كتب : رامي جمال | الأربعاء، 30 أغسطس 2017 - 23:55

كفانا أعذارا وعقد.. الحلم أصبح قريبا فقاتلوا

مصر و أوغندا

18 نوفمبر 2009

لا يوجد مشجع في مصر ينسى ذلك التاريخ فهو اليوم الذي شهد سكون تسديدة عنتر يحيى في شباك عصام الحضري لتنهي آمال جيل الفراعنة الذهبي في التأهل لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.

تلك التسديدة كانت بداية النهاية لجيل سيطر على القارة السمراء من 2006 حتى 2010 مرورا بأداء مُبهر في كأس القارات أمام البرازيل وإيطاليا.

في ذلك اليوم لم أشعر بالحزن في حياتي بقدر ما شعرت به كنت في حالة ذهول تام وارفض الحديث مع أصدقائي عقب نهاية المباراة لفترة كبيرة.

وقتها قررت عدم متابعة مباريات منتخب مصر في تصفيات المونديال مجددا، وقتها شعرت بأن هناك أشياء غريبة تحدث تمنعنا من التأهل وتيقنت أن الأمر أصبح عقدة لنا.

15 أكتوبر 2013

منتخب مصر يحل ضيفا على غانا في كوماسي لملاقاة النجوم السوداء في مباراتين ذهابا وإيابا لتحديد المتأهل لكأس العالم في البرازيل.

الفراعنة كانوا مميزين مع المدرب الأمريكي بوب برادلي فازوا ذهابا وإيابا في كل مبارياتهم في المرحلة الثانية من التصفيات وتصدروا المجموعة.

شعرت بالتفاؤل مجددا ووثق الجميع في رفاق أبو تريكة والشاب الصاعد آنذاك محمد صلاح لما لا فرغم توقف الدوري لعامين إلا أن المنتخب يسير بقوة ويحصد الأخضر واليابس أمامه.

ولكن جاءت النكسة بالسقوط بستة أهداف لهدف أمام غانا في أسوأ نتائج الفراعنة عبر تاريخهم الكروي الكبير.

نعم ذهبت بعدها لمدرجات ملعب الدفاع الجوي فرغبتنا على الأقل في عدم الهزيمة مجددا أمام غانا كانت كبيرة فنحن لا نسقط أمامهم مجددا وعلينا الفوز بأي نتيجة كانت وبالفعل انتصرنا بهدفين لهدف.

ولكن يومها تيقنت أكثر أن كأس العالم ليس لنا، اعتزل أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة ومحمد شوقي أعمدة الجيل الذهبي وتبدلت الأحوال بعمرو زكي وغاب متعب وحسني عبد ربه عن الساحة الدولية.

وأصبح المنتخب لا يملك جيلا قويا جراء العديد من الأسباب وفشلنا حتى في التأهل لكأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي في أحد أسوأ فترات المنتخب المصري على الإطلاق عبر تاريخه.

كوبر ورفاقه

في 2015 تعاقد اتحاد الكورة مع الأرجنتيني هيكتور كوبر لقيادة دفة الفراعنة وكان الهدف الواضح والصريح هو العودة لكأس أمم إفريقيا والتأهل لكأس العالم.

نجح الأرجنتيني المخضرم في قيادتنا للتأهل للمونديال الإفريقي مجددا، بل وبلوغ النهائي مباشرة ولكننا سقطنا أمام الكاميرون.

وفي تصفيات المونديال حقق أفضل انطلاقة ممكنة بالفوز على الكونغو ثم غانا وتصدر المجموعة مبكرا بست نقاط.

والآن أمامنا مباراتين فاصلتين ضد أوغندا بست نقاط يجعلونا نقطع شوطا كبيرا جدا جدا نحو التأهل لمونديال روسيا 2018.

نعم قلت كثيرا مثل الكثيرين سأتوقف عن متابعة المباريات في تصفيات المونديال بالتحديد وأتصرف كأن الأمر لا يشكل أي فارق معي، ولكن وحده الشغف هو من يقودنا للعودة مجددا لمساندة لاعبينا ومنتخبنا.

نعم هو ذلك الشغف الذي دفعني لحضور لقاء غانا في مدرجات ملعب برج العرب، نعم هو ذلك الشغف الذي يجعلنا نعود مجددا لمساندة المنتخب بعد كل إخفاق.

لاعبو الكرة يلعبون من أجل إسعاد الجمهور وتحقيقهم للبطولات لأنفسهم أيضا لكن في تلك المرة لا نطالبهم بأي شيء سوى القتال لأجلنا.

عليكم ألا تشغلوا بالكم بهوية اللاعب الأساسي من البديل، عدم التفكير في هوية مسجل الهدف، عدم التفكير في مسيراتكم مع أنديتكم.

عليكم فقط التحلي بالشغف الذي طالما تحلى به جمهوركم طوال تلك السنوات والقتال من أجل إسعادهم فقط وإهدائهم فرحة طال انتظارها 27 عاما.

تلك المرة بالتحديد لا أريد أداء جميلا أو مهارات رونالدينيو وميسي ورنالدو في الملعب، لا أريد رؤية تعادلا مع ناميبيا أو بنين ثم الانتصار عليهم في القاهرة بسداسية وسباعية بعد ضياع الحلم.

أريد رؤية الكرة في شباك أوغندا ولو لمرتين في مباراتين فقط للوصول للمونديال.

قاتلوا من أجلنا فقط.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات