كتب : رامي جمال | الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 - 23:52

مقال رأي - شيكابالا.. كيف تكون الولادة من قلب النكسة فلا تخذلنا

شيكابالا - منتخب مصر

"حسن شحاتة طلب مني عدم اللعب بكعبي ولكنني فعلتها" تعليق بسيط قاله شيكابالا عقب فوز منتخب مصر على موزمبيق بهدفين دون رد في ثاني جولات كأس أمم إفريقيا 2010 ولكنها تلخص مسيرته بشكل كبير هو يفعل ما يحلو له حينما يريد.

كان هذا هو الظهور الأول والأخير للفهد الأسمر مع الفراعنة في تلك البطولة.

بعدها لم يظهر شيكابالا مع منتخب مصر سوى على فترات متقطعة مع حسن شحاتة ثم بوب برادلي وأخيرا شوقي غريب.

ولكن الظهور الأبرز –الذي ربما يتذكره البعض بشكل أكبر عن غيره- كان في السقوط المدوي للفراعنة أمام غانا بستة أهداف لهدف في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.

حينها شارك شيكابالا لـ45 دقيقة حينما كانت النتيجة تشير لتقدم غانا بثلاثة أهداف لهدف قبل أن يرفع النجوم السوداء غلتهم لسداسية.

فماذا حدث خلال في مسيرة شيكابالا منذ ظهوره في لقاء غانا في كوماسي؟

  • أول 6 أشهر من موسم 2013-2014 لاعبا في صفوف الزمالك.
  • يناير 2014 انضم إلى سبورتنج لشبونة قبل ثوان معدودة من إغلاق باب الانتقالات.
  • بعد اشتراكه في لقاء وحيد وخمس مباريات مع الفريق الثاني قرر الرحيل عن لشبونة والعودة إلى الزمالك.
  • صيف 2015 لم يحضر المؤتمر الصحفي الخاص بتقديمه مما تسبب في انتقاله معارا للإسماعيلي.
  • خاض خلال تلك الفترة ثلاث مباريات مع منتخب مصر لم يكمل في أي منهم 90 دقيقة ولم يسجل أو يصنع أي هدف.

مع الإسماعيلي بدأ شيكابالا في العودة إلى الحياة بعد عامين لم يلعب فيها كرة القدم بشكل منتظم ومع ميدو سجل هدفين وصنع أربعة خلال ثماني مباريات شارك فيها كجناح أيمن وأيسر وصانع ألعاب.

ولكن مع أزمة رحيل ميدو عن الإسماعيلي عاد شيكابالا إلى الزمالك وشارك معه في 30 مباراة في كل البطولات وسجل خلالهم ثلاثة أهداف وصنع خمسة.

وفي موسم 2016-2017 مع الزمالك شارك في 35 مباراة سجل خلالهم خمسة أهداف وصنع 12.

ومع الرائد في الموسم الجاري سجل أربعة أهداف وصنع هدفين في سبع مباريات شارك فيها مع الفريق.

المركز رقم 10؟

نعم يستطيع شيكابالا شغل جميع مراكز الهجوم في وسط الملعب أو اللعب كمهاجم ثان وهو شغل كل تلك المراكز مع الرائد مؤخرا.

ولكن ميدو تحدث قائلا:"من حديثي مع أحد المسؤولين في الجهاز الفني لمنتخب مصر فكوبر ينوي تجربة شيكابالا في المركز رقم 10 وليس في المكان الذي يلعب فيه محمد صلاح كجناح أيمن ولكن مركز عبد الله السعيد وهو تألق معي في ذلك المركز في الإسماعيلي".

وهو ما أكده كوبر خلال المؤتمر الصحفي للقاء غانا"شيكابالا مستواه تطور بشكل كبير مؤخرا وكنت أتمنى أن أمنحه فرصة للعب كمهاجم ثاني أو رقم 10 وأتت الفرصة له، وقد يأخذ فرصة ضد غانا ومثله مثل بقية اللاعبين".

لكن ميدو يؤمن أن هناك شرطا وحيدا قد يقود شيكابالا للنجاح مع هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر.

وأوضح"لو أتقن شيكابالا دوره والأدوار الدفاعية التي سيكلفه كوبر بها أعتقد أنه سوف يستمر مع المنتخب حتى لو لم يلعب بشكل أساسي على عبد الله السعيد، فمن الصعب اللعب مكان السعيد خاصة في ظل التناغم والانسجام الكبير بينه وبين لاعبي المنتخب في الملعب".

واستدرك"لكن شيكابالا يستطيع حتى لو شارك لـ15 دقيقة فقط أن يقوم بما لا يقوم به غيره بتسديدة مبهرة أو عرضية متقنة أو لقطة مهارية تساعد في تسجيل هدفا".

وهنا تكمن المعضلة بين شيكابالا الذي يحب أن يفعل ما يحلو له وقتما يريد فهو أشبه بماريو بالوتيللي، ولكن كوبر لن يطيق الصبر مثلما لم ينجح جوزيه مورينيو مع اللاعب الإيطالي في إنتر ميلان.

فماذا يقدم السعيد لكوبر ليجعله مستمرا بشكل أساسي معه على أي لاعب آخر؟

كوبر دائما يطالب السعيد بالعودة للخلف لتقديم المساندة مع خط الوسط ليصبح بمثابة ارتكاز ثالث مع طارق حامد ومحمد النني.

لاعب خط وسط منتخب مصر يستطيع استخلاص الكرة 1.26 خلال القاء الواحد ويشتتها 0.50 أيضا.

كما أنه يقوم بـ2.51 تدخل دفاعي ناجح خلال اللقاء الواحد، ويشتت الكرة 1.26 خلال 90 دقيقة.

هذا على الناحية الدفاعية وهجوميا دائما ما يعتمد كوبر على بينيات السعيد القاتلة مثل تلك التي أهداها لصلاح أمام أوغندا في برج العرب أو التمريرات الطولية.

ويرسل السعيد 2.51 تمريرة طولية خلال كل 90 دقيقة.

المدرب الأرجنتيني نفسه تحدث عن نوعية اللاعبين الذين يفضلهم لضمهم للمنتخب قائلا:"دائما ننظر للأماكن الموجودة لدينا في المنتخب وأبدا في الاختيار حسب الأنسب والأكثر ملائمة لتطبيق الأفكار التي نريدها في أرض الملعب، ومن سيلائم طريقة اللعب خاصتي، ليست حسابات معقدة، لكن حسب رؤيتنا لفريقنا في أرض الملعب، وتواجد الخصائص التي نريدها تحديدا".

وهنا تكمن معضلة نجاح شيكابالا من عدمها مع منتخب مصر وهل سوف يستمر معه ليكون لاعبا في صفوفه في كأس العالم في روسيا أم سيصبح مجرد ضيف شرف.

فلقطة مهارية بالكعب مجددا لمجرد الاستعراض قد تكون سببا في غضب كبير من كوبر على الأباتشي وعدم رغبته في العودة للدفاع ستكلفه مكانه في المنتخب مثلما حدث من قبل الظاهرة البرازيلية رونالدو في إنتر ميلان.

أما على الصعيد الهجومي فشيكابالا يعرف جيدا متى يمرر بينية أو يرسل عرضية أو يهز شباك الخصم بتسديدة صاروخية بيسراه التي لا تخطئ الشباك.

وتحدث ميدو"شيكابالا يستطيع حتى لو شارك لـ15 دقيقة فقط أن يقوم بما لا يقوم به غيره بتسديدة مبهرة أو عرضية متقنة أو لقطة مهارية تساعد في تسجيل هدفا".

ولكن يظل السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هل تغير شيكابالا مع الرائد؟

مدرب الرائد ماريوس سيبيريا تحدث أكثر من مرة عن شيكابالا قائلا:"شيكابالا لاعب هام للفريق بل هو الأكثر تميزا في صفوفنا. يصنع الفارق لصالحنا دائما بشخصيته القيادية، أعتقد أنه من أفضل اللاعبين الذين رأيتهم خلال مسيرتي التدريبية".

وتحدث عنه في مرة أخرى قائلا:"عودة شيكابالا لمنتخب مصر أمر طبيعي فما يقدمه معنا مميز، عندما قابلته لأول مرة وجها لوجه قلت له قدم أفضل ما لديك وستعود إلى منتخب مصر وهو وثق في حديثي معه وهو صاحب إمكانيات رائعة وشخصية قوية للغاية".

ربما حديث المدرب الروماني يشير لتغير كبير في شخصية شيكابالا وقدرته على تحمل مسؤولية فريقه داخل الملعب الذي يعاني في الدوري السعودي حيث يصارع للنجاة من الهبوط.

أخيرا ما قاله ميدو ربما يعبر عن جميع مشجعي المنتخب المصري فحتى لو كنت من مشجعي الأهلي فأنت تعي مدى موهبة شيكابالا وإن كنت من مشجعي الزمالك فأنت محب للأباتشي.

وقال ميدو:"هذه فرصة العمر لك استغلها وكن جزء من المجموعة فالموهبة وحدها لا تكفي ولا تخذلنا".

شيكابالا نرجوك ألا تخذلنا تلك المرة مثلما لم يخذلنا المنتخب وتأهل لكأس العالم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات