لماذا أراد نيمار الرحيل عن برشلونة

الخميس، 03 أغسطس 2017 - 20:58

كتب : علي أبو طبل

نيمار

أن يكون اسمك ضمن أفضل لاعبي كرة القدم وأمهرهم في العالم، وأن تلعب في نادي بحجم وتاريخ برشلونة مشكلا خطا هجوميا ناريا يتغنى به الجميع بجوار ليونيل ميسي ولويس سواريز، جميعها أسباب كافية للتفكير في البقاء بألوان البرسا للأبد.

ودفع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الشرط الجزائي في تعاقد برشلونة مع نيمار للحصول على خدمات اللاعب البرازيلي، وهذا ما أعلنه برشلونة في بيان رسمي.

وأصدر برشلونة بيانا رسميا أعلن خلاله حصوله على مبلغ 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقد نيمار مع النادي.

دعنا من قيمة الانتقال والتكاليف التي يتكفل بها باريس سان جيرمان لإتمام الأمر، فأنت كمشاهد لن تنفق مليما من جيبك في كل الأحوال.

ولكن السؤال الأهم هنا .. لماذا يفكر نيمار في ترك المجد في برشلونة؟

للإجابة عن ذلك، علينا النظر لمسيرة قائد السليساو تدريجيا.

الفشل

عامل هام جدا في تكوين أكبر قصص النجاح لأي لاعب في العالم. لا بد أن أي منهم مر بمرحلة فاشلة وتلقى الصدمات والانتقادات، ونيمار أحدهم.

في مونديال الناشئين لأقل من 17 عاما في نيجيريا عام 2009، كانت مشاركة البرازيل مأساوية، حيث ودعت البطولة من دور المجموعات بعد خسارتين أمام المكسيك وسويسرا بالنتيجة نفسها 0-1.

تواجد نيمار مع فيليب كوتينيو وفشل كلاهما في المساهمة ولو بتسجيل هدف على الأقل خلال المبارتين.

في الوقت ذاته، كان اسم نيمار لامعا مع سانتوس في الدوري المحلي. الجميع يتحدث عن مهارات فذة في عمر صغير، ويتساءلون عن النادي المحظوظ الذي سيظفر بخدماته.

لكن تجربة مونديال الناشئين أوصلت رسالة واضحة. "الدوري غير الدولي يا كابتن نيمار".

تجربة روبينيو

ينضج نيمار داخل البرازيل، ويبقى مثله الأعلى في كرة القدم هو مواطنه روبينيو.

تألق روبينيو في سانتوس كذلك وأظهر مهارات فائقة. تحدث الجميع عن أنه الأعجوبة القادمة في كرة القدم وسيتفوق على عديدين ممن لمسوا كرة القدم، باستثناء بيليه الذي يظل خطا أحمر للبرازيليين.

انتقل روبينيو مباشرة إلى ريال مدريد في 2005، وزادت التوقعات بأنه سيكون الأفضل في العالم لسنوات متتالية.

عايشنا جميعا فترة روبينيو مع ريال مدريد وشاهدنا ما حدث. لم يكن سيئا للغاية ولمسنا بعض المتعة، ولكنه لم يكن بقدر التوقعات الهائلة التي تم بناءها حوله.

معايشة نيمار لقصة روبينيو جعلته يفكر بتأني، وأن يأخذ خطواته بهدوء شديد.

الأفضل في العالم

على مدار 13 سنة منذ نشأة الجائزة، فاز 5 برازيليين في 8 مناسبات متفرقة بلقب الأفضل في العالم.

بدأها روماريو في 1994، ثم الظاهرة رونالدو في 1996 و1997 و2002. ريفالدو انتزعها في 1999، وحققها رونالدينيو في 2004 و2005، وأخر البرازيليين تتويجا كان ريكاردو كاكا في 2007.

منذ نشأة نيمار وتألقه مبكرا، ويبدو أنه مشروع لأفضل لاعب في العالم يوما ما.

الآن نيمار في عمر الـ25، وأقصى ما حققه في ذلك السبيل هو الدخول لقائمة المرشحين الثلاث النهائية.

نعلم جميعا أن لولا تواجد ميسي ورونالدو لاختلف مسار الجائزة خلال الـ10 سنوات الأخيرة.

الآن يرغب نيمار في أن يصبح الأفضل في العالم، فقد انتظر كثيرا وتأنى بما يكفي ولكي يحدث ذلك فعليه أن يكون البطل الأوحد.

الهروب من ميسي

رغم تطوره الشديد منذ الانضمام من سانتوس في 2013، وتأثيره في العديد من المباريات الهامة لبرشلونة، يظل قدر نيمار أن يبقى في ظل ميسي.

لا يعني السطر الأخير تراجع ميسي أو قلة تأثيره، فلا شك أن الأرجنتيني بمرور الوقت يظل العنصر الأهم والأكثر حسما وتأثيرا في البلاوجرانا.

القصة هنا أن البرازيلي مهما حاول، فسيظل في المشهد الختامي ظلا لميسي البطل على الدوام.

فكرة "البطل الأوحد" وأن يكون النجم الأول الحاسم والمؤثر والمتسبب في التتويجات هي ربما ما قد يمنح نيمار الأفضلية إن تمكن من قيادة فريق ما إلى لقب كبير مثل دوري الأبطال.

وطالما يتواجد ميسي في برشلونة، لن يكون نيمار كذلك، لذا فالخيار هو الخروج إلى نادي آخر حيث يصبح النجم الأهم.

بطل العالم

ما يميز جميع الأسماء البرازيلية المتوجة بلقب أفضل لاعب في العالم أنها جميعها رفعت الكأس الأهم في تاريخ كرة القدم منذ اختراع اللعبة.

إنجاز أراد نيمار تحقيقه في بلاد السامبا منذ 3 سنوات، وكانت الآمال كبيرة، ولكن اللقب ذهب إلى ألمانيا بعدما أهانت البلد المضيف في نصف النهائي بسباعية لن تنسى.

أمام نيمار فرصة جديدة في الصيف القادم في روسيا، وبالتأكيد يرغب في الوصول لأفضل مستوى بدني وذهني والمرور بأقل ضغوط ممكنة حتى يحين الموعد.

نعلم أن الضغوط في باريس سان جيرمان على سبيل المثال أقل كثيرا من برشلونة. أضف إلى ذلك تقدير مادي كبير وبروباجندا لا مثيل لها يستطيع نيمار الاستمتاع بوقته مع كرة القدم هناك إلى أن يحين وقت المونديال.

السؤال هنا، والذي لن تحسم إجابته الآن. هل تكون تلك النقلة بمثابة خطوة أكبر للاعب البرازيلي على المستوى الفردي، أم تكون بداية نهاية مبكرة لمسيرة فتى موهوب؟.

التعليقات