كتالوج جوارديولا.. كيف تخلق الخطورة من ركلة مرمى؟

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 - 12:39

كتب : محمود سليم

بيب جوارديولا

كثير ما نرى تساؤلات عن السبب والدافع خلف إجبار بيب جوارديولا المدير الفني الإسباني للاعبيه على بناء الهجمات من الخلف بداية من حارس المرمى وليس خط الدفاع فقط؟

يعتبرها البعض فلسفة زائدة عن الحد والبعض الآخر يعتبرها من أنواع الجنون وعشق الكرة الهجومية.

في أحد المؤتمرات الصحفية خلال الموسم الحالي وتحديدا بعد مواجهة نابولي تم سؤال بيب عن هذا الأمر وأكد بأنه أحد أهم الأسباب التي تجعله يفضل ذلك الأسلوب هو: "الكرة تعود بنفس السرعة التي تذهب بها" موضحا أنه في حالة الاعتماد على الكرات الطولية ومع عدم امتلاكه مهاجمين أصحاب أطوال فبنسبة كبيرة يكسبها دفاع الخصم.

وبالفعل تمتاز فرق جوارديولا بالبناء من الخلف وشاهدنا العديد من الأهداف بدايتها كانت من الحارس، ولكن كيف يفعلها بيب وماذا لو فرض فريقا الضغط العالي بعدد كبير من لاعبيه ولم يترك لفريق جوارديولا التفوق العددي ليستطيع التدرج بالكرة ؟

في مواجهة توتنام الأخيرة في الدوري ظهر ذلك الأمر من قبل ماوريسيو بوتشتينيو وظهرت الحلول من بيب جوارديولا.

جوارديولا عند تنفيذ ركلة المرمى يصبح تنظيم فريق 3-4-3 بعودة فرناندينيو بين قلبي الدفاع وتقدم الظهيرين أقصى طرفي الملعب وبينهما ثنائي الوسط المهاجمين ثم ثنائي جناح يوسعان الملعب بشكل عرضي والمهاجم يتمركز خلف دفاع الخصم في التسلل (لا يوجد تسلل من ركلة المرمى) لتوفير العمق الهجومي.

إذا هناك 7 لاعبين من مانشستر سيتي، ثلاثي الخلف ورباعي الوسط يتمركزون على حدود منطقة الجزاء ومنتصف وسط ملعبهم أضف إليهم الحارس لأنه يشاركهم تبادل التمريرات.

الخصم أمامه حلين، إما الضغط العالي بـ7 لاعبين أيضا ومنع التفوق العددي أو الأصح منع التمريرة الأولى فكل لاعب سيكون مراقبا من الخصم بالتالي لن يستطع الحارس تمرير الكرة لأي منهم.

وهنا في هذه الحالة سيكون هناك موقف 3 ضد 3 في منتصف ملعب الخصم وهو موقف هجومي جيد لصالح فريق مانشستر سيتي خاصة مع تمركز المهاجم في التسلل مما يجبر دفاع الخصم على التأخر وعدم التمركز عند خط منتصف الملعب لتضييق المساحات مع باقي خطوطه التي تضغط من الأمام، وبالتالي تظهر المساحات أمام خط الدفاع بشكل مبالغ فيه وكذلك خلفه(ولكن لا يستطيع الحارس إيصال الكرة بالخلف دائما)، هُنا فالحارس أمامه أكثر من حل إما التمرير على الاطراف لأحد الجناحين وهو ما حدث في بعض الحالات، أو تحرك الجناح للعمق في دائرة المنتصف في المساحة الشاسعة وتمريرها له.

لاحظ الحالة توضح الفكرة تماما تمركز الفريق وضغط توتنام والمساحات الشاسعة بين خطوط الخصم بسبب فكرة جوارديولا والتفوق الهجومي لصالحه أيضا.(تم تمريرها إلى ستيرلينج على الجانب الأيمن وانتهت بفرصة هدف سددها ساني أعلى المرمى).

أما عن التمرير في دائرة المنتصف للجناح فقد ظهرت كثيرا.

شاهد الحالة الأولى انتهت بانفراد لأجويرو بعد دخول ساني للعمق لاستلام الطولية من الحارس إيدرسون.

وهذه حالات أخرى.

نعود مجددا للخصم ونستعرض الأمر الثاني أو الفكرة الثانية وهي الضغط من الأمام بـ6 لاعبين فقط مع بقاء رباعي الدفاع في الخلف لتأمين دفاعي أكبر، وهنا أنت تعطي جوارديولا مفتاح كل شئ حيث أنه سيبدأ الهجمة بتمريرة قصيرة للاعب الحر(لا تنس أنه لديه 7 لاعبين في الخلف والخصم يضغط بـ6 فقط)، وبالفعل كثيرا ما اختلف اللاعب الحر بين كيفين دي بروين أحيانا وكايل ووكر في فترات أخرى.

لاحظ حالة ضغط نموذجية 5لاعبين من توتنام مع خماسي من مانشستر سيتي.

ليقرر دي بروين التحرك للجانب الأيسر في المساحة الفارغة مع دخول فابيان ديلف للعمق فيضطر إريكسن ترك ديلف والعودة لرقابة دي بروين فيمررها إيدرسون إلى ديلف وتصل فالنهاية لدي بروين ثم كعادة بيب يتم البناء وصناعة الهجمة في جبهة بينما الإنهاء يحدث في الأخرى لتصل الكرة إلى ستيرلينج ويسددها.

حالة أخرى، هاري وينكس لا يعرف يراقب من هل دي بروين أم ووكر ليتسلم كيفين التمريرة من إيدرسون ويبدأ عملية التدرج بالكرة.

مرة أخرى وينكس يضغط على ووكر فيتسلم دي بروين الكرة خلفه وينقلها إلى ستيرلينج.

نفس الفكرة وينكس يطالب زملاءه برقابة دي بروين فيمرر إيدرسون إلى ووكر الذي مهدها برأسه إلى دي بروين ونجحت عملية التدرج بالكرة.

أما عن الأفكار الأخرى فقد أظهر جوارديولا في هذه المباراة انضباطا دفاعيا كبيرا على فريقه خاصة في ظل اعتماد توتنام على ثنائي هجومي يتمركزان بشكل عرضي أقصى طرفي منطقة الجزاء تقريبا، فكثيرا ما تحول ووكر إلى قلب دفاع ثالث لمنع التفوق الهجومي للخصم.

والذي يؤكد ذلك الأمر أنه في إحدى رميات التماس ترك ووكر الكرة لدي بروين لينفذها ليراقب هو كين ويوفر أوتاميندي العمق الدفاعي وبالفعل عند فقد الكرة في تلك الحالة كانوا في موقف دفاعي جيد بـ3 ضد 2.

وفي مواجهة المرتدات كان دائما ثلاثي الدفاع وأمامهم لاعب أو أكثر من الارتكاز.

ولكن عانى الفريق في بعض الحالات من المساحات على الأطراف خاصة مع تحول ديلف للاعب ارتكاز ووكر لقلب دفاع ثالث، وهو ما ظهر في حالة مثل تلك.

كذلك مع تحول ديلف لعمق وسط الملعب كانت هناك حالات شبه دائمة على الجانب الأيسر لساني في مواجهة 1ضد1 وبالفعل تفوق كثيرا على تريبيير واخترق الجبهة تماما.

أما عن الأهداف فالهدف الأول جاء نتيجة خداع من جوندوجان(لا نعلم هل هو أمر متفق عليه أم بتصرف فردي من اللاعب) فبعد أن تمركز على حدود المنطقة وكأنه ينتظر الكرة الثانية توغل دون رقابة وأحرز الهدف.

والثاني جاء من هجمة مرتدة ففي رمية تماس لصالح توتنام تمركز دفاع سيتي بتنظيم 6-3-1 بتراجع الجناحين بجوار الظهيرين ومع استخلاص الكرة تحول دي بروين وساني وجوندوجان وخيسوس للهجوم وأحرزها الأول.

بعدها ظهرت المساحات أكثر وأهدر خيسوس ركلة جزاء ثم أحرز ستيرلينج الهدفين الثالث والرابع.

التعليقات