ريال مدريد ضد يوفنتوس.. استمعوا إلى أل باتشينو

السبت، 03 يونيو 2017 - 02:36

كتب : معتز سيد

دوري أبطال أوروبا

"في هذا الفريق، نحن نكافح من أجل تحقيق هدفنا.. نقبض بشدة على تلك الأمنيات".

"لأننا نعلم يقينا بأن بلوغنا تلك الأهداف فأننا سنصنع ذلك الاختلاف بين الفوز والخسارة، بين الحياة والموت".

"الرجل الذي يرغب في الموت هو الذي سيصل إلى ما يريد".

"إذا كنت سأحظى بحياة أطول، فذلك لأنني مازلت لدي الرغبة في الكفاح والموت من أجل تلك الرغبة".

"لأن هذا هو ما نعيش من أجله".

"إما أن ننتصر معا كفريق. أو سنموت كأفراد.. هذه هي كرة القدم".

"الآن ما الذي عليكم فعله؟".

عندما تأتي لحظة نزول الجميع إلى أرضية ملعب " ميلينيوم" في مدينة كارديف عاصمة ويلز، سؤال واحد فقط سيشغل بال الجماهير. من سيفوز ومن سيبكي؟

ريال مدريد يواجه يوفنتوس في النهائي المنتظر. نهائي دوري أبطال أوروبا.

في التاسعة إلا ربع مساءً ستنطلق صافرة الألماني فيليكس بريش، ليعلن انطلاق الحدث الأكثر أهمية في أي موسم كروي. نهائي دوري أبطال أوروبا.

كلمات العظيم، ألفريدو جيمس باتشينو (أل باتشينو) في خطبة للحظات الأخيرة قبل وقت المباراة الحاسمة في كرة القدم الأمريكية في Any Given Sunday، هي بالتحديد ما سيتعين على لاعبي ريال مدريد ويوفنتوس الاستماع له.

تلك اللحظة هي التي ستعيش من أجلها. طوال مسيرتك في عالم كرة القدم ستتمنى أن تمر عليك تلك اللحظة، فلا تجعلها تكون الأسوأ في تاريخك.

عندما تنتصر ستحتفل مع زملائك وتشعر بأفضل ما يمكن أن تحسه.

ولكن إذا خسرت فأن السكين ستقتلك وحدك. لن تجد زميلك في الفريق يساندك لأنه قُتل هو الأخر بنفس السكين.

سكين فشل تحقيق الحلم الأكبر، دوري أبطال أوروبا.

-----------------------------

بعد لعنة عدم الوصول إلى (العاشرة) بالنسبة لريال مدريد، لم يكن أي مشجع للملكي يتوقع هذا السيناريو.

حقق العاشرة ثم الـ11 والآن قد يكتب التاريخ ويحقق الثانية على التوالي كأول فريق في العالم ينجح في ذلك بالمسمى الجديد للبطولة.

"لو أي شخص قال لي بإنني سأعيش كل ذلك عندما كنت طفلا لم أكن لأصدقه، والآن أنا أعيش ذلك وأستمتع به".. زين الدين زيدان

ريال مدريد مكتمل العدد في النهائي. لا غيابات ولا إصابات والقائمة بالكامل تتواجد وتدعم زين الدين زيدان.

بفرحة التتويج بلقب الدوري الإسباني، وانفجار كريستيانو رونالدو وإبداع إيسكو واتزان لوكا مودريتش وتوني كروس. ريال مدريد جاهزة للموقعة المنتظرة.

وقال زيدان عن المباراة: "الفرصة متعادلة بيننا هي 50-50 ولكن الآن نحن في النهائي وكل شيء ممكن".

"في كرة القدم نحن نعطي كل ما لدينا أنا خسرت العديد من المباريات لذا فأنا أعلم أن الهزيمة ممكنة والأمر نفسه ليوفنتوس، سنحاول أن نلعب بطريقتنا وأعرف إننا سنواجه فريقا عظيما".

"رونالدو سيكون هو النجم لو لعبنا سويا سيكون هو نجم الفريق لأنه يسجل الأهداف، وهذا هو أهم شيء تسجيل الأهداف وإيقافها".

"لن نغير أي شيء على الإطلاق سنظل نتحدث عن المباراة مع الفريق وسنقوم بكل الأمور كما قمنا بها طوال الموسم وسنرى ماذا سوف يحدث".

مواجهة يوفنتوس في النهائي، لا تعد بالجديدة بالنسبة لريال مدريد.

الملكي نجح في التتويج بلقب دوري الأبطال موسم 1997-98 على حساب يوفنتوس.

أقيم النهائي منذ 19 عاما على ملعب أمستردام أرينا بهولندا، انتهى بهدف دون رد سجله بريدراج مياتوفيتش ليحقق ريال مدريد الكأس الأوروبية السابعة في تاريخه.

وعلى يوفنتوس الحذر فأن ريال مدريد نسبة نجاحه 100% عندما يلعب مباراة نهائية أمام فريق سبق وأن لعب ضده في النهائي.

ومن أجل ذلك سيتمنى جماهير ريال مدريد أن يحافظ كيلور نافاس على نظافة شباكه.

نافاس استقبل 16 هدفا في 11 مباراة، ولم يخرج بشباك نظيفة سوى مرة وحيدة كانت أمام أتلتيكو مدريد في ذهاب نصف النهائي.

لكن تصديات الحارس الكوستاريكي كان له مفعول السحر في وصول ريال مدريد إلى النهائي. 28 تسديدة نجح في التصدي لها.

في الدفاع، يوجد القائد، سيرخيو راموس.

الكل يعرف قدرات راموس في الكرات الثابتة وارتباطه الشديد بـ+90 ولكن دفاعيا أيضا يعد سيرخيو من عناصر قوة ريال مدريد.

فلك أن تتخيل أن أرقام راموس دفاعيا أفضل من بونوتشي وذلك بسبب كثرة هجمات منافسي ريال مدريد على عكس يوفنتوس.

الحمل الأكبر على عاتق الحاسم، رونالدو.

رصيد رونالدو من الأهداف في دوري أبطال أوروبا بات 103، ليصبح أول لاعب في التاريخ يتخطى حاجز الـ100 هدف في المسابقة القارية.

توج باللقب ثلاث مرات في تاريخه، أكثر من العديد من الأندية التي تبحث عن لقب واحد في تاريخها.

جماهير ريال مدريد لا تقلق عندما تكون الكرة مع رونالدو. حتى إذا أهدر فرصة فأنه سيعوضها وسيكون دائما سلاح الخطورة على مرمى يوفنتوس.

على عكس كريم بنزيمة. المهاجم الفرنسي أدائه على فترات. مرة يظهر مثل الخارق الذي يمر من 4 لاعبين على خط المرمى ويصنع هدفا = ذهب.

ومرة أخرى يظهر كاللاعب الذي لم يمارس قط كرة القدم.

---------------------

مثلما أخبر أل باتشيو فريقه بأنهم يعرفون تماما ما عليهم فعله، بكل تأكيد هكذا جاء حديث ماسيمليانو أليجري للاعبي يوفنتوس.

هم يعرفون تماما ما الذي عليهم فعله.

القتال ثم القتال ثم القتال لأخر نفس من المباراة.

يوفنتوس ظهر قويا، صامدا، شرسا، من الصعب أن تصل إلى مرماه وذلك خلال مواجهته لبرشلونة وموناكو.

لما لا ويوجد حائط دفاعي ربما هو الأقوى في أوروبا في الوقت الحالي.

ويعرفون ماذا سيفعلون.

"يجب علينا أن نعرف الوقت المناسب للدفاع والهجوم، وإذا استطعنا فعل هذا سنفوز".. أليجري.

يوفنتوس نجح وكالمعتاد في التتويج بالدوري الإيطالي، لا يوجد أي أحد يقدر في إيطاليا على إيقاف يوفنتوس.

ثم حصد لقب الكأس ليُكمل الثنائية. والآن حان وقت اللقب الأغلى، دوري أبطال أوروبا.

وقال أليجري: "لا أنظر لما فزت به في الماضي، كل يوم أتطلع للفوز بالمزيد".

"نريد أن نلعب فنيا وتكتيكيا أفضل من ريال مدريد وأن نرغب في الفوز أكثر منهم".

"جئنا من أجل الفوز وهذا ما سنعمل من أجله". وهذا ما عليكم العمل من أجله يا يوفنتوس.

البداية ستكون من أول لاعب في الملعب تجاه يوفنتوس. الأسطورة جانلويجي بوفون.

بوفون الذي يحصل على تعاطف جماهير برشلونة والعديد من مشجعي كرة القدم (غير المنتميين إلى ريال مدريد) يرغب في الحصول على لقبه الغائب.

جانلويجي لم يحقق أي دوري أبطال في مسيرته، مسيرة شارفت على النهاية لصاحب الـ39 عاما، فهل تنتهي الحكاية بأفضل صورة؟

"الجميع يحبون الحكايات، وفوزنا غدا سيكون حكاية سعيدة مثالية".. بوفون

11 مباراة خاضها بوفون مع السيدة العجوز هذا الموسم في البطولة، حافظ على نظافة شباكه في 8 مباريات منها، ولم يستقبل سوى 3 أهداف، كما تصدى لـ17 تصويبة، كان هذا كل ما قدمه صاحب الـ39 عاما في 990 دقيقة لعب.

أمام بوفون يوجد ثنائي ولا أروع. جورجيو كيلليني وبونوتشي.

10 مباريات خاضها ليوناردو بونوتشي مع يوفنتوس خلال محطات وصوله لكارديف. استخلص الكرة 10 مرات، واعترضها 16 مرة، وشتتها 42 مرة.

أرقام مبهرة للفريق الذي لم تهتز شباكه طوال البطولة إلا 3 مرات فقط.

إذا تخطينا كيلليني وبونوتشي فسنجد الهدية الأفضل التي قدمتها برشلونة إلى السيدة العجوز. داني ألفيش.

هو الجناح الطائر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

دفاعيا ستجده في المكان المناسب ضد سرعات ريال مدريد. وهجوميا ستجد يشكل جبهة قوية للغاية سترهق الفريق الملكي.

7 أهداف ساهم بها ألفيس هذا الموسم، من أصل 21 هدفا ليوفنتوس في دوري الأبطال، مما يعني أن لاعب برشلونة السابق وضع بصمته في ثلث أهداف السيدة العجوز هذا الموسم.

سجل 3 أهداف وصنع 4 كما خلق 26 فرص للتسجيل، خلال 11 مباراة.

صناعة هدف واحد في النهائي تفصل ألفيس عن رقم قياسي جديد له، حيث لم يسبق وأن صنع أكثر من 4 أهداف في دوري الأبطال، وهو ما فعله مرتين من قبل موسم 2011-2012 و2014-2015.

ولا أحد يعرف كيف ترك برشلونة ألفيش إلى يوفنتوس.

في الهجوم تكون الأزمة.

الأزمة هنا ليست في سوء مستوى جونزالو إيجواين، فالأخير يعيش فترة مميزة ويسجل العديد من الأهداف منهم 5 في دوري الأبطال.

لكن الأزمة تكمن في "نحس إيجواين في النهائيات".

لم يسجل جونزالو هيجواين في أي نهائي خاضه من قبل، 3 مع منتخب الأرجنتين، 1 مع نابولي و1 مع فريقه الحالي يوفنتوس.

المرة الوحيدة التي نجح فيها إيجواين في التسجيل في النهائي، احتفل لمدة طويلة قبل أن يرى راية الحكم المساعد في نهائي كأس العالم 2014 وإلغاء الهدف.

هنا يأتي قلق جماهير يوفنتوس. ولكن يوجد المبدع والساحر الصغير باولو ديبالا.

ديبالا سجل 4 أهداف منها ثنائية في مرمى برشلونة بثمن النهائي، ضمن بهم يوفنتوس الوصول لنصف النهائي.

خلق 15 فرصة للتسجيل، وصوب 22 مرة، بعدما يظهر لاستلام الكرة من الأطراف ويقتحم بها عمق الملعب.

قيمة كبيرة لديبالا ستكون نقطة القوة ليوفنتوس.

-------------

في أحداث مثل نهائي دوري أبطال أوروبا، لن تتعب من أجل زيادة حماس لاعبي فريقك وتعريفهم بأهمية المباراة.

الكل استمع إلى أل باتشينو. الكل عليه الاستماع إلى أل باتشينو.

التعليقات