فن اللعب بدون مهاجم وأزمة كونتي أبرز ملامح تشيلسي وبرشلونة

الأربعاء، 21 فبراير 2018 - 02:52

كتب : محمد يسري

تشيلسي - برشلونة

فن اللعب دون مهاجم وأزمة مستمرة لأنطونيو كونتي في ليلة غابت فيها الحلول والفاعلية عن الفريق الكتالوني كانت أبرز ملامح مواجهة تشيلسي وبرشلونة.

تشيلسي تعادل مع برشلونة بهدف لكل فريق على ملعب ستامفورد بريدج في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا ليتأجل الحسم لمباراة العودة التي ستقام في كامب نو يوم 14 مارس المقبل. (التفاصيل).

ويستعرض FilGoal.com أبرز ملامح المباراة.

فن اللعب دون مهاجم

دون مهاجم فضل كونتي أن يبدأ المباراة على أن يتمركز إدين أزار في العمق أثناء امتلاك تشيلسي الكرة فيما يتواجد ويليان يمينا وبيدرو رودريجيز يسارا.

تلك الطريقة التي جعلت جماهير تشيلسي تشك في إمكانية ظهور أزار بمستوى مميز في المباراة لغياب مهاجم يقوم بدور المحطة ويفرغ له المساحات لأن يدخل منطقة الجزاء نجحت بشكل رائع دفاعيا وهجوميا.

على المستوى الدفاعي كان ويليان وبيدرو "وحوش" في عملية الضغط على لاعبي برشلونة أثناء تحضيرهم للهجمة بجانب عودتهم لمساندة فيكتور موزيس وماركوس ألونسو على الأطراف لخلق موقف 2 ضد 2 على لاعبي برشلونة أو 3 ضد 2 لصالح تشيلسي بعد انضمام الارتكاز لهم. وهذا ما أثر على برشلونة هجوميا لغياب مفعول ظهيري الجنب الذي تمركزا في منتصف ملعب تشيلسي أغلب فترات المباراة.

وهجوميا وفر ويليان وبيدرو سرعة التحول لتشيلسي مما تسبب في ضرب تشيلسي لدفاع برشلونة في أكثر من فرصة خصوصا مع اللامركزية التي اعتمد عليها كونتي هجوميا. كنا نرى أزار يتبادل مركزه مع القادم من الخلف لدرجة أن ألونسو في أحد اللقطات تمركز وكأنه مهاجم.

كما أن أزار نفسه استفاد من لعبه في العمق لأنه لم يتحمل أي واجب دفاعي وقدم مستوى جيد في المباراة.

إلغاء المساحات وتضييقها

قلل كونتي المسافة بين خط دفاعه وخط وسطه ولهذا لم تتوافر أي مساحات لبرشلونة أو ثغرة لضرب تشيلسي منها. أحيانا كان يقلل تشيلسي مساحة اللعب إلى 12 مترا فقط في الملعب.

انتشار تشيلسي أمام وعلى حدود منطقة الجزاء حرم برشلونة من تهديد مرمى تيبو كورتوا في الشوط الأول ومنع ليونيل ميسي من إيجاد مساحة للعب تمريراته الطويلة خلف ظهيري الفريق الإنجليزي. حيث لم يقدم ميسي أي فرصة للتسجيل من الثلث الأخير من الملعب.

تكتل تشيلسي منع برشلونة من التسديد على مرمى كورتوا في الشوط الأول وهو ما لم يحدث منذ أن واجه برشلونة فريق أرسنال في ذهاب دور الـ16 موسم 2015-2016.

بجانب الانتشار الدفاعي طبق تشيلسي الضغط بشكل رائع وكأن الفريق كتلة واحدة.

فيما قدم سيزار أزبيلكويتا أداءا رائع في منظومة كونتي خلال المباراة وكان أكثر لاعبي خط الدفاع ثباتا في عملية تحضر الهجمة.

وعلى الرغم أن تشيلسي كان متراجعا إلا أن الفريق كان يفضل دائما أن يخرج من مناطقه بالتمرير الأرضي وليس بالاعتماد على الكرات الطويلة. ولعل أبرز تأكيد على هذا الأمر هو لقطة هدف برشلونة التي جاءت بعد أن مرر أندريس كريستينسن الكرة لسيسك فابريجاس.

لم يلجأ كونتي للضغط العالي سوى في كرة واحدة وهنا ظهرت مساحات في دفاع تشيلسي ليقوم أنطونيو رودريجير بمخالفة لتعطيل اللعب ليعود تشيلسي إلى مناطقه ويعود لتطبيق الضغط المتوسط حتى لا تتواجد مساحات في خط دفاعه.

أزمة كونتي

درس كونتي برشلونة جيدا هذا الموسم. لعب على نقاط ضعف الفريق الكتالوني في الشوط الأول فقدم أداء رائع بعد أن ضرب برشلونة بالمرتدات واستغل سوء قدرة برشلونة على افتكاك الكرة فكان يستحوذ عليها لدقائق قليلة لكنها كانت تحمل معها رائحة الخطورة.

لكن عاب على كونتي تأخر تغييراته في الشوط الثاني وتدخلاته الفنية.

ادخر كونتي تغييره الأول حتى الدقيقة 83 فدفع بألفارو مورتا بدلا من بيدرو المنهك بدنيا بعد المجهود الذي قدمه في الشوط الأول ثم باتبعه بالتغيير الثاني في الدقيقة 84 بالدفع بدانيال درينكووتر بدلا من سيسك فابريجاس.

تغييرات كونتي المتأخرة ساهمت في عودة برشلونة للقاء بعد أن تقدم تشيلسي بهدف ويليان.

وكان من المفترض أن يقوم كونتي بسحب بيدرو والدفع بموراتا عقب تقدم تشيلسي مباشرة خصوصا وأن إرنستو فالفيردي سحب باولينيو الذي لم يقدم شيئا يذكر ودفع بأليكس فيدال في الناحية اليمنى.

ثم كان عليه أن يسحب فابريجاس في الدقيقة 70 بدلا من استمرار الاسباني في الملعب حتى الدقائق الخمس الأخيرة خصوصا وأن تراجع بدنيا بعد قدمه من في المباراة.

تأخر تغييرات كونتي دائما ما يتسبب في أضرار لتشيلسي وخسارة المباريات، والغريب أن الحالات التي شهدت تدخل كونتي المبكر في المباريات كانت ناجحة مثل الدفع بويليان أمام مانشستر سيتي في الدقيقة 60 الموسم الماضي جلب تشيلسي نقاط المباراة وساهم في حفاظ الفريق على صدارة الدوري والتتويج به في نهاية الموسم.

غياب الحلول عن برشلونة وسؤال العودة

مع تكتل تشيلسي فشل برشلونة في إيجاد أي حل لاختراق دفاع الفريق الإنجليزي والوصول لمرمى كورتوا.

كرة هدف برشلونة كانت اللقطة الأخطر لبرشلونة في اللقاء لكنها لم تكن لتأت إذا لم يخطئ أندريس كريستينسن وسيسك فابريجاس ويتسرع سيزار أزبليكويتا في الالتحام مع إنييستا.

فقط سيطر برشلونة الكرة دون أن خطورة واكتفى بنقلها يمينا ويسارا للبحث عن ثغرة لكن حسن تمركز تشيلسي حال دون حصول برشلونة على ما أراد. دون فاعلية لعب برشلونة.

حالة برشلونة في الملعب كانت بحاجة للاعب يجيد فك التكتل بمهاراته الفردية وعلى الرغم من وجود عثمان ديمبيلي على مقاعد البدلاء لم يفكر فالفيردي في الدفع به على الرغم من إحماء الجناح الفرنسي.

فهل ما زال ديمبيلي غير جاهزا للمشاركة بعد عودته من الإصابة؟ أم أنه يعاني من مشكلة قلة ثقة لصغر سنه؟

لكن ما قدمه تشيلسي في المباراة سيجعل فالفيردي لا يفكر في حالة ديمبيلي في لقاء العودة وحسب، بل في طريقة مواجهة تشيلسي في تلك المباراة.

على فالفيردي البحث عن طريقة متوازنة للعبور للدور ربع النهائي. فالهجوم بشراسة قد يمنح تشيلسي مساحات يستغلها في المرتدات خصوصا وأن مساحة كامب نو أكبر من ستامفورد بريدج.

ما بين فيدال وباولينيو

لم يقدم باولينيو شيئا يذكر في الشوط الأول. فلم ينجح في تواجده على الجناح الأيمن أو يقدم أدواره بالدخول لمنطقة الجزاء وأضاع الفرصة التي أتيحت له في بغرابة شديدة.

لهذا سحب فالفيردي باولينيو ودفع بفيدال في الشوط الثاني.

نزول فيدال وتواجده على الخط أمام سيرجي روبيرتو في الجانب الأيمن منع ألونسو من التقدم وحرم تشيلسي من الزيادة العددية في الصعود من الناحية اليسرى واكتفى بيدرو فقط بالظهور الهجومي أحيانا في الشوط الثاني.

كما أن فيدال تبادل مركزه مع روبيرتو فكنا نرى روبيرتو ينضم للاعبي الوسط لمحاولة فك تكتل تشيلسي مع التزام فيدال باللعب كظهير.

وهنا كان يجب أن يتدخل كونتي وأن يدفع بموراتا بدلا من بيدرو على أن ينقل أزار للناحية اليسرى لضرب الجبهة اليمنى لبرشلونة.

اقرأ أيضا:

إنفوجرام في الجول - تشيلسي أحدث المنضمين لضحايا ميسي.. حكاية 535 هدفا مع برشلونة

بالفيديو - لا تمزح معنا.. بايرن يضع قدميه في دور الـ8 بخماسية في بشكتاش

بالفيديو – ميسي يحبط ويليان.. برشلونة وتشيلسي يتعادلان في لقاء مجنون

نائب رئيس المقاصة مهاجما القيعي: خانك التوفيق.. نحن لا نخاف مرتضى

محمد حسن: دجلة الأحق بضمي.. والأولوية للأهلي

التعليقات