كتب : محمد يسري | الأربعاء، 21 مارس 2018 - 11:49

بعد ما قدمه ضد جيرونا.. لهذا السبب يحب زيدان بنزيمة

بنزيمة

يبدو وأن نظرة زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد "الجيدة" لمهاجمه كريم بنزيمة أتت ثمارها إذ ظهر بمستوى رائع في انتصار فريقه على جيرونا بعد بداية فاترة للمهاجم الفرنسي في الموسم الحالي.

أمام جيرونا قدم بنزيمة واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم. ليس بتسجيله للأهداف لكن لتقديم الدور الذي يساعد الفريق في الوصول لمرمى المنافس.

ما قدمه بنزيمة أمام جيرونا كان بعد إفصاح زيدان عن رأيه في أدوار لاعبه في الملعب قائلا: "بالنظر إلى ما يقدمه نجد أنه لاعب جيد للغاية". هذا التصريح هو نقطة في بحر تصريحات دافع بها المدرب الفرنسي عن مواطنه الذي كان عند حسن ظنه هذه المرة.

انطلاقة غير موفقة ضربت ريال مدريد هذا الموسم بعد تراجع أداء القوام الأساسي للفريق ولهذا غير زيدان من أسلوبه وطريقته. تحول الفريق من 4-4-2 ماسة التي جعلته يتوج بلقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني إلى 4-4-2 الكلاسيكية بوجود ثنائي في وسط الملعب وجناحين على الأطراف

مع تغيير الطريقة –التي أضافت سرعة التحول من الدفاع للهجوم- والاعتماد على أجنحة أصبح ريال مدريد في حاجة للاعب يقوم بدور "المحطة" خارج منطقة الجزاء والمساهمة في صناعة الفرص. هنا يظهر دور بنزيمة.

أمام جيرونا لعب صاحب القميص رقم 9 بجوار كريستيانو رونالدو في الهجوم. لكن أدوار الفرنسي لم تكن فقط متعلقة بتسجيل الأهداف –كعادته في ريال مدريد- بل بعدم الدخول لمنطقة الجزاء أيضا. الاكتفاء بالتواجد في "zone 14” على حدود منطقة الجزاء بالإضافة إلى النزول لوسط الملعب أثناء بناء الهجمة كان الدور المكلف به بنزيمة.

طريقة ريال مدريد كانت أقرب لـ4-2-3-1. بوجود رونالدو في مركز المهاجم وفاسكيز وأسينسيو على الأطراف وبنزيمة في مركز صانع الألعاب.

في الحالتين السابقتين. بنزيمة يتواجد خارج منطقة الجزاء خلف رونالدو مع وجود فاسكيز وأسينسيو على الأطراف.

ونلاحظ أن تمريرات بنزيمة جاء أغلبها على حدود منطقة الجزاء وفي وسط الملعب.

بنزيمة قام بدور صانع الألعاب "والمحطة" بشكل رائع. أول فرص ريال مدريد في اللقاء كانت من صناعته.

هنا استلم بنزيمة الكرة وظهره للمرمى.

وبعد ضغط المدافعين عليه وخلق المساحة خلفهم؛ قدم تمريرة رائعة لم يستغلها فاسكيز.

لكن مع استحواذ ريال مدريد على الكرة كان يتقدم بنزيمة للعب بجوار رونالدو. وهنا يقوم الفرنسي بسحب مدافع وخلق مساحة لرونالدو للتحرك بها.

لعبة الهدف الثاني لريال مدريد خير دليل على ذلك.

بنزيمة يحصل على تمريرة قصيرة من فاسكيز لكن بيرناندو إسبينوزا يعترض زاوية التمرير لرونالدو.

يقوم بنزيمة بالوقوف على الكرة واستلامها والدوران أثناء استعداد رونالدو للدخول لمنطقة الجزاء.

بنزيمة كان في مقدوره أن يمرر مباشرة لرونالدو لكن لجعل تمريرته بمثابة فرصة للتسجيل وقف على الكرة لبضع ثوان لكي يضغط إسبينوزا عليه وتظهر المساحة لرونالدو.

وبمجرد ظهور المساحة يمرر بنزيمة لرونالدو = هدف لريال مدريد.

في لعبة فاسكيز الأولى وصناعته لهدف رونالدو الثاني أظهر بنزيمة جودة عليه ليس في القدرة على التمرير القصير وحسب بل الانتظار حتى تظهر المساحة خلف المدافع الضاغط عليه لجعل تمريرته فرصة للتسجيل. إذ تكمن الخدعة في استلام بنزيمة الكرة والدوران لسحب المدافع وليس التمرير بمجرد الحصول على الكرة.

وبالمناسبة يعد التمرير أثناء تحرك الخصم للضغط أفضل أسلوب لخلق المساحات في مناطق المنافس. وهو أحد الأساليب التي يعلمها بيب جوارديولا للاعبي فرقه التي دربها.

قدرة بنزيمة ليست على التمرير فقط بل على التحرك وتبادل الأدوار وهو ما يساهم كثيرا في نجاح الأسلوب الجديد لريال مدريد ومساعدة أسينسيو وفاسكيز على التواجد في عمق الملعب أيضا. كيف؟

الثنائي الإسباني لديه القدرة على الدخول لمنطقة الجزاء واللعب في عمق الملعب أيضا وليس فقط التواجد على الخط، ومع ذكاء تحركات بنزيمة، تتاح الفرصة للثنائي لتبادل الأدوار مع الفرنسي.

هنا ذهب بنزيمة للعب في الجناح الأيسر وبدل مركزه مع أسيسينو.

وهنا يساهم بنزيمة في كرة الهدف الثالث بإرساله لعرضية أرضية لرونالدو الذي حولها بدوره لفاسكيز المنطلق من الخلف.

لكن رغم إيجاده بنزيمة للتمريرات القصيرة؛ إلا أنه افتقر للرؤية التي يتميز بها صانع الألعاب في أحد الكرات.

بعد تبادل رائع للكرة مع توني كروس في منتصف الملعب وسحب ارتكاز جيرونا. تحرك فاسكيز خلف دفاع جيرونا وبين أنصاف المساحات "half-spaces” منتظرا تمريرة بنزيمة خلف دفاع الفريق الكتالوني.

لكن بنزيمة لم يمرر لفاسكيز على الرغم من مثالية تنفيذ التحرك من الأخير بجانب المساحات الموجودة في دفاع جيرونا وفضل الركض بالكرة حتى مرر لرونالدو المتمركز في الجانب الأيمن من الملعب.

ما يفعله بنزيمة يخدم خطط زيدان. لهذا صرح الفرنسي سابقا "من يحب كرة القدم يحب بنزيمة".

بنزيمة أفاد ريال مدريد كثيرا بتحركاته وتمريراته خارج منطقة الجزاء وهو ما سيعمل زيدان على تطويره بشكل أكبر فيما تبقى من الموسم ليس لاستغلال قدراته في صناعة اللعب وحسب لكن لأن دخول المهاجم الفرنسي إلى منطقة جزاء الخصم ترتب عليه إضاعة مثل هذه الفرصة وهو ما لا يريد المدرب الفرنسي مشاهدته مرة أخرى في المباريات الحاسمة المتبقية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات