حوار في الجول – طارق حامد عن "لماذا لا تمرر للأمام" ومشروع الزمالك المُبشر

الخميس، 07 سبتمبر 2017 - 10:41

كتب : محمد البنا

طارق حامد - منتخب مصر

انتقادات كبيرة طالت طارق حامد لاعب وسط الزمالك ومنتخب مصر قبل أن يستعيد جزء من الثناء في مباراة أوغندا التي أنعشت حلم مصر بالتأهل لمونديال روسيا 2018.

طارق حامد لم يكن في أفضل حال مع زملائه في الزمالك في موسم انتهى بلا بطولات، ثم انضم لمنتخب مصر وكان مشاركا في المباراتين الأخيرتين ضد أوغندا والتي انتهت كلاهما بفوز كلا المنتخبين 1-0.

وأجرى FilGoal.com حوارا موسعا مع طارق حامد الذي يجيب فيه باستفاضة عن كل الانتقادات التي وجهت إليه..

  • في البداية، ما سبب تراجع مستواك الفترة الماضية؟

الأمر ليس تراجع في مستواي بمفردي، نحن نلعب لعبة جماعية فمهما كنت بمستوى جيد والظروف حولك لا تساعدك فبالتأكيد سيتراجع مستواك.

عوامل النجاح تكمن في اللاعبين أو الجهاز الفني، الفترة الماضية كانت سيئة على الكل ولن تجد لاعبا في مستواه.

على قدر المستطاع إن كان هناك سوء توفيق أو في غير حالتي الفنية فكنت أرى أنني أقف على قدمي بشكل ثابت.

  • إذن أنت لا ترى أي تقصير من جانبك؟

لا نهائيا، أتدرب بنفس القوة والجدية لكن هناك عوامل خارجية، كما أن أي لاعب يمكن أن يحدث له هبوط في المستوى عن المعهود.. قد تطول المدة أو تقصر لكن عليك أن تبذل أقصى جهد ولا أرى نفسي مقصرا في شيء.

والانتقاد جزء من اللعبة وأحترم كل الآراء. والأمور متغيرة في كرة القدم قد يرتفع أو يهبط مستواك.

  • نتحدث عن المنتخب وتحديدا في مباراة أوغندا الثانية، قمت بتمريرات قليلة للغاية وفقا لإحصائياتك للأمام.. فهل هذه تعليمات هيكتور كوبر؟

سأشرح الأمر، بشكل عام هناك مباريات أمرر كثيرا للأمام.. وأخرى لا أمرر نفس الكم للأمام، الفارق الذي اكتشفته مؤخرا وتعلمته، هو أن لاعب الوسط لابد أن يعطي راحة للفريق كله.

بمعنى أنك عندما تملك الكرة وأمامك لاعب الوسط متاح له التمرير والظهير متاح أيضا فالأسرع لصعود الفريق من الخلف للأمام هو التمرير للظهير.

إذا نقلت الكرة للأمام لمحمد صلاح بتمريرة طويلة، انظر كم ياردة سيتحرك الفريق للأمام، كثير، أليس كذلك؟ وإذا انقطعت لابد أن يعودوا نفس المسافة.. هذا يجهد الفريق.

وأنا رأيت أن في مباراة أوغندا الأولى كان لابد أن أمنح الفريق الراحة، فإسراع اللعب ليس هو الأصح في كل الحالات.

إذا مررت للظهير ستجد صلاح تمركز بشكل جيد واللاعبين التقطوا أنفاسهم وتم تنظيم أنفسنا مرة أخرى.. لكن إن كنت ستمرر للأمام دائما سنتساقط واحدا تلو الآخر، لابد أن نجمع اللعب ونمرر حتى يتم خلق فرصة للتمرير للأمام.

  • هل هذه تعليمات كوبر أن تقطع الكرات وتمررها للنني وهو من يقوم بنقلها للأمام؟

لا، غير صحيح.. أول تفكير لي هو عدم التمرير بشكل خاطيء، ما معنى بشكل خاطيء؟ قد أخرج بمباراة ونسبة تمريراتي 90% لكني اخترت أن أمرر لللاعب المتمركز في مكان خطأ.. هذا ما كنت أجهله.

كنت آخذ الخطورة بالتمرير للأمام، لكن هذا ليس الصحيح دائما.. إن كنا جميعا نمرر للأمام فالهجوم سيكون كثيرا والإرهاق أيضا.

أحد الأمور التي تعلمتها مؤخرا، هناك موقع عالمي يقدم إحصائيات خاصة لكل لاعب ويتابع كل لاعب على حدة ويمنحه تقييمات.

وجدت أن هناك عيب في تمريراتي سابقا، وهي رغم أنها تصل إلى لاعب بشكل سليم، لكن هذا اللاعب كان اختيار خطأ لأنها تقطع بعد الكرة الثانية. مثلا عندما أمرر 50 كرة في المباراة منهم 45 صحيحة لكن هناك 20 كرة انقطعت بعد ذلك من اللاعب الآخر وليس مني.

مثلا هناك لاعب أمامي متاح لاستقبال تمريرة، ولاعب على الجانب متاح أيضا، كنت أفكر في نقل الكرة للأمام، لكن هذا اللاعب استلم ودخل وسط زحام، لست أنا المخطيء هذا الموقع جعلني أفكر في الأمر بشكل آخر لأن المشكلة مني أنا، لابد أن أجعل اللعب سهل وسلس ونتبادل الكرة بسهولة حتى نصل للمرمى ولا نخسر الكرة بسرعة.

طارق أمام أوغندا مرر 5 تمريرات للامام مرر 12 تمريرة للخلف مرر 33 تمريرة جانبية

  • إذن كيف أثر عليك هذا التفكير؟

جعلني أتريث في نقل الكرة للأمام، فليس كل تفكيرك دائما هو الصعود بالكرة للأمام، وليس كل مرة التمرير للخلف أو للجانبين.

هل يوجد لاعب وسط في العالم لا يمرر في العالم؟ انظروا إلى إحصائيات كاسيميرو نجم ريال مدريد كم يمرر للخلف وكم يمرر للجانبين.

الأهم أنني أنفذ تعليمات المدرب بنسبة 100%. سواء هيكتور كوبر أو غيره.

إن قال لي المدرب لا تمرر للخلف سأنفذ ذلك، سأكون غبيا إن لم أنفذ تعليماته.

  • نتحول للقاء الكونغو المصيري، سننتظر نتيجة غانا يوم 7 أكتوبر.. على أمل الاحتفال في اليوم التالي، كيف يؤثر هذا على تفكيرك؟

نتابع بالتأكيد المباريات ونأمل ونتمنى من الله التوفيق في مواجهة الكونغو فهي مباراة بثلاث نقاط بغض النظر عن أي شيء آخر. أتمنى أن يكون التأهل في مباراة الكونغو لكي يفرح الجمهور.

  • نتحول لنقطة أخرى، هل ترى أن فترتك مع أوجستو إيناسيو هي الأسوأ لك؟

لا أريد قول ذلك، لكني أتعامل مع كل المدربين بنفس الطريقة فأنا لاعب محترف وأبذل أقصى ما لدي، والموسم الماضي ليس هو القاعدة، بل استثناء.

  • تغير عليك عدد كبير من اللاعبين سواء برحيل إبراهيم صلاح وإبراهيم عبد الخالق، وانضم إليهم أحمد داوودا وأحمد كابوريا ومحمد أشرف.. هل هذا الأمر مفيد لك كطارق حامد؟

لابد أن تعلم شيء مهم جدا، وهو إذا شعرت بأن موقعك محجوزا كأساسي في الفريق، يستحيل أن تؤدي بشكل جيد في الملعب.

اللاعبون الذين رحلوا كانوا إضافة لكن لم يحالفهم التوفيق، والأسماء الجديدة القادمة لاعبين وأفضل من هم موجودين في الدوري ولا أحد ينضم للزمالك وهو ليس "سوبر".

أتمنى أن يكونوا إضافة ويساعدونا على حصد الألقاب، كل القادمين ممتازين ولاعبين كبار. والمنافسة على المشاركة صعبة جدا.

  • نتحدث عن الانسجام، هل ترى أن الفترة المقبلة القليلة قبل انطلاق الدوري كافية لحدوث ذلك؟

الانسجام مطلوب طبعا، لكن أنت تملك خبرات ونادي كبير بحجم الزمالك ولاعبيه الحاليين يمكنهم التعامل مع هذا الموقف، يمكنك أن تتفاهم مع من يجاورك في الملعب.

لكن هذا لا يعني أنه من الوارد امتلاكك للاعبين جيدين جدا لكن لا تملك فريقا قويا جماعيا، الفريق القوي يحتاج وقت.

  • لعبت أمام محمد أشرف وكابوريا وداوودا.. كيف ترى إضافتهم للزمالك؟

كما قلت، لا يمكن أن ينضم للزمالك لاعب إلا وكان لاعبا كبيرا.. جميعهم لاعبين جيدين جدا جدا، والمنافسة صعبة جدا وهم إضافة للفريق ككل.

المدرب سيشرك أي لاعب يراه مناسبا لخطته وهو صاحب القرار في من يلعب أو لا يلعب، ولا توجد مشكلة أبدا إذا ابتعدت عن التشكيل الأساسي.

  • هل تحدث معك نيبوشا يوفوفيتش أو تكلمت معه؟

هنأني على الفوز وعلى مستواي في مباراة أوغندا، وأخبرني بموعد انضمامي للتدريبات بعد فترة حصولي على الراحة.

  • ما رأيك في انضمام لاعبين كثيرين للزمالك كل موسم، هل هذا يتأثر سلبا أو لا؟

الأمر هذا حدث وحصلنا على لقبي دوري وكأس.

  • وحدث الموسم الماضي ولم يتوج الزمالك بأي لقب؟

لم نكن موفقين.. هذا الأمر ليس هو المقياس على حصد البطولات.. النجاح منظومة متكاملة لابد من إدارة قوية ولاعبين ومدرب جيد، إذا اختلف هذا الأمر لن تنجح.

  • وهل تشعر بأن هناك شيء مختلف عن الموسم الماضي يحدث في الزمالك؟

نعم، أشعر الأمور أفضل.. هناك حالة من الهدوء، مشروع الزمالك مُبشر. والموسم الماضي كان له ظروفه الخاصة وليس نهاية العالم أن تفشل في موسم واحد، نحن منذ ثلاثة مواسم حصدنا العديد من الألقاب. لن تفوز باقي عمرك، أو تخسر للأبد.. الكرة مكسب وخسارة.

التعليقات