الشبح الذي يخيف سان جيرمان دائما.. كيف سقط في 10 دقائق ضد ريال مدريد

الأحد، 18 فبراير 2018 - 17:10

كتب : إسلام مجدي

ريال مدريد - سان جيرمان

خيبة أمل جديدة وخسارة أخرى لباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، يمكنك أن تحصي كم تكرر ذلك الأمر منذ 2011، وحتى يومنا هذا، أيا كان الخصم لا يمكنك أن تتوقع الكثير من النادي الفرنسي.

بغض النظر عن مواجهة ريال مدريد خلال موسم سيء يقدمه النادي الملكي، فالفريق الفرنسي سقط في 10 دقائق مع أنه لعب المباراة لـ80 دقيقة كاملة خارج أرضه بأفضل طريقة ممكنة وتسيدها في معظم فتراتها وهدد ريال مدريد.

ليخرج أدريان رابيو صاحب هدف فريقه الوحيد في المباراة قائلا بعدها :"يمكنك أن تسجل 8 أهداف في الدوري الفرنسي ضد ديجون لكن في المباريات الكبيرة، الأمر يختلف".

إلى أي مدى ذلك صحيح؟ وإلى متى ستظل الأمور سيئة مع النادي الفرنسي؟

تحدث FilGoal.com مع نيكولا جوتشا صحفي مجلة "سو فوت" الفرنسية وعدد من الصحف حول تصريح رابيو وهل فعلا لا توجد منافسة كما يجب في الدوري الفرنسي؟ وقال: "لا أتفق مع رابيو، لقد خسر باريس سان جيرمان من ليون منذ عدة أسابيع قليلة وكاد أن يخسر من مرسيليا منذ عدة أشهر، وإن أضفنا موناكو فسيكون لدينا 3 أندية تتنافس وتضغط عليهم لكي يصبحوا أقوى بانتظام، أعتقد أن تعقيد دوري أبطال أوروبا يقع في مكان أخر بعيدا عن الدوري الفرنسي".

منذ الاستثمار وتواجد ناصر الخليفي فاز الفريق بلقب الدوري 4 مرات في 7 أعوام وكأس فرنسا 3 مرات وكأس الرابطة 4 مرات وكأس السوبر الفرنسية 5 مرات. بالنظر إلى ما يصرفه الفريق مقارنة بأندية فرنسا الأخرى فذلك التتويج منطقي.

في كل مرة كان يخرج ناصر الخليفي رئيس النادي وكل لاعب ومسؤول ومدرب يقول إن الهدف الأسمى هو الفوز بدوري أبطال أوروبا، متجاهلا بذلك الضغط الكبير الذي يقع على عاتق اللاعبين طوال الوقت.

عين النادي كارلو أنشيلوتي ثم لوران بلان وحاليا أوناي إيمري، وفي كل مرة تشعر وكأنه لا يستطيع، إضافة إلى ذلك لا يمتلك سان جيرمان هوية الفريق البطل أو طريقة كرة القدم التي تميزه. وذلك باعتراف مدربه السابق.

حينما سئل كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن وخصم سان جيرمان في ثاني جولات دور المجموعات عما ينقص النادي الفرنسي ليصبح في مصاف الكبار فعليا جاء رده كالتالي: "الاختلاف بين بايرن وسان جيرمان؟ مع نيمار ومبابي يبحث الفريق حاليا عن هوية، في بايرن الأمر أوضح تم رسم الخط منذ سنوات والهوية واضحة وهي ليست حالة سان جيرمان".

وأكمل "النادي فعليا ضمن مستوى أفضل الأندية وحينما تشتري لاعبين بهذه الأسعار وفي هذا المستوى فسيكون لديك الوقت وعليهم أن يدخلوا أفكارهم للفريق هذا هو التحدي".

ثم ستأتي تصريحات لوران بلان المدرب السابق لكتيبة حديقة الأمراء. حينما ألقى الضوء على مطالب مجلس الإدارة المتواصلة للفوز بلقب دوري الأبطال.

قال لوران بلان في وقت سابق :"ما فعله ملاك النادي أمر رائع، قاموا بعمل فريق جيد في وقت قصير، لماذا لم نصل إذا سوى إلى نصف نهائي دوري الأبطال فقط؟ يأتي ذلك مع الخبرة لا يمكنك أن تصنع المعجزات في 24 ساعة".

وأضاف "مع كل الوقت ستكتسب أشياء كثيرة لم تكن لديك مثل الخبرة والهوية، مع الوقت سيحقق الملاك أي شيء هنا لا يوجد حدود، سيطاردون دوري أبطال أوروبا حتى يفوزون بها أو لن يتوقفوا أبدا سواء كان ذلك معي أو من بعدي، أردت أن أكون جزء من ذلك وأقبل التحدي".

وأردف "أريد فعل الأشياء سواء على صعيد فردي أو جماعي، هذا سيكتب في كتب التاريخ لذا من فضلكم امنحوا ذلك الأمر وقتا وستشاهدون النتائج بأنفسكم".

وأتبع "إنه مشروع لازال في مراحله الأولى لكن بإمكاننا أن نشعر بالفارق في خصومنا وكيف يتم التفكير فينا مع الوقت".

وأكمل "يتم اعتبار باريس سان جيرمان فريقا خطيرا وقويا الآن وهو تقدم للنادي، بعض الأندية الأخرى تعلم جيدا أنه سيفوز بدوري أبطال أوروبا يوما ما لكن ذلك سيتطلب وقتا، يجب أن يكون هناك وقت. تقدم باريس في أخر 4 أعوام كان سريعا بسبب الاستثمارات الكبيرة التي قام بها النادي لكن ذلك ليس كافيا المال لن يشتري لك ذلك".

وأتم "هناك مسافة يجب أن تتخطاها ليست طويلة لكنها صعبة للغاية، يوما ما أنا واثق أن باريس سان جيرمان سيتوج بالبطولة لكنه بحاجة لتلك الخطوات".

أبعد مكان وصل إليه سان جيرمان في دوري الأبطال كان ربع النهائي، وبالطبع ودع الدور بطريقة أو بأخرى، ناهيك عن الخسارة الكبيرة والمفاجئة من برشلونة بنتيجة 6-1 في الموسم الماضي.

يعلق جوتشا لـFilGoal.com قائلا: "أعتقد أن باريس سان جيرمان وقع في فخ صنعه مدربوه بأنفسهم لأنفسهم، إن عدنا إلى الماضي منذ عام 2011 أراد الفريق أن يفوز بدوري أبطال أوروبا، ووضعوا الكثير من الضغط على اللاعبين، يجب ألا ينسوا أن الثقافة الأوروبية بحاجة للوقت لكي يتم بنائها، أنت بحاجة للخسارة عدة مرات قبل أن تكون قادرا على الفوز".

وأردف "طريقة باريس لم تكن جيدة، كان يجب أن يفكر في دوري أبطال أوروبا كما هي، مباراة إضافية أخرى، مباراة كبيرة بكل تأكيد لكنها لازالت مباراة كرة قدم وأن يكون غرضك ليس الفوز لكن الوصول لمستوى أعلى".

واستطرد "نسخة 1993 كانت أقل موهبة لكنها كانت أقوى في العقلية، كانوا في كامل التركيز لمدة 90 دقيقة من دون التفكير كثيرا قبل المباراة، ضد ريال مدريد لمدة 80 دقيقة باريس كان أقوى، في أخر 10 دقائق خسر الفريق قدراته".

وأكمل "سان جيرمان ليس بحاجة لتغيير أي شيء في الفريق الحالي، لكنه بحاجة بأن يتوقف عن الخوف من الفشل وشبحه، إنه جزء من العملية وهم بحاجة للتفكير حول الوصول إلى درجة الكمال في طريقة لعبهم وليس الفوز بدوري الأبطال".

وأتم "لكي تفوز بدوري الأبطال عليك أن تستحقه، ولكي يحدث ذلك فأنت بحاجة للوصول لمستوى عال جدا في الملعب، وحتى إن وصلت إليه قد لا يكون ذلك كافيا، إن بدأ سان جيرمان نسيان النتائج والتركيز على طريقة اللعب فسيتطور من تلقاء نفسه، أهم شيء هو ألا تفكر في جهة الوصول بل بالوسيلة التي ستصل بها".

شبح الخوف والضغط كان دائما ما يضغط على لاعبي سان جيرمان، ونتذكر جيدا فيديو اللاعبين الذي بثته قناة "بي إن سبورتس" قبل مباراة برشلونة والذي قالوا فيه إنهم يتمنون الخسارة ولو بنتيجة 5-1 من برشلونة لكن يتأهلون بعد ذلك. وما حدث أنهم خسروا بنتيجة 6-1.

العقلية والروح والشخصية والهوية هي أشياء يتم اكتسابها مع الخبرات، لا يمكنك أن تقول أنك ستفوز بدوري أبطال أوروبا تلك المسابقة المعقدة دون امتلاكها ناهيك عن شبح الخوف الدائم من الإخفاق لا رغبة التعلم.

التعليقات