زيدان يعود لـ"الجدار الأصفر".. احذر من بوش تلميذ كرويف ومطور قاعدة برشلونة

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 - 13:57

كتب : إسلام مجدي

بيتر بوش

"بنزيمة وبيل ورونالدو ضد الجدار الأصفر". كان تلك الكلمات مكتوبة على غلاف صحيفة ماركا الإسبانية منذ عام تحديدا قبل مواجهة ريال مدريد مع مضيفه بوروسيا دورتموند في سيجنال أدونا بارك بألمانيا ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

لم يكن مقصودا هنا بالجدار الأصفر دفاع دورتموند خاصة وأن الفريق لم يكن يمتلك خط دفاع قوي وخسر لاعبه الأبرز في ذلك الخط ماتس هوميلس خلال السوق الصيفية لصالح بايرن ميونيخ.

ما قصدته الصحيفة الإسبانية هنا هو سعة 25 ألف مشجع الذين يجلسون في المدرجات الجنوبية خلف المرمى وتعد تلك أكبر سعة لمدرج بدون مقاعد في أوروبا، ما ينتج عنه الكثير من القلق لضيوف هذا الاستاد من قوة الجماهير.

دورتموند وقتها كان يبحث عن فوزا رابعا على التوالي ضد ريال مدريد والذي كان يمتلك حينها سجلا سيئا للغاية في ألمانيا بالفوز 4 مباريات خارج معلبه في ألمانيا خلال 29 مباراة.

وقتها كانت الانطلاقة مشابهة بالنسبة لدورتموند للغاية، الفريق سجل 20 هدفا في أخر 4 مواجهات له وامتلك النادي سجلا حافلا للغاية بعدم الخسارة في 24 مباراة متتالية بالدوري على ملعبه.

وتفوق دورتموند في الجولة الأولى بنتيجة 6-0 على ليجيا وارسو في الجولة الأولى وكان ذلك أكبر انتصار له في تاريخ منافساته بدوري الأبطال خارج ملعبه.

على الجانب الأخر ريال مدريد لم يكن بالقوة التي بدا عليها في نهاية ذلك الموسم، تعادل مرتين في الدوري على التوالي.

زيدان هو العامل المشترك في تلك المواجهة نظرا لأن توماس توخيل أقيل وتولى بيتر بوش المهمة خلفا له.

قال زيدان قبل مواجهة دورتموند في العام الماضي :"إهدار النقاط في الدوري هي أمور تحدث للجميع وقد تحدث عدة مرات في الموسم الواحد، الأمر المهم هو كيف نعمل على أهدافنا، لست قلقا عليه وبإمكاننا التطور أكثر مع الوقت".

وأضاف "أتوقعها مباراة قوية للغاية لديهم عدد من اللاعبين الجدد لكن لم يغير الفريق فلسفته إنه يرغب في لعب الكرة ونحن كذلك".

تلك نفس كلمات التي قالها زيدان هذا الموسم تحديدا حينما تعثر فريقه مع بدايته، وطالب الجماهير بالصبر مؤكدا أن وتيرة الأداء سترتفع مع الوقت.

على الجانب الأخر بيتر بوش يقود الفريق بثبات نحو موسم جيد وتعد تلك المباراة حجر عثرة كبير، خاصة وأن مسيرة الانتصارات إن صدمت بخسارة فهذا يعني أن المعنويات ستهبط إلى أقل مستوياتها وقد يخسر المباراة التالية في الدوري مع الوضع في عين الاعتبار أن هناك فترة توقف دولي.

Zinédine Zidane ist großer Fan von Julian Weigl

لم يكن بوش هو الخيار الأول لإدارة دورتموند حسبما أوضحت عدة تقارير صحفية في وقت سابق بل كان لوسيان فافر مدرب نيس.

وإن كان أياكس لا يعد الاختبار الحقيقي لبوش خاصة وأنه قاده لنهائي الدوري الأوروبي إلا أنه مع دورتموند وبفلسفة ذلك النادي وقع تحت الضغط وأصبح أمام اختبار حقيقي وصعب للغاية، عليه أن ينافس على لقب الدوري ويقدم أداء قويا في دوري الأبطال ويتوج بالكأس.

ويمتلك بوش ميزة رائعة سمحت لدورتموند بالتطور أكثر هذا الموسم، إنه من نوعية المدربين الذين يجيدون العمل مع الشباب وتنمية مهاراتهم لأبعد حد وظهر ذلك جليا في فترته مع أياكس، في أخر مباراة في الموسم ضد فيليم أشرك أصغر فريق في تاريخ الدوري الهولندي مع أياكس بمتوسط أعمار 20 عاما و139 يوما. وفي نهائي الدوري الأوروبي كان متوسط أعمار تشكيلته يقدر بـ22.5 عاما.

يلعب لدورتموند حاليا دان أكسيل زاجادو المدافع الشاب ذو الـ18 عاما وجيري توليان ذو الـ23 عاما ومحمود داوود 21 عاما ويوليان فايجل 22 عاما وماكسيميليان فيليب 23 عاما وجادون سانشو الموهبة المنتظرة في الـ17 من عمره وجاكوب لارسين في الـ19 من عمره بجانب الموهوب كريستيان بوليسيتش 19 عاما وأليكساندر إيزاك 18 عاما.

وبالتالي مرة أخرى سيجد زيدان فريقا مختلفا عما كان عليه الحال في الموسم الماضي وعليه أن يحذر جيدا.

توخيل في الموسم الماضي عمد إلى ضغط ريال مدريد في الثلث الخاص به ولذلك كانت هناك عواقب من تواجد مرتدات سريعة مع سوء تمركز لخط الدفاع نتج عنه انفراد كريم بنزيمة الشهير، واشتهر لأنه سقط دون حتى أن يسدد الكرة على المرمى.

بالنسبة لبوش فأسلوبه مختلف قليلا والأمر سيكون أشبه لمزيج من برشلونة ونسخة بوروسيا دورتموند التي صنعها يورجن كلوب في الفترة من 2008 وحتى 2013.

قال بيتر بوش :"أفضل الكرة الهجومية واستخدام الضغط المتواصل، الأمر أشبه بتيكي تاكا لكن أسرع قليلا".

يحب بوش أن يستحوذ فريقه على الكرة ويستخدم أسلوبا للتمرير بسرعة كبيرة، وكان جوارديولا قد وضع قاعدة للاعبيه ألا يستحوذ أحدهم على الكرة لأكثر من 3 ثواني.

في فترته مع أياكس صرح بوش :"برشلونة لديه قاعدة الثواني الثلاثة، نحن لسنا برشلونة لقد قدمت قاعدة جديدة.. قاعدة الثانيتين".

ريال مدريد سيكون ضيفا قويا وصعبا بكل تأكيد، لكنه سيواجه مدربا جديدا قاد فريقه لمتوسط استحواذ بلغ 65.5% في كل البطولات.

قال بيتر بوش :"حينما كنت في الـ16 علمت أنني سأصبح مدربا، كنت أكتب كل شيء يفعله مدربي فيما يخص الاستعدادات للمباريات، وتعلمت الكثير عن يوهان كرويف، تعلمت ما يكفي لخدمتي في مسيرتي لـ10 أعوام في أسبوع وحيد قضيته مع جوردي كرويف".

يعلم زيدان جيدا قوة المباراة وأهميتها سواء لفريقه أو لخصمه وقال :"لم نفز مطلقا في سيجنال أدونا بارك وكان ذلك تحد لنا، لأننا دائما نحاول الفوز ونريد لعب كرة قدم جيدة وأريد رؤية مباراة جيدة".

منذ عام انتهى اللقاء بنتيجة 2-2، فهل يحمل بيتر بوش مفاجآت لزيدان وكتيبته؟

التعليقات