جيامبيرو فينتورا.. ما له وما عليه

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 - 11:50

كتب : عمر ناصف

فينتورا

فشلت إيطاليا لأول مرة منذ 60 عاما في الوصول لكأس العالم بعد إقصاءها من الملحق الأوروبي على يد السويد في نكسة سيتذكرها التاريخ جيدا وأحد المتسببين فيها هو شخص يدعى "جيامبيرو فينتورا" المدير الفني للمنتخب.

وصل لقيادة المنتخب الإيطالي بعد نهائيات يورو 2016 والتي حصلت فيها إيطاليا على إعجاب الجميع رغم خروجها من ربع النهائي أمام ألمانيا ولكن السبب في التحية كان قدرة الأسماء الإيطالية بقيادة مدربها أنطونيو كونتي على مناطحة نجوم ألمانيا وإقصاء إسبانيا من ثمن النهائي قبلها.

تسلم فينتورا المنتخب بنهاية صيف 2016 والهدف الرئيسي ليس بناء منتخب من الصفر وإنما استكمال ما بدأه كونتي ودمج عناصر الخبرات المتواجدة مع الأسماء الشابة المميزة التي لم يجد كونتي الوقت الكافي ولا الشجاعة لإعطاءهم الفرصة للظهور بالقميص الأزرق.

مسيرة فينتورا السابقة كانت تحمل العديد من النجاحات مع الأندية المتوسطة ومعها إعطاء فرص كثيرة للعديد من الأسماء الشابة للظهور بجانب أسلوبه الكروي الهجومي مما شجع الاتحاد الإيطالي على أخذ الخطوة وتعيينه مديرا فنيا للفريق قبل أن يعلن المستقبل فشل هذه الخطوة.

- فينتورا ما له:

ضم فينتورا العديد من الأسماء الشابة والنجوم المميزة في الدوري الإيطالي بالفعل ففتح الباب أمام الجميع من أجل الانضمام وارتداء قميص المنتخب الإيطالي حلم كل طفل هناك.

أكثر من 50 لاعبا تم استدعاءهم خلال فترة تواجده كمدير فني والتي لم تستمر أكثر من عام ونصف العام وذلك بسبب معسكراته الدائمة التي كان يقوم بها.

اعتاد فينتورا استدعاء الأسماء الجديدة إلى معسكر شبه شهري وذلك من أجل الوقوف على مستواهم في التدريبات واختيار الأسماء المميزة منهم للانضمام إلى قائمة المنتخب التي تستعد للمباراة المقبلة سواء كانت رسمية أو ودية.

أدى ذلك إلى زيادة الحماس لدى الجميع في الدوري فالفرصة متاحة للجميع للوصول إلى حلم الطفولة مما ساهم في زيادة تنافسية الدوري الإيطالي.

  • محاولات للتغيير

يعرف الجميع العقلية الإيطالية وحبها للدفاع والاعتماد على المرتدات بدلا من الاستحواذ والهجوم المتواصل ولكن فينتورا حاول تغيير ذلك بسبب عقليته المختلفة عن أبناء جلدته.

ظهرت إيطاليا بطريقة لعب 4-2-4 في سبع مناسبات متخلية عن طريقة اللعب 3-5-2 التي استلم بها الفريق وبدأ في تغييرها رويدا رويدا، أعتقد البعض بأن فينتورا سينجح في مهمته بتغيير عقلية إيطاليا من الدفاع إلى الهجوم ولكن...

- فينتورا ما عليه:

  • الخوف

تحدثنا في النقطة الإيجابية الأخيرة بأن فينتورا جاء بعقليته الهجومية إلى إيطاليا وبدأ بالفعل في الاعتماد على طريقة 4-2-4 ولكن ما حدث بعد ذلك كان كارثيا فبدلا من أن تتأثر إيطاليا بأفكار فينتورا مع كتيبة هجومية مميزة وجدنا الإيطالي المخضرم يقرر فجأة العودة إلى 3-5-2 أمام السويد في الملحق.

كانت النتيجة كارثية فلاعبي المنتخب الإيطالي ظهروا تائهين وبلا قدرات سواء هجومية أو دفاعية فكانت الخسارة ذهابا في السويد والفشل في التعويض على أرضية ملعب سان سيرو ليتم الخروج.

هل خاف فينتورا من أن تفشل طريقته الهجومية فقرر العودة إلى الأساس الذي جاء عليه بعد كونتي؟ بالتأكيد ساهم ذلك في اهتزاز مستوى المنتخب الإيطالي في النهاية وفشل في التأهل وبدلا من أن تكون إيطاليا الدفاعية الصلبة المعتادة وبدلا من أن تكون إيطاليا فينتورا الهجومية شاهدنا منتخبا سلبيا على الجانبين.

ستنتهي مسيرة فينتورا خلال ساعات مع المنتخب الإيطالي وذلك بعد 17 مباراة فقط قادها كمدير فني لهم نجح في تحقيق 10 انتصارات وخسر في 3 مناسبات فقط بجانب 4 تعادلات ولكن نتائجه في النهاية لم تكن قادرة على قيادة إيطاليا إلى المونديال.

لم يترك بصمة إيجابية خلال عام وثلاثة أشهر له على الدكة الفنية للأزوري وإقالته لن تمحي الذكرى السيئة التي خلدها في وجدان كل مشجع للمنتخب الإيطالي.. "إيطاليا تفشل في الصعود إلى المونديال".

التعليقات