دينيس بيركامب.. "حمار الأسبوع" الذي رباه كرويف

الأربعاء، 10 مايو 2017 - 13:19

كتب : هشام إسماعيل

بيركامب - كرويف

"حسنا كان الإعلام الإيطالي يكرهني، يرغبون في التحدث لي يوميا، كل يوم فعليا وحين أغلق الباب على نفسي وأرفض الرد يهاجموني بعبارات مثل حمار الأسبوع".

لا يمكن أن يمر يوم 10 مايو دون أن نذكر الهولندي الأنيق دينيس بيركامب والذي يحتفل فيه كل عام بعيد ميلاده، 48 سنة هو عمر أسطورة أرسنال السابق اليوم.

لاعب أرسل روبرتو أيالا عائدا للأرجنتين قبل أن يطلق رصاصة لا تنسى في شباك التانجو في مونديال 1998، جعل العالم يقف مذهولا من هدفه في نيوكاسل.. هداف تاريخي سابق لمنتخب هولندا وصنع أرسنال تمثالا له.

موهبة رباها يوهان كرويف في بداياته، وهو ما يفعله الآن بيركامب بنفسه في أياكس أمستردام.

رباه كرويف

انضمام دينيس بيركامب لصفوف أياكس أمستردام جاء بعمر الـ12 بعد أن رفضت أسرته هذا الأمر بعام قبله، العائلة الهولندية رأت مجموعة من الرجال يرتدون الملابس الثقيلة يتحدثون بتعال فرفضت انضمام الابن لهم.

مدربو أياكس أصروا على ضم بيركامب وعادوا من جديد له والأسرة وافقت فقط لأن صديقه الذي يسكن بجانبه انضم هو الآخر للفريق.

ويقول بيركامب عن هذه التجربة "تخيل من كان يدربني في أياكس وأنا في الثانية عشر من عمري؟ يوهان كرويف نفسه.. دربنا أكثر من مرة".

وأكمل "مدرب بهذا الحجم يتعامل مع أطفال.. يجعلهم ينضجون، لهذا جيلي كان رائعا.. تحدث معي مرة وأنا في الـ13 وقال لي، لماذا لا تلعب من أجل المتعة.. جربت وطريقته نجحت".

جيل دينيس بيركامب في أياكس كان يضم فان دير سار، فرانك دي بور، رونالد دي بور، إدجار ديفيدز ومارك أوفر مارس.

بيركامب حقق الاستفادة القصوى من أكاديمية أياكس، لعب في كل المراكز هناك عدا حراسة المرمى، تجربته كمدافع ساعدته في معرفة كيف يتغلب عليهم لاحقا.

عندما أصبح في عمر السابعة عشر وصل بيركامب للفريق الأول والذي كان يدربه كرويف نفسه في ذلك الوقت، ليمنحه الفرصة في نهاية عام 1986 لارتداء قميص أياكس.

ومنذ العام الأول له ظهر أن بيركامب سيقدم الكثير لأياكس أمستردام، مساهما في تحقيق بطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1987.

وفي عام 1990 قاد أياكس لاستعادة لقب الدوري الهولندي بعد غياب 5 سنوات عن القلعة الكبيرة، وحقق لقب هداف الدوري بـ29 هدفا بالمشاركة مع البرازيلي روماريو ليصبح أفضل موهبة هولندية.

وظل بيركامب هدافا للدوري حتى رحيله عن أياكس في 1993 كما كان أفضل لاعب في هولندا مرتين في 1991 و1993 ليقرر أخيرا الخروج ولكن كانت هناك أزمة.

ويقول بيركامب "في كل مرة أتي لي عرضا كنت أتصل بكرويف أستشيره وكانت إجابته واحدة فقط، لا.. كان يريدني في برشلونة وأنا أردت اللعب في المسابقة الأقوى بالعالم (الكالتشيو) لكن لم يكن أمامي سوى ميلان وإنتر".

وأضاف "لم أختر ميلان لأنني لم أرد أن أصبح ظلا للهولنديين هناك، فاخترت الذهاب لإنتر ميلان".

حمار الأسبوع

الفشل في إيطاليا جاء لأنه لا يحب الطرق الدفاعية، علاوة على ذلك لم تتركه الصحافة الإيطالية وشأنه في كل مرة فعل فيها شيئا أو لم يفعل.

بيركامب يقول "في هولندا كنت تحصل كل مباراة على 5 فرص للتسجيل أما في إيطاليا هي فرصة واحدة لو كنت محظوظا".

الإعلام الإيطالي وصفه في مرة بـ"حمار الأسبوع" ولم يتركوه وشأنه حتى عندما قرر حلاقة شعر رأسه لتكتب لاجازيتا أن شعره يتساقط من الخوف والضعوطات.

الخروج من إيطاليا إلى أرسنال كان صفقة تاريخية وقياسية للمدفعجية مقابل 7.5 ملايين إسترليني عام 1995، كما اعتبرها إنتر ميلان مقلبا شربه المدفعجية.

بروس رويتش مدرب أرسنال آنذاك قيل له "ستكون محظوظا لو سجل لك 10 أهداف".

نعتقد وبالتأكيد أنتم تعرفون أن إنتر ميلان كان مخطئا وأن أرسين فينجر كان محظوظا للغاية عندما قدم لأرسنال في 1996 ليجد أن الفريق يمتلك لاعبا بحجم دينيس بيركامب.

الخوف من الطيران

الجميع يعرف أن دينيس بيركامب يخشى الطيران، يفضل قيادة سيارته من شمال لندن إلى كارديف ليلعب مباراة هولندا مع ويلز ثم يقود عائدا إلى هايبري ليلعب مع أرسنال وكذلك سيستقل القطار ذاهبا إلى مدريد بينما يحلق زملائه للذهاب إلى هناك.

وبدأت معاناة بيركامب مع الطائرات بسبب حادثة تعطل أحد محركات الطائرة التي استقلها منتخب هولندا إلى كأس العالم 1994 في أمريكا إذ بدأ يعاني من مرض "الخوف من الطيران" ليتوقف اللاعب عن السفر بالطائرات بعدها.

ويقول بيركامب "لقد شعرت وقتها بشعور سيء وتربى إحساس بداخلي بكره الطيران وبدأ يؤثر على، ثم قلت أنا لن أفعل ذلك مجددا".

وأضاف "لقد كلفني الأمر أموالا طائلة، في مفاوضاتي مع أرسنال إذا قلت مليون سيخصمون منهم 100 ألف مباشرة متحججين بعدم قدرتي على ركوب الطائرات ووافقت على ذلك".

لكن بيركامب كان يحاول الحل وأكد في أكثر من مرة رغبته في الذهاب لطبيب نفسي، لكن على ما يبدو لم يتغلب الهولندي على الأمر.

الأهداف الجميلة

هدف في نيوكاسل اختاره جمهور أرسنال كأفضل هدف في تاريخ النادي، وهو يستحق حتى نكون منصفين فمن منا لم يمتلكه على جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل عصر يوتيوب.

لكن كيف سجل دينيس بيركامب الهدف؟ كيف فكر في تجاوز المدافع وهو لا يراه؟ ليس هناك أفضل منه ليحكي الأمر.

ويقول بيركامب "أردت أن يمرر لي بيريز الكرة تحت قدمي ولكنه مررها لي خلفي، فكرت بأنني أريد فكرة أخرى".

وأضاف "كان يمكنني أن أختار الحل الآمن وأتحكم بالكرة ثم أستدير، لكنني أعرف أن المدافع يلاحقني وسرعة الكرة ستساعدني في قراري الذي اتخذته قبل أن تصل الكرة لي بعشر ياردات وهو أنا أستدير به".

وتابع "يقولون أنني لم أقصد؟ لا أحد يرى المستقبل، لكنك تعرف ان الكرة سترتد والمدافع سيستدير وعندما ستدفعه أين ستسقط الكرة".

هدف نيوكاسل ربما الأشهر لكنه ليس الوحيد الذي سجله بيركامب بطريقة رائعة ومميزة، فهناك هدفه الرائع في شباك الأرجنتين بربع نهائي كأس العالم 1998 والذي يراه الأجمل في حياته.

هذا الهدف كان مثل اللغز بالنسبة لبيركامب، يقول عنه بأنه مثل الأحجية يحلها في رأسه أولا بعد أن يرسم الصورة كاملة ثم يقرر تنفيذها على أرض الملعب.

وقال عنه "عندما كانت الكرة مع فرانك دي بور، نظرت لعينيه وأنا أعرف هذه النظرة وأعرف أين سيمرر فبدأت الركض إلى هناك، قبل أن أتسلم الكرة نظرت لزاوية التصويب كانت مغلفة".

وأضاف "قررت مراوغة المدافع (أيالا) ثم سددت وقد كان الهدف".

هدف لا يحتاج إلا شخص يمتلك هدوء كبيرا لدرجة أن أولاده يلقبوه بـ"جبل الثلج".

التعليقات