كونور جولدسون.. بطل برايتون الذي تحدى مرض قلبه ليعوض ما فاته

الأحد، 24 ديسمبر 2017 - 23:26

كتب : علي أبو طبل

كونور جولدسون

لعب خمسة أعوام لفريق شروسبيري تاون، ليجذب أنظار فريق برايتون في الدرجة الأولى قبل عامين.

انضم كونور جولدسون في 19 أغسطس 2015 إلى صفوف فريق برايتون أملا في أي يكون جزء من قصة صعود طال انتظاره من الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز.

أنهى برايتون موسم 2015/2016 في المركز الثالث ليتأهل إلى المراحل الفاصلة المحددة للمتأهل الثالث للدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن لم يحالفهم الحظ حين خسروا أمام تشيفلد وينزداي.

في الموسم التالي، سار برايتون بثبات وبرفقتهم جولدسون الذي أراد أن يعيش حلم الصعود للدوري الممتاز، قبل أن يتلقى النبأ الاسوأ في شهر فبراير الماضي.

في فحص طبي دوري للاعبي الفريق، تم اكتشاف إصابة جولدسون بتضخم في أورطة القلب، وهو الأمر الذي يلزم تدخلا جراحيا، وقد تكون هناك خطورة على حياته إن استمر في اللعب دون إجرائها، فضلا عن ضبابية فرص عودته للملاعب حتى بعد العملية.

عبر جولدسون عن مخاوفه السابقة في تصريح لصحيفة "The Argus" المحلية: "كان بالإمكان أن أتابع اللعب ولا أشعر بشيء، لكن عند لحظة معينة كان من المحتمل أن يصبح الأمر خطرا".

وأضاف: "موت مباشر في قلب الملعب. لا وقت للاستغاثة أو التعبير عن شكوى. لذا كان قراري بإجراء العملية مباشر".

غاب قلب دفاع برايتون عن الشهور المتبقية في منافسات الموسم الماضي، وبالتالي غاب عن اللحظة المنتظرة وهي صعود الفريق للدوري الممتاز.

ويصف جولدسون ما شعر به من حزن: "لقد بكيت كثيرا. ظننت أن مسيرتي في الملاعب قد انتهت وشعرت بأن الحياة قد توقفت".

ثم استدرك "لكن مع مرور الوقت تفهم الأمور بشكل أكبر. ومع التحدث للجراح الذي أشرف على العملية، علمت منه أنني سأعود للملاعب من جديد. لذا فقد زالت تلك الشكوك".

وفي تصريح أبرزته صحيفة "زا صن"، يقول: "يمكنك مشاهدة صور احتفالات الفريق بالصعود، لقد كنت خارج الاحتفالات تماما مثل صورة آشلي كول الشهيرة حين كان لاعبا في روما الإيطالي".

ويتحدث جولدسون لـ "زا صن" في لقاء يعود لشهر يوليو الماضي عن العملية: "اسوأ ما في الأمر حين علمت أنهم سيكسرون صدري للوصول إلى القلب. لقد كنت مرعوبا من ذلك".

العملية تركت ندبة في جسده، ليقول عنها: "أحب تلك الندبة. إنها تذكرني بكل ما حدث".

ويختتم: "التجربة جعلتني أقوى كثيرا، ولا أشك تماما في قدراتي كلاعب الآن".

بعد 5 شهور من إجراء العملية، عاد ذو الـ25 عاما إلى الملاعب وخاض تحضيرات الموسم الجديد بشكل خفيف.

لم يجد ضالته مسبقا إلى مباريات الدوري الممتاز بسبب ثبات قلبي الدفاع شين دافي ولويس دانك، وتقديمهم لمستويات مميزة هذا الموسم.

بدأ كونور في المشاركة تدريجيا في مبارتي الفريق في كأس رابطة المحترفين هذا الموسم، كما شارك في الأسبوع الماضي في دوري الفرق الرديفة.

مع جمع قلب الدفاع الأساسي شين دافي لـ5 بطاقات صفراء هذا الموسم وتعرضه للإيقاف، كانت الفرصة مناسبة أمام المدير الفني كريس هوتون لإشراك جولدسون أساسيا أمام واتفورد.

يشيد هوتون بمدافعه العائد: "سينظر للخلف مسترجعا لحظات كرة القدم التي افتقدها ومقدرا كل ما مر به، ثم ينظر للأمام للعب وتقديم أفضل ما لديه".

ويضيف: "إنه لاعب جيد، ونحن سعداء بعودته وتقدمه".

العودة كانت من الباب الكبير. قدم كونور جولدسون أداء رائعا أمام واتفورد، وساهم في نظافة شباك الفريق والخروج بثلاث نقاط هامة أمام واتفورد على ملعب "زا آبيكس".

حقق جولدسون نسبة تمريرات صحيحة بلغت 68%، وكانت له 3 محاولات على مرمى هيلاريو جوميز، إحداها كانت فرصة كرة رأسية خطيرة للغاية من ضربة ركنية نفذها باسكال جروز وتصدى لها حارس المرمى البرازيلي بصعوبة.

سجل جولدسون هدفين في مسيرته مع هادرسفيلد خلال العامين السابقين، وكاد ذلك أن يكون هدفه الثالث.

دفاعيا، نجح جولدسون في التحام وحيد بنسبة 100%، وفاز في 82% من الالتحامات الهوائية بواقع 9 من أصل 11 التحاما، كما اعترض تمريرات واتفورد بشكل ناجح في مناسبة وحيدة وشتت الكرة من مناطق الخطورة في 6 مناسبات، واعترض 3 محاولات للاعبي واتفورد على مرمى برايتون وارتكب خطأ واحدا دون الحصول على أي بطاقات ملونة.

هل يستمر اللاعب في خوض المباريات القادمة؟

جولدسون يدرك صعوبة الأمر، حيث صرح لـ "The Argus" بعد مباراة واتفورد: "هناك العديد من اللاعبين الجيدين هنا، لذلك حين تتاح الفرصة يجب أن أركز على المباراة التي أخوضها وكل لحظة فيها".

التعليقات