حسين السيد.. الحاضر والماضي بظلال أليمة

الخميس، 20 يوليه 2017 - 18:15

كتب : مصطفى عصام

حسين السيد - الزمالك

أحد أهم النهائيات للزمالك في تاريخه، نهائي بطولة إفريقيا لأبطال الدوري 1996.

الزمالك في المباراة النهائية أمام شوتنج ستارز النيجيري، ومتقدم بهدفين دون رد أحرزهما مدحت عبد الهادي وأيمن منصور، وهى النتيجة التي تؤهل الأبيض للفوز بالكأس، لخسارته مسبقا في نيجيريا بهدفين لهدف.

حارس المرمى وللسنة السادسة على التوالي هو حسين السيد، الجمهور يضع يده على قلبه كالعادة خوفا من هفواته المكررة، وقبل النهاية بدقيقة استقبل بشباكه هدفا جعل القلوب في الحناجر وأبرزت الكاميرا محمد صبري ممسكا بالمصحف ويتضرع بالدعاء.

حسين السيد تولى منصب مدير الكرة في الزمالك في الجهاز الفني للبرتغالي أوجستو إيناسيو.

في هذه اللحظة، لم يكن جمهور الزمالك على أتم الثقة بحسين السيد لبدء المباراة، وبالتالي ركلات الترجيح أيضا، فضلا عن أن نادر السيد حارس الزمالك وقتها هو أخصائي تصدي ضربات الجزاء.

لم يتبق على اللقاء سوى دقيقتين وقت إضافي قبل الذهاب لركلات الترجيح مباشرة، بحث الجهاز الفني عن نادر السيد فلم يجدوه، اتضح أنه ذهب لغرفة الملابس لأداء صلاة المغرب قبل إحراز الهدف النيجيري مطمئنا بجلب الكأس.

يحكي حسين السيد لجريدة الحياة اللندنية: "العلاقة بيننا ممتازة، ومتفاهمين بشكل رائع، والمواقف التي بيننا كثيرة، أخرها كان في نهائي كأس البطولة الإفريقية لأبطال الدوري أمام شوتنج ستارز في 13 ديسمبر في القاهرة".

"قبل النهاية بدقيقة أحرز الفريق النيجيري هدفا، أصبحت النتيجة 2/1، وهي نفس نتيجة اللقاء الأول، وقتها أدرك الجميع ان الفريقين سيحتكمان إلى ضربات الجزاء، وهو ما لم يتوقعه أحد بمن فيهم نادر السيد الذي دخل إلى غرفة الملابس ليرتدي بدلة التدريب التي سيتسلم بها الميدالية الذهبية ولصلاة المغرب، وعندما أوشك الحكم على إطلاق صفارته ليعلن نهاية المباراة، أخذ الجهاز الفني يبحث عن نادر حتى ينزل ويلعب بدلا مني وتوترت الأعصاب، لأن أحدا لم يعرف أن نادر دخل غرفة الملابس فما كان مني إلا أن ارتميت على الأرض مدعيا الإصابة حتى يتم البحث عن نادر، لأنه إذا لم يشترك قبل إنتهاء الوقت الأصلي، لن يلعب تبعا لرغبة الجهاز الفني التي احترمها".

وأضاف: "أخيرا عثروا على نادر فاستبدل ملابسه بسرعة، وحل محلي بعد أن تمنيت له النجاح، ودعوت له من كل قلبي. والحمد لله فاز الزمالك بضربات الجزاء وبالبطولة".

ماذا قال لك نادر وهو في طريقه الى المرمى قبل خروجه؟ "قال لي برافو.. ادعي لي".

ولكن هذا حدث أيضا في مباراة الصفاقسي التونسي في دور الثمانية للبطولة نفسها.

بالضبط فقد فزنا 1/صفر وهي النتيجة ذاتها التي فاز بها فريق صفاقس لكن الفارق أننا كنا نتوقع هذه النتيجة، لذلك لعب نادر قبل النهاية بخمس دقائق، ولم تحدث هذه "الدربـكة".

حسين السيد بدأ مشواره مع الزمالك أساسيا منذ موسم 1990-1991، أول دوري أقيم في مصر بعد دخولنا بعصر الاحتراف بإقرار من الجوهري بعد كأس العالم إيطاليا 1990.

حسين السيد كان شريكا وحارسا أساسيا في فوز الزمالك بدرع الدوري موسمي 1991-1992 و1992-1993، ولكن كل هذا لم يغفر له أمام جماهير الزمالك دخول هدفين بمنتهى السهولة والغرابة أمام المصري البورسعيدي قبل نهاية دوري 90-91 بأسابيع قليلة، هدف أقصى الزمالك من المنافسة الرباعية بين الأهلي والإسماعيلي والغزل.

وحتى في أفضل مواسمه بالدوري المصري، لم ينس له الجميع خطأه القاتل أمام الركلة الحرة المباشرة لطاهر أبو زيد بنهائي كأس مصر 1992، والتي ارتدت من صدره لتجد المتابع أيمن شوقي في الدقائق الأخيرة، لينتزع كأسا للأهلي اندهش له جماهيره قبل جماهير الزمالك، بعد عرض قوي خصوصا بالشوط الثاني أفقدوا الأهلي سيطرته تماما.

بالرغم من كونه حارسا لنادي الزمالك لأوقات كثيرة، لم ينضم كثيرا لمنتخب مصر على عكس نادر السيد الحارس الثاني أو بالأهلي أحمد شوبير وعصام عبد العظيم حارس الاتحاد طيلة فترة التسعينات، فجاء ظهوره متأخرا دوليا لأول مرة أمام تونس في تصفيات كأس العالم 1997 بالمنزه، وخسر المنتخب بهدف نظيف لزبير بيه.

أجل حسين السيد قرار اعتزاله بعد رحيل نادر السيد عن الفريق، ولعب مجددا مع الفريق الأول بعد جلوسه له احتياطيا قبل أن يأتي عبد الواحد السيد من الترسانة بالناشئين ويصعد ليكون الحارس الأول ويلعب بداية من 1998، ليعود حسين السيد للدكة مجددا، قبل أن يحرز بطولة كأس مصر عام 1999 أمام الإسماعيلي ويعلن بعدها اعتزاله نهائيا، ليسدل الستار على مسيرته كحارس مرمى "أبرز لقطة له كانت تلك الهفوة" أمام ستنشري واريوز النيجيري عام 1993 بدخول الكرة في مرماه من يده ومحاولته خداع الحكم لعب ضربة مرمى.

عاد أمس حسين السيد من جديد للزمالك، على الرغم من إنه درب كثيرا في قطاع الناشئين بالزمالك، إلا أن عودته أتت بمنصب مدير الكرة، بظلال أليمة لهفواته بالماضي ولإصلاح ما تبقى من الحاضر.

التعليقات