بوريني.. "البديل الإستراتيجي" في فرصته الأخيرة

السبت، 01 يوليه 2017 - 21:59

كتب : عمر ناصف

فابيو بوريني

في صفقة تعجب لها جمهور ميلان، تعاقد النادي مع المهاجم الإيطالي صاحب الـ26 عاما فابيو بوريني قادما من سندرلاند بعد هبوط الفريق الإنجليزي إلى الدرجة الثانية ورغبة إدارة الفريق الإيطالي في بناء فريق جديد ليعيد النادي إلى طريق المجد والانتصارات مرة أخرى.

فابيو بوريني

النادي : هيلاس فيرونا

بوريني قادم من موسم هو الأسوأ له في مسيرته الكروية فلم ينجح سوى في تسجيل هدفين فقط في 26 مباراة وفشل في إنقاذ فريقه من الهبوط إلى الدرجة الثانية وسبب أخر هو اختلاف جودة اللاعب الإيطالي عن باقي صفقات الفريق الصيفية مع وصول الإدارة الجديدة بقيادة ماركو فاسوني وماسيمو ميرابيللي.

منذ عشرة أعوام ضم تشيلسي بوريني بعد تألقه مع شباب بولونيا فريقه الإيطالي الذي نشأ فيه ليكون المهاجم الأول لفريق الرديف للفريق اللندني مسجلا 10 أهداف في 11 مباراة كانت كفيلة لإقناع المدرب كارلو أنشيلوتي لتصعيده إلى الفريق الأول بعد عامين فقط من انتقاله لإنجلترا.

جراحة فتاق أبعدت اللاعب بعد أن بدأ في أخذ بعض الوقت من المشاركات مع الفريق الأول ليعود وينتقل في إعارة ربع موسمية إلى سوانزي سيتي في الدرجة الأولى ويساهم بأهدافه الستة في مشاركاته التسعة في صعود الفريق إلى الدوري الممتاز.

بوريني رفض العودة إلى تشيلسي بعد ذلك مفضلا الرجوع إلى بلاده إيطاليا لإطلاق مسيرته الكروية المنتظرة من هناك وبارما كان الفريق الذي اتفق مع اللاعب موقعا معه عقدا جديدا لمدة خمس سنوات قبل أن يجد النادي الإيطالي نفسه يذهب إلى المحكمة للرد على اتهامات وجهها إليه فريق تشيلسي بخطف اللاعب الشاب ويجبر الفيفا الفريق الإيطالي على دفع 337 ألف يورو كتعويض إضافى على 347 ألف يورو قد دفعهم بارما سابقا لتشيلسي كحق رعاية اللاعب الشاب.

لم يلعب بوريني مع بارما فقبل غلق سوق الإنتقالات الصيفية ذهب إلى روما الذي امتلك نصف بطاقته بصفقة تبادلية مع بارما ذهب فيها بوريني إلى روما وستيفانو أوكاكو إلى بارما في موسم كان الأنجح في مسيرة بوريني مسجلا 10 أهداف في 26 مشاركة مع النادي الإيطالي الذي قام بشراء النصف الأخر من بطاقته قبل نهاية الموسم ب5.5 مليون يورو.

"الصفقة الأفشل لبريندن رودجرز في مسيرته التدريبية" هكذا مازالت تصف الصحف تعاقد ليفربول مع فابيو بوريني مع ليفربول فلم يسجل سوى 3 أهداف في 38 مباراة على موسمين كان بينهم موسم قضاه معارا في سندرلاند مسجلا 10 أهداف في 40 مشاركة.

القطط السوداء تشجعت للحصول على المهاجم الإيطالي في النهاية بـ12 مليون يورو ولكن هذه المرة اللاعب فشل في تسجيل أكثر من 6 أهداف في 42 مباراة في أخر موسمين.

إجمالا بوريني في 8 مواسم هي عمر مسيرته لم يسجل سوى 55 هدف ويصنع 16 هدف أخر في 199 مباراة لعبها الإيطالي الذي رغم أنه خذل الجميع فقد تنقل ما بين تشيلسي وليفربول وروما والآن ميلان.

صاحب الـ26 عاما والذي يطمح لإستكمال مسيرته الدراسية كمهندس معماري عندما يعتزل كرة القدم افتقد لمسته الفنية والتهديفية على أرضية الملعب رغم إحتفاظه بها خارجه بتصميمه لمنزله الذي يقيم به سواء في إنجلترا أو في إيبيزا

إذا لماذا تعاقد معه ميلان في الوقت الذي يبحث فيه الفريق عن الأفضل؟

الإجابة في نقطتين.

بديل إستراتيجي

بالتأكيد لم يكن ضمه من أجل تدعيم التشكيلة الرئيسية لميلان والتي لا يوجد لها مكان حاليا للاعب مثل بوريني ولكن ضمه جاء لقدرته على اللعب في كل المراكز الهجومية في طريقة 4-3-3 و4-3-1-2 التي يفاضل بينهم فيتشنزو مونتيلا للإعتماد على إحداهما الموسم المقبل.

مسيرة اللاعب شهدت مشاركته كقلب هجوم في 40 مناسبة وكجناح أيمن في 42 مباراة بينما كان الجناح الأيسر هو المركز المفضل لبوريني في مسيرته فشارك فيه في 59 مباراة وهو ما يعطي مونتيلا خيارات كثيرة لاستخدام اللاعب كورقة هجومية للتلاعب بخطط وأفكار المنافسين.

إضافة إلى ذلك أهداف اللاعب "وإن كانت قليلة" فإنها موزعة بشكل شبه متساوي خلال مشاركات اللاعب في تلك المراكز المختلفة فسجل 12 هدفا كجناح أيسر و10 أهداف كجناح أيمن و9 أهداف في مركز قلب الهجوم وهي إن دلت على شيء فهو أن بوريني يجيد اللعب بشكل متساوي فيها مما يعطي ميزة إضافية.

فرصة أخيرة للاعب

عندما تخرج من موسم هو الأسوأ لك في مسيرتك التي لم ترتق إلى التطلعات الموضوعة عليك منذ الصغر وتجد نفسك توقع لميلان بالتأكيد هذا يعطيك دافعا قويا لإخراج كل ما عندك وإثبات جدارتك بإرتداء هذا القميص.

بوريني بالتأكيد يعلم أنه سيصل إلى ميلان للقيام بدور لن يزيد عن كونه بديلا ولكنه سيعمل جاهدا من أجل تقديم كل ما لديه ومنافسة زملاءه على مركز في التشكيل الرئيسي لعله هذه المرة يقدم أوراق إعتماده لجماهير ميلان التي لا تنتظر الكثير من المهاجم الإيطالي بقميص فريقها.

الثنائي المسئول عن التعاقدات في ميلان فاسوني وميرابيلي أعطيا للاعب فرصة ذهبية من أجل إنقاذ مسيرته في مشروع ميلان الجديد وبوريني يعلم أن الوقت لم يتأخر بعد للقيام بذلك وموسم ماريو بالوتيلي المميز مع نيس في فرنسا الذي أعاد إحياء مسيرة اللاعب ليس ببعيد.

الفارق أن الإهتمام الإعلامي المسلط على ميلان الموسم المقبل سيكون أكثر والضغوطات الموضوعة على الفريق ولاعبيه أكبر وقدرة بوريني على تجاوز الأمور النفسية ستحدد هل ينفجر أخيرا أم تواصل مسيرته تراجعها.

التعليقات