عمل كبير ظهرت بصماته في الملعب خلال عامين، خرج من الباب الضيق ليتولى قيادة ريال مدريد بداية من الموسم القادم، ويقرر الإتحاد الإسباني عدم الانتظار لنهاية المونديال والاستغناء عنه فورا ليحل بدلا منه الأسطورة الدفاعية فيرناندو إييرو.
"لا يمكن هدم عمل دام لعامين. سنأخذ ذلك العمل وندفع به إلى الأمام"
هكذا كان رد فعل إييرو الأول بعد قرار تعيينه لقيادة الـ "لا روخا" في المونديال.
وهكذا بدا الفريق الإسباني خلال أحداث المباراة.
تناقل سريع وسلس للكرة، يذكرنا بمستوى المنتخب الإسباني الذي توج بطلا لكأس العالم 2010 ويورو 2012، كما يؤكد لنا أن بصمات لوبيتيجي لا زالت متواجدة رغم رحيله، وأن ما يحدث في الملعب نتاج لعمله.
استحوذت إسبانيا بنسبة 67% على مجريات المباراة، وكانت لها 6 محاولات مباشرة على مرمى روي باتريسيو.
سيطرة كبيرة لوسط الملعب بقيادة إيسكو وأندريس إنييستا مع ظهور مميز لديفيد سيلفا، وأدوار تأمينية من الخلف لكوكي وسيرجيو بوسكيتس.
إيسكو تحديدا قدم مستوى ممتع، وتواجد في جنبات الملعب أجمع، ونجح في 3 مراوغات من أصل 7 محاولات، كما لعب كرتين عرضيتين بشكل سليم، وأتم 89 تمريرة بشكل سليم بنسبة دقة بلغت 94%، وكان بمثابة منظم حقيقي لهجمات إسبانيا على الدفاعات البرتغالية.
دييجو كوستا قدم أفضل مستوياته كمهاجم مع منتخب إسبانيا في تلك المواجهة، فسجل في مناسبتين، كانت الأولى منهما بطريقة مميزة ومنفردة دون أي معاونة من زميل ووسط زحام من مدافعي البرتغال، ليعلن عن نفسه بقوة.
لأن لا شئ مثالي..
قدمت إسبانيا وجبة هجومية ممتعة، وتلاعبت في أوقات عديدة بخطوط فريق البرتغال جميعها.
ولكن أزمة حقيقية ظهرت في صفوف مصارعي الثيران، وهي ضعف الارتداد الدفاعي خلال الهجمات المرتدة للخصم.
لاحظ في هدف البرتغال الثاني الارتداد السريع لزملاء رونالدو، قبل أن تتهيأ الكرة للقائد البرتغالي الذي أسكنها الشباك بمساعدة من خطأ لا يغتفر من ديفيد دي خيا.
هجمات مرتدة سريعة ظهرت للبرتغاليين خلال الشوط الأول تحديدا، وكان من الممكن تسجيل المزيد.
قد تسيطر إسبانيا على جنبات الملعب، ولكن إن واجهت فريقا استطاع خطف الكرة والارتداد هجوميا بشكل سريع، فقد تندم كثيرا.
كيف تواجه الخصم منفردا
دعونا نعترف أن النسخة الحالية من منتخب البرتغال أفضل كثيرا من تلك المتوجة بلقب اليورو قبل عامين.
ولكن يظل كريستيانو رونالدو هو الملهم الأكبر، وهو الأقدر على الخروج بمنتخب بلاده من الأزمات.
رونالدو كان صاحب العلامات الثلاثة لفريقه في مواجهة إسبانيا، ليتربع على قائمة هدافي البطولة منذ اللحظة الأولى.
"هاتريك" للقائد اختتمه بطريقة رائعة من خلال تسجيل التعادل من ركلة حرة لم تعد لتتكرر كثيرا عن طريق أقدامه.
رونالدو، كرأس حربة وحيد ومتحرك بعرض منطقة جزاء إسبانيا بل وخارجها، قدم أداء مذهلا وغير مسبوق مع منتخب بلاده على الصعيد الشخصي.
خلال 90 دقيقة كاملة، سدد 3 مرات على المرمى ترجمت جميعها إلى أهداف وأتم 94% من التمريرات الدقيقة كما ربح في9 التحامات من أصل 15.
هل يستمر رونالدو على هذا المنوال؟
ربما لتكون أفضل نسخة كأس عالم يشارك بها على الصعيد الشخصي.
بحاجة للتجديد ..
مواهب عديدة ظهرت في كرة القدم البرتغالية خلال العامين الأخيرين، ولكن خط وحيد في الملعب لم يطله التجديد وهو قلب الدفاع.
يمتلك كل من بيبي وخوسي فونتي خبرات كبيرة، ولكن الفريق بحاجة لمن هو أصغر عمرا.
هدف كوستا الأول لإسبانيا يدل على سوء تصرف وقلة تفاهم ولياقة شديدة بين عناصر دفاع البرتغال التي تلاعب بها مهاجم إسبانيا دون مضايقات.
تقدم سن هذا الثنائي يدل على الحاجة للتجديد، وبالتأكيد لن تجد دولة مثل البرتغال صعوبة في اختيار قلب دفاع أصغر سنا وأكثر حيوية.
تحطيم معتاد للأرقام التاريخية
التسجيل في 4 نسخ متتالية من كؤوس العالم، إنجاز جديد يضمه رونالدو إلى صفوفه.
بيليه سجل بداية من مونديال 1958 وحتى مونديال 1970 بشكل مستمر في كل نسخة، ويماثله الألماني الغربي أوفي سيلر والذي سجل في نفس النسخ.
الألماني الآخر ميروسلاف كلوزه حقق الأمر ذاته من 2002 وحتى 2014، والآن كريستيانو رونالدو رابع المنضمين للقائمة بعد التسجيل في 2006 ثم 2010 فـ 2014.
6 أهداف هو رصيد أهداف كريستيانو رونالدو حاليا في جميع مشاركاته المونديالية، وهو رقم قابل للزيادة مع قادم المباريات.