كاراجير: أسباب تجعل صلاح يفوز بلاعب العام في إنجلترا عن دي بروين

الجمعة، 02 مارس 2018 - 22:27

كتب : رامي جمال

محمد صلاح وكيفن دي بروين

يؤمن جيمي كاراجير مدافع ليفربول السابق أن محمد صلاح المحترف المصري ونجم الحُمر الحالي يستحق الفوز بلقب لاعب العام في إنجلترا عن كيفن دي بروين لاعب مانشستر سيتي.

محمد صلاح

النادي : ليفربول

ويتألق صلاح مع ليفربول خلال الموسم الجاري وسجل 31 هدفا في كل البطولات وصنع 11 آخرين في 37 مباراة شارك فيها مع فريق المدرب يورجن كلوب.

وكتب كاراجير في مقاله بصحيفة "تيليجراف" الإنجليزية أسباب اقتناعه بأن صلاح يستحق أن يفوز بلقب لاعب العام في إنجلترا والأسباب التي تدفعه لقول ذلك.

وكل ما يلي في مقال المدافع الدولي الإنجليزي السابق.

إن كنت سألتني قبل عدة أشهر من سوف يستحق لاعب العام في إنجلترا فكنت سأقول بلا شك دي بروين، خاصة بسبب المسافة بين مانشستر سيتي والآخرين في الدوري، ولن تكون مفاجأة إن حصل اللاعب البلجيكي على الجائزة.

لكن مع الاحترام لدي بروين ومع تقييمي لمساهمات صلاح فأنا أشعر أنه يستحق أن يبعد دي بروين أكثر بكثير مما تخيلت، هو لديه القدرة على الاستمرار في التألق في الأسابيع المقبلة خاصة إن ساهم في فوز ليفربول على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد في الجولة المقبلة.

قلت قبل فترة أنه لا يوجد أي صفقة في ليفربول حظيت ببداية موسم قوية في الدوري الإنجليزي مثلما فعل صلاح الآن سأذهب لما أقول لما هو أبعد من ذلك.

لا يوجد أي صفقة أي ناد إنجليزي حظيت ببداية جيدة في الدوري أكثر من صلاح.

هناك بعض اللاعبين لديهم تأثير على الفريق ويحولونه للفوز بالكؤوس ولكن من حيث الأرقام الفردية فما يقوم به صلاح مذهل.

صلاح هو سادس لاعب يسجل 30 هدفا في كل المسابقات بما في ذلك الدوري الإنجليزي في الموسم الأول له مع ناديه ومع ذلك فقد حقق تلك الأرقام مع نهاية شهر فبراير فقط.

بالنظر للأهداف في الدوري فصلاح يملك أعلى معدل تهديفي مقارنة بعدد الدقائق فهو يسجل هدفا كل 92 دقيقة، كما أنه يسجل أو يصنع هدفا كل 68 دقيقة وهو أعلى رقم مقارنة بأي لاعب جديد آخر عبر تاريخ الدوري الإنجليزي.

هو لا يعتلي القائمة فقط بل سجل 22 هدفا وصنع 9 ومازال أمامه 10 مباريات لذا فالأرقام سوف تتحسن أكثر قبل شهر مايو المقبل.

لنضع كل ذلك في السياق المناسب فصلاح يسجل بشكل معتاد أكثر مما قام به كل من فيرناندو توريس وآلان شيرار وسيرجيو أجويرو ورود فان نيستلروي وروبن فان بيرسي في موسمهم الأول مع تشيلسي ونيوكاسل ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد في الدوري.

هؤلاء هم بين العظماء وأكثر مسجلي الأهداف عبر التاريخ، ولكن صلاح قاتل أكثر وهذا يجعل النقاش حول أحقيته بلاعب العام أكثر أهمية.

لا يوجد من توقع أن اللاعب المصري سيقوم بكل ذلك حينما جاء من روما كلاعب جناح خاصة بعد فترته السابقة مع تشيلسي ومشاركته في ست مباريات بالدوري فقط، ولكن حينما رأيته ضد واتفورد في الجولة الأولى من الموسم الجاري شعرت وإنني أشاهد لاعبا يستطيع تسجيل 20 هدفا.

لم يكن لمسته الأخيرة هي التي خطفت نظري فقط ولكن طريقة ركضه وشعرت أنه يستطيع تسجيل هاتريك في ذلك اللقاء، الأمر كان واضحا صلاح ليس جناحا بل هو هداف.

نحن نعيش في عصر المهاجم الذي يلعب على طرفي الملعب في خطة 4-3-3، نحن دائما نفكر في المهاجم التقليدي رقم 9 الذي يتواجد حول منطقة الجزاء وينتظر أن يلعب له الكرة رقم 10 صانع الألقاب أو يرسل الأجنحة عرضيات له.

لكن الآن لاعب الجناح يجب أن يقوم بأداور أكبر أن يركض ويحاول مراوغة الظهير وإرسال العرضيات هو جزء من مهامهم والآن يجب أن يصل لمنطقة الجزاء باستمرار ويساهم بتسجيل الأهداف مثل كريستيانو رونالدو.

رونالدو بدأ كجناح بجوار خط الملعب والآن هو لاعب مختلف يسجل الأهداف أكثر من صناعتها ويشعر بالحزن إن لم يسجل فهو لا يرغب في المراوغة أو القيام بخدع من مركز الجناح لأنه لا يستطيع تسجيل الأهداف من ذلك المكان ولكنه يتوغل للداخل ليسجل.

وعن المقارنات بين صلاح وليونيل ميسي –بالطبع هو ليس في مستواه أو في مستوى رونالدو حتى الآن- لكن هو يشبه طريقة رونالدو إلى حد ما.

ميسي يحب أن يأتي من عمق الملعب ويشارك في بناء الهجوم وهذه ليست طريقة صلاح، هو يمتلك عقلية مهاجم هداف يشعر بالحزن إن تم استبداله في آخر دقائق المباراة لأنه يريد تسجيل المزيد.

لقد شاهدت الأماكن التي يتواجد بها صلاح عن قرب وهذا يوضح حديثس، هو يصنع بعض الأهداف ولكنه ليس صانعا حقيقيا لها مثل كريستيان إيركسن أو يركض كثيرا مثل إدين أزار.

كما أن صلاح سيحظى بلقطات رائعة مثل هدفه المميز ضد توتنام ولكن هذه ليست طريقته المعتادة، صلاح لا يراوغ الكثير من اللاعبين هو يدمرهم بدون الكرة، صلاح لا يسعى للاستحواذ على الكرة أو يتواجد في اللعب كثيرا في وسط الملعب، طريقة لعبه تعتمد على التواجد حول منطقة الجزاء سريعا.

هو يملك أقل عدد لمسات مقابل عدد التسديدات في الدوري، ويملك أعلى نسبة من لمس الكرة داخل منطقة الجزاء، ولديه أقل عدد مرات في لمس الكرة مقابل 90 دقيقة بين أكثر اللاعبين تألقا في الموسم الجاري.

هذا يجعل إيقافه أمر صعب، فلا يوجد شيء يجعلك تضغط عليه بأجنحة تقليدية أو تطلب من لاعب خطس الوسط يعود كمدافع فصلاح يظل معظم الوقت خلفهم ولا يمكنك تعيين لاعبا لمراقبته بشكل منفرد نظرا للمواقف المتنوعة التي يتواجد فيها.

اللعب بخط دفاع متأخر لم يكن طريقة ناجحة، ومن الخطير أن تعطيه فرصة للتقدم للأمام فهذا هو المكان الذي يريد التواجد فيه، هو سجل كل الأنواع الممكنة من الأهداف، فهو يعتمد على التوغل للداخل والتسديد في أعلى الزاوية ويراوغ ويسجل بالرأس.

يجب أيضا أن أشير أن تألق صلاح لن يكون لموسم واحد فقط، ولكن لن أقول إنه سوف يسجل 30 هدفا في كل موسم ولكنه على أقل تقدير سيحاول تسجيل 20 هدفا في كل موسم.

ربما لن يحظى صلاح بعام آخر مثل الموسم الجاري والذي حول نفسه فيه للاعب من طراز عالمي وليس أيضا مع الأندية بل مع منتخب مصر وتسديده لركلة الجزاء الحاسمة التي أهلت منتخب بلاده لكأس العالم وحمل آمال 96 مليون شخص على كتفيه.

صلاح لا ينقصه شيء فهو لاعب متكامل، وهذا على الرغم من تألق دي بروين أعتقد أن زملائه سوف يفكرون كثيرا حينما يُطلب منهم وضع علامة في مرشحينهم للجائزة حينما يتواجد اسم صلاح.

التعليقات