نادي الـ100 (3) - أحمد الكاس.. نجم التسعينات الذي أحب الشاي أكثر من الكرة

السبت، 08 يوليه 2017 - 18:32

كتب : مصطفى عصام

أحمد الكاس

الاسم الحقيقي (أحمد عبده عبد العزيز)، جمهور الأوليمبي أسماه أحمد الكاس تيمنا بنجم الأوليمبي في الستينات محمد الكاس.

صوته عذب، غنا كثيرا في الأفراح النوبية ويجيد العزف على الرق.. وكذلك بالملعب كما وصفته مجلة World Soccer عام ١٩٩٠ قبل بدء كاس العالم.

في بداية التسعينات، وبعد الأداء غير المتوقع أمام هولندا وإنجلترا بكأس العالم إيطاليا 1990، انهالت عروض الاحتراف على اللاعبين المصريين المشاركين ببطولة، منهم من لم يحالفه التوفيق مثل أحمد شوبير الذي كان قريبا من الانضمام لصفوف إيفرتون، ومنهم من احترف بالفعل مثل هاني رمزي في نيوشاتل السويسري، وحسام وإبراهيم حسن مع مجدي طلبة في باوك اليوناني.

اقرأ أيضا

نادي الـ100 (١) - حسام حسن = 98 نقطة

نادي الـ100 (٢) - ماذا يحدث لو اختفت أهداف الخطيب من الدوري

مثله مثل باقي أبناء جيله، النوبي الأسمر أحمد الكاس الموهبة المتفجرة انتشرت أنباء أن ميلان الإيطالي تفاوض معه من أجل ضمه، لا توجد تأكيدات بأنه خبر صحيح أو إشاعة، ولكن تندر الكل عليها بأنه رفض العرض بسبب عدم الموافقة على حصة الشاي الخاصة به، كان معروفا عنه بأنه مولعا بشرب الشاي.

رود كرول مدرب منتخب مصر السابق قال سابقا لـFilGoal.com عن أحمد الكاس: "لو كان أحمد الكاس أكثر نشاطا وأقل حبا للجلوس وتناول الشاي، لكان من أهم نجوم العالم".. هكذا يؤمن المدرب الهولندي المخضرم.

سئل كرول عن أحمد الكاس، والذي لعب تحت قيادة الهولندي في كأس أمم إفريقيا 1996 وكان نجما للفراعنة في البطولة.

ورد الهولندي "الكاس من أفضل المواهب التي تعاملت معها في حياتي".

وأضاف نجم أياكس أمستردام الأسبق "للأسف، حين توليت مسؤولية منتخب مصر كان الكاس في منتصف العمر، وبالتالي فقدت فرصة رفع لياقة لاعب يمتلك موهبة استثنائية".

وأردف "قلت للكأس من قبل، لو كان حبك للتدريبات يعادل حبك لشرب الشاي وأنت جالس لأصبحت من أشهر لاعبي العالم".

أقصر مسيرة وصل بها لنادي المائة

مسيرة الكاس نحو نادي المائة، حين بدأ مع الأوليمبي موسم 1987-1988 بعد الصعود من الدرجة الثانية للدوري، هو أقصر لاعب وصل لنادي المائة زمنيا برصيد 9 مواسم فقط بدأت من موسم 1987-1988 بعدما أحرز 6 أهداف، حتى وصل للهدف رقم مائة في مباراة الألومنيوم موسم 1996-1997، وأكمل مسيرته حتى وصل للهدف رقم 108.

الكاس يمتلك رقما مميزا في مسيرته بالوصول للقب هداف الدوري ثلاث مرات متتالية أعوام 1991-1992، 1992-1993، 1993-1994، وهو الوحيد من بطولة الدوري من حقق هذا الرقم تواليا.

الأندية الفائزة بالدوري المصري عددها سبعة (الأهلي، الزمالك، الإسماعيلي، المقاولون العرب، غزل المحلة، الترسانة، الأوليمبي).. أحمد الكاس يملك رقما مميزا يتفوق به على باقي أقرانه بنادي المائة، حيث بلغت أهدافه بهم 30 هدفا أي حوالي 28% من أهدافه بهم.. كأعلى نسبة أهداف مسجلة بالفرق الفائزة، متفوقا على حسن الشاذلي الذي سجل 47 هدفا من أصل 178 أي بنسبة 26%.

يمتلك الكاس قصة طريفة في صراعه على لقب بطولة الدوري موسم 1992-1993 مع حسام حسن، وصل الإثنان بالأسبوع الأخير في الدوري للهدف رقم 14.

الأهلي ينتظر مباراة قوية أمام غزل المحلة صاحب المركز الثالث في استاد القاهرة في الأسبوع الأخير، أما الأوليمبي يواجه المنيا بالإسكندرية.

جاءت الأنباء لاستاد القاهرة أن أحمد الكاس سجل الهدف الأول في مرمى المنيا في الدقيقة 2، ما جعل جماهير الأهلي تشجع حسام من أجل الوصول للقب هداف الدوري.

وبالفعل في الدقيقة 44، أحرز حسام الهدف.. واجتمع لاعبو الأهلي عند الحكم للتأكيد عليه بأن حسام من سجله، ولكن أظهرت الإعادة التلفزيونية أن إبراهيم ليس حسام من سجل.. ولكن الحكم سجل في تقريره الهدف لحسام.

سجل أحمد الكاس الهدف الثاني في الشوط الثاني وكذلك سجل حسام هذه المرة، ليتساوى الثنائي في تقرير الحكام بـ 16 هدفا، وبالتالي سيأخذ حسام لقب الهداف لأن الأهلي يسبق الأوليمبي في ترتيب الدوري.

ولكن أخذ اتحاد الكرة لأول مرة بالتقرير التلفزيوني، وحسم لقب الهداف لأحمد الكاس وسجل الهدف باسم إبراهيم لا حسام.

يحكي أحد المقربين للكاس: "أن أبيه الحاج عبده عبد العزيز بعد نهاية المباراة، بمجرد أن علم ما حدث في استاد القاهرة بواقعة حسام وإبراهيم، نزل مسرعا للحكم لكي يتأكد بأنه سجل هدفي ابنه في تقريره".

عروض الاحتراف

عام 1992، تحدث أحمد الكاس بعيدا عن عرض ميلان الإيطالي، بأنه جاءت إليه عروضا من روما ويوفينتوس الإيطالي وكذلك تشيلسي الإنجليزي، لكنه رفض الاحتراف بسبب ظروف مرض والدته.

وكذلك أيضا تأخر إنضمامه من الأوليمبي لأيا من أندية القمة بسبب تعلقه بمدينة الإسكندرية ووالدته وتأثرا بوفاتها كما صرح لأخر ساعة في عدد 2 يناير 1991.

"أمامي عروض من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا.. حسمت البقاء نهائيا في مصر ومع الأوليمبي لأسباب نفسية، بعد وفاة والدتي تولدت لدي عقدة لأن أمر الله نفذ وأنا خارج مصر، حسبتها (شمال ويمين) وفضلت البقاء مع أسرتي بمصر فالدقيقة معهم لا تقدر بمال".

طوال فترة لعبه في التسعينات كان يرتدي دبلة، أثار بها الشائعات وذهب البعض لقول بأنه تقدم لخطبة الفنانة الشهيرة ليلى علوي.

رد على ذلك: "هدية من والدتي رحمة الله منذ عمر السابعة عشر".

الجوهري أبي.. والبوري اكتشفني

في حوار أحمد الكاس مع الأهرام الرياضي، صرح بفضل البوري مدرب الأوليمبي، حين دفع به من مركز لاعب الوسط المدافع للجناح الأيسر، وهو ما ساهم في انضمامه لمنتخب مصر ورفع غلته التهديفية كثيرا.

أما الجنرال "كانت علاقة أخوية ليست كمدرب بلاعب تنتهي عند غرف الملابس، علاقتي به امتدت لكل ما يخصني في حياتي، هو أول من قدم لي عروض الاحتراف في إنجلترا، حتى بلغ تفكيري بأن أنضم إليه مع المصري البورسعيدي ولو لموسم تكريما له، ولكن سبحان الله عاد لتدريب المنتخب".

"أدين له بفتح الباب لغير لاعبي الأهلي والزمالك للمنتخب، لولاه لن يكون لي شأنا، اعتز بأنني من صنع هدف مصر في الجزائر لنصعد بعد غياب 56 عاما".

مصر كلها تفاعلت مع الكاس في هذه الفرصة والتي أبعدها بروكلين بأطراف الأصابع.

الانضمام للأهلي.. أنا زملكاوي

أعلنها صراحة، إذا تركت الأوليمبي سأنضم للزمالك هذا كان ردا عن اقترابه بشدة من الأهلي قبل بداية موسم 1995-1996، اشترط وقتها أحمد الكاس أن يصطحب والده معه للقاهرة من أجل العيش، وتمت الصفقة من أجل تكوين فريق الأحلام وفي مقدمته أحمد الكاس صاحب الثلاثين عاما لم يفز بالدوري، ولكنه توج ببطولة إفريقيا لأبطال الدوري والبطولة الأفروآسيوية وكأس السوبر الإفريقي وسجل مع الزمالك 33 هدفا في موسمين بمختلف البطولات، منهما 25 هدفا ببطولة الدوري و 6 في أبطال إفريقيا وهدفين بالكأس.

النهاية

أنهى الكاس مشواره مع الزمالك حزنا على وفاة والده، وفضل العودة للإسكندرية مجددا، مع الأوليمبي في الدرجة الثانية.

نعم.. أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا 1996 والمرشح بالتأكيد لدخول تشكيلة منتخب مصر دوما طيلة فترة التسعينات، انضم عام 1997 للأوليمبي في الدرجة الثانية من أجل الصعود، فشل في ذلك فلعب للاتحاد السكندري موسم ١٩٩٩-٢٠٠٠ في الدوري المصري سجل به أربعة أهداف أسدل به الستار على مسيرة أفضل لاعب في التسعينات.

التعليقات