جاتوزو المدرب.. "الآن حان دوري لكي أصبح معلما"

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 - 18:58

كتب : إسلام مجدي

جينارو جاتوزو

"جاتوزو ساعدني بشكل كبير لأنه كان أحد الأشخاص الذين دعموني كثيرا". كانت تلك كلمات باولو ديبالا نجم يوفنتوس حاليا ولاعب باليرمو السابق عن مدربه جينارو جاتوزو أسطورة ومدرب ميلان الحالي.

خبرات جاتوزو التدريبية تكاد تكون منعدمة مع الكبار، عمل كلاعب ومدرب مع سيون وكمدرب لباليرمو وكريت وبيزا وبريميفرا ميلان لكنه لم يعمل مع فريق كبير قط وها هو يتولى مهمة تدريب ميلان.

أفضل تجارب جاتوزو التدريبية كانت مع فريق بيزا، حينما صعد معه للدرجة الثانية لكنه رحل بسبب "تدخلات ومعارضة غير مقبولة من الإدارة" حسب تصريحاته.

هل يمتلك جاتوزو مؤهلات كافية للعمل مع ميلان؟ جميعنا رأيناه كلاعب لكن لم نحظ بفرصة مناسبة لمتابعته كمدرب فكيف هو؟

يقول أندريا دي كارلو مذيع "ميدياست" لـFilGoal.com "لم يحظ أحد بمشاهدته كمدرب مثلنا، هو طور ديبالا وطور أندريا بيلوتي وهم قالوا ذلك، يعد جاتوزو واحدا من أفضل المدربين الذين يعملون مع الشباب".

وأضاف "إن قال لك جاتوزو إن هذا الشاب سيصبح أسطورة فسيكون كذلك، وإن أخبرك أنه متوسط لكن عيناك لا ترى ذلك حاليا فستكتشف أنه محق".

وتابع "حدث ذلك مع خافيير باستوري، جاتوزو اعترض ورأى أنه ربما يكون موهوب لكنه لن يصل للقمة أبدا وأين هو الآن؟ لم يخرج من مقاعد البدلاء منذ أن جلس عليها".

رحل جاتوزو عن ميلان إلى سيون في عام 2012 وبعد ذلك بأقل من عام تقريبا وفي فبراير عام 2013 تولى تدريب النادي بعد أن تحول فيكتور ميونوز مدرب الفريق إلى دور مع الكشافين وذلك بعد خسارته ضد ثيون في الدوري بنتيجة 4-0.

جاتوزو فاز بمباراته الأولى كمدرب ضد لويزان بنتيجة 2-0 خارج ملعبه لكنه أقيل في شهر مايو من نفس العام.

تجربة باليرمو كانت الأكثر وضوحا لكنها لم تكن منصفة له، أولا كانت الأولى لجاتوزو في إيطاليا وثانيا لأنها كانت مع فريق هبط لتوه للدرجة الثانية ليعلن ماوريزو زامباريني رئيس النادي عن توصله لاتفاقم مع جاتوزو.

جلب جاتوزو معه لويجي ريتشيو والذي عمل معه في سيون. لكن ذلك لم يدم كثيرا أقيل تقريبا بعد 3 أشهر، وحصل أيضا على رخصة UEFA Pro للتدريب.

يقول النجم الإيطالي :"هناك وظيفتان مختلفتان كليا، أن تكون لاعبا جيدا في مسيرتك هذا يساعدك كمدرب، لكن وظيفة المدرب ذاتها أكثر تعقيدا، لم أعد طالبا الآن، دوري قد حان لكي أعلم".

هذا ما قاله جاتوزو وحقيقة قد فعل ذلك لموهبتين بارزتين هجوميا في إيطاليا هما ديبالا وبيلوتي.

يتحدث باولو ديبالا عن الفترة التي لعبها تحت قيادة جاتوزو المدرب :"اعتاد على أن ينصحني في كل شيء، كيف أتمركز وكيف أن أتفادى ضربات الخصم، في أكثر من تدريب كان يركلني ليعلمني كيف أدافع عن نفسي".

جزء مهم من تجربة جاتوزو التدريبية هو أنه كان يدافع بقوة شديدة للغاية وبالتالي تطويره للمهاجمين يصبح أكثر فعالية مع معرفته جيدا من أين تؤكل الكتف، سواء كان خصمك عنيفا أم هادئا.

وتابع النجم الأرجنتيني :"العمل البدني كان قويا علي، الاصطدام مع الخصوم كان أصعب شيء، اضطررت للعمل كثيرا تحت نصيحته في صالة الجيم، وكذلك تعلمت منه كيف أتجنب الضربات وكيف أسقط لم أكن قد اعتدت على كل ذلك".

لم يكن ديبالا وحده، كان هناك فتى جديدا في باليرمو انضم معارا من ألبيونليفي بمبلغ 500 ألف يورو.

لم يكن زامباريني رئيس النادي يحبه، لكن جاتوزو؟ كان يرى فيه أندريا شيفشينكو الجديد.

يقول جيورجيو بيرنيتي المدير الرياضي لنادي باليرمو "بيع بيلوتي بسعر قليل إلى تورينو كان أكبر غلط قام بها النادي في ولاية زامباريني في باليرمو".

وأضاف "زامباريني لم يكن يحبه كان يحب لاعبي أمريكا الجنوبية أكثر، وفضل عليه فرانكو فازكيز وباولو ديبالا".

وأضاف "حينما تحدثت مع جاتوزو قال لي، رأيت لاعب واحد في مسيرتي بالكامل كان لديه هذا التركيز والسرعة والقوة، يلعب بيسراه ويمينه إنه أندريا شيفشينكو".

وصرح جاتوزو عن الموقف قائلا :"حينما قمت أنا وبيرنيتي بضمه من ألبينوليفي قلت إنه فكرة بطريقة مريعة بشيفشينكو".

وأضاف "رأيت أنه لاعب سيكون له مستقبل كبير، والآن يظهر ذلك بطريقة ممتازة".

لم يكن جاتوزو يكذب أنذاك بيلوتي فمع باليرمو في موسمه الأول بالدرجة الثانية سجل 10 أهداف في 24 مباراة. لكن بعد ذلك في موسمه التالي سجل 6 أهداف في 39 مباراة ما دفع زامباريني بالاعتقاد أنه صفقة فاشلة ليبيعه إلى تورينو بمبلغ 8.4 مليون يورو.

تجربة جاتوزو الثالثة كانت في كريت اليوناني وفي أشهره القليلة الأولى قالت تقارير صحفية إن اللاعبين والطاقم التدريبي لا يحصلون على رواتبهم بسبب الوضع الاقتصادي في اليونان.

جاتوزو انفجر في الإعلام حينما سئل عن الوضع، وقال إن لاعبيه سيقدمون 100% من مجهودهم بغض النظر عما إذا كانوا يحصلون على رواتبهم أم لا.

وقال بعد ذلك :"لا أهتم بالأموال فقط ما يهمني هو المباريات". ثم انفعل وضرب الطاولة في المؤتمر الصحفي.

اضطر جاتوزو للاستقالة في أكتوبر 2014 بعد الخسارة بنتيجة 3-2 من أستيراس تريبولي. وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية كانت السبب وراء سوء الأوضاع وقراره، لكنه غير رأيه في اليوم التالي بسبب مظاهرات المشجعين المحبة التي طالبته مع الإدارة ببقائه. واستقال جاتوزو مرة أخرى رسميا في ديسمبر 2014 بسبب تردي الأوضاع المالية.

التجربة المثالية لجاتوزو كانت مع بيزا حينما عين في أغسطس 2015 وبعد عام وحيد تأهل لدوري الدرجة الثانية.

يقول فيديريكو فاركوميني محلل التلفزيون البريطاني لـFilGoal.com: "إنه مدرب رائع، لكن بناء على خبرته خاصة في بيزا فهو ممتاز مع فئة الشباب، أثق كليا في ذلك".

وتابع "لا يمكنك تخيل ما حدث لقد كان وحده والنادي كان يعاني على كافة الأصعدة وقام بعمل رائع وبيده وحده".

لكن في يوليو الماضي قال :"سأرحل عن بيزا، بسبب مشاكل مستمرة وخطيرة للغاية في النادي".

كان صاحب الـ39 عاما على وشك تولي مهمة تدريب رينجرز الاسكتلندي لكن ذلك لم يحدث.

يتابع فيديريكو فاركوميني:"لست واثقا من قدرته على قيادة ميلان الآن، لست واثقا من استعداده أم لا".

وأردف "قد يكون جاهزا لقيادة ميلان نظرا لأنه كان قائدا في الملعب ويمتلك شخصية قوية للغاية".

واستطرد "لكن تلك وظيفة كبيرة، تدريب ميلان أمر جلل، ولا أعلم إن كان جاهزا لتلك الخطوة بعد".

واسترسل "أيضا شخصيا، كان على وشك تولي مدرب رينجرز، ورشحته لإدارة النادي، نظرا لما قام به مع بيزا".

وأكمل "فريق مثل رينجرز كان رائعا بالنسبة له نظرا لتطوير مسيرته".

واستطرد "لكن مع ميلان وبوجد هؤلاء الشباب، لم يتقدم بعد في مسيرته كمدرب"

واستكمل "درب في الدرجة الثالثة والثانية واحتاج إلى فريق أخر ليخطو خطوة إضافية في مسيرته لأننا رأينا كيف تحطم مع باليرمو".

وأتم "لذا كان بحاجة إلى محطة إضافية لتأخذه إلى الخطوة التالية، لكن ميلان يبدو كخطوة كبيرة للغاية وإضافية للغاية".

تولى جاتوزو مهمة تدريب بريميفيرا ميلان في مايو الماضي، وكان ثالث لاعب لميلان من الجيل الذي فاز بدوري الأبطال عام 2007 يتولى المهمة بعد فيليبو إنزاجي في 2013-2014 ثم كريستيان بروكي في الفترة من 2014-2016.

وبحلول الجولة الـ10 التي انتهت يوم أمس الأحد احتل ميلان المرتبة الثالثة من أصل 16 فريقا ينافس في دوري الدرجة الأولى للشباب تحت 19 عاما.

يتم أندريا دي كارلو لـFilGoal.com "إن كان أي أحد يبحث عن مدرب ليقود الشباب فهو جاتوزو، هل هو قادر على قيادة ميلان أم لا؟ لا أعلم بعد نحن متشوقون لتلك التجربة، لم يدرب فريقا بهذا الحجم من قبل لكن هناك مواهب شابة ومن هنا يبدأ التحدي".

بدأ تحدي كبير لجاتوزو ومعه الكثير من التطلعات ذلك اللاعب الذي كان ضمن جيل ذهبي لميلان، فهل يكتب له النجاح كمدرب؟

التعليقات