رسائل من ديمتري باييه إلى شيكابالا

الإثنين، 13 نوفمبر 2017 - 16:42

كتب : علي أبو طبل

باييه - شيكابالا

لطالما أثار الفرنسي ديمتري باييه المتاعب خلال مسيرته في كرة القدم بشكل عام باختلاف المحطات التي حط الرحال فيها وصولا إلى مارسيليا في الوقت الحالي.

شيكابالا

النادي : الزمالك

6 أندية مختلفة للاعب الذي يتم عامه الـ31 في شهر مارس القادم، أبدع فيها كثيرا وسجل 97 هدفا في 480 مباراة بكامل مسيرته حتى الآن، رغم كونه لاعب جناح وصانع ألعاب.

الكل يؤمن بالموهبة الفطرية للفتى الذي نشأ في جزر الريونيون الفرنسية. المهارة والقدرة على المراوغة وصنع اللعب من مواقف صعبة، وتسديد الركلات الحرة بشكل متقن والتصويب من خارج منطقة الجزاء.

بنفس القدر من هذا الإيمان به، آمن الكل أنه مثير للمتاعب وأن لو اختلفت عقليته قليلا نحو الأفضل، لربما كان في مصاف أسماء مثل زين الدين زيدان وميشيل بلاتيني في تاريخ فرنسا الكروي.

مشاكسات وشجارات في تدريبات الفرق، كان أبرزها مع زميله السابق في سانت ايتيان ولاعب يوفنتوس الإيطالي الحالي، بلايس ماتويدي، ألقت بظلالها على مسيرته في 2009.

الرغبة في الرحيل عن الفريق بقدوم عام 2010 ومن ثم معاقبته بالتدريب مع الفريق الرديف، قبل أن يعود من جديد ويتألق مع سانت ايتيان ثم ينتقل في الموسم التالي إلى ليل الفرنسي، حيث تبدأ مرحلة جديدة في مسيرة اللاعب الذي تلقى الاستدعاء الدولي الأول في 2010 تحت قيادة لوران بلان خلال تصفيات الأمم الأوروبية 2012.

مسيرة تصاعدية من ليل إلى مارسيليا، ثم ويست هام في إنجلترا حيث التألق الكبير الذي قاده إلى قائمة ديديه ديشامب المشاركة في يورو 2016.

"لقد عبرت طريقا طويلا. قبل أشهر قليلة، كنت بعيدا عن فكرة المشاركة في هذه البطولة. لقد عملت بجد وقدمت موسما جيدا رفقة فريقي رغم توقفي لمدة شهرين بسبب الإصابة. أعتقد أنه بسبب كل تلك العقبات سقطت دموعي اليوم"

يفسر ديمتري باييه سبب انهمار دموعه بعد تسجيل هدف الفوز القاتل في شباك رومانيا في افتتاحية الأمم الأوروبية التي استضافتها فرنسا في صيف 2016.

لم يكن الهدف الوحيد لباييه في البطولة. سجل هدفا في فوز ثنائي للديوك على ألبانيا في المجموعات، وهدفا آخر في ربع النهائي ضمن انتصار عريض لفرنسا على أيسلندا بنتيجة 5-2.

أحرز باييه نفس عدد ما أحرزه كريستيانو رونالدو وأوليفييه جيرو وجاريث بيل وألفارو موراتا في البطولة، ولكن مسيرته نحو البطولة كانت هي الأبرز، واستحق أن يكون أحد النجوم المتوجين بدون ألقاب.

فرنسا بالفعل خسرت في المباراة النهائية ضد البرتغال بهدف نظيف.

في مكان آخر، وبحكاية أخرى تتشابه الكثير من التفاصيل فيها مع حكاية باييه، نتابع الفتى النوبي محمود عبد الرازق، والملقب بشيكابالا.

مسيرة كانت غالبيتها في الزمالك، ولكنه مر بـ5 أندية أخرى ما بين باوك في اليونان وسبورتنج لشبونة في البرتغال والوصل في الإمارات والإسماعيلي في مصر، ويستقر حاليا مع الرائد السعودي.

تماما مثل باييه، لم تخل مسيرة شيكابالا من المشاكسات، سواء مع جماهير أو إدارة ناديه، أو مع جماهير المنافسين. مشاكسات ينجرف إليها فيخرج عن تركيزه وإصراره، وعادة يدفع الثمن غاليا.

خرج شيكابالا من الزمالك مؤخرا متجها نحو نادي الرائد في السعودية. نادي لا ينافس على القمة ويبدو بعيدا تماما عن الضغوط. ربما جو ملائم للفتى الأسمر لكي يبروز القليل من مهاراته مع حلول عامه الـ31.

تأهلت مصر إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما في مشوار غاب عنه شيكابالا، تماما كما غاب عن أي محفل كروي هام للمنتخب الوطني لسبب أو لآخر. ويمكن أن تكون كأس أمم أفريقيا 2010 هي الاستثناء الوحيد.

يقول باييه عن ديديه ديشامب في العام الماضي: "تجري الأمور على ما يرام في الملعب بسبب ثقتي في أن المدرب يقف في ظهري".

وصف باييه مسبقا مسيرته نحو الأمم الأوروبية وكم كانت صعبة وكم عمل بجد، وبالتأكيد يمتلك المدير الفني ديديه ديشامب نصيبا في هذه الرحلة.

منح ديشامب الفرصة لباييه، بل وأعطاه مقعدا أساسيا في التشكيل، لكي ينفجر ويكون العامل الحاسم في أكثر من مواجهة خلال البطولة.

طريقة بدأها هيكتور كوبر مؤخرا مع شيكابالا. ربما رأى أنه يستحق فرصة أخيرة رفقة المنتخب الوطني في مباراة بلا ضغوط بعد ضمان التأهل.

شيكابالا قدم ليلة مميزة. الكل كان سعيدا له في الملعب وخارجه.

باييه بامتداد مسيرته في الملاعب، لم يتوهج دوليا قبل عام 2015 الذي أحرز خلاله هدفه الدولي الأول، ثم تألق في 2016 ما بين رسمي وودي، قبل أن ينخفض بريقه في 2017 من جديد، ويخرج مرة أخرى من حسابات ديشامب.

الفتى المصري الأسمر أحرز ثاني أهدافه الدولية على الإطلاق، والأول في مواجهة رسمية، في شباك غانا في أمسية الأحد.

هدف قد يصبح خطوة أولى ضمن خطوات الفرصة الأخيرة لشيكابالا في ملاعب كرة القدم لصنع شئ كبير بحق.

ربما الآن عليه أن ينسى الزمالك والمنافسة المحلية في مصر وكل ما مضى. وأن يركز على هدف واحد فقط يعمل لآجله طوال 8 أشهر قادمة.

لطالما ذرف الدموع متأثرا بحزنه، وربما يستحق أن يذرفها فرحا وأن يستغل الفرصة التي تقع ملامحها بالكامل بين يديه.

التعليقات
مقالات حرة