وولفرهامبتون بألوان برتغالية.. لم تكن مجرد مباراة استثنائية أمام مانشستر سيتي

الخميس، 26 أكتوبر 2017 - 17:20

كتب : علي أبو طبل

وولفرهامبتون

عانى كثيرا مانشستر سيتي في أمسية الثلاثاء أمام ضيفه وولفرهامبتون ضمن مباريات ثمن نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، قبل أن يعبر إلى ربع النهائي من علامة الجزاء.

الضيوف تماسكوا بشكل كبير طوال 120 دقيقة وحافظوا على التعادل السلبي أمام فريق يأكل الأخضر واليابس هذا الموسم في إنجلترا، بل كانوا قريبين من خطف الفوز في بعض لحظات الوقتين الأصلي والإضافي.

هل كانت مجرد مباراة استثنائية لوولفرهامبتون في إطار المفاجآت الممكنة في بطولات الكأس المحلية؟

بعد نهاية المباراة، قال بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي: "إنه واحد من أصعب الأندية التي واجهتها في مسيرتي المهنية".

قد تتفاجأ حين تعلم أن وولفرهامبتون لم يشارك في مباراة الثلاثاء بكامل تشكيلته الأساسية وفضل إراحة بعض الأسماء.

من يتابع الأمر عن كثب، يعرف أن القصة أكبر من مجرد مباراة استثنائية.

لم يكن الموسم الماضي جيدا للفريق الذي يرتدي الألوان الذهبية. برصيد 16 فوزا و10 تعادلات و20 هزيمة، جمع الفريق 58 نقطة وضعته في المركز 15 من أصل 24 فريقا في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى.

وولفرهامبتون يقضي موسمه الرابع تواليا في الـ "تشامبيونشيب" بعدما قضى موسما في الدرجة الثانية، ويغيب عن الدوري الممتاز بشكل عام منذ مشاركته الأخيرة في موسم 2011/2012.

لكن بداية التغيير الحقيقي بدأت في يوليو 2016، حين استحوذت مجموعة "فوسون" الاستثمارية الصينية على غالبية أسهم النادي، ليبدأ عهد جديد.

بمقابل 45 مليون جنيه إسترليني، استحوذت المجموعة الصينية على أسهم النادي، مع وضع لجنة رباعية تتكون من الثنائي الصيني جيف شي وسكاي سون، بجانب رجلي الأعمال البريطانيين جون بواتر وجون جوف لإدارة شؤون النادي.

"هدفنا هو إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز في أقرب فرصة ممكنة"

الإدارة الصينية الجديدة رأت أن الحل الأمثل هو التجربة البرتغالية، ولا سيما أن المجموعة على صلة وثيقة بوكيل اللاعبين الشهير خورخي مينديز، والذي يمثل الثنائي جوزيه مورينيو وكريستيانو رونالدو كأبرز علاماته في عالم كرة القدم.

علامات استفهام تدور حول مدى توغل وتأثير مينديز في قرارات إدارة النادي، وصولا لانتقاد علني من المدير الفني السابق بول لامبرت لمدى تأثير مينديز على قرارات استقطاب اللاعبين في سوق الانتقالات.

لكن ممثلي النادي أكدوا مرارا أن دور الرجل البرتغالي يتوقف عن الحد الاستشاري فقط نظرا لأنه صديق شخصي لرئيس مجموعة "فوسون"، ولا يساهم في اتخاذ أي قرارات.

ما أثار التساؤلات بشكل أكبر هو الصبغة البرتغالية الكاملة التي يتصبغ بها النادي هذا الموسم.

البداية كانت من المقعد الفني الذي ذهب إلى "نونو إسبريتو سانتو".

حارس المرمى البرتغالي السابق الذي لعب لعدة أندية أبرزها بورتو وديبورتيفو لاكرونيا، قبل أن يتجه للإدارة الفنية في تجارب محدودة.

البداية كانت مع ريو آفي في 2012، وبنتائج مميزة انتقل لتدريب فالنسيا في 2014، ولكن النتائج لم تكن موفقة، ليستريح لموسم واحد ثم يعود لقيادة بورتو في الموسم الماضي ويحقق معهم المركز الثاني في الدوري المحلي، قبل أن يقرر الانتقال إلى انجلترا في الموسم الحالي من بوابة وولفرهامبتون.

عليك أن تتساءل هنا.. من هو وكيل سانتو؟ يمكنك تخمين الإجابة بسهولة.

بخصوص هذا الشأن، دافع سانتو: "أنا عميل لأحد أبرز وكلاء اللاعبين والمدربين على مستوى العالم. أنا أقوم بعملي وهو يقوم بعمله فقط لا غير".

بمزيد من البحث في قوائم رابطة المحترفين، اتضح أن وكلاء اللاعبين البرتغاليين المنضمين للفريق خلال الموسمين الأخيرين يحملون أسماء أخرى غير خورخي مينديز، وبعضهم لاعبين شبان لا يمتلكون وكيلا لاستشارته من الأساس.

جاء سانتو خلفا للأسكتلندي بول لامبيرت الذي أنهى الموسم الماضي مع الفريق.

والحقيقة أن بصمة الرجل البرتغالي واضحة للغاية. النتائج رائعة، والفريق يتصدر دوري الدرجة الأولى برصيد 29 نقطة من 9 انتصارات وتعادلين وهزيمتين في 13 جولة من عمر المسابقة.

24 هدفا سجلها الفريق كأقوى خط هجومي في الدرجة الأولى بالتساوي مع هال سيتي.

الفريق أصبح أقوى المرشحين للفوز بالدوري والعودة إلى الدرجة الممتازة بعد 7 سنوات من الغياب.

ذلك بخلاف ظهور مميز في كأس رابطة المحترفين قبل الخروج من مانشستر سيتي.

الفريق عبر يوفيل تاون بهدف نظيف في الدور الأول، قبل أن يفجر مفاجأة بإقصاء ساوثامبتون بهدفين نظيفين، ثم الانتصار على بريستول روفرز في الدور الثالث بهدف نظيف.

فكيف وضع سانتو بصمته سريعا؟

مكمن القصة في سوق انتقالات قوي للغاية، سيطرت عليه الألوان البرتغالية أيضا.

17 لاعبا استقطبهم النادي في الانتقالات الصيفية الأخيرة، من بينهم 7 لاعبين يحملون الجنسية البرتغالية، بخلاف عدة أسماء أخرى انضمت في الموسم الأول للإدارة الصينية.

ربما عليك أن تعلم أن لاعبين فقط من التشكيلة الأساسية التي لعبت أغلب مباريات الموسم الماضي هما المستمران في تشكيلة سانتو الموسم الحالي، ومع تعديلات في توظيفهم أيضا.

الأيرلندي مات دوهيرتي اعتاد أن يكون ظهيرا أيسر، ولكنه يلعب الموسم الحالي كظهير أيمن، ولاعب الوسط الإنجليزي كونور كودي تحول إلى لاعب قلب دفاع مع تحول في طريقة لعب الفريق إلى ثلاثي في قلب الدفاع بدلا من اللعب برباعي دفاعي في الموسم الماضي، تماما كطريقة تشيلسي.

بداية الصفقات كانت من مركز حراسة المرمى، حين ضم الفريق حارس مرمى نورويتش سيتي طوال الـ7 أعوام السابقة "جون رودي" في انتقال حر، ويلعب رودي أساسيا في كافة مباريات الموسم الحالي من دوري الدرجة الأولى، بينما لعب ويليام نوريس -24 عاما- كافة مباريات الفريق الثلاثة في كأس الرابطة.

الصفقة المدوية في أرجاء الـ "تشامبيونشيب" كانت التعاقد مع لاعب الوسط الدفاعي البرتغالي روبين نيفيس من صفوف بورتو مقابل قرابة الـ18 مليون يورو، كأغلى صفقة في تاريخ النادي وفي تاريخ دوري الدرجة الأولى على حد سواء.

شارك نيفيس في 13 مباراة كاملة بالدوري هذا الموسم محرزا هدفا وحيدا، ولكنه يقدم إسهامات رائعة في خط وسط الفريق.

لكن التألق الحقيقي لثنائي يلعب للفريق في الوقت الحالي على سبيل الإعارة.

الأول هو الجناح البرتغالي الشاب دييجو جوتا، والذي ينضم معارا من أتليتكو مدريد الإسباني.

جوتا الذي لعب معارا لبورتو في الموسم الماضي شارك في 13 مباراة هذا الموسم وأحرز 7 أهداف كأكثر مسجل للأهداف في قائمة الفريق هذا الموسم.

أول أهداف البرتغالي الشاب كانت في شباك هال سيتي في انتصار صعب للفريق بنتيجة 3-2 في الجولة الثالثة من عمر الدوري. وكان هدفا رائعا.

لاعب آخر يتساوى تهديفيا مع جوتا، وهو البرازيلي ليو بوناتيني.

بوناتيني ينضم للـ "وولفز" معارا من صفوف الهلال السعودي، وقد أحرز 7 أهداف أيضا في 13 مباراة، والبداية كانت بهدف الفوز في أول جولات الموسم في شباك ميدلزبره.

في قلب الدفاع، يعتمد الفريق بدرجة كبيرة على البرتغالي رودريك ميراندا بجانب كونور كودي اللذان شاركا في غالبية المباريات، مع تدوير بين الأسكتلندي باري دوجلاس والإنجليزي داني باث والفرنسي ويلي بولي ذو الـ26 عاما، والبرتغالي الشاب روبين فيناجري.

ميراندا -26 عاما- انضم في الصيف الأخير من ريو آفي، أما الفرنسي بولي فيلعب معارا من صفوف بورتو.

فيناجري ذو الـ18 عاما والذي ينتظره مستقبل هائل، يلعب لوولفرهامبتون معارا من صفوف موناكو الفرنسي.

في وسط الملعب، بجانب روبين نيفيز، يعتمد سانتو على المغربي الدولي رومان سايس والذي شارك في 13 مباراة هذا الموسم وسجل هدفا واحدا، بجانب إيفان كافييرو الذي لعب 12 مباراة ما بين أساسي واحتياطي وسجل هدفين.

هذا الثنائي يلعب في صفوف وولفرهامبتون منذ العام الماضي، ولكنهما يحصلان على فرص أكبر للمشاركة خلال الموسم الحالي.

بقائمة تطول من لاعبين آخرين، وبأعمار شابة يستثمر فيها فريق وولفرهامبتون، يبدو أنه على الطريق الصحيح للعودة إلى القمة في إنجلترا مرة أخرى.

تاريخ النادي لا يخل من بعض الإنجازات المميزة قديما، حيث حاز الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 3 مناسبات سابقة في أعوام 1954 و1958 و1959.

كما حاز الفريق على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في 4 مناسبات في أعوام 1893 و1908 و1949 و1960، وكأس رابطة المحترفين في أعوام 1974 و1980.

ظهر الفريق أوروبيا، وكان الظهور الأبرز بالوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1972 قبل الخسارة أمام توتنام هوتسبير بنتيجة 3-2.

التعليقات