كونتي في الميزان أوروبيا.. تجربة يوفنتوس والبحث عن صورة أوضح في تشيلسي

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 - 18:03

كتب : لؤي هشام

كونتي

هزيمة جديدة تعرض لها أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي في دوري أبطال أوروبا لتضفي مزيدا من الحديث والجدل حول إمكانيات وقدرات المدرب الإيطالي على الصعيد الأوروبي.

الزرق خسروا من روما بثلاثية نظيفة على ملعب الأولمبيكو يوم الثلاثاء ليفقد الفريق صدارة المجموعة الثالثة ويتراجع خلف ذئاب العاصمة برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة وحيدة.

ظهر الفريق اللندني بأداء سيء للغاية أجبر العديد على العودة بأذهانهم بضعة سنين للوراء حين كان الرجل الحماسي في مقعد الإدارة الفنية لفريق يوفنتوس وفشل في تقديم أداء مقنع بذات الأذنين.

خلال الموسم الماضي أحدث كونتي طفرة في أداء تشيلسي وقادهم إلى تحقيق لقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه بالمسابقة الأقوى عالميا ولكن ظل حديث منافسيه مستمرا عن أنه يتمتع بأفضلية عدم اللعب في دوري الأبطال وأن الاختبار الحقيقي لقدراته سيكون في الموسم الحالي مع توالي الحرب على أكثر من جبهة. اختبار وضع كونتي تحت الكثير من الضغوطات وكذلك الانتقادات.

تجربة يوفنتوس في الميزان

بالعودة 6 أعوام إلى الوراء وفي مدينة تورينو تولى كونتي الإدارة الفنية للسيدة العجوز في ظروف مشابهة. تسلم فريق احتل المركز السابع ويغيب عن دوري الأبطال ومهمته الأولى كانت إعادة البناء.

استهل أنطونيو أيضا مهمته بطريقة مشابهة لما حدث مع البلوز مطلع الموسم الماضي حينما اعتمد على خطة 4-2-3-1 والتي لم تؤت ثمارها ليقرر التحول إلى 3-4-3 التي لم يتمكن أحد من مجابهتها في بلاد الضباب.

كذلك سار الأمر مع يوفنتوس خطة أولية هي 4-2-4 التي حقق بها نتائج قوية مع فريق سيينا ثم تغيير ضروري إلى 3-5-2 فسيطرة محلية على جنة كرة القدم خلال الثلاث مواسم التي جلس فيها على مقاعد البدلاء، ولكن كان بجانبها عدم قدرة على المجابهة أوروبيا.

خلال النسختين التي لعب فيها كونتي كمدرب ليوفنتوس دوري الأبطال، وصل إلى الدور ربع النهائي مرة وخرج من دور المجموعات في المرة الأخرى ليصل إلى نصف النهائي الدوري الأوروبي بعدها.

نتائج لا يعتبرها كونتي فشلا ويؤكد أنها بحاجة للسياق المناسب من أجل مزيدا من الفهم.

ويقول لشبكة "سكاي إيطاليا" بعد رحيله لتولي تدريب المنتخب الإيطالي: "دائما ما اُعتبرت مغامرتي الأوروبية فشل، هذا على أي حال يحفزني ولكن دائما ما يتوقع الناس مني الكثير وأكون على قدر التطلعات".

"على سبيل المثال أنا شاركت في دوري الأبطال مرتين فقط، الأولى وصلت لربع النهائي وأظن أن هذا كان الهدف وقتها ثم بعد ذلك وصلت لنصف نهائي الدوري الأوروبي".

يصر جاك بيت بروك الكاتب في صحيفة "إنديبندنت" على الوقوف في صف لاعب المنتخب الإيطالي السابق، ويبرر في تقرير خلال أبريل الماضي قائلا: "سيكون غير عادلا اللوم على كونتي لفشل التتويج ببطولة أوروبية، خاصة أنه هو وفريقه لم يتمتعوا بالخبرة الكافية والجودة الكبيرة التي عليها فريق ماكس أليجري الآن".

ربما يبدو حديث كونتي مقنعا بعض الشيء فبناء مشروع دائما بحاجة لمزيد من الوقت، ولكن أيضا أوجه القصور لم تكن بعيدة عن الملعب فقط وإنما كان هناك الكثير من "العيوب الفنية".

يرى كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ أن أحد أهم أسباب عدم تتويج الأندية الإيطالية أوروبيا يرجع إلى "افتقادها الإيقاع السريع" (كان هذا قبل 3 أعوام قبل أن يقدم نابولي نسخة إيطالية سريعة الإيقاع).

ويتفق معه جوزيف سولومن الكاتب في موقع "outsideoftheboot" إذ يؤكد أن أهم سبب لعدم ذهاب يوفنتوس بعيدا خلال تلك الفترة يرجع "لافتقاد السرعة سواء في الجانب الدفاعي حيث ثقيلي الحركة جورجيو كيليني وأندريا بارزالي الغير قادرين على مواجهة أجنحة سريعة، أو في الخط الهجومي الذي يعتبر سباستيان جيوفينكو – وقتها – أسرع لاعبيه".

ويضيف "دفاع يوفنتوس في الركلات الثابتة كان واحدا من أسوأ الدفاعات على الإطلاق، لا يجيدون رقابة المنطقة ولا رجل لرجل في هذه الركلات رغم امتلاكهما لأطوال مثل كيليني وبارزالي وفيرناندو يورينتي".

تشيلسي والبحث عن صورة أوضح

مقدمة طويلة عن تجربة أنطونيو مع يوفنتوس ولكنها كانت ضرورية من أجل رؤية الصورة بشكل أوضح ليتسنى للجميع إطلاق الحكم المناسب، ومحاولة فهم ما يدور في أروقة ستامفورد بريدج.

الجميع يعلم ما حدث في الموسم الماضي والثقة التي اكتسبها خلال موسمه الأول، ولكن يبدو أن الأمور تسير على النقيض هذا الموسم فلا صفقات جديدة دعمت صفوف الفريق للمنافسة الأوروبية بل زاد الطين بلة بتوالي الإصابات، ولا استقرار فني على صعيد التشكيل.

يؤمن الرجل الذي يشعل حماس الجميع على جانبي الملعب أن هذا الموسم ليس كسابقه ويقول: "نحن ننافس حاليا في 4 مسابقات ولدينا بضعة مشاكل في التعامل مع ذلك، إذا تعرضنا لإصابات فإننا نصبح في مشكلة".

"هذا الموسم سيكون صعبا ولكن علينا تفهم أننا نبني شيئا للمستقبل، علينا أن نتمتع بالصبر".

اللعب في أكثر من مسابقة يؤثر على كونتي ويزيد الضغوط على كاهله وهو ما يبدو أن المدرب لم يجيده حتى الآن، ولكن هل أثر ذلك على الصعيد الفني؟

على عكس التشكيل الذي كان ثابتا في معظم مباريات الموسم الماضي فإن هذا الموسم أجرى عدة تغييرات أدت إلى تأزم الوضع.

فأمام مانشستر سيتي في سبتمبر الماضي وبعدما تعرض ألفارو موراتا للإصابة أدخل ويليان كبديل دون أن يدفع بميتشي باتشواي، ليصبح دفاع السماوي أكثر أريحية ويزيد الضغط على فريقه أكثر فأكثر.

وأمام روما في التعادل بنتيجة 3-3 اعتمد على دافيد لويز كلاعب وسط ثالث لتحقيق المزيد من التأمين ولكنه سرعان ما تراجع وأعاد خطته القديمة مجددا ليسجل هدفين متتاليين، وتواصلت الأخطاء بثنائية سيسك فابريجاس وتيموي باكايوكو ليلة الثلاثاء.

كل هذا التخبط وضع تجربة كونتي على المحك وهو ما أدركه سريعا الإيطالي ليحاول أن يشحذ همم فريقه مجددا بعد السقوط أمام ذئاب العاصمة ويُظهر غضبه في ذات الوقت.

وقال عقب المباراة: "ستزداد الصعوبات إذا لم نفهم سريعا الطريقة التي يجب أن نسير عليها، الموسم الماضي أظهرنا تعطشا كبيرا وعلينا أن نستعيده هذا الموسم".

وأخيرا أتم حديثه "سنحاول أن نجد القوة لنستخدم تلك الهزيمة بالطريقة المناسبة".

التعليقات