خطوات عودة فالنسيا إلى واجهة الكرة الإسبانية بعد موسمين من الخيبة

الجمعة، 08 سبتمبر 2017 - 14:03

كتب : علي أبو طبل

فالنسيا

الخفافيش، وهي شهرة فريق فالنسيا، اعتدنا أن نراها تحلق في ضوء الدوري الإسباني الممتاز على الدوام دون رهبة.

حتى وقت قريب، تواجد إسم فالنسيا في رباعي المقدمة والذي يتأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولكن الموسمين الأخيرين كانا على النقيض تماما.

الفريق الذي فاز بكأس الإتحاد الأوروبي في عام 2004، وحل وصيفا لبطل دوري الأبطال في عامين متتاليين 2000 و2001 تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني الحالي للمنتخب المصري، كان إسما دائم المشاركة في دوري الأبطال.

ولكن آخر موسمين شهدا غياب الفريق عن أي محفل أوروبي. ووصل الأمر أحيانا إلى تواجد الفريق في المراكز المتأخرة في ترتيب الدوري الإسباني.

34 هزيمة من أصل 76 مباراة خاضها الفريق خلال آخر موسمين من الدوري المحلي، أمر كان يحتاج لثورة خاصة لإعادة الفريق الذي حقق الليجا في 6 مناسبات وكأس الملك في 7 مرات إلى وضعه الطبيعي.

فكيف استعد فالنسيا لموسمه الجديد، والذي ينطلق فيه انطلاقة موفقة حتى الآن؟

- التغيير الفني

موسمان أخيران شهدا تخبطا فنيا غير مبرر للخفافيش.

نونو أسبيريتو سانتو، ختم موسم 2014/2015 بشكل جيد بتواجد الفريق في رباعي المقدمة، ولكن الأمر كان على النقيض في الموسم التالي.

مشاركة مخيبة في دوري أبطال أوروبا والخروج من مرحلة المجموعات على يد زينيت الروسي وجينت البلجيكي، بالإضافة إلى النتائج المتراجعة في الدوري المحلي، كلها أمور عجلت من إقالة سانتو.

سالفادور جونزاليس كمدير فني مؤقت على فترتين، بالإضافة إلى الإنجليزي المخضرم –كلاعب- جاري نيفيل والذي خاض أول تجاربه التدريبية في قيادة فالنسيا، والإسباني باكو أيستاران والإيطالي تشيزاري برانديلي.

كل الأسماء السابقة تناوبت على فالنسيا من نهايات 2015 وحتى نهاية الموسم الماضي، دون أن يتحسن الوضع كثيرا.

لموسمين متتاليين، ينهي الفريق الدوري في المركز 12.

مع بداية الموسم الحالي، كان من الضروري إيجاد الإسم التدريبي المميز والمستقر والقادر على النجاح والارتقاء بالفريق من كبوته، والذي تتواجد له نتائج سابقة قريبة شاهدة على ذلك، وبالأخص داخل الدوري الإسباني.

مارسيلينو جارسيا تورال، 52 عاما، والذي سبق أن درب العديد من الأندية في الدوري الإسباني خلال الـ10 أعوام الأخيرة، مثل ريكرياتيفو الذي صعد بها إلى الليجا، وريسينج سانتادندير وريال سرقسطة مرورا بإشبيلية.

ولكن النجاح الأبرز الذي صنع إسم مارسيلينو خلال السنوات الأخيرة كان خلال فترة تدريبه لفياريال.

3 سنوات قاد خلالها مارسيلينو الغواصات الصفراء في 177 مباراة بمختلف البطولات، تحقق خلالها 87 انتصارا و44 تعادلا و46 هزيمة.

بداية الرحلة كانت من الدرجة الثانية التي هبط لها فياريال بشكل مفاجئ في 2012، وتمكن المدير الفني الإسباني من قيادة الفريق إلى الصعود سريعا.

بعد الصعود، أنهى الفريق منافسات الدوري الممتاز لموسمين متتاليين في المركز السادس المؤهل لمسابقة الدوري الأوروبي، أما الموسم الثالث فأنهاه فياريال في المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا.

الإنجاز الأوروبي الأبرز كان الوصول لنصف نهائي الدوري الأوروبي عام 2016، قبل أن يتعرض الفريق لخسارة أمام ليفربول الإنجليزي.

رحل مارسيلينو عن قيادة فياريال في أغسطس 2016، وظل منذ ذلك الحين بدون نادي حتى حان وقت قيادته لفالنسيا في يوليو الماضي.

- الراحلون

العديد من الأسماء التي جاءت إلى الفريق في صيف 2016 لم تحقق النجاح المرجو، ورحل معظمها خلال الصيف الحالي.

البرتغالي لويس ناني رحل إلى لاتسيو الإيطالي بنظام الإعارة مع إلزامية الشراء مستقبلا.

كذلك بابلو بياتي رحل إلى إسبانيول، ولاعب الوسط إينزو بيريز عاد إلى بلاده للإنضمام لريفر بليت.

ألفارو نيجريدو رحل بشكل نهائي لبشكتاش التركي. أيمن عبد النور انتقل إلى مارسيليا الفرنسي على سبيل الإعارة، وجواو كانسيلو انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي بنظام الإعارة مع أحقية الشراء.

- كتيبة جديدة

في المقابل، كان لا بد من ضم أسماء جديدة على مستوى طموحات أكبر وباختيار المدير الفني الجديد.

بعض تلك الأسماء تمتلك خبرة كبيرة ستضيف الكثير لتشكيلة الخفافيش، وأسماء أخرى بمثابة مواهب قوية تبحث عن فرصة من بوابة ملعب "ميستايا" لإثبات نفسها من جديد.

المدافع الكولومبي والذي يمتلك الجنسية الإسبانية، جيسون موريلو، انضم من إنتر ميلان على سبيل الإعارة لتدعيم قلب الدفاع.

جيوفري كوندوجبيا، تم تشبيهه كثيرا ببول بوجبا وتألق بشكل قوي مع موناكو الفرنسي، ولكن مع إنتر ميلان لم يكن على قدر التوقعات، ليبحث عن تجربة جديدة في فالنسيا، كانت بدايتها موفقة للغاية.

إنضمام لاعب الوسط الفرنسي لفالنسيا جاء على سبيل الإعارة كذلك.

الجناح التشيلي ذو الـ31 عاما، فابيو أوريانا، كان بمثابة صفقة هجومية جيدة قادما من سلتا فيجو.

ولتدعيم خط الوسط، ذهبت الأنظار إلى اللاعب الصربي الشاب نيمانيا ماكسيموفيتش ذو الـ22 عاما، والذي جاء في انتقال مجاني بعد نهاية عقده مع أستانا الكازاخي.

لاعبان من السيدة العجوز انضما بشكل نهائي كذلك إلى فالنسيا. الأول هو سيموني زازا والذي لعب نصف الموسم الماضي الثاني معارا إلى الخفافيش، أما اللاعب الآخر فهو حارس المرمى البرازيلي نيتو، والذي جاء بحثا عن فرصة المشاركة أساسيا.

قلب الدفاع البرازيلي جابريال باوليستا رحل عن أرسنال ليعود من أسبانيا من جديد ويعمل مع مديره الفني السابق في فياريال، في إضافة جيدة لخط الدفاع.

وقبل غلق السوق الصيفي بساعات قليلة، نجح الفريق في ضم صانع الألعاب البرازيلي أندريس بيريرا على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد.

كما نجح في ضم الجناح البرتغالي الشاب جونزالو جويدس معارا من صفوف باريس سان جيرمان.

- انطلاقة قوية

أسماء مثل بيريرا وجويدس وباوليستا لم تشارك بشكل رسمي مع الخفافيش حتى الآن.

ولكن الأسماء الأخرى وجدت مكانها في تشكيل الفريق مع بداية الموسم، وبصمة مارسيلينو بدت واضحة وتدعو للتفاؤل.

انطلاقة قوية وفوز صعب في أول الجولات على ملعب "ميستايا" على حساب لاس بالماس بهدف نظيف، ومن ثم تعطيل قطار ريال مدريد المنطلق بقوة بتعادل هام للغاية في "سنتياجو برنابيو" بهدفين لكل فريق.

جيوفري كوندوجبيا كان أبرز المتألقين في مباراة ريال مدريد تحديدا. قدم أداء مذهلا في وسط الملعب وتمكن من تسجيل هدف.

4 نقاط في أول جولتين، يمكن اعتبارها بداية جيدة.

المباراة القادمة سيستضيف فيها الخفافيش فريق أتليتكو مدريد، وستكون النتيجة بمثابة دليل هام على الشكل الذي سيسير به موسم الفريق الحالي.

الهدف هو العودة الأوروبية. فهل يكون مارسيلينو والصفقات الجديدة على قدر تطلعات جماهير ملعب "ميستايا"؟

التعليقات